إزيك يازول

كلمة (يازول) كلمة محببة إلى نفسى ، تربطنى مباشرة بالوطن فهى صبغتنا بين العالمين ‘ وهى كلمة إختص بها السودانيون وحدهم دون سائر الأمم ، فحازت رضاهم وربطتهم بالوطن رباطا وثيقا ، فكل زول لا شك أخوهم أوأبوهم أو حموهم ، يأكلون القراصة جماعات وفرادى ، ويتوسدون ظلال الشدر ، ويرعى بعضهم الغنم مثل ما كان يفعل الرسل ، حتى تفشت فيما بينهم المحبة والمحنّة والوئام فصار الترابط السريع الذى لا يحتاج إلى تكلف بينهم هوالتصريح المباشر للدخول فى سويداء قلوبهم السمراء ، وكل ذلك يكون مفتاحه كلمة يازول التى قرآها الآخر فى عينى قرينه ، قبل أن تعقبها تلكم البسمة السودانية الصارخة الساحرة النفاذة إلى قلوب الأعداء قبل مُضغ الأحباب ، وذلك عندما يلتقى سودانيان مصادفة فى أى الدروب ، فيذوب الجليد بينهما سريعا ، وتجرى أنهار تذكار الوطن لتحتل مطلع حواراتهما ويتجاذبان من بعده عذب الحديث ، وتتوثق أخوتهما لمجرد إنتمائهما لذلك البلد الأبى ، وتلكم النظرة الزولية الشفوقة ، التى بادر كل منهما اخاه.

إزيك يازول والهموم تعتصرك من كل حدب وصوب فأرجو أن لا تنسيك هويتك ، ورياح التغيير العاتية تهب على الدنيا فأرجو أن لا تطمس طيبتك وبساطتك ، وتضيع وسط الضائعين ، مزقتنا السياسة إرباً ، وما زلنا لها عاشقين ، ودخلنا فى مزالق الأديان نتأرجح ما بين الكنائس والمساجد والقبور ، كلما تحاورنا فشلنا ودرنا فى دوائر العدم ، والعالم من حولنا يبحلق فى ذهول ،

إزيك يا زول وأنا أدعوك لتتسامح مع نفسك أولاً وقبل الآخرين ، فلماذا تضيق أخلاقنا ونتنرفز كثيراً حتى فى إشارات المرور ، أتكون هموم الحياة هى الطامة الكبرى التى حلت بنا حتى أنستنا المبادىء والقيم التى تربينا عليها ، أم تكون هى المشاغل؟ وإذا كنا كلنا مهمومون فى معايشنا ومشاغلنا وبرامجنا الحياتية اليومية الضاغطة لنا أجمعين إلى هذا الحد ، فمنذا الذى يقطف يازول الزهور والياسمين ؟

إطرح همومك جانبا ، وخذ الحياة بروية وسجية وبساطة تجد العجب يازول ، فالخير فينا بإذن الله ، إلى أن يرث الله الأرض ويعيدها سيرتها الأولى ، وإن ظننا أن الخير قد ولّى عنا ،

وإن كنتم فعلاً ترومون الحياة الكريمة فضعوا الوطن فى سويداء الفؤاد ، وتخيلوا معى كما يقول أولاد جيلنا ، ماذا لو طبعت (خريطة السودان) فى قلوبنا ، يتوسطها نيلنا بذلك الإنحناء الموسيقى العجيب ، الذى لم يخلق الله مثله إلا فى بلاد السودان ، هبة إلهيه منه جلّ وعلا يبادلنا به حباً بحب ، وتكون تلكم الخارطة وشماُ (شامة) فى قلوبنا أجمعين ، ويضخ الدم حوالى تلكم المُضغة إلى آخر قطرة فيها وحب السودان يجرى فى كل خلية فيه ، هذا هو السودان أحبتى ، تسامح وطيبة وجمال غير محدود ، فلا تضيعوه ، فالذئاب تتربص بكم من كل صوب.

إزيك يازولة ، فهذه المرة دعونى أخاطبها هى ، تلكم المرأة السودانية الفاضلة المكافحة المنافحة المتطورة والمواكبة لإيقاع الزمن الكبير ، فصارت لنا الأخت والزوجة والصديقة والحبيبة وشاركتنا فى الحياة هماً بهم وفرحاً بفرح ، وتغنى لها شعراؤنا وهى دائماً محل فخرنا واعزازنا فالزولة مو زولة نصاح ، انتصرت فى معظم قضاياها وساندها مجتمعنا النظيف بالإقتناع بنظرتها وعدالة مطالبها فأعطاها كل ما لم ينله الكثيرون أمثالها فى بعض المناحى والدول ، واعتلت المنابر وتحدثت باسم وطنها فى كل المحافل ، زرعت ، حلبت ، حصدت ، درست ، نجحت ، عرّست ، ولدت ، ربت ، علّمت ، ساقت ، تعلمت ، حبت ، كرهت ، طلقت ، حامت (من المحاماة) ، زغردت ، حامت (من الحوامة) ، نقرشت ، طرّزت ، كرهت ، تنفست ، ثارت ، صاحت ، بكت ، ضحكت ، عاشت ، مرقت ، عشقت ، تفننت ، رسمت ، عزفت ، جُرحت ، ماتت ، وقدمت الشهيد تلو الشهيد وما زال رحمها فياضاً يقدم لنا الجيل بعد الجيل ، فنحن يا إخوتى قد تسامحنا مع النساء فى السودان بل عشقنا النساء فى السودان وصاهرناهم وطهرناهم من كل الشرور والسواد والسجم ، ورقصنا معهم بالسيف تحفنا المروج والنخيل بين شواطىء النيل العظيم تقديرا لدورهن الرائد العظيم فى مسيرة رتابة الحياة التى أرهقت معظمنا ، بعدما قسونا عليهن فوشمناهن وشلخناهن وختناهن وسمحنا لهن أن يترنحن فى دوائر الظار والشيطان وفسحنا لهن المجال ليفتحن الحانات وبيوت الخنا ثم تتقمصنا روح هارون الرشيد تنازع دواخلنا الزنجية التى اختلطت بثقافات أخر ، حتى صحونا من غفوتنا بعدما تعلمت مهيرة فنفضت كل ذلك الخبال والتخلف البغيض عن نفسها فانقرضت تماما كل هذه العادات ، واستوعب الولد الدرس ، وفهمت البنت القصص ، فتوصينا بالنساء خيرا ، بعد كل الظلم الذى وقع عليهن وتبوأت المرأة عندنا يازول مكانها الصحيح عفيفة نظيفة مثقفة وفنانة وأديبة ، ناجحة بكل المقاييس فى كل مجال قصدت اليه ، فحُق علينا تلكم الرقصة النيلية معها.

كنا نقرأ أحبتى منقو زمبيرى ، وصدّيق عبدالرحيم واليوم تناثرت بنا السُبل ، فأصبح صديقنا ود شداد فى الأمارات وشانتير فى اليابان وياسمين فى اليمن ، صغُر العالم من حولنا حتى قاربت تكساس الجنوب وحتى كادت تلامس الصين أبوزبد ، واختلط الحابل بالنابل وانضم صدّيق للحركة الشعبية وانشقّ هارون عن حزبٍ وذهبت عفاف الجنوب ، وأرهقتنا السياسة والسياسيين واشمأزت الدنيا قاطبة من هرطقتنا وتنظيرنا وإستعلائنا الذى هو فى غير موضعه ، بينما بلادنا ما زلت تكتوى بنيران الفتن ونحن ما زلنا نرتوى بدماء بعضنا البعض ،

إزيك يازول والحالة صعبة تب ، لكنك والله قادر على تجاوز المحن وفك طلاسم الإحن بصبرك ونظرك الثاقب وعقلك وفكرك ووضعك للسودان فى موضعه الصحيح ليكون علماً بين الأمم ، لم لا؟ لم لا وفينا الطبيب والمهندس والمدرس والسياسى والغفير والسباك والسائق والتلميذ والنجار والمترجم والحداد والبياع والوزير والمشترِى والصراف والسمسار والفنى والعسكرى والمورّد والمصدّر والطيار والبحار والمزارع والراعى وأمين الجمارك وأمين المجلس البلدى والوالى ورئيس القضاء والإذاعى والمسرحى والفنان والمحامى والقاضى ورجل المطافىء والدباغ والشاعر والأديب والميكانيكى والحارس والفارس والسمكرى والنُقلتى والكهربائى والصعلوك والزمار حتى ضارب البُنقُز وغيره كثيرٌ من المهن ولهن مثل الذى ذكرت من مناصب ومهن ، وتلكم إذن هى ثرواتنا الحقيقية ، يأتى من بعدها البترول والمعادن ، لأن كل هؤلاء وكل أولئك هم الذين يرتجيهم ذلك الوطن ، فهم السواعد الفتية ،وهم المخلصون حقاً ، وهم شباب النيل وولاد النيل وعيال مهيرة صُح ، فأبشرى يا مريم وأفرحى يا تماضر وزغردى يا بتول.

هذه دعوة صادقة إخوتى من مواطن سودانى قلبه على الوطن ، يسألكم أن تجعلوا السودان فى حدقات الأعين ، وتتركوا الخلافات السخيفة إكراماً وتقديراً لشعب السوان المغلوب على أمره ، والذى تشتت أبناؤه فى كل البقاع ، فهلاّ أعرتم تلكم الدعوة وذلك المكان نظرة جديدة؟ حبابك يازول.

إزيك يازول.

تهيب بنا أن نكون كما كناوأشياء كثيرة أخرى..لن أقول هيهات ياهشام ولكن الموجة كسرت!فهناك أخ صاحب عمر لا ينقطع عن السودان ولو في السنة مرة، كل سبتمبر أترقب عودته من البلد لأتزود منه من ذات التفاؤل الذي "بثثته" أنت فينا عبر حروفك هذه، صاحبي هذا قطع مني "التفاؤل" الذي عودني عليه بعد عودته قبل اسابيع من السودان لحضور عزاء، تكلم وأصخت السمع وقال وقال وقال، ثم أنسحبت إلى جواي سرحان في عبارة لم اتابع ما بعدها من كلام: الليل بقى كئيب والشوارع مظلمة إلا الفيها عمود كهرباء كل الناس بقت توفر حق لمبة الشارع!!! والمسد كول....ولكن دعني أحيل دعوتك إلى دعاء: ربنا يصلح الحال.

لا يا صديقى لا تدع التشاؤم يسرق (السودان) من خلايا قلبك العامر ، فالسودان ليس ملكاً لأحد ، هو ملكنا جميعا وهو يحتوينا جميعا وهو يجرى فى الشرايين ، وإن سمحنا لأنفسنا بقبول التوطين هذا فمن يعوس الكسرة؟؟؟ ومن يدوبى ومن يصلى ومن يمدح ومن يجلس فى الأنداية ومن يرش الحوش؟؟؟؟ ومن ومن

يا صديقى لا بد لليل أن ينجلى ، فقط علينا أن لا نضيع السودان حتى لا يضيعنا ونضيع وسط الزحام

شكرا ليك يا بناديها وسنظل كلنا (نناديها)

بعد الحال ما رق
نحمد الله تمرنا مرق

آزول
أزيك أزيك أزيك

حرارة إزيك آزول عندك يا المسافر ، هى التى تنسينا هموم الوطن

تسلم سيدى

انحنا حافظين للوصيه جوه في قلوبنا الوفيه...

أديب المنبر محمد محى الدين

تسلم سيدى على حفظكم للوصية ووضعكم للسودان فى دواخلكم النقية

تسلم سيدى ويسلم السودان وأهله الكرام

عزيزي هشام

سلام كبير و مودة راسخة

Quote: كنا نقرأ أحبتى منقو زمبيرى ، وصدّيق عبدالرحيم واليوم تناثرت بنا السُبل ، فأصبح صديقنا ود شداد فى الأمارات وشانتير فى اليابان وياسمين فى اليمن ، صغُر العالم من حولنا حتى قاربت تكساس الجنوب وحتى كادت تلامس الصين أبوزبد ، واختلط الحابل بالنابل وانضم صدّيق للحركة الشعبية وانشقّ هارون عن حزبٍ وذهبت عفاف الجنوب ، وأرهقتنا السياسة والسياسيين واشمأزت الدنيا قاطبة من هرطقتنا وتنظيرنا وإستعلائنا الذى هو فى غير موضعه ، بينما بلادنا ما زلت تكتوى بنيران الفتن ونحن ما زلنا نرتوى بدماء بعضنا البعض ،

كل المناهج الدراسية زمان كانت تعنى بالوحدة و بالمحبة
كل المعلمين كانوا من ذوي الروح الوطنية العالية و يتمتعون بنكران ذات ةو يضعون مصلحة الطلبة في المقام الأول ..

الآن إنقلبتْ الموازين نتيجة للماديات التي طغت على كل أوجه الحياة ..
المعاناة و شظف العيش جعلت من الناس غيلان تبحث عن الفرائس ..

لا فض فوك صديقي العزيز
أرقد عافية

أبوجهينة أخى وحبيبى

وإنت كمان لا فض فوك فقد قلت عين الحق

تسلم

إزيك يا أحلى زول

إزيك يا أبو آمنة

شفت حلاوة (سلام) السودانيين ده كيف؟؟؟؟