حينما تلتاع النفس وتمتلئ آنية الاشتياق , تتقهقر الحروف والكلمات معتذرة عن كونها عاجزة عن
حمل مسئولية ايصال المعاني ..تلك المعاني التي خطها شعرا الراحل المقيم الزميل الاستاذ / عبد
العزيز العميري حين قال :
اني تصورت القصائد انتم ... فضممت من شوق إليا وسائدي
وفي هذا السياق كتب الزميل والاعلامي .الشاعر. الاستاذ...عاصم محجوب ...يقول :-
النغم المهاجر .. والرحيل القريب ...
هموم تملأ الذهن المتعب وهواجس أمل بالعودة لا ينقطع وبناء مستقبل في سراب بعيد قريب، تتشابك
تتقاطع تتوازى فتقهر النوم وتفرض حكماً عرفياً بمشاهدة التلفاز أو سقف الغرفة، فيضحك السقف
وتضيء الشاشة مبتسمة .. وقطعاً ككل سوداني في بلاد الغربة والارتحال تكون القناة رقم واحد في
الرسيفر هي قناة السودان فكانت وقتها تبث المجلة الاقتصادية وبدأت البشريات بشركة ميقات في
ولاية القضارف ووزير المالية بالولاية يعدد ايجابيات الشركة. فتتدفق ترعة كباكورة لترع سد مروى
لتروي (35) ألف فدان. وتضيء كهرباء كوستي بحوالي (500) ميقا وات فتدب الحياة في طرق معبدة
لربط ولاية النيل الأبيض بولايات الجنوب وهواتف سوداتيل ترن مزهوة بمبلغ (1.2) مليار دولار من
الشركة الكويتية التي اشترت نصيبها في موباتل. كل تلك البشريات تداخلت مع بعضها البعض فعشت
حلماً وردياً بأني قد أكملت بناء المنزل الذي بدأ قبل شهور ووقف عند حد ( أعرش هنـا ) فها هو
الآن في ذلك الحلم المبتسم قد أكتمل بل وتم تأثيثه بأفخر الأثاث وسيارة كورلا ... لا بورا ... لا
كامري. المهم فضية اللون جلدية المقاعد وا ... وا ...
دقات القلب صحت تاني
رقصت الشوق في وجداني
رجعت الريد الجواني
من بعد الصمت الهداني
فتصحو المشاعر وتفيق الذكريات ويسعد القلب المثقل بالهموم فيرقص الطرب الحزين مداعباً الإحساس
بصديقي العزيز على السقيد فأصيح بأعلى الصوت ( يا الله يا هلالي وموصلي ) وتدخل الأخت الصديقة
المبدعة إيمان أحمد دفع الله بمداخلاتها الرائعة العفوية ويتجدد الحوار الثر الغاضب المبتسم
بين ميرغني الزين وسعد الطيب في تواصل الأجيال والليل الهادئ يتكسر على دقات طبول أولاد مليجي
والصوت الصادح يملأ الروح قبل جنبات الغرفة والنجوم تضيء في الديكور الأنيق ( هكذا هي حنان
صالح ) وكذا ألحان موصلي على كلمات مدني النخلي في ( كل النجوم ) فيأخذني الأمر بعيداً في
سماء الغرفة تتسمر النظرات والذهن الشارد في سنوات ماضيات يعيش وعالم من ذكريات الثمانينات
الغنية المترعة بالإبداع الحقيقي فمعهد الموسيقى كان في ريعان الشباب وعشرات من المبدعين في
الدراما والموسيقى نظرياً وعلمياً قد ملأوا الساحة بفنون ازدهرت فأثمرت. ومع نغمات ( جينا نخت
ايدينا الخضرة ) لصديقي الحبيب
عماد الدين إبراهيم تصحوا ذكرياتي مع الراحل الباقي في الوجدان ( عميري ) فتطفر من عيني دمعة
ومن قلبي زفرة وأقول في صمت ( يا الله يا على لما ترجع أمريكا سلم لي شديد على تماضر شيخ
الدين ) فتساب الدمعات تغسل بعضاً من فرقة الأهل والأحباب والأصحاب وهكذا خيوط الفجر بلحنها
اللطيف تحرك الوجدان طرباً فترقص الأطراف وهي ممدودة على أرض الغرفة ... وعجلاً يجئ الختام
وأيضاً ببشريات وردية جميلة كما بدأت في أول الليل بان الرحيل القريب إلى الوطن المسافر في
الوجدان قد حان وغداً سيعود النغم المهاجر ليدوزن الأوتار مع المبدعين القابضين على زمام الفرس
المتمرد في السودان ينتظرون.
أخي الرصين يس إبراهيم وصديقي الحميم شكر الله خلف الله والأخ الكريم محمد سليمان دخيل الله فيقطع
صوت إقامة صلاة الفجر الصوت المتدفق من التلفاز فأنهض مبتسماً سعيداً فرحاً وأردد بعضاً من
أبيات :
وكم زي متغرب وحيد حزين
شايل همه بالسنوات
معلق بين السحاب والطين
لا قدر لم القرش عاود
ولا قادر يقول لي متين؟
فضل جرح العمر مفتوح
سايب قلب الوطن مجروح
تهده الفرقة والشتيت
يناتل لي طلوع الروح.
والتحية لكل المبدعين داخل وخارج الوطن الأمين،،،
عاصم محجوب
قناة المجد الفضائية
الرياض - السعودية
[email protected]