الحركة ما عملت أي حركة

تحياتي للجميع


بعد أن إتجهت أنظار الشعب السوداني للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الشهيد الراحل الدكتور جون قرن دي مبيور كمخلص للشعب من طغيان الإنقاذ وإعادة الأمور لنصابها وتحريره من تجار الدين وإعادة شرفاءه الذين تشردوا في أصقاع الدنيا بعد طردهم من الخدمة وبنظرة أساسية لبرنامج الحركة (السودان الجديد) نجد أن كل هذا كان من السهولة بمكان تحقيقه بعد وصول الحركة للسلطة حتى وإن كان قد تم بدون بقية القوى في التجمع الوطني الديموقراطي التي كانت تمثل آخر القوى التي يمكن الاعتماد عليها فالحركة ببرنامجها كانت ستنهي جميع الإشكالات الأساسية التي أوجدها المؤتمر الوطني منذ 30 يونيو 89 من مشاكل إقتصادية وسياسية ببرنامجه الذي تراجع عن معظمه الآن (المشروع الحضاري) والمشاكل السياسية التي أدخل البلاد فيها منذ تأييد صدام في غزوه للكويت ومشروعهم الجهادي المذعوم (حا نعمل والي في واشنطن) ...والخ من كل السقطات التي أدخلوا السودان فيها خارجيا وداخليا ..
كل هذا كان الشعب يأمل في أن ينتهي على يد الحركة الشعبية حتى بعد إنفرادها مع المؤتمر الوطني وتنكرها بصورة كانت تتراءى غير مباشرة بالنسبة لحلفائهم في التجمع الذين وصلوا لهذه الدرجة نسبة لضعفهم وقراءاتهم الخاطئة ومواقفهم الضعيفة سياسيا وعمليا ..
فماذا حدث من الحركة الشعبية؟ وأين مشروع السودان الجديد؟ هل إنتهى برحيل الشهيد الدكتور جون قرن؟ وما هو خطها في المرحلة المقبلة؟ وهل فعلا الحركة تعمل على الإنفصال خاصة بعد الترويج لزيارة ربيكا قرن للولايات المتحدة وما ورد عن تنسيق في العلاقات الخارجية بين حكومة الجنوب والولايات المتحدة الأمريكية بمعزل عن الشمال؟ وفي الجانب الآخر صراعات المؤتمر الوطني للرافضين للإتفاقية منذ بدايتها ودعاة إنفصال الشمال هذه الأسئلة وغيرها هي الكفيلة بتحديد ما إذا كانت الحركة قد خذلت أنصارها والملايين من أبناء الشمال وصار همها فقط في إنشاء دولتها في الجنوب وترك الشمال بإشكالاته المتعاظمة يوما بعد يوم ...
وهنا سيكون أختبار حقيقي للحركة الشعبية في الثقة التي منحها لها الشعب..
نواصل

يظل السؤال قائما هل تخلت الحركة عن برنامجها وتعمل على الإنفصال وهل إنتهى مشروع السودان الجديد برحيل صاحبه؟؟؟
إجابة هذا السؤال وغيره من الأسئلة تظل فقط لدى القائد سلفاكير ومجلس حكومة الجنوب ولكنا يمكننا أن نستقرأ الوقائع والأحداث ونصل لإجابات واضحة على ما اعتقد ..