متاهات ياناس .......متاهات!!

السادة الكرام كل عام وأنتم بخير،،،

متاهات هي سلسلة من الخواطر العابرة فمن كان لديه المزيد فليدلو بدلوه مشكوراً في هذا البوست.

قلت لصديقي عندي رغبة جامحة أن أنضم للمنبر العام لسودانيز أون لاين
ضحك صديقي وقال لي دي متاهات - أحسن ليك تبعد نفسك من المتاعـــــب
قلت له سأحاول مع الباقين إصلاح المفاهيم البالية- مافي نور بدون نار.

قالت الأم لبنتها عاوزين ليك عريس يهز ويلز ويضوقك العز لامن كرشك تلز
ضحكت البنت وقالت لأمها الزمن دا أي ودحلال كويس بس هو وينو ود القبيلة
البشيل الشيلة؟؟؟؟؟؟؟؟ دي متاهات.

في صالة إنتظار في مطار هيثرو شاهدت وزير دولة إنقاذي أنا زعلان
منه شديد لأنه ما وقف معنا في مشروع تنمية حيوي فيه مكون محلي ومكون
أجنبي - كنت عاوز أفش غبينتي فيه لكن إتذكرت 11/9 - قلت ياود دي متاهات.

غبت فترة طويلة جداً من بلدنا لكن السنة قبل الفاتت دي مشيت إجازة وخلال الإجازة
حسيت بخلافات حادة بين عشيرتي الأقربين. عملت ليهم عشاء وحاولت أصلح ذات البين -
مانفعت كل الوسائل - تقول لي أبوجا - دي متاهات.

في التسعينيات سافرت على متن (سودان طير). ما لقيت حجز إلا درجة أولى، طبعاً أول مرة أركب درجة أولى علها تشفع لي في ظروفي الصعبة تلك. أكدت الحجز مرتين في الخرطوم ولما جيت للسفر موظف الكاونتر في المطار رجع لي تذكرتي وقال لي في كمبيوتري دا إنت ما عندك حجز. طبعاً ضربت جهجهة وبصعوبة بالغة وشكل ومحانسة لقيت لي كرت صعود.

ولما أقلعت الطائرة حسبت مقاعد الدرجة الأولى اللي كانت فاضية لقيتها (17) مقعد. ضربت كف في كف وقلت والله دي قمة المتاهـــــــات.

الحب المفرط للسياسة والكورة من أتعس المصائب التي أبتلينا بها. والغريبة نحنا ما فالحين لا في هذه أو تلك. اليميني المتحجر واليساري المتطرف كلاهما يجمعان على كراهية المعتدل فكريا فهو في رأيهم مائع القناعات وكذلك مشجعي الكرة. عندي تجارب مريرة مع جميع الأصناف وفي النهاية رأيت من الحكمة أن أتقوقع تفاديا للدخول في متاهات.

تغبيشة - خذوا الحكمة من أفواه المجانين

الإغتراب داء عضال أصبنا به في الثلث الأخير من القرن الماضي. صحيح أن حفنة قليلة من المغتربين جمعت مالا وفيرا إلا أن الأغلبية تعاني من الديون المتراكمة والفلس المزمن علاوة على الأمراض المختلفةوالسمنة المقلقة للراحة. وقعت في هذه الهاوية ولا أعلم كيف ومتى أخرج منها ولذلك أرجو البعد عن المتاهات.

صلى أحد المغتربين في مسجد بمدينة جدة وحينما إنقضت الصلاة خرج من المسجد فرأى سودانياً مسناً يلبس عراقياً وسروالا وطاقية خارج المسجد فرق قلبه له وحسب أن هذا الرجل المسن في حاجة إلى مساعدة فسلم عليه وأدخل يده في جيبه وأعطاه خمسين ريالا فضحك الرجل المسن وأخذ المبلغ وشكره.

وفي اليوم التالي قابل ذلك المغترب الرجل المسن ومعه إبنه الذي يعمل إستشارياً كبيراً في أحد المستشفيات فسلم عليه الرجل المسن وعرفه بإبنه وشكره مرة أخرى على مساعدته. فأي الرجلين في رأيكم أرحم من الآخر؟؟؟ هذه متاهات.

محمـد هـارون متاهاتك 'جميـلة' ..لكـن احكي لينـا عـن 'بقـرك' المالقيتو زي ما اتحيلت وويـن كـانت ومتاهات ضـياعـه..

الخـوجـليـة كمـا تحب ان تنـاديني

عمت صباحاً أيتها الخوجلية الرائعة

شكراً لك على مرورك الحميم وأعتذر عن عدم الرد في حينه لأنني لم أعد إلى شقتي إلا هذا الصباح حيث عدتي وعتادي ومدخلي إلى الشبكة العنكبوتية. أما عن أبقاري الضائعة فلا تعجلي فسوف أحدثك عنها كما تحدثيننا أنت عن أسفارك الممتعة المحفوفة بالمتاهات.

لك مني كل الود ياسفيرة النوايا الحسنة.

في صالة المغادرة في جدة قابلت أحد المعارف فسلمت عليه وتجاذبت معه أطراف الحديث وعلمت أن زوجته وأطفاله مسافرين معي في نفس الطائرة إلى الخرطوم. وحينما شاهدت أمتعتهم وجدتها شيئاً خرافياً والزوجة تحمل طفلة رضيعة في يد وفي اليد الأخرى تحمل ثلاثة أكياس وألأولاد كل واحد يحمل في يديه كم مصييبة وطبعاً أنا حاولت جاهداً أن أخفف عنهم عناء السفر لكنني سألت الله أن يجنبنا مثل تلك المتاهات.

حرب دارفور حرب إستنزاف قذرة بكل المقاييس ولا مبرر لها مطلقا. فهي قامت على إدعاءات باطلة وأزكت نارها العنصرية واليهودية والشيوعية والأمية والجهوية والسلفية والأنانية والغوغائية والرجعية والإنهزامية والحزبية والراديكالية والعلمانية والإمبريالية والصهيونية الخ.... هذا الكم الهائل من المتاهات.

قبل سقوط صدام حسين بعامين وبينما كنت أتسوق في أحد المراكز التجارية في مدينة لندن سمعت شابا عراقيا يصيح في رفاقه قائلا إن هذه المدينة العظيمة هي جنة الله في أرضه وأقسم لهم أنه لن يرجع إلى بغداد حتى وإن حدثت معجزة إلهية خسفت بذلك النظام. حمانا الله وإياكم من تلك المتاهات.

الحب إحساس عظيم يدخل البهجة في نفوس المحبين فقد رأيت فتاة تركض كالمجنونة إلى حبيبها الذي غلبه الحب فتسمر في مكانه دون حراك. وقفت أتأمل ذلك المشهد فهي أي الفتاة كلما ودعته وسارت مسافة خمسة أو ستة أمتار عادت تركض مرة أخرى إلى أحضانه شاقة الزحام غير آبهة بمن حولها ومتجاهلة لعيون المارة المتطفلين أمثالي - فقلت لنفسي حسبك من هذه المتاهات.

كان في بلدنا رجل مرح يدعى (عدله) استطاع بدعابته ومرحه أن يصل إلى قلوب الناس رغم أنه كان سكيراً عاصياً. فكم من مرة دخل في مناظرات مع أتباع الطريقة التجانية في حينا فهو يتهمهم بالجهل والتبعية العمياء ويقلد أصواتهم بطريقة تجعلهم هم أنفسهم يضحكون. وهم يتهمونه بالزندقة والفسوق والعصيان خاصة وأنه كان قد حفظ القرآن وتفقه في خلاوي الجنينة. كنت أفكر بإستمرار في حال ذلك الرجل وفي حال أولئك النفر من أهل حينا- فلم أجد حتى هذه اللحظة مخرجاً من تلك المتاهات.

الكوميديا لها فوائد كثيرة أقلها أنك تضحك وتنسى همومك لفترة مؤقتة كما أن للضحك فوائد صحية عظيمة. وفي مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) قصد الممثل عادل إمام أن يلفت نظر الناس إلى مضار شهادة الزور التي استشرت في كل مكان، فقد حكى لي أحد العمد بأنه حينما كان رئيس محكمة محلية تقضي في المنازعات الصغيرة التي تحدث بين الأهالي أنه حدث أن تنازع رجلان من أهل المنطقة في ملكية (حمار) وشهد مع أحدهما خمسة عشر ومع الآخر سبعة عشر فقدم العمدة إستقالته من المحكمة خوفاً من الإستمرار في تلك المتاهات.

الكلمة الطيبة جواز سفر إلى قلوب كل الناس فإذا كنت أنساناً كيساً فطناً تنتقي حديثك إنتقاءً دون تملق أو تزلف أو شطط أحبك الجميع وأعتبروك شخصاً عاقلاً. ففي بريطانيا مثلاً كلمة (sorry) وعبـارة (thank you) وعبارة (It's all right) وكلمة (brilliant) وعبــــــــارة (ladies first) وكلمة (lovely) وعبارة (have a nice weekend) وعبارة (enjoy your meal) وعبارة (go with the flow) وكلمة (vegetarian) وهلم جرا.... كلها كلمات وعبارات تخرجك من مطبات كثيرة وتجنبك العديد من المتاهات.

قال لي صديق الحرية كلمة براقة آسرة ينحني أمامها جمع غفير من البشر إلا أن البعض يعتبرها سلاح ذو حدين وآخرون يعتبرونها قيمة نسبية لا ترقى إلى الكمال وإن جاوزت قدراٍ محدداً إنقلبت إلى فوضوية. يبقى السؤال ماهو هذا القدر المحدد الذي يجعل الحرية قيمة سامية لا تفتك بمن يدعون إليها أولاً قبل غيرهم؟؟؟ وهل هنالك تعريفات أخرى للحرية غير تلك التعريفات الشائعة في الكتب والقواميس؟؟؟ مالي ولهذه المتاهات!!!

قال لي شيخ حكيم الوفاء صفة نادرة عند بني البشر وإن كنت وفياً نعتك البعض بالسذاجة وقلة التجربة. وقمة الوفاء تتجلى في حب الأوطان والتضحية وإستنهاض الهمم والتجرد من أجل رفعتها وتقدمها ولذلك يجب على الأمم التي تنشد الرفعة أن تبذل كل غال ورخيص لغرس هذه الشجرة الزكية العطرة في نفوس أبنائها منذ نعومة أظافرهم. ويبدو أن الأوروبيين يربون الكلاب ويحبونها لتلك الصفة فقط ..... هذه هي ذروة المتاهات.

يا أحوانا ما معقول البوست ده

سايقو سيدو براه ما فيكم زول يهببو ليهو

غير الخوجليه منى والله الكلام ده أعوج منكم

أحونا محمد كيف حالك

أعزرنا لولا ظروف المرض لما إنقطعنا منك

سرد راقى ومتاهاتك شيقة

انقطعت فترة طويلة من الجهاز بسبب

ألم فى عينى ... ولكن أبت نفسى إلا المشاركة

فلك شكرى وتقديرى

أخوك / عماد

أخي العزيز عماد عثمان

تشكر ياأخي الفاضل وتسلم من كل شر وربنا يعجل الشفاء. أخي ظننت أنني سأكون يتيم هذا المنبر لكن مداخلتك الجميلة أخرجتني من ذلك النفق.

لك كل ودي وإحترامي

العمل غير المتقن يسميه البعض monkey business ويسميه المصريون شغل (نص كم) بضم الكاف. أما إستخدام المواد الرخيصة في الأعمال والمشاريع يوصف بقول you pay peanuts you get monkies وللدلالة على قبح الشيء يقول أهلنا في السودان (القرد في عين أمه غزال). وحينما تريد أن تستخف بشخص ما تقول له القرد الأعمش والنظارة.السؤال الذي يحيرني كثيراً لماذا كل هذا التحامل على القرود رغم أنها أقرب الحيوانات شبهاً للإنسان؟؟ تلك هي أغرب المتاهات.

عاش في قريتنا النائية رجل معروف لأهل القرية اسمه عبد الله الخبير (طيب الله ثراه) فقد كان قاضياً من الدرجة الأولى رغم أنه لم يدرس القانون في هارفارد أو في جامعة الخرطوم. وقد استطاع فقط بحسه المرهف وشخصيته الوقورة ومعرفته بطبائع البشر وعدله الذي شهد به القاصي والداني تحمل أعباء منصب رئيس مجالس الجودية حتى وافته المنية. وحينما ذهبت إلى بلدنا بعد طول غياب سألت عنه أبناء المنطقة المتعلمين إن كانوا قد دونوا أو حفظوا عن سيرته شيئاً أو كتبوا نذراً يسيراً من أحكامه الأسطورية فلم أجد منهم ما يشفي الغليل. تلك هي والله أقسى المتاهات.