بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية ..

اليوم العالمي لمحو الأمية ..

نتائج جيدة في أربعة بلدان ذات كثافة سكانية عالية

باريس ـ (الوطن): اظهرت البيانات الجديدة الصادرة عن معهد اليونسكو للاحصاء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية الذي يصادف اليوم الثامن من سبتمبر تحسنا في نسب محو الامية لدى الكبار على مدى العقد المنصرم في العديد من البلدان ذات الكثافة السكانية المرتفعة بما فيها البرازيل والصين ومصر وباكستان.

وبحسب التقديرات الوطنية المرتكزة الى الاحصاءات الرسمية للسكان والتي شملت اربعين بلدا حققت الصين افضل النتائج مع ارتفاع معدل محو الامية لدى الكبار (15 عاما وما فوق) من 78 في المائة في عام 1990 الى 91 في المائة في عام 2000 كما ارتفع هذا المعدل في مصر من 44 في المائة في عام 1986 الى 56 في المائة في عام 1996 وسجل مزيدا من التحسن منذ ذلك الحين استنادا الى تقارير صدرت اخيرا واعلنت البرازيل ايضا عن تحسن بنسبة ست نقاط مئوية من 80 في المائة في عام 1991 الى 86 في المائة في عام 2000 في حين شهدت باكستان ارتفاعا لمعدل محو الامية من 39 الى 42 في المائة بين عام 1994 وعام 1998.

كما سجلت البلدان الاربع والصين بصورة خاصة تحسنا في نسب محو الامية لدى النساء ففي البرازيل اظهرت البيانات ان نسبة محو الامية لدى النساء باتت تتجاوز بقليل نسبة محو الامية لدى الرجال وتلك هي ايضا حالة بليز وهندوراس والفلبين وجزر السيشال.

كذلك شهدت جمهورية افريقيا الوسطى وهي احدى الدول الافريقية القليلة التي تعلن رسميا عن نسبها في مجال محو الامية لدى الكبار ارتفاعا في معدلاتها من 34 في المائة الى 49 في المائة من عام 1990 الى عام 2000 لكنها تسجل على غرار مصر وباكستان تفاوتا كبيرا يفوق 20 نقطة مئوية في نسب محو الامية بين الرجال والنساء.

وفي صفوف الشباب الذين يعرف عنهم هنا بالاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و24 عاما فان نسب محو الامية غالبا ما تكون اكثر ارتفاعا بالقياس مع سائر المجموعات السكانية لدى الكبار ففي ايران على سبيل المثال يبلغ الفرق في نسب محو الامية بين الشباب والكبار 20 نقطة مئوية ونمت نسبة محو الامية لدى الشابات على نحو اسرع من النسب لدى الشباب خلال التسعينيات في مجمل البلدان تقريبا.

بيد ان معهد اليونسكو للاحصاء يشير الى ان هذه النتائج الجيدة لا تزال تستند الى انواع مختلفة من التعاريف الوطنية لمحو الامية والخاضعة لقيود عدة وفي النتيجة فان مضاعفة الجهود لتحسين خطط محو الامية تكتسب اهمية جوهرية للاعلان بالشكل الوافي عن السياسات الوطنية الانمائية لتلك البلدان وتسهيل المقارنات بين البلدان.

كما يشدد المعهد على ان واحدا من اصل خمسة كبار في العالم أي ما يقارب 860 مليون شخص ما يزالون من الاميين وثلثاهم من النساء ويعيش حوالي 70 في المائة من هؤلاء في جنوب الصحراء الافريقية وجنوب وغرب آسيا والدول العربية وافريقيا الشمالية وتشير مصادر منطقة شرقي آسيا والمحيط الهادى الى معدل لمحو الامية بنسبة 86 في المائة وعدد اجمالي من الاميين يبلغ 185 مليونا كما ان منطقة اميركا اللاتينية والكاريبي تعد 39 مليونا من الاميين أي ما يناهز 11 في المائة من مجموع السكان لدى فئة الكبار.

وبحسب المعهد وفي حال عدم تسارع الجهود لمحو الامية بشكل حثيث سيبلغ عدد الاميين لدى الكبار حوالي 800 مليون شخص في العالم بحلول عام 2015 وهي المهلة التي حددها اكثر من 160 بلدا في عام 2000 بهدف خفض نسب الامية لدى الكبار الى النصف.

يشير الارتفاع المستمر لمعدلات الامية الى حجم التحدي الكبير الذى ما زال يفرض نفسه في مجال محو الامية يقول مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا في رسالة صادرة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية لعام 2003 هذا التحدي ينبهنا الى ضرورة ان يتجاوز التحسن المحرز في نسب محو الامية النمو السكاني وان ينتشر في تلك الاجزاء من المجتمع حيث تضرب جذور الامية في العمق فهذا النوع من الامية يسود عادة المجموعات التي يكون الوصول اليها اكثر صعوبة كالنساء وخصوصا لدى مجموعات الاقلية وفي المناطق الريفية ولدى الاقليات اللغوية والثقافية والفئات الاكثر فقرا في المدن والمناطق الريفية واطفال الشوارع والمراهقين الذين تركوا المدرسة ولا تكفي الاستراتيجيات المستحدثة لمعالجة احتياجات محو الامية بفعالية لدى هذه المجموعات وانما رصد المزيد من الموارد لها ايضا.

جرى اطلاق عقد الامم المتحدة لمحو الامية (2003ـ2012) في فبراير الماضي في محاولة لاعطاء زخم جديد لجهود محو الامية وبلوغ الهدف المحدد لعام 2015.