السودان....... الموت تشردا

السودان....... الموت تشردا


01-04-2006, 00:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1136330796&rn=0


Post: #1
Title: السودان....... الموت تشردا
Author: Dr. Abdalla Siddig
Date: 01-04-2006, 00:26 AM

كتب أحمد الربعي في جريدة الشرق الإوسط
تحت عنوان:



السودان.. الموت تشردا

مقتل خمسة وعشرين سودانيا على يد الأمن المصري يثير الحزن والأسى، ومن الضروري أن تبدأ الحكومة المصرية بتحقيق محايد لمعرفة سبب هذه الكارثة الإنسانية.

في مصر حوالي خمسة ملايين سوداني، ويجب أن نسجل للحكومات المصرية المتعاقبة نقطة ايجابية، باستضافة هذا العدد الكبير في بلد يعاني مواطنوه من البطالة وتضيق أمامهم فرص العمل. ولكن السؤال الكبير هو ما الذي يدفع الإنسان للهروب من وطنه والبحث عن وطن بديل، ما الذي يدفع خمسة ملايين سوداني للعيش في مصر، وما الذي دفع ملايين السودانيين ليعيشوا في معسكرات للاجئين في دول الجوار السوداني، وما الذي يدفع مئات الآلاف من خيرة الأطباء والمهندسين والعلماء السودانيين للعيش خارج وطنهم؟
الجواب واضح، انها جرائم ارتكبتها حكومات سودانية متعاقبة، أفسدت الحياة العامة، ومارست النهب المنظم للمجتمع، ودخلت في حروب عدمية، إلى درجة أن السودان يمكن تسجيله في موسوعة غينيس كبلد حدثت فيه أطول حرب أهلية في التاريخ.

السودانيون، هذا الشعب المسالم الوادع، تحول على يد حكومات عسكرية ودكتاتورية وأحزاب سياسية فاسدة، وقادة لم يفكروا سوى بأنفسهم، وزعماء حروب وطوائف، إلى بلد مجاعة، وهو الذي درسنا في كتبنا المدرسية، ونحن أطفال انه «سلة الوطن العربي الغذائية»، والسودانيون لا يشربون الماء النظيف، في بلد يمر فيه اكبر واهم نهر في العالم.

مرة ضحكت بكثير من الحزن وأنا استمع إلى احد القادة الذين دمروا السودان، وهو حسن الترابي يقول «إن الامبريالية تريد السيطرة على السودان لنهب خيراته»!! وقلت ما دام في السودان خيرات، وما دام الترابي ومن جاء قبله وبعده يديرون دولة مستقلة، فلماذا لم يستثمروا خيرات السودان بأنفسهم، ولماذا يتركون هذه الخيرات «للامبريالية»؟

كذبوا على الناس حين قالوا إن هناك بلدانا عربية غنية وبلدانا فقيرة، ونقول هناك بلدان محدودة الموارد، ولكنها استثمرت هذه الموارد لخدمة أهلها فنجحت، وهناك دول عربية نفطية عاش شعبها الفاقة والتشرد بسبب الاستبداد والحروب. ونعيد ونكرر أن هناك بلدانا عربية، والسودان احدها، ليس بلدا فقيرا، بل أفقر بفعل فاعل، وكان آخر ضحاياه هؤلاء الخمسة والعشرين بريئا الذين قتلوا في القاهرة.