سفينة نيفاشا للسلام تجنح نحو هاوية الانقسام

سفينة نيفاشا للسلام تجنح نحو هاوية الانقسام


02-11-2006, 06:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1139678064&rn=0


Post: #1
Title: سفينة نيفاشا للسلام تجنح نحو هاوية الانقسام
Author: فضل ادم فضل المسيري/الجماهيرية
Date: 02-11-2006, 06:09 PM


بقلم /فضل ادم فضل المسيري/ الجماهيرية العظمى
يجب أن تعلم الإنقاذ أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ليست كأحزاب التوالي التي جاءت بدافع السلطة و تحقيق المكاسب الشخصية والمصالح الذاتية فذابت دون أن تحصل على هذا أو ذاك بل الحركة الشعبية جاءت من اجل تحقيق أحلام شعب بكامله بأن يعيش حياة حرة كريمة ورفع المعاناة عن كاهله وهذا لا يتأتى إلا في ظل سودان جديد تنتفي فيه السيطرة والأنانية والمصالح الذاتية والحزبية والقبلية الضيقة ويحل محلها السودان للجميع دون إقصاء احد الكل يشارك في السلطة والثروة والسلاح . ولكن واقع الحال يقول أن الإنقاذ لا تريد ذلك خاصة الفئات التي اعتادت أن تستأثر و تستأسد بالسلطة وخيرات ومقدرات أهل السودان ( والرعية كالسعية) ولكن الواقع الآن يفرض نفسه الكل يريد أن يعيش حياة كريمة مثلما تعيش الشعوب الأخرى وبالتالي لا يمكن السماح لفئة قليلة أن تسيطر على مصائر العباد .
كما يجب على الإنقاذ ألا تعتقد أن استفتاء شعب الجنوب لصالح الانفصال يعني انفرادها بالشمال و تفرض سيطرتها عليه كما هو الآن . لماذا؟ لأني أنا في جنوب كردفان لا أحس بانتمائي إلى الشمال و كذلك الشرق لا يحس بانتمائه إلى الشمال و دار فور كذلك و الشمال نفسه لا يحس بأنه شمال ( و خير دليل على ذلك عندما يأتي القطار من الخرطوم إلى حلفا يقولوا قطار السودان جاء ) إذن السودان هو الخرطوم والخرطوم هو المركز اللعين الذي سيؤدي إلى انفصال الجنوب و من بعدها تجزئة البقية المجزأة. لأن انفصال الجنوب سيحول الأحلام التي تعتقد الإنقاذ بأنها أوهام إلى حقيقة فقد تظهر دول جديدة ( دولة جبال النوبة ودولة المسيرية ودولة الزقاوة ودولة دارفور الكبرى ودولة الشرق ودولة كوش في الشمال ودولة الجزيرة أبا وغيرها) كل هذه الشعوب تريد أن تعيش حرة دون سيطرة الغير.فالأفضل للإنقاذ أن تعمل على تنفيذ اتفاقية نيفاشا كما جاءت حرفا حرفا بدلا من التلكؤ والمماطلة التي لا تفيد حيث لا ينفع الندم . لأن حق تقرير مصير شعب الجنوب أصبح حقا مكتسبا وفقا لاتفاقية دولية محاطة بضمانات دولية كبيرة وبالتالي فإن شعب الجنوب لا يمكن أن يختار الوحدة في ظل سودان يسوده الظلم وإقصاء الآخر والنظرة الدونية ، ووقتها لا يستطيع الرئيس البشير أو غيره أن يمنع شعب الجنوب من تقرير مصيره (و تيمور أسيا خير شاهد) وهذا بلا شك يفتح الباب واسعا للشعوب التي أعطتها الاتفاقية حق التشاور الشعبي أن تحذو حذو الجنوب و يومها ستدخل الإنقاذ في مأزق لا يعلمه إلا الله .
كل المؤشرات تقول أن سفينة نيفاشا للسلام بدأت تجنح إلى الهاوية بعد أن تجاوزت أول عقدة بحرية مع العلم أنه لا تزال هناك خمس عقدة بحرية متبقية ترتفع فيها الأمواج كلما تقدمت إلى الأمام فهل تنجح هذه السفينة في عبور هذه الأمواج العاتية التي تقف خلفها الإنقاذ و ترسو بأمان في الشاطئ الآخر؟؟؟؟
نحن نريد أن يجمعنا (السودان الواحد و ليس الخرطوم واحد) لأن السودان الآن هو فقط الخرطوم السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية جميعها في الخرطوم وفي اعتقادي أن اللامركزية المطبقة الآن شعار فقط ما لم تعط الولايات صلاحياتها ويشعر أبناء كل ولاية بأنهم تحرروا من قبضة المركز المهيمن على كل شيء منذ خمسين عاما، فعلى الإنقاذ أن تنتبه لنفسها فقد يأتي يوم لا تنفعها العقيدة التي تمرر سياساتها من خلالها و لا تنفعها أموال الشعب (البترول) المكدسة في البنوك الأجنبية ولا الجاه ولا السلطة الزائلة.