مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة في فيلم وثائقي أمريكي

لندن: «الشرق الأوسط»
يشارك المخرج الاميركي ديفيد اندرس هاتشينس، بالفيلم الوثائقي «فن الهروب»، عن اللاجئين السودانيين بجمهورية مصر العربية في مهرجان بانكوك الدولي للسينما بين السابع عشر والسابع والعشرين من شهر فبراير (شباط) المقبل، وسيخوض الفيلم منافسة حادة مع تسعة افلام اخرى للفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي. وسبق للفيلم المشاركة في المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية بأمستردام، نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي.
ويقول هاتشينس، مخرج الفيلم، إنه سعيد جدا بدعوة عدد من المهرجانات لفيلمه للمشاركة، خصوصا أنه يتعرض «لقضية مهملة هي مسألة حماية اللاجئين وحقوق الإنسان». وقام هاتشينس بإخراج الفيلم وتقطيعه سينمائيا بنفسه كما شارك في كتابة الموسيقى التصويرية مع مجموعة «الخافيين» السودانية، وهي فرقة موسيقية جميع اعضائها من اللاجئين. ويروي الفيلم باختصار تسلسل الاحداث التي أدت إلى محاولة الشرطة المصرية تفريق اللاجئين السودانيين الذي كانوا معتصمين امام مبنى المفوضية العليا للاجئين بأحد احياء القاهرة الفاخرة شهر ديسمبر (كانون الاول) العام الماضي، وأسفرت المحاولة عن احداث مؤسفة اودت بحياة عدد من اللاجئين.
ويرى المخرج الذي يعارض النظام المصري بشدة، أن مشاركة فيلمه في المهرجانات العالمية وتلقيه للدعوات دليل على أن هناك جمهوراً للأفلام التي تتعرض للقضايا «المسكوت عنها في مصر والسودان».
ويتابع فيلم «فن الهروب» تسلسل الاحداث المؤسفة برواية قصة ثلاثة اشخاص يعيشون في القاهرة احدهم لاجئ من جنوب السودان، والثانية ناشطة في مجال حقوق الإنسان من شمال السودان، والثالث صحافي اميركي جعل من العاصمة المصرية منفى اختياريا بالنسبة له.
غادر الصحافي الاميركي دافين، بلده الأصلي عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر، بعد أن اكتشف أنه كان يغط في نوم عميق على حد قوله، وبعد وصوله إلى القاهرة عمل كمراسل وكاتب اسفار ورحلات بالقطعة، إلا أن حياته في القاهرة تقوده إلى التعرف على «معاناة» اللاجئين السودانيين هناك، ويقرر كتابة مواضيع ذات قيمة انسانية بعد مشاهدة ما يتعرض له اللاجئون، ويبدأ سلسلة من التحقيقات يواجه خلالها خطر الاعتقال، بالإضافة إلى نقاشات حادة مع محرري الصحف الاميركية غير المهتمة بالمعاناة الإنسانية، كما يتعقب المفوضية العليا للاجئين التي يتهمها الفيلم بالتحقيق في طلبات اللاجئين بشكل عشوائي. في هذه الاثناء يتعرف على أسرة لاجئة من جنوب السودان ويواجه معضلة مبدئية، حيث يفكر في ما إذا كان عليه كتابة مقال صحافي عن هذه الأسرة كمثال لمعاناة اللاجئين، أو ما إذا كان عليه مساعدتها بشكل مباشر.
رب الأسرة هو الشخصية الثانية في الفيلم ويدعى جيرك مالوك، ويصوره الفيلم على أنه يعاني من عنصرية مفرطة وفقر شديد ويعذب بصفته «مقيم من درجة ثانية»، كما يتابعه الفيلم وهو يتردد على مفوضية اللاجئين التي تعمل «بأسلوب بيروقراطي». ويعرض الفيلم لشخصية مركزية ثالثة وهي ماجدة من شمال السودان، الناشطة في مجال حقوق الانسان، التي ترفض التقدم بطلب للحصول على اللجوء، وتكرس وقتها في توعية اللاجئين والدفاع عن حقوقهم وشرح أهمية اقامة سودان ديمقراطي متسامح.
«فن الهروب» صور بطريقة غير شرعية ومن دون الحصول على إذن من السلطات المصرية، وكاد مخرجه أن يتعرض للاعتقال. الفيلم قاس جدا في تقييمه للنظام المصري وعلاقته بالولايات المتحدة، ويكيل اتهامات رهيبة على الحكومتين الاميركية والمصرية. ويرى العديد من النقاد أنه غير موضوعي على الإطلاق، حيث أنه حاول ايجاد ألفة بين المشاهد وشخصيات الفيلم، بالإضافة إلى عرض اعمال فنية لمشردين سودانيين وصور لمعذبين من ذلك البلد لاستدرار العطف ومن ثم تعليق معاناتهم على المشجب «الاميركي ـ المصري».
ومن المتوقع أن يثير الفيلم ضجة كبيرة عند عرضه للجمهور العام، خصوصا أن مخرجه من أشد مناهضي الولايات المتحدة، كما أنه شريك في المؤسسة المنتجة للفيلم Nomads Land Films، ومشاريع المؤسسة القادمة لا تقل حدة وتصادمية عن فيلم «فن الهروب»، حيث انها بصدد انتاج فيلم عن قوات حفظ السلام الافريقية في دارفور، و«الديمقراطية الإسلامية» في ايران مع الباحث الإيراني رضا اصلان، أما المشروع التالي فيتعرض لحياة السيد المسيح، ويفترض أن المسيح سافر إلى الهند وعاش فيها لفترة.

www.aawsat.com[/B]

Interesting

شكرا آمنة.

وصور لمعذبين من ذلك البلد لاستدرار العطف unquote


Strange comment from the newspaper! Why including the fact of torture victims in this documentary is being explained in this way!

Mohamed Elgadi

شكرا استاذ محمد القاضي، رغم مضمون الخبر الجيد لكن الصياغة المنحازة كادت تفسد ذلك المضمون.