أوجاع العــيد والغـــربة

أوجاع العــيد والغـــربة


01-13-2006, 07:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1137132375&rn=0


Post: #1
Title: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-13-2006, 07:06 AM


هذا البرد يسلبني خشوعي ، أوصالي ترتجف ، ودواخلي تهتز ، ولا أجد ما يبعث الدفء ... الاستحمام بالماء الدافي عند الخامسة صباحا لم يكن إلا حيلة لإقناع النفس بالطهر ... فأنا عادة أخشى الاستحمام ، بالرغم من انه يتيح لي خلوا بالنفس وإمعان النظر عنوة إلى تفاصيل ما اوجدنا عليه الخالق ، وفي ذلك فرصة عظيمة للتأمل والتساؤل ...وكثيرا ما تساءلت لماذا لم يخلقنا الله في شكل هندسي منتظم ؟ لماذا هذه النتوءات والتعرجات ؟ وكثيرا ما وجدت الإجابة وأنا أمارس هذه العادة اليومية المسماة بالاستحمام ، حين أكتشف في كل مرة أن ما يحيط بنا ما هو إلا أدوات تمنحنا الدفء ...
والناس جلوس في ذاك الميدان المتسع ، الضيّق ، انضممت إليهم غير آبه بما يصدر منهم من أصوات ... هم يكبرون ويهللون ، وأنا لا أهتم .. هذا المكان ليس جديدا عليّ ، أرتاده مرتين كل عام ، أسكب فيه صمتا طويلا ، ويغتال برده كل الذي أدّخرته من دفء الليالي السابقة ... ليت هذا المشهد ينقضي بأسرع ما يكون ، فأجد متسعا من نفسي يسمح لي بالولوج إلى أعماق الدفء ...
الليلة قبل البارحة كان آخرعهدي بالدفء ... صوت الطبل ، وضجيج الأطفال ، وضحكات الحسان ، وغمز المتسللين خلسة بين طيات الظلام ...
قالت هامسة :
لا أحب الغربة ، ولا أستجيب لصمتها ..
وبقوام يمتد بين السماء والأرض انطلقت إلى الحلبة ترقص ، ففاض الطبل ضجيجا ، وعانق الأطفال أمهاتهم ، وجاءت الغيد من كل الأرجاء ، وانطلق الدف يسري في أوصالي ... راقصتها حتى غمرنا الندى ، وابتلّت به جسدينا ، وضمّخ عطرنا أرجاء المكان ...


Post: #2
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: عبد المطلب خضر عبد المطلب
Date: 01-13-2006, 02:13 PM
Parent: #1

Quote:
والناس جلوس في ذاك الميدان المتسع ، الضيّق ، انضممت إليهم غير آبه بما يصدر منهم من أصوات ... هم يكبرون ويهللون ، وأنا لا أهتم .. هذا المكان ليس جديدا عليّ ، أرتاده مرتين كل عام ، أسكب فيه صمتا طويلا ، ويغتال برده كل الذي أدّخرته من دفء الليالي السابقة ... ليت هذا المشهد ينقضي بأسرع ما يكون


يعنى مابراي ...
قبل ايام من العيد وانا راجع من المسجد الى مكان العمل
واردد التكبير والتهليل تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم ..
انتابتني وحشه لتكبير آخر ... في مكان آخر ... له طعم آخر ...
أتذوقه وانا اخطو في خشوع استمده من اصوات آباءنا الذين سبقونا
الى مصلى العيد ... تحدثت بذلك لاخ سوداني..فبادلني نفس الشعور ..
بل قال لي انه سينزل شريط جايبو معاهو من السودان فيهو تهليل وتكبير العيد
في الاذاعة الداخلية لمقر عمله ...
كل عام وانت بخير اخي
قبل ان انسى... كنت ناوي ان ارحل بوستك عن ( القيء) ذاك معنا ل2006 ولكن حالت انشغالات دون ذلك .. ولكن ربما افعل .. لاني اظن اننا سنحتاجه أ

Post: #9
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-14-2006, 05:53 AM
Parent: #2

أخي عبد المطلب خضر
تحيات عطرات ، وكل سنة وانت طيب ..
نعم إنها اللحظات الماسخة تطوي أعمارنا ، وتلغي الأصل وتحل محله ،،، ونحتمي نحن بذكرياتنا، حتى تملنا ذاكرتنا ...
خلقنا الله لنكون هناك ، لكنا أُ ريد لنا أن نخلف هذه الإرادة فنتشتت بين الأصقاع ، فلا نهتدي لعودة ، ولا نهجر الانتماء ...

Post: #3
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-14-2006, 01:09 AM
Parent: #1

قالت هامسة :
كل عام وأنت بخير ..
قلت : وحتى هذه في همس ؟!
أومأت لي إيماءة من طرف عينها ، وعنيت نعم ..
قلت أسوق إليها الدفء ، فهي تحتاجه .. لكنها مرهقة ... استهلكتها الغربة ، وأوجعتها سنيّ الاستهلاك ... عندما جلسنا هنا متواجهين في أول عيد لنا في الغربة ، بكينا حتى اغتسل منّا الوجهان بالدموع .. ومنذ ذلك التاريخ لم يبق في مآقينا دمع نذرفه ... والدمع عزاء ، لكن سرادق عزائنا طويت منذ زمن بعيد ...
أدرت مفتاح التلفاز ، وكانت هناك ثمة محاولة للصخب ، لكنها ماتت في داخلي ، ثم ماتت في داخلها ... وبقينا كلانا نتسلى بهواتفنا الجوالة ، نرسل الرسائل لبعضنا ، ثم نتبادل الردود ... هي آهات بلا فعل ، فقد قتلت الغربة كل شئ ... ولم يبق لنا إلا أن نعاقر الكتابة ، والتأسي عبرها ...
وعند منتصف النهار يتوافد الناس للتهنئة بالعيد ... يتحدثون عن التبكير بالصلاة ، والاستحمام فجرا ، وإعداد موائد الطعام ، وانتفاخ بطونهم من كثرة تناول الخبيز المعجون بالسمن المصنّع .. ثم يقبلون على بعضهم ، يتلاومون ، ثم يتفقون على أن الدنيا كلها قائمة على خطأ ، وأن الكون كله يهتز ليخرج جنينا معافى من كل أمراضنا ... لكنهم لا يعلمون متى يكون المخاض ...

Post: #4
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-14-2006, 02:20 AM
Parent: #3

وفي ذاك اللقاء ، كانت تحول بيني وبينها جدر من حديد . كان الناس ينظرون لبعضهم بريبة ، يتفحصّون كل كلمة ، يترصدون كل همسة ، يطفئون كل بسمة ...
قلت لها :
هذا العيد هراء ...
قالت :
هي الغربة ...
قلت :
تبدين وسيمة في هذا الزي الباذخ ، فأحسّك وكأنك فراشة تتنقل بين أزهار الخريف ..
قالت :
أعلم أن خيالك يسوقك إلى ما تشتهي ... لكني سأظل عاجزة عن أي استجابة ...
ثم واصلت الشكوى من جديد ... وأنا لا أعلم إن كانت هي أحقّ بالعطف أم أنا ...
وعند الأطفال وجدت بعض السلوى ، حين تحدثوا إلي حديثا مباشرا لا خوف فيه ولا فتور ... لكنهم ما كانوا يدركون العيد الأمنية ... ذاك عيد لا يتباهى الناس فيه بثيابهم ... ولا بالعطر الذي يضعونه فوق خدودهم ... كانوا فقط يتباهون بالحب ، والمودة .. كانوا يعبرون عن فرحهم بالزغاريد ، والعناق الحار ، والكلم الجميل ...

Post: #5
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ابوحراز
Date: 01-14-2006, 02:52 AM
Parent: #4

شكراً ود قاسم لهذه اللوحة الرائعة
لوحة مليئة بالألوان
وسرعان ماتتحول الأولوان الى أنفاس دافئة
لوحة جميلة وقفت لأتفرج عليها
لكنني سرعان ما أكتشفت انها تتفرج علينا
ويتفرج عليها التاريخ
لوحة مليئة بالصدق والدفء والحرارة والشوق
من اين أتيت بهذا القلم؟؟
أكتب لنا به دائماً
فقد حرضنا ابداعك اليوم أن نقرا اليك ونحن حفاة الأقدام
تكبير العيد هنا يختلف عن ذلك الذي عندنا
وحتى مصليات العيد
وكل شيء هناك له لون خاص وطعم خاص وألق خاص جداً
هنا العيد مليء بالصدأ
والطامة الكبرى أن ياتيك العيد بلا حبيبة تزيد عليك دفئك
ننتظر فقط أنفاسها عبر الموبايل لتسكرنا ولو للحظات
حينها ننسى العالم
لك التحية على هذا الابداع 00 اها الخروف مايكون انتهى



Post: #12
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-14-2006, 07:07 AM
Parent: #5

العزيز أب حراز
سلام عليك من كل صوب ... وكل سنة وانت طيب ...
تخيل الرجال والنساء والأطفال في ود ربيعة وهم يتدثرون الجمال صبيحة العيد ، يطلون على بعضٍ دون وجل أو نفاق ، تسوقهم خطاهم المشحونة بالحب والبر والود المقيم ... لا يدقون بابا ولا ينتظرون ، فكل الأبواب مترعة ، وكذلك القلوب ... وتأتيهم القرى من حولهم ، من المدينة عرب ، من برتبيل ، من عبود ، من التكلا ، من ود شاور ، وغيرها ، يتواصلون بالأرحام ، ثم يجتمعون في زيجاتهم ، وأفراحهم ، وألعابهم ، يوصلون لياليهم بنهاراتهم ، ينتجون السعادة ويصنعون الحبور ، ويستجيبون لأمر الله بإعمار الأرض ليستمتعوا بخيراتها ...
هناك يكون للصلاة طعم آخر ، ولضحى العيد طعم آخر ، وللحم الخراف طعم آخر ... هناك يكون لهذا القول المستهلك ( كل عام وأنتم بخير ) عمقا آخر يتجدد بتجدد الأعياد والسنين ...
سلام على أهلنا وهم يصنعون الحياة الكاملة ، حبا ، وعطاء ، وأملاً ...

Post: #6
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: حمزاوي
Date: 01-14-2006, 03:11 AM
Parent: #1

واصل كفاحك
أنت الأديب وأنت الخال
وأنثر هذا الأدب الثر
واصل
واصل
واصل


Post: #14
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-15-2006, 00:42 AM
Parent: #6

حمزاوي
كل سنة وانت طيب ، وربنا يديك العافية والصحة ،،
لو لم تكن الغربة تضم أناسا مثل حمزاوي ، لولما كنا احتملناها كل هذه السنين ...

Post: #7
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-14-2006, 03:22 AM
Parent: #1

الأشواق في داخلي تختلج ، ثورة في شكل بركان ... كنت أخشى عليها من الانفجار ... وعندما أنفجر أغدو نائحا ... اتنهد غربتي ، وأتوسد ألمي ، وأنوء بحمل السنين على المتكأ المتهالك الذي صنعته من نسيج الخوف ...
أتذكر مالك بن الريب وهو يعزي نفسه :
ولكنّ بالحي نسوة عزيز عليهن العشية ما بيا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وباكية أخرى تهيج البواكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
لكن أسلاك الهاتف كانت باردة لا تستجيب .. فلم أكلّم نساء الحي ، ولا رعيت فرسي الذي تركته هناك دون ساقٍ ... ولم أمت ميتة مالك بن الريب لترتاح البرية مني ،،، ولم أكن مالكا لناصية الشعر حتى أترك للدهر وللأجيال قصيدة رثاء كقصديته تلك ...
هناك أوصدنا الباب علينا ، وبقينا ننتظر الطارقين ... اتوا إلينا ، لكنهم يعانون ما نعانيه ، ويكتمون في دواخلهم كل الذي لا نستطيع البوح به ... والهمس ليس من شيم العيد هناك ، لكنه أصبح فرعا أصيلا من شجرة أعياد الغربة الممتدة في تاريخ هزيمتنا ....

Post: #8
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-14-2006, 04:33 AM
Parent: #7

الاستاذ ودقاسم..لك التحية وأنت تطلق هذا الدفء
(وقد كان الشتاء
وأنا من أحوج الناس على برد الشتاء
لحبيب يجعل العمر عميقاً ودقيقاً
يجعل الأيام حلماً وموسيقى
فجأة كالطفل جاء
وكنت أشتاق إليه) أو كما قال ..
بعدين يا أخي
إبن الريب هذا الشاعر المجنون الذي يرثى نفسه ويتغزل وقد أحكم العدو وثاقه .. فيصف نساء
عدوه وهو ينظر إليهن بعين صقر ليكتشف ما عبر عنه بـ (يراودنني فيما تريد نسائيا) .. ويطلب
من قاتليه (في الأرض أن توسعا ليا) .. فيا ليتك تأتينا بقصيدته كاملة .. وتواصل هذا البوست
الشتائي الهوى ..
(قبلتها قبلتني وهي قائلة
قبلت خدي فلا تبخل على عنقي
قلت العناق حرام في مذاهبنا
قالت إن يك ذا فأجعله في عنقي)

Post: #10
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: abuguta
Date: 01-14-2006, 06:14 AM
Parent: #8


ود قاسم شكرا على هذا النزف
بس نحن اتانا العيد
ومقسم 532 عطلان
ودا مفتاح القطينة وابقوتة
الجوال فى ابقوتة ما بشتغل لكن القطينة ممكن
وناس الخرطوم كلهم سافروا البلد...
شفت كيف تكبيرة العيد
مع ازيز سرفرات الشركة...حتى مطاعم العقارية ويامال الشمال مقفلة
صلينا فى مسجد خلف الفيصلية..ولم اسمع تكبيرة غير تكبيرة الامام
كل
عام
والاسرة بخير
الله اكبر لا اله الا الله ..الله اكبر ولله الحمد

Post: #11
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: احمد العربي
Date: 01-14-2006, 06:30 AM
Parent: #10

العزيز ودقاسم
الاحترام كله لك
تدهشني كل ما تكتب بهذه الملكه الجباره والتمكن من صياغة الحرف والمعاني
واسرح بين هذه السطور بخيال انك من خلايا تحمل كل واحده منها الف معنى للحياة
وجالس داخل برواز المعرفه لتنظم تبعثر الاشياء القابع فينا لك الود والاحترام




ومتابعين

Post: #19
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-16-2006, 06:50 AM
Parent: #11

ابننا الغالي أحمد العربي تحيات بعدد جزئيات ماء ترعتنا ...
نحتاج أن نمنح أنفسنا فرصة لنطل من خلالها على الذاكرة .. قبل سنوات عديدة كنت هناك .. تجمّع الناس بجوار الحفير ، وإلى يسارهم الشفخانة البيطرية ، وجلسنا صفوفا فوق البروش والسجاجيد والأرض ، كلنا كنا نلبس ثيابا بيض ، وربما أن من خاطوها هم نفسهم ، محمد مضوي ، مضوي آدم ، باشاب ، طروش ... هؤلاء كانوا ملوك تصميم الأزياء ، ونحن كنا ملوك العارضين ... كان الشيخ الطريفي ود الشيخ دفع الله هو الإمام ، صلى بنا ضحى ، وخطب فينا ، ثم انصرفنا إلى أهلنا داخل بيوتهم ، نصلهم ، ونسالمهم ، ونعافيهم ... نأكل طعامهم ، ونرتشف حبهم ، نلتقي أمهاتنا ، ونحضن أقراننا ، ونرد بحياء تحيات وتهاني أخواتنا ...
ثم اجتمعنا ، هناك ، ومعنا مضوي الطريفي ، ومحمد بشير المر ، ومحمد يوسف ( ود العمدة ) وأنا ، وحاتم محمد حمد ، وآخرين من معتوق ومن حلة بر وجبرة ... موظفين ومعلمين عائدون في إجازة العيد ، وسواقين ومساعدية أوقفوا لواريهم وبصاتهم وتبادلوا الفرحة مع أهليهم وأصدقائهم ، ومزارعون هم الأصل في بناء الأرض وعمارتها باقون هناك ، مغروسون في ذلك الطين الأسمر الذي منحنا كل ما نفاخر به ...
تلك أيام ليتها تعود ... ولك الحب ..


Post: #23
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: احمد العربي
Date: 01-17-2006, 02:35 AM
Parent: #19

الاستاذ الجليل
ادام الله هذه الذاكره الجميله
وعلى ذكرك الاستاذ الرمز محمد بشير المر هذا الرقم الشامخ
تعلمت منه ما احمله الان واحاول ان اكون هو وما اصعب ذلك هو المرح
والفرح الساكن فينا كان يوضئ لي الطريق ويحترق كشمعة لاتعرف مصيرها
بعد ذلك وجرابه المصنوع من صوف المحنه كان ملئا بالمرح والجمال ينثره
اين ما توقف ويزرع المساحات اليباب املا تغني له المدائن والقري
وزقاقات التوالف الطرقات الممتلئه بالصياح تشهد امام عيني وودعني
وتسمرت قليلا ثم غبت نعم تهاويت ويا لهذا الجمال الذي يملؤني

Post: #16
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-16-2006, 02:01 AM
Parent: #10

أبو قوتة ،،
كيف حالك يا ود أهلي ..
كل عام وأنت والأهل كلهم بخير وعافية ..
تخيل كيف تكون أبوقوتة في العيد .. كل المسافرين رجعوا ، وسالت دماء الضحايا بكل الصدق ، وتوزع الناس لحومها بينهم بأريحية ... وطاف الناس ببيوت البلدة ، ومازح العجزة الشباب ، وتلاقت أيدي المحبين والعشاق ، واقتربت النفوس من بعضها ...
هناك كل شئ طيب ...
وهناك كل شئ أصيل ...
كل عام وهم بخير ...

Post: #15
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-15-2006, 01:23 AM
Parent: #8

العزيز محمد عبد الجليل
لك التحية ،،،
مالك بن الريب هذا المتمرد ، لا أعرف له شعرا غير قصيدته هذه ، لكنها نالت من الشهرة ما لم تنله دواوين الشعراء ... وقد وجدتها بالإنترنت عن طريق البحث ، موجودة في مواقع عديدة ، ووجدت كثيرين يستشهدون بها ،،، وقد لاحظت أن بعض الأبيات تختلف من رواية إلى أخرى ..
وهذه إحدى الروايات للقصيدة ...
والشكر لك على إثرائك لما نكتب ، وهذا الدعم المتواصل ...


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة... بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ... وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي.....بذي الطبسين فالتفتُ ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بعبرة......... تقنعت منها أن ألام ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا..... جزى الله عمرواً خير ما كان جازيا
إن الله يرجعني من الغزو لا أرى......وإن قلّ مالي طالباً ما ورائيا
لعمري لإن غالت خرسان هامتي..... لقد كنت عن باب خرسان نائيا
فإن أنجُ من باب خرسان لا أعد.....إليها وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أترك طائعاً ....... بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الرجال الشاهدين تفتكي...... بأمري ألا يقصروا من وثاقيا
ودر الظباء السانحات عشية........يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبريّ الذين كلاهما........... عليّ شفيق ناصح ما ألانيا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي..... مسيرك هذا تاركي لا أبا ليا
ولكن بأكناف السمينة نسوة..... عزيز عليهن العشية ما بيا
وأصبح مالي من طريفٍ وتالدٍ...... لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل بكت أم مالكٍ.....كما كنت لو عالوا بنعيك باكيا
إذا متُ فاعتادي القبور وسلمي....على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
ترى جدثاً قد جرت الريح فوقه......تراباً كلون القسطلان هابيا
رهينة أحجارٍ وتربٍ تضمنت..... قراراتها مني العظام البواليا
فيا صاحباً إما عرضت فبلغن........بني مالك والريب ألا تلاقيا
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري.....وبلّغ جوزي اليوم ألا تدانيا
وسلّم على شيخي مني كليهما..... وبلغ كثيراً وابن عمي وخاليا
وعطّل قلوصي في الركاب فإنها.... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى ....به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرميل مني نسوة لو رأينني.... بكين وفدين الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي .... وباكية أخرى تهيج البواكيا
تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد.... سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه .... إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
يقاد ذليلاً بعدما مات ربه..... يباع ببخسٍ بعدما كان غاليا
صريعُ على أيدي الرجال بقفرة..... يسوون لحدي حيث حُم قضائيا
فيا صاحبيّ رحلي دنا الموت فأنزلا..... برابيةٍ إني مقيم لياليا
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة.... ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيئا..... لي السدر والأكفان عند فنائيا
وخطّا بأطراف الأسنة مضجعي..... وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما..... من الأرض ذات العرض أن توسعا لي
خذاني فجراني ببردي إليكما.... لقد كنتُ قبل الموت صعباً قياديا
وكنت غصناً البان هبت له الصبا..... أرجل فيناناً يصيد الغوانيا
وقد كنت صبراً على القرن في الوغى..... وعن شتم ابن العم والجار وانيا
وقد كنتُ محموداً لدى الزاد والقرى..... ثقيلاً على الأعداء عضباً لسانيا
وقد كنت عطفاً إذا الخيل أحجمت..... سريعاً لدى الهيجاء إلى من دعانيا
فيوماً تراني في طلاء ومجمع..... ويوماً تراني والعتاق ركابيا
ويوماً تراني في رحىً مستديرةٍ..... تخرق أطراف الرماح ثيابيا
غداة الغد يا لهف نفسي على غد..... إذا أدلجوا عني وأصبحتُ ثاوياً

Post: #18
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: معتصم دفع الله
Date: 01-16-2006, 03:48 AM
Parent: #15

كل سنة وأنت بألف خير يا خال ..

شوقنا لا يوصف .. عذراً لعدم تمكني من الإتصال بكم ..

تحياتي للأولاد ولكل الشباب ..

Post: #22
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-17-2006, 00:40 AM
Parent: #18

عصومي
الولد الذي نفتقده ،،
كيفك ، وكيف عيدك وسط الأهل ،،، ووين أراضيك بين بورداب الخرطوم ،،، شايف نجمك أفل ،،، الحاصل شنو ؟ أنا عارف إنو نَفَسهم قصير ... ارجع لينا يابا ، نحن منتظرينك بشوق كبير ،،،

Post: #13
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: انعام عبد الحفيظ
Date: 01-14-2006, 07:36 AM
Parent: #1

ود قاسم كل سنة وانت طيب

والعيد الجاي معانا

Post: #17
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: abuguta
Date: 01-16-2006, 02:33 AM
Parent: #13



Quote: تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد.... سوى السيف والرمح الرديني باكيا


شكرا الخال على ايراد هذه الدرة التى تعد من خيرات الشعر العربى

فقد قيل فى الادب..ان امرىء القيس لما بدء معلقته
قفا نبكى من ذكرى حبيب ومنزل

اشكل على الدراسين والنقاد من يخاطب الحارسان اللذان ربطاه فى المنفى ام شياطين الجن
ولكن بيت ملك ابن الريب الذى ذكرته فوق..قد حل الاشكالية
ان العربى ممكن ان يحاور سيفه ورمحه لانهما الملازمين له فى حله وترحاله وقد نشات علاقة حميمة معهما فصارا اصحاب ممكن مخاطتبتهما ب قفا
شكرا لك وانت تنقلنا من هجير السجالات والاحقاد التى تطفش جميلين البورد الى هذه الاتكاءة المخملية فى عالمنا الذى نبكى عليه
ولكن سوف نعود
شكرا
لك
شكرا

Post: #20
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: ودقاسم
Date: 01-16-2006, 07:58 AM
Parent: #13

الأستاذة إنعام عبد الحفيظ
لك التحية
وربنا يحقق أمانيك ...
Quote: والعيد الجاي معانا

وهذا عيد يمنحني الدفء الذي افتقدته في الغربة ،،، ليته يتحقق ...

Post: #21
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 01-16-2006, 08:31 AM
Parent: #20

شكرا ودقاسم على إيرادك القصيدة .. وهي غير مكتملة .. مسحوب منها النصف الحلو .. سأعمل للحصول عليها .. سأعمل نصف العيش في الأرض جاهدا فهل أسأم التطواف أم تسأم الإبل ..
لك التحية

Post: #24
Title: Re: أوجاع العــيد والغـــربة
Author: احمد العربي
Date: 01-18-2006, 11:52 AM
Parent: #21

من اجل هذه الاوجاع
نعتلي هذا الزمن






فوق