فقه الخلاف في احزاب الهيدرا السودانية!!!

فقه الخلاف في احزاب الهيدرا السودانية!!!

مما لا شك فيه ان الإختلاف سمة من سمات الديمقراطية وهي بالمعني البسيط تعني التعدد في الاطروحات والآراء ووجهات النظر عن اي موضوع علي وجه الارض لكن الديمقراطيون يظلوا متوحدون رغماً عن إختلاف وجهات نظرهم.
نجد ان الاحزاب السودانية قد برعت في هذه الفقه العجيب (فقه الخلاف) واكاد اجزم الآن بان غالبية الاحزاب السودانية ان لم يكن جلها تمارس هذه الفقه علي اعلي مستوياتها لدرجة الإنشقاق ، فلو نظرنا إلي الاحزاب الطائفية في السودان (الوطني الإتحادي والامة القومي) نجدهما قد عبروا بحرهذا الفقه ووصلوا إلي نقطتها العظمي وهي الإنشقاق والتفتت إلي مجموعة من احزاب والاغرب من ذلك ان مبادئ الاحزاب الجديدة هي نفس مبادئ الحزب الام ولكن الإختلاف في الطرق والوسائل لبلوغ الغايات وهو المشكلة التي فتت الاحزاب.
إن فقه الخلاف هو سلوك إنساني في المقام الاول فالاسرة الواحدة لا يحمل جميع افرادها فكر واحد ولكن هذا لا يمنعهم ان يكونوا اسرة واحدة ويكون الإتفاق تلقائياً علي برنامج حد ادني بدون مؤتمر عام للاسرة وهنا نجد الإختلاف بين الاسرة والاحزاب او الطوائف.
بالرجوع إلي الاحزاب والطوائف وكذلك الحركات الثورية في السودان لم يسلم اي منهم من الشقاق وهنا اسوق لكم بعض النماذج:
مولانا محمد عثمان الميرغني إنقسم حزبه في التسعينيات القرن الماضي بواسطة السيد الشريف الهندي وما زال المسلسل متواصل.
الصادق الصديق المهدي فاق حزبه التصور حيث يمكن ان يصل الاحزاب المنبثقة من حزبه قرابه الخمسة وافتكر ان جميعهم يحمل نفس مبادئ الحزب الام ولكن الإختلاف هو كما اسلفت سابقاً الوسائل والطرق لبلوغ الغايات فهناك من يستطيع المثابرة وهناك من لا يستطيع.
الحزب الشيوعي في حالة توهان.
جماعة انصار السنه إنقلب بعضهم علي الشيخ الهدية.
في الحركة الإسلامية إنقلب الحوار علي شيخه فكون الشيخ المؤتمر الشعبي واصبح التلميذ المؤتمر الوطني وحتي المؤتمر الوطني تحتوي الآن بعض التكتلات.
الحركة الشعبية وفي حمم نضاله إنقسم البعض منهم وعادوا إلي الخرطوم لتناول بعض كعك السلطة ولكنهم وجدوها فاسدة فشدوا الرحال مرة اخري مرددين ... راجعين ... راجعين وإلتام صفهم من جديد وبعد رحيل القائد الكاريزما د. جون قرنق اصبحت الحركة الشعبية الآن تحتوي بعض التكتلات وبرحيل الدكتور فتح الباب علي مصراعيه لبعض ضعاف النفوس.
حركات التحرر في دارفور لم تسلم ايضاً من الشقاق.
جبهة تحرير الشرق مارست الفقه نفسه.
قوات دفاع جنوب السودان إنقسمت كالآخرين.
والكثير الكثير المخبوء والذي سيظهره الايام للشعب السوداني طال الزمن او قصر.

حقيقة:
ان الفقه الذي يمارسه الاحزاب السودانيه اكبر ضحاياه بدون ادني شك هو الشعب السوداني الذي بات حقل تجارب الاحزاب في الحكم من الديمقراطية المفتري عليها إلي إنقلاب إلي حكم رشيد ... إلخ.
بماذا ستفيد الاحزاب السودانية الشعب السوداني وهي في حالة شقاق وإختلاف دائم بين افراد الحزب الواحد ويمكننا تسمية بعض هذه الاحزاب (معارضة المعارضة) لكونها إنبثقت من احزاب معارضة للسلطة.
وجعة:
الاحزاب السودانية في كثرة انشقاقها وإنشطارها اصبحوا اقرب إلي الحيوانات الاولية التي تتكاثر بالإنشطار لذيادة عددها في فترة وجيزة ، وإذا واصلت الاحزاب السودانية بهذه الطريقة فإن عددها ستفوق عدد سكان قطر.

بماذا ستفيد احزاب (الهيدرا) الشعب السوداني!!!؟؟؟ ... الايام كفيلة للعلم بذلك.

مع كل الود للشعب السوداني.

شول اشوانق

بماذا ستفيد احزاب (الهيدرا) الشعب السوداني!!!؟؟؟

أخي اشوانق
سلام تحية
احييك على هذه القرأءة الذكبة والتحليل الدقيق لواقع الاحزاب الوسودانية وخارطة الحياة السياسية في السودان ..
وأنا لي وجهتة نظر اخرى في هذا الشأن بخصوص هذه الاحزاب وتفكيكها الى هذه الدرجة والتي وصفتها بانشطار الهيدرا ، هناك مثل يا صديقي يقول : أذا أختلف اللصان ظهر المسروق واناأقول اذا اختلف اللصوص ظهر المسروق وهو وطننا المغدور ،
لماذا لم تصل هذه الاحزاب لبرنامج حد أدني بينها هدفه التنمية وتقسيم الثروات والديمقراطية والسلام ..
لم تتفق بسبب واحد ، لان برنامجها هو السلطة فقط والمقاعد وما يتبعها من سلب ونهب لهذا الشعب المقهور الذي لم يأتي من يحمل همه منذ الاستقلال ، أنه الفساد الذي لم يسميه احد علنا غير الراحل قرنق .