ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس

ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس


02-19-2006, 05:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1140365592&rn=0


Post: #1
Title: ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس
Author: منى أحمد
Date: 02-19-2006, 05:02 PM

.
.

بدأ الكاتب السوداني جعفر عباس كما أشار هو في سيرته الذاتية حياة مليئة بوعي كتابة مختلف يقوم على ثقافة متينة ومتعددة ..
جعفر الذي كتب زواياه المنفرجه والحادة .. في اهم الصحف العربية ...
معنا الان في ملتقى مدد الثقافي

رابط الحوار لمن يريد المتابعة

http://www.mdaad.com/vb/showthread.php?t=1515

.
.








http://www.mdaad.com/vb/showthread.php?t=1515

Post: #2
Title: Re: ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس
Author: Tumadir
Date: 02-19-2006, 05:49 PM
Parent: #1

وهذه هى سيرته "الحلوه" كما حكاها فى مدد فهلموا لمحاورة هذا الرجل:




بقلم : جعفر عباس
لمدد

سيرتي ومسيرتي
بدين جزيرة نيلية كبيرة سكانها جميعا من النوبة، وهم سلالة قديمة أقامت أول حضارة في وادي النيل، وما زال أهلها يتكلمون لغة أجدادهم التي يتجاوز عمرها خمسة آلاف سنة، وإلى بدين هذه انتمي، ولكن شاء حظي ان أولد في مدينة الخرطوم بحري وهي أحد أضلاع العاصمة السودانية المكونة منها والخرطوم وأم درمان، وكلمة بحري تعني "شمال" في العاميتين المصرية والسودانية وتقابلها كلمة "قِبلي" التي ترمز الى "الجنوب" وكانت الخرطوم والى عهد قريب تسمى "الخرطوم قبلي" للتفريق بينها وبين الخرطوم بحري.. بدين بلدة زراعية وكثيفة السكان ومن ثم فإن معظم رجالها اضطروا منذ بواكير القرن العشرين الى الهجرة الى مدن السودان الأوسط ومصر.. وفي مطلع شبابه هاجر أبي الى مصر سيرا على الأقدام في رحلة استغرقت نحو ثلاثة أشهر وعاد منها الى الخرطوم بحري حيث عمل في البواخر النيلية.. ولدت في ذات عام ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وحرب العراق الأخيرة، وكان ذلك في الأول من سبتمبر، (ومن ثم يعتبرني الزعيم الليبي من أنصار نظريته "الثالثة" بالميلاد) وأسماني أبي، جعفر "الطيار"، وظل الى ان توفاه الله يقول انني ولد مبروك، لأنه نال علاوة قدرها 30 قرشا وهي أقل من ثلث الجنيه الواحد، بعد ولادتي مباشرة، مما أدى الى طفرة طبقية في حياة عائلتنا فصرنا نأكل اللحم مرتين في الأسبوع، ولكن حز في نفسي لاحقا أنني علمت ان والدي وبالرغم من الثروة التي هبطت عليه بالتزامن مع مولدي لم يوفر لي البامبرز ولم يطعمني السريلاك، بل فطموني على الفول حتى صار جزءا من تكويني الجيني.
بعد ان قضيت شطرا من طفولتي في مدينة اسمها كوستي في السودان الأوسط وهي أهم ميناء نهري في السودان، أرسل والدي العائلة الى شمال السودان النوبي أي بلدتنا الأصلية جزيرة بدين لسببين: لنتعلم لغة أهلنا ولأن المدارس عندنا كانت عالية الأداء الأكاديمي.. ورغم انني نشأت ناطقا بالعربية إلا أنني وبعد سنة واحدة في بلدتي بدين، كنت قد نسيت العربية تماما لأنه لم يكن هناك من يعرف منها كلمة سوى ما يتعلق بأداء الصلاة.. وكصبي كان على ان اذهب الى المدرسة صباحا ثم أسرح بغنم العائلة عصرا، وظللت أرعى الغنم لنحو ست سنوات، ويكون رعيها خلال الموسم الذي تبقى فيه الأرض بورا في انتظار الدورة الزراعية الجديدة، أما في موسمي القمح والذرة فقد كان علي التوجه الى الحقول ل"حش" العشب الأخضر وحمله على رأسي لتتناول بهائمنا طعاما طازة/فريش.. وكان أدائي في المدرسة الابتدائية ضعيفا ولم يكن أحد يتوقع لي مواصلة مسيرتي الأكاديمية .. ولكنني نجحت في دخول المدرسة المتوسطة في المحاولة الثانية – أي أنني مكثت في الصف الرابع الابتدائي سنتين، وكان السلم التعليمي وقتها 4 سنوات ابتدائي ومثلها متوسطة مثلها ثانوية.. وفي المدرسة المتوسطة وقعت في غرام اللغة الانجليزية الى درجة العشق وربما حببني فيها ان المعلمين كانوا يضربوننا إذا ضبطونا بجريمة التخاطب باللغة النوبية، وظلت الانجليزية سلاحي الأكاديمي ثم صارت سلاحي في الحياة العملية والى يومنا هذا أحرص على قراءة جريدة واحدة بريطانية على الأقل يوميا ومجلة تايم او نيوزويك اسبوعيا، وبسبب تعلقي بالإنجليزية، وكانت وقتها لغة الدولة الرسمية بمعنى أنها كانت لغة العمل في الدواوين الحكومية والشركات الخاصة، صار إلمامي بالعربية ضعيفا رغم أنني قرأت كل روايات الأطفال التي كانت متوفرة في ذلك الزمان (كامل كيلاني وجرجي زيدان وغيرهما).. وهكذا ورغم انني تخصصت في اللغة الانجليزية في الجامعة إلا أنني عكفت خلال وجودي فيها على الكتب العربية وقرأت معظم الكتب التراثية وشغفت بالشعر العربي، وصرت وما زلت عاشقا لأبي الطيب المتنبي (رغم الكلام البايخ الذي قاله في بلدياتي كافور الإخشيدي)
كنت "مسيسا" منذ مرحلة مبكرة من عمري، فقد شهد جيلنا استقلال البلاد من الحكم البريطاني وولادة لأحزاب السياسية، وكنت استمتع بالمشاركة في المظاهرات المنددة بالحكومات العسكرية التي توالت على السودان، وتم فصلي من المدرسة وأنا في السنة النهائية بالمرحلة الثانوية وبعد نيلي شهادتي الجامعية بقليل دخلت السجن (على عهد الدكتاتور جعفر نميري) ولم تكن تجربة السجن مؤلمة فقد كنت خاليا من الهموم وليس عندي زوجة ولا عيال، وفي السجن تسنى لي قراءة العديد من الأعمال الأدبية المهمة والمشاركة في مناظرات كان يديرها مثقفون ذوو وزن ثقيل.. ودخلت الحياة العملية لأول مرة كمدرس للغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية في مدينة اسمها سنار وهي ذات تاريخ عريق وكانت عاصمة أول دولة إسلامية في السودان تسمى "السلطنة الزرقاء"، وبها سد مائي (خزان) على النيل الأزرق القادم من الهضبة الحبشية وتتفرع منه جداول عملاقة تسقي مساحات شاسعة في أكبر مشروع زراعي في العالم بالري المستديم (أي غير المعتمد على الأمطار).. وسنار هذه هي عاصمة الملاريا في السودان بحكم انها محاصرة بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المليئة بالبرك والمستنقعات، وكنت في عز الشتاء أنام بعد تشغيل المروحة بأقصى سرعة حتى تهش الناموس عني، ومن سنار انتقلت الى مدارس الخرطوم حيث عملت في مدارس البنين والبنات، ثم قبلوني مترجما وضابط إعلام في السفارة البريطانية في الخرطوم وكان معظم عملي يتعلق بإصدار نشرة صحفية يومية وترجمة تقارير من مصادر بريطانية وتزويد الصحف السودانية بها.. وجعلتني تلك الوظيفة برجوازيا فقد كان راتبي يعادل راتب وكيل وزارة، فاقتنيت ثلاجة وارتديت الكرافتة لأول مرة وصار عندي زوجان من الأحذية.. ولكن وبسبب سوابقي السياسية وسجلي الإجرامي (دخول السجن) قرر البريطانيون ان بقائي في السفارة خطر على الأمن القومي لبلادهم، ومعهم الحق في ذلك فكلما طلبوا مني ترجمة تقارير عن الأميرة آن أو الأمير تشارلس وتوصيلها الى الصحف كنت أحض الصحفيين السودانيين على عدم نشر تلك التقارير السخيفة: تشارلس سقط من حصانه والأميرة آن زارت الهند واستخدمت يدها في تناول الطعام.. يا للهول!
المهم انضممت مجددا الى الطبقات الكادحة فقد عدت الى مهنة التدريس التي كنت أحبها، وشاء القدر ان يقع علي الاختيار لدراسة الإخراج التلفزيوني (برامج تعليمية) في لندن، وكدت أجن من فرط الفرح.. ووصلت لندن و"تبهدلت" في مطار هيثرو عندما استوجب الأمر استخدام السلم الكهربائي، فقد فقدت توازني وامسكت بثوب سيدة سودانية كانت تقف أمامي وأصبحنا أنا وهي كومة واحدة.. وفي لندن تعرَّفت لأول مرة على دجاج كنتاكي وكان بالنسبة لي طعاما مضمونا ومأمونا ليس فيه شبهة الانتماء الى الخنازير.. وكانت أقسى تجربة في لندن هي الإقامة في بيت الشباب الكاثوليكي حيث كانت الحمامات (مكان الاستحمام وليس دورات المياه) بلا أبواب، وقضيت أيامي الأولى هناك بلا استحمام ثم صرت أضبط المنبه على الثالثة فجرا واتسلل الى الحمامات وافتح صنابيرها جميعا حتى يتصاعد البخار من الماء الحار ويوفر لي غطاء يستر عورتي في حالة قدوم متطفل للاستحمام في تلك الساعة.. وانتبهت في لندن الى أن لون بشرتي غير مرغوب فيه،.. كان من سبقونا الى هناك يتحدثون عن غزواتهم النسائية ويصورون لنا ان بنات لندن في انتظار إشارة او غمزة خفيفة من أي شخص حتى يتهافتن عليه، وذرعت شوارع لندن بالطول والعرض ولم ألاحظ انني لفت انتباه أي انثى ولو كانت حيزبونا من فصيلة غولدا مائير.. وذهبت الى ميدان ترافلغار (الطرف الأغر) لألتقط صورا مع حمامها الذي يحط على أكتاف الناس واشتريت قمحا يكفي لإطعام ضحايا المجاعة في عموم أفريقيا ولكنني لم أنجح في استدراج حمامة واحدة لتقف على كتفي او ذراعي.. وعدت وعملت بالتلفزيون السوداني لفترة قصيرة، تزوجت خلالها واكتشفت ان راتبي لا يكفي حتى لتوفير الفول لنا لأكثر من اسبوعين، وابتسم الحظ لي فحصلت على وظيفة اخصائي ترجمة في شركة أرامكو وكانت تلك أهم نقطة تحول في حياتي.. الترجمة في أرامكو لها أصول وقواعد صارمة وكان من حولي مترجمون معتقون.. ثم صرت أكتب مقالات في صحيفة قافلة الزيت وبطريقة أو أخرى تسللت الى صحيفة اليوم في الدمام وصرت أكتب فيها بانتظام باسم مستعار وكنت أيضا اترجم لها المقالات السياسية من مجلات مثل تايم ونيوزويك والايكونوميست.. وكانت تلك اول بوابة ولجت منها دنيا الصحافة المكتوبة.. بعدها انتقلت الى قطر حيث عملت بمجلة الدوحة الثقافية الشهيرة كما عملت "متعاونا" مع جريدة الراية القطرية.. وكنت في ذات الوقت أقوم بأعمال الترجمة لسفارتي كوريا الجنوبية واليابان وكان ذلك يدر علي مبلغا كبيرا فاشتريت أول جاكيت من أصل غير تايواني في حياتي واشتريت طاولة طعام بعد ان كنا (أنا وزوجتي وولدي البكر) نتناول الطعام جلوسا على الأرض.. ثم انتقلت الى صحيفة إمارات نيوز الانجليزية في ابو ظبي وصرت يوما ما مدير التحرير فيها ولكنها كانت أضعف من ان تنافس صحفا انجليزية صدرت في دبي بإمكانات ضخمة فانتقلت الى شقيقتها الاتحاد (كانتا تصدران عن نفس الدار) وبقيت هناك ثماني سنوات وثلاثة أشهر، اختلت خلالها ساعتي البيولوجية وصرت قليل النوم فقررت تطليق الصحافة كمهنة أساسية وانتقلت الى شركة الاتصالات القطرية رئيسا للترجمة والعلاقات العامة، ولكنني واصلت التعامل مع الصحف ك"متعاون" وعلى صفحات جريدة الشرق القطرية ولد عمودي الصحفي الخاص الذي يحمل اسم "زاوية منفرجة" ثم أصدرت أول وآخر كتاب لي في عام 1994 وبعدها التحقت بتلفزيون بي بي سي في لندن.. تعلمت هناك أصول العمل الصحفي السليم: الأمانة والدقة والموضوعية والحياد، وكانت تلك ثاني محطة مهمة في مسيرتي المهنية، ففوق ان بي بي سي اعطتني مؤهلا مهنيا معترفا به فإن وجودي في لندن قدمني ككاتب عمود الى الصحف العربية المهاجرة فكتبت في مجلة المشاهد ثم جريدة القدس العربي ثم مجلة المجلة.. ومنها انتقلت بزاويتي الى جريدة الوطن السعودية التي أدين لها بفضل تقديمي الى شريحة ضخمة من القراء في السعودية وخارجها.. ثم انتشرت على نحو وبائي في العديد من المجلات ومواقع الانترنت... تلك كانت مرحلة الزهو ب"النجاح" والفرح بأن اسمي متداول.. ثم صحت "كفى" ولم أعد أكتب إلا في الوطن، ولكن مقالاتي ظلت ولا تزال تظهر في عدد من الصحف ومواقع الانترنت بأسلوب القرصنة أي بدون إذن مني (ولا يضيرني ذلك في شيء) ثم انتقلت بزاويتي المنفرجة الى جريدة اليوم السعودية.. عدت من لندن الى وظيفتي في شركة اتصالات قطر وصرت متعاونا مع قناة الجزيرة ثم انتقلت اليها بقضي وقضيضي اعتبارا من مايو 2004، ويقال ان جورج بوش الرئيس الأمريكي تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن قصف مكاتب الجزيرة، ولا شك عندي في أنه كان سيفعلها بغرض التخلص مني فهو يعلم مدى حبي له وكتاباتي المتكررة عن عبقريته الفذة وذكائه وفطنته التي جعلت العالم واحة للسلام وجعلت العراق منارة للديمقراطية والأمن.

Post: #3
Title: Re: ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس
Author: منى أحمد
Date: 02-20-2006, 05:53 PM
Parent: #2

.
.

العزيزة تماضر
كعادتك تضيفين المفيد
وضعنا اسئلتنا و بانتظار البقية
وبانتظار الردود
أراك هناك

.
.

Post: #4
Title: Re: ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس
Author: Elkhawad
Date: 02-20-2006, 06:24 PM
Parent: #3


الاخت مني شكراً لي جعفر عباس
ابو مروة من سكان المنبر منذ امد بعيد ..... نظرة لما مضي



Post: #5
Title: Re: ملتقى مدد الثقافى يحاور جعفر عباس
Author: منى أحمد
Date: 02-22-2006, 06:18 AM
Parent: #4

.
.

العزيز / Elkhawad

هذا أدعى إذا للاعلان بما ان الحوار مع احداهل المنبر
تحياتى

.
.