لوحات للوطن - لقد عفوت عنه

قال البطل عبيد حاج الأمين أمام المحكمة التى عقدت له وأعضاء جمعية اللواء الأبيض بمنطقة كوبر بالخرطوم بحري برئاسة القاضى اوز برن فى فبراير 1925

(( إنكم تستطيعون ان تحاكمونى ولكنكم لن تستطيعوا الحكم على ... فأن هذا للشعب وللتاريخ))(1)


تأمل فى كل الذين رسموا لوحات للوطن، كيف تمت محاكمتهم فى ظل إنظمة فاسدة ومتجبرة ومغتربة عن شعبها، وكيف قال الشعب فيهم كلمته الحكم








المراجع
1 المجموعة السودانية لضحايا التعذيب(( شهادتى للتاريخ-بيوت سيئة السمعة))
تأليف على الماحى السخى
تحرير د حسن الجزولى

2صورة الشهيد عبدالخالق محجوب منwww.omdurman.us

الزميل مبذر

يحكى الشهيد على الماحى السخى عن القائدالفذ الجزولى سعيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى قائلاً

أن رحيله قد افقد الوطن واحداً من اعز وأبر أبنائه ويعد خسارة كبيرة لاتعوض، فكم اذكر له عشرات الأمثلة فى تفانيه وأستقامته، فلا زلت أستعيد واحكى دائماً لأصدقائى ومعارفى أحد أنبل المواقف التى تبين معدن ذلك المناضل الذى لم يكن يملك حتى لحظة رحليه سوي الشرف والاخلاص من أجل قضية شعبه الذى وهب حياته من أجله

فقد حدث أن زرته مرة فى فترة إختفائه تحت الأرض سنوات مايو القمعية وكان يوجد معه عدد من زملائه المختفين المناضلين والذين وجدتهم فى تلك اللحظة يعدون وجبة عشائهم الذى أذكر انه كان يتكون من طبق فول بالزيت، ولإكرامى ذهب إخدهم بكل همة واشتري جبنة وطعمية لإضافتهم للفول وعندما عاد وفى يده تلك الأشياء التى لم يتعد ثمنها العشرين قرشاً نظر الجزولى
إليها ملياًثم التفت نحوه مستنكراً هذا( البذخ) وهو يقول لى

(بالله شوف الناس تتعب فى الاشتراكات إزي ... والزميل دي يبدد فيها إزي؟؟)

كما إذكر له إيضاً ان كنت يوماً جالساً معه بمكان إختفائه فى تلك السنوات ، وكان عيد الفطر على الأبواب فزاته زوجته العظيمة وفى إثناء الدردشة إشتكت لى من الجزولى قد أشتري لها ثوباً للعيد من نوع الزراق لتقضى به أيام الاعياد، فمازحها الجزولى قائلاً
( إزاى رخيص دا تمنو جنيه ونص وتقول رخيص ؟؟) ذاكراً لها( بزوجات وأسر الشهداء والمعتقلين الذين لا يملكون فى هذه اللحظة قوت يومهم دعك من البحث عن الازياء الفاخرة) وقد استهجن ان تثير زوجته حديثاً كهذا لا يليق بها وبه، فأثرت زوجته الصمت مقتنعة بوجهة نظره التى أمتص بها شكواها وخرجت راضية

وقد كنت أعلم أن تحت ايادى الجزولى قدراً من المال المسئول عنه الإ أنه لم يكن بحكم معدنه وخصاله يسمح بأن يصرف ولو مليم واحد فى غير مكانه، لقد حرم مثل هؤلاء الناس أنفسهم من كل متع الحياة وأختاروا العمل بصمت ودون ضجيج وهم قانعون بالبسيط من المأكل والملبس.
ولذلك كثيراً- والحديث ما زال للشهيد على الماحى السخى- ما أقارن بين أوضاعنا كمعتقلين وأوضاعهم كمختفين ولا أجد وجهاً للمقارنة حيث أختاروا وحدهم الاعتقال اللارادي وبإختفائهم الطويل وربما عانوا وبعانون كثيراًمما يعانى المعتقل السياسى ولذلك فهم يستحقون الثناء والتقدير



المراجع
2 المجموعة السودانية لضحايا التعذيب(( شهادتى للتاريخ-بيوت سيئة السمعة))
تأليف على الماحى السخى
تحرير د حسن الجزولى

الاخ عبد العزيز


لك التحايا

التحية لهؤلاء الابطال

حقيقة انا كنت بفكر قبل كم يوم عن هؤلاء الناس المجهولين الذين ذاقوا مرارات الاختفاء و الحرمان من اسرهم وابناءهم ومن مباهج الحياة لسنوات طويلة , دون ان يذكرهم أحد .. اول مرة أسمع عن الجزولي سعيد كان من نجله بكلية التربية جامعة الخرطوم وكانت هنالك مناظرة لم تحدث ابداً بين (حق) والجبهة الديمقراطية , ونحن في طريقنا للكافتريا , بعد ان الغيت المناظرة , جاءنا شاب لطيف وقدم نفسه انه نجل الجزولي سعيد , ولا زلت احتفظ ببعض الصور لتلك المناسبة اتمنى ان يكون ابن الاستاذ الجزولي سعيد حاضراً فيها .

العزيز : عبد العزيز

شكرا عظيما على : تسليط الضوء على تلك الكهوف واهلها..

فقد كانوا انبياء ..لم تعلن نبؤتهم بعد..

امثلة لنكران الذات ..قد لا تصدقها العقول ..ولكنها حقيقتهم..

لهم منا الانحناء..والتقدير (الذى لم يسعوا الى ملذاته ذات يوم).


الصديق العزيز :معروف سند

عساك طيب

اليك اهدى : صورة حديثة ..للفتى (خالد الجزولى سعيد)..بعثها الى من منفاه (الاكاديمى ) بالهند..وهو طالب (يحضر للماجستير)..فى بلاد الافيال..

واضيف: ان خالد من المتابعين المواظبين (لسودانيز اون لاين)..

واتمنى ان تسمح ظروفه (الاكاديمية)..بالتواصل عبر هذا الاسفير..

فخالد : اضافة الى قدراته الفكرية والسياسية...

اديب وشاعر ومغنى ..لا يشق له غبار

لك : وللاعزاء ..اهديكم صورته:

وهـذه صـوره للباسـم الزاهـى السـخى

الشـهـيد

عــلــى المــاحــى

الجزولى سعيد

الاعزاء معروف، عاصم،عمر إدريس، كستاوي
شكراً على لوحاتكم التى إضافت لوحة للوطن