سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com

سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com


02-18-2006, 06:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1140285015&rn=0


Post: #1
Title: سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com
Author: Osman Malik
Date: 02-18-2006, 06:50 PM

إبراهيم مالك/الولايات المتحدة
[email protected]

ان الزائر للسودان بعد غياب، يعود منه والقلب اقسى والراس اكثر اشتعالا بما ال اليه حالنا من الجدب السياسي والثقافي والفكري. اهل الحكم يروجون لثقافة رخيصة لحمتها تملق الحس العربي الاسلامي وسداها شعوذات مهوسي العصر والمتسللين من العصور الوسطى.

ان اغلب اهل السودان اليوم لا يتعاطون السياسة، بل وهم عنها راغبون. وكأن الانقاذيين قد جعلوها لهم رجزًّ من عمل الشيطان. يحدثك من تلقاه من المثقفين عن حال البلاد ومستقبلها وكأن المعني بالشأن سماء سابعة او كما الموجوع بالفقر والهوان شعب اخر لعله تحدث اللاوندية ففهم ما كان يقوله مدير الجمارك في ليلة ما.

الانقاذيون وحدهم.. هم الطلقاء، كما اهل مكة يوم الفتح، في ساحة اعدوها بعناية لمنازلة شعب تكسحت اطرافه وتُرك داخل ارضه مستغربا مستلبا ينهكه العوز ويلازمه شعور الاحباط والدونية من الانقاذيين المتخمين الذين تدّور بعضهم حتى صار بلا رقبة ..!!

تلك هي المحصلة السياسية في بلد لم يتمكن معظم قادتها السياسيين، باستثناءات يسيرة، من طرح وانفاذ دراسة عملية تتناول الواقع السوداني بكافة ابعاده التاريخية والثقافية والسياسية والاجتماعية مستشرفا من ذلك حلولا واسهامات جادة في طريق المشكل السوداني البليغ التعقيد.

وبالرغم من وجود بعض مؤشرات لانفراج سياسي الا ان الانحياز السياسي وعدم العدالة لا تزالان هما السمتان الجليتان في توزيع فرص العمل. فبترول السودان ليس ثروة لاهله البسطاء المعدمين.. كلا بل هو مال الله الذي استخلف عليه مجموعة من الانقاذيين. ان السوداني المؤهل ليس جديرا بشغل وظيفة في قطاع البترول ما لم تتم تزكيته سياسيا!!

واما تعاقدات البناء الضخمة فتظل حكرا على شركات بعينها لا يردعهم في ذلك حياء ولا تلجمهم نزاهة.

حدثني ضابط عظيم بقوة نظامية عن استشراء الفساد بها الى الحد الذي لا يستحي فيه بعض كبار الضباط من اقامة الولائم احتفالا باكتمال قصورهم التي شيدوها بينما من هم في نفس الرتبة يكابدون لمقابلة اعباء الحياة ناهيك عن تشييد القصور الباذخة. وليست ببعيدة عن الاذهان حادثة انهيار جامعة الرباط التابعة لوزارة الداخلية والتي شيدت مبناها شركة جزيلة العطاء قامت بتشييد بناية سامقة لوزير الداخلية السابق دون ان تستلم استحقاقها من الوزير، بل اثرت بان تستوفي دينها من قيمة الايجار. فهل قامت الشركة المعنية بتشييد بعض المباني لبعض فقراء السودان ومن استخلصت استحقاقها من الايجار.. وهلا جلس الوزير السابق في بيت ابيه وامه وينظر ايهدي اليه ام لا؟؟ يحدث هذا في دولة ترفع الاسلام شعارا سياسيا تهديدا لمعارضيها واستغفالا لمواطنيها وقد لا يعرف معظم السودانيون ان ما اقترفه الوزير السابق لممنوع بامر القانون في البلاد التي يطلق عليها الانقاذيون دول الاستكبار.

اما الاسواق فتأتمرها عمائم مستديرة وقلنسوات تخطف الابصار يحدثونك بحماس عن الاسلام والاستمساك بالمحجة البيضاء ويهرولون اذا ما نودي بالصلاة. واذا ما انفضوا عنها، عادوا للحنث باليمين والاحتيال على الغشماء الصادقين. لحاهم مستديرة دون اطلاق لعلها بذلك تستدير وتلتف على بعض المأزق المعاشية بغير اكتراث لهموم الميعاد. واثقو الخطوة يمشون ملوكا في ردهات البنوك اللصوص ولا يأبهون للشرطة البنكية.. لا يسألون عما اقترفوا من مال البنوك.. وغيرهم يسألون. واذا ما انفك خطب المعاش مدلهما واقتضى الظرف تصوفا وولها بشيوخ الخرطوم الجدد. فهم ياقوت العرش وحاملوا الالواح والاباريق ومراكز الحضرات الذائبة نحيبا في حب الامام ذي الجبة الخضراء.. فمن غيرهم يحمل المباخر ويطلق الانات عميقة من الصدور.. كلا بل من سواهم اعلم بانجلاء الطابق وانكشاف المستور؟؟!



هل ادركتموهم؟؟ انهم طفيليو السودان الاولين والاخرين.. الذين يتناجون بكافة الالسن الا لغة العلم والتعلم والصدق.. يأكلون ما لذّ من طعام ويمشون في اسواق فتحوها على ابواب السعير: انهم ابناء السفاح الشرعيين لاخر سنوات الامام الممقوت الذي ردوا غربته عن طريق صالة كبار الزوار.

لقد استهان الانقاذيون بالسودان واهله واعملوا ذهنهم التخريبي الطفيلي حتى اضحى الواقع الاجتماعي والسياسي بالبلاد فاقدا لقيم الكرامة والاحترام وما وجود جعفر نميري وابو القاسم محمد ابراهيم، وقضاة ... من أمثال المكاشفي والمهلاوي بالسودان احرارا طلقاء الا دليلا ناصعا على ذلك.

ولعل الاماني تكون خاتمة هذا المقال في ان ينتظم السواد الاعظم من مثقفي السودان في كيان سياسي موحد يستند على العلم والديمقراطية وسيادة حكم القانون. وكذلك لا اتمنى ان تعود لبلادنا عافيتها ولا تكن للسياسة دائرة على من جلبوا الدين لاسواقها رخيصا يباع ويشترى.

يحضرني في ذلك قول عنترة بن شداد عن ابني ضمضم الذين قتل عنترة اباهما في معركة ما.. فطافا بالبوادي والفرقان يسبانه ويتوعدانه بالقتل. فقال عنترة في ختام معلقته:

ولقد خشيت بان اموت ولم تكن للحرب دائرة على ابني ضمضم

الشاتمي عرضي ولم اشتمهما والناذرين اذا لم القهما دمي

ان يفعلا.. فلقد تركت اباهما جذر السباع وكل نسر قشعم

وقد ظفر عنترة بهما وقتلهما فما اشبه حالنا بحال الشاعر الاسمر غير اننا لم نظفر بطريدتنا. فاذا وقعت الواقعة وازفت الازفة: "حق عليهم القول.. وجاء عليهم الدور.. فلتقطع ارجلهم وايديهم من خلاف".. او كما قال صديقي العزيز احمد فضل.

إبراهيم مالك – مهندس سوداني بالولايات المتحدة

Post: #2
Title: Re: سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com
Author: Osman Malik
Date: 02-19-2006, 10:14 AM
Parent: #1

up

Post: #3
Title: Re: سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com
Author: wadalzain
Date: 02-19-2006, 10:26 AM
Parent: #2

برضو فوق

دليل الاستحسان

Post: #4
Title: Re: سياحة في تضاريس الذهن الطفيلي-from sudaneseonline.com
Author: Osman Malik
Date: 02-20-2006, 07:36 AM
Parent: #1

up