صديقي الذي يحيا كلما يموت

صديقي الذي يحيا كلما يموت


12-11-2005, 07:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1135706627&rn=0


Post: #1
Title: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-11-2005, 07:29 AM

إلی صديقي الذي يحيا كلما يموت
(الصفحة الأولی
أولم ترهقك الغربة بعد ؟ ...
كل هذا الصمت حولك ... وكانت الحياة تنبت قرب نهر صوتك ؟...
تخرج من بيوتنا والنوافذ ( مازال شعر جلدها يتكلب ) تنتظرك علی أحر من جمر الأغاني ... وكانت الأغنيات دما يجري في عروقك ... يالعروقك ... تشرب الآن صهد التربة وحريق الاغتراب ...
تخرج من بيوت شعرنا والمقاطع تدفن قوافيها في قبور من أسف ... والصباح يشهق ظلمته الباهظة ...
أو هكذا تمضي ؟ و ( درب العربات ما زال يضع يده فوق عينيه من شمس الانتظار ويرقب مجيئك ؟‌) ... أو تتركه لهذا الوجيب وحده ؟ ...
لماذا إذن تصر علی أن تقطع أوردة الأغاني ومازال في قلبها شئ من دم ؟ ...
ونحن ؟ أولم يعد يهمك أمر شجر قلوبنا اليابس ؟ ...
أولم تعد تذكر أي حنين زرعنا في حواشة قلبك تلك حين كان الغناء يزهر حقولا من غد لم يأت بعد ؟ ...
أولم تعد تذكرنا ونحن نتحلق حول ضحتك الناصعة ...
قتلتك تلك النصاعة في زمان تتشبث الألوان والروائح ( سيئة الذكر ) بالحواس
ألهذا تهجرنا ؟ ...
أويعلمك الموت قسوة الفراق وما كانت حياتك القاسية تستطيع أن تفعل ؟ ...
مازلنا نمسك بطرف عراقيك ( وهو براهو رهيف ) ... كنت تدعي أنه سكروتة وما كان ... لكنه كان يأخذ من رهافتك حتی لكاد يتمزق ...
كانت دروس حسن التعليل تعلق دائما بثيابك وجيبك ... وكنت تدس في عيوننا سرا ما ... كأنك كنت تعلم ...
كأنك احتسيت قهوة موتك تلك ... وصرت في كامل الكيف ... وكنا نحن وما زلنا نتقيرف الدنيا ...
مازلنا نمسك بطرف صهيل حصان الموت ... لماذا يطير هكذا ( لاحق شنو أصلو ؟)
مازلنا نمسك بأطراف أحداقنا خوف الذهاب وراء الدموع الثقيلة ...
الدموع هذي ……
الدموع ( زير ) من الأسف ( أكبر كثيرا من أزيار المريسة ومن المريسة ذاتها ) ينقط علی قلوبنا نقطة نقطة ...
نقطة تفتح كتابا من أمس ...
و نقطة تترع نهر الذاكرة ...
نقطة تبطئ سرعة القلب حتی تأخذه سكتة الشوق القاتلة ...
و نقطة بحر من دم يتخثر علی خارطة وجدنا المقيم فنموت ونحيا ...
نقطة تهرد فينا ما تبقی من جلد ...
ومع كل نقطة نموت ... نموت ...
يا صديقي كل هذا وانت ما زلت تستحلي الغياب ؟ ...
إذا لماذا كلما غبت حضرت بهذي الكثافة ؟...
لماذا كلما تمعن في البعد يجرحنا قربك من مجری اللوعة ؟...
لماذا كلما تبحر في محيط الغربة يدور بنا فنار من ذاكرة ؟...
هل تقسو علينا بالغياب ؟ أم تقسو علينا بالحضور بربك ؟...
غريب هذا الغياب فادح السيرة ... غريب هذا الحضور شديد اللسع ...
وها نحن ( كغنم العاصمة المثلثة كلها ) نجتر أماسينا ونلوكها لحظة لحظة ...
ونحتك بجدران الذكری ... علی ما تخلفه من أليم الجراح ...
نتوءات أحلام ميتة ... وحواف مستقبل تأخر حتی الموت ... وبعض زجاج غتيت من فتات كؤوس أمل تافه يندس بين طين الجدران ...
كلها تفتك بطينة القلب ... ولكنا أدمناها ... حتی صار الوجع والنزف ضمدنا الوحيد ...
يا صديقي إما أن تعود أنت أو نذهب نحن ... أكثر من ذهابنا هذا ...
الموت حيث أنت أفضل كثيرا من الموت حيث نحن ...
أفضل كثيرا ..................
أفضل كثيرا ..................
وتتوالی الصفحات في كتابك يا سيدي ...
أسامة معاوية الطيب 04/12/2005م

Post: #2
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: خضر حسين خليل
Date: 12-11-2005, 11:21 AM
Parent: #1

أخيراً صادق الرب دعواتنا إذن ياصديقي الذي يحيا ليكتب والله ياعظيم الروح
كتابتك هذه أعادتني لمربعات خلت ( خلو غنم الاشلاق) من العاصمة الحضارية
سأعود لكتابتك هذه يااسامة من خرطوم الهزيمة والعزيمة وشاكرين للسلك
بتاع الصباح ياجميل .

خضر

Post: #3
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: yasiko
Date: 12-11-2005, 11:37 AM
Parent: #2

Quote: كانت دروس حسن التعليل تعلق دائما بثيابك وجيبك

No comment
Welcome back

Post: #4
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: بدري الياس
Date: 12-12-2005, 01:45 AM
Parent: #3



من لهيب أشواقي من نـار الشجون
بهدي كل أشعاري لي أجمل عيـون
للمشاعر الطيبـة والقلب الحنـون
لي وسيلـة بعـد فراقـنا تلمــنا




**

هكذا يا صاحبي غنى لنا، وتذكر كيف كانت تلك "الآه" التي تسبق انسكابه في البيت الأخير من هذاالمقطع وكيف كانت تنتهي حيث يبدأ تخلّق النبضة بالقلب.
وها نحن نلتمس وراءه "الطريقة البعد فراقنا تلمنا".
***

واصل، فليس في شأن الدمع والحزن جديد

Post: #5
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: ديامي
Date: 12-12-2005, 05:40 AM
Parent: #4

يا معالم ظاهرة في تمر الحبيب
يا صحابي البيكم الخاطر يطيب

Post: #9
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-12-2005, 09:35 AM
Parent: #5

Quote: يا معالم ظاهرة في تمر الحبيب
يا صحابي البيكم الخاطر يطيب

والفؤاد مشتاق يبالغ في النحيب

أي خاطر سيطيب بعده وجراح الدنيا والعالمين تتزاحمه؟
شكرا جميلا وخليك قريب نتشايل الحزن

سلامات

Post: #7
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-12-2005, 09:21 AM
Parent: #4

كلما ادكره تتقافز امامي ضحكته الناصعه
كلما اذكره ... اموت ويحيا هو
كلما اذكره
اعلم أي قسوة يحمل قلب هذا الموت
ياه
كان سيفا ... ولن تغمده الايام

Post: #8
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-12-2005, 09:28 AM
Parent: #3

أستاذي يس
أنت من علمني الكتابة ... أذكرك جيدا حين كنت تبتدر الحديث بجملة (أرحب بنفسي بينكم) وكم حاولت تلبسها مرات ولكنها كانت مقاسك
كيفك والاسره
أرجو انا أكون محظوظا ويصادف زواجي جيتك السودان
عموما انا حا اعرس شهر سبعه ( لحدي الان معاي لگفي جعفر عثمان وعبدالفتاح محمد بكري وربما سامي اخوي )
سأهاتفك قريبا

Post: #6
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-12-2005, 09:15 AM
Parent: #2

Quote: ( خلو غنم الاشلاق) من العاصمة الحضارية

انت جميل وانت تقصد هذا الانقلاب الوصفي
كلمامررنا من هنا انبت الوجد والحزن اسمينا ومضيا

Post: #10
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 12-13-2005, 02:31 AM
Parent: #1

أسامه معاوية ...
سلامات يا زول يا رايع ....
يا لجمال هذه الكتابة التي تصفي فيك الأشواق ... وتصيبك بصمت الجنون ...


Quote: وها نحن ( كغنم العاصمة المثلثة كلها ) نجتر أماسينا ونلوكها لحظة لحظة


حليل زمن غنم العاصمة المثلثلة يا الحبيب ... كان زمان ... حتى الغن يا يا ود معاوية بقت تتحاشى شوارع الخرتوم وكل شئ في الخرتوم كما نتحاشى نحن الكلام في الزمن الميت ..
حتى الأماسي صار صعب إجترارها ما دامنا حينما يعود بدري الياس إلى الخرطوم كأنه يصارع الزمن و(يتجارى) هنا وهناك لا يترك لك فرصة الإجترار معه ... يا لزمان الفجيعة هذا ...

أكتب أيها الرجل الشفيف ... نقطة نقطة ودعنا مع الذكريات:

Quote: تهرد فينا ما تبقی من جلد ...


مع محبتي ...

Post: #11
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-13-2005, 09:33 AM
Parent: #10

Quote: أكتب أيها الرجل الشفيف ... نقطة نقطة ودعنا مع الذكريات:

سلامات يا صديقي
أي نسيم طيب ؟

هل ما زالت الذاكرة تعلق في مقدمة شعرك كمقدم الشيب ؟ أذكر أن لك قجة من الذكريات صارت في مقدم شعرك شيبا .... تحياتي كلها

غدا الصفحة الثانية ولكني انتظركم في المداد
كيف هي الخرطوم الآن ؟

Post: #12
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: بخاري بشير
Date: 12-13-2005, 11:18 AM
Parent: #1

هي ورقات تابعتها معك يا أسامة ,لعلها تذهب عنا الجوع الذي نحسه تجاه توهج الحروف,وبالمناسبةالحروف المتوهجة في زماننا هذا قليلة جدا إن لم تكن معدومة..
صديقي أسامة يا رجل استطاع بما يملك من حروف أن يسد أفق الكتابة العصي بهذا الابداع الباذخ الذي أصبحنا من رواده المداومين ,تحياتي اليك يازول يارائع وسلامات ..ما زلنا عاقدين لحاجب الدهشة مذ كتبت لنا عن بيوت الشعر في تلك الكتابات المتدفقة عن قصر الشاه ,وحياته وتفاصيلها.
عندما وجدت "صديقي الذي يحيا كل ما يموت" فغرت فاهي من دهشة العبارة ,وعندما وجدت أن صاحب البوست هو هذا الفتى أسامة زال عني عجبي وقلت ,نعم إنها عباراته المدهشة ولغته العذبة ,كغدير صاف من نبع رقراق,,وحقا يامعاوية انك غصن في دوحة طاب غرسها وصفى ماؤها ,وهاهي تنتج ثمرها بإذن ربها....
تدفق أيها الرائع فكلنا ننتظرك
////////////////
قلت ان زواجك أزف ,,اتمنى اذا هاتفتني 0912957753 بخاري بشير/ الخرطوم

Post: #13
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: تولوس
Date: 12-13-2005, 12:49 PM
Parent: #12

Quote: يا صديقي كل هذا وانت ما زلت تستحلي الغياب ؟ ...
إذا لماذا كلما غبت حضرت بهذي الكثافة ؟...
لماذا كلما تمعن في البعد يجرحنا قربك من مجری اللوعة ؟...
لماذا كلما تبحر في محيط الغربة يدور بنا فنار من ذاكرة ؟...
هل تقسو علينا بالغياب ؟ أم تقسو علينا بالحضور بربك ؟...
غريب هذا الغياب فادح السيرة ... غريب هذا الحضور شديد اللسع ...


تحية محبة واعجاب ...

فان للنصوص والكلمات لغة اخري لا يترجمهاو يفقه كنهها الا القلب السليم

Post: #15
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-14-2005, 09:30 AM
Parent: #13

تولوس
تحياتي دائما وانت تخجل تواضع المداد برهافتك
وهل الا أن أعيد
Quote: فان للنصوص والكلمات لغة اخري لا يترجمهاو يفقه كنهها الا القلب السليم


وجدتك رسالتك الأنيقة التي تدعوني فيها لكسلا وهل الا أن استجيب لكن وريني كيف ( اخوك شويه تعبان تكنولوجيا)
وسأسعد أيما سعادة بملازمتكم

Post: #14
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-14-2005, 07:58 AM
Parent: #12

أستاذي بخاري
أتابع ردودك باهتمام بالغ لاني اتذكر كل مشاويري تجاه دارفور الجديدة وأعرف كيف كنت تحتفي بكتاباتي وأعرف ان أي تعليق سيفسد ما أود قوله
فقط سأتصل عليك قريبا
تحياتي يا صديقي وأستاذي

Post: #16
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-14-2005, 09:39 AM
Parent: #14

(الصفحة الثانية)
ثم ها أنت تمضي ... وكأنك تمتحن صبري
وهاهي الذاكرة تقدح دمها ... هاهي ...
(...كان نحيلاً ، تقتحمه قوة خارقة ، ليس قصيراً ولكنه يتمنى قليلاً من الطول ، أخضراً كالساقية حين يداهمها الليل بخيوطه الأولى ، حيياً في جراءة ، ووديعاً في حدة ، تميّزه ضحكته الصغيرة ، واشارات يده اليسرى ذات الجرح الغائر واضح الأثر ، يخرج عن صمته ليدخل فيه والحديث عنده إشارات معانٍ وعلاماتٌ تضيف للكون جديد الدلالات ، لا تتجاوزه معاني قصائده التي يغنّيها ولا تفوته ملامح بيتٍ من أبياتها ، يغوص فيها حتى لكأنه يسبح في أغنياته فيطاير عليك رذاذ الأحاسيس ورشقات الخواطر وأنت مأخوذٌ بسماعه ، وهو بعد فارغ الجيب والقلب، أنقى من أيُّ معنى للّون الأبيض ، سهلاً لا تقيّده الحدود ولا تشتته أهواء التحرر ، وكنت وأنا معه أتحسس كلماتي وأستفزُّ مقدرتي على الاستماع ، والآن أكتب عنه
كانت في يديه زهرتان حين مات
وكان يشتعل اشتياقاً كحفيف الأغنيات
لحبيبته يغني كالبكاء ولأمه صلّى على أوتار قهوتها وفات
داعبته ذات ليل وهو يغني
عيشي عيشة الراضي بي قدرو وقـــضاه
الزمان لو قاسي ما حـــــــــــــــيدوم قساه
الصـــــــــــــــــــباح يلقاكي في قمة زهاه
وزهرو من الفرحــــــــــــة غالبو يلم شفاه
كأنك تندسُّ خلف من تخاطب ، لتمنح روحك بعض أمل بحياةٍ هانئة قادمة ، ( انت قايل حا يجي يوم والصباح يلقاك في قمة زهاه ؟ ياخي خليك من كلام الغنا ده ، ما تصدقو ) فقال لي : ( نحن زمنّا جاي ، وحا نرتاح ، بس خايفو يجي بعد ننتهي وما نستفيد منّو ) وضحكنا !! كنّا نضحك على تفاؤلنا القاتل وذاكرتنا المرهِقة ، ضحكنا ولم نكن نعلم أننا ننشد معانٍ باتت أقرب لمتحف الحياة ، ضحكنا ونحن ندلف من ضحكتنا إلى واقعنا لرثاء أفراحنا عبر أحزانٍ قادمة لا نتبينها ، أو ندفن رؤوسنا في أملٍ لن تتركه لنا رياح الحال ( الكعب ) ، وهاهو زمان سيف حينما يجود عليه ، يعظِّم عنده الإحساس بالألم حتى ليشعر معه كم كان بسيطاً وهو يغني المعاني الحزينة وكم كان ساذجاً وهو ينشد موسماً لفرحٍ لن يأتي ، ويجود عليه بصوتٍ مشروخ وهو الذي كان يراهن على حلاوة صوته ، وأيادٍ معروقة ونبضاتٍ أقوى من أن يحتملها قلبٌ مرهقٌ بعشقٍ خيالي ، وفرحٍ لن تطاوعه الحروف ، ويثقل عليه ( العرّاقي ) الرهيف ، ويمنع عنه النظر لعيون الشمس الحارقة ، ويجهش كلماته ببكاءٍ يسكن في حناياها خوفاً وطمعاً في ليالٍ قاتلة ، ما كان يردد مقولة أبي العلاء : ( هذا ما جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد ) ولكنه عاشها على كل حال ، وأضرم في أشواقنا لغدٍ جميل ، نيران المستحيل. )
الدمع قلادة من ملح يحيط بمعصم الجرح ... والعين باب الشارع المنتهي للقلب النائح
و...
( خسارة زرعاً زرعتو وسقيتو رحيق الأغاني .. وقدر ما تطعن زهرتو تحتُّو رياح المعاني )
لمتين نتجارى على الأيام لهفة وأشواق
وما يسكن جوفنا بلا الحسرة
وتتشعبط فينا ليالي الفاق
والوجعة تقِّيل في الغنوات ، والقلم اشكدي على الأوراق
وعارف يا سيف
مع انك رحت في غمدة عين ، لكنك ساكن في الأعماق

أسامة معاوية الطيب

14/12/2005م طهران

Post: #17
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-15-2005, 07:59 AM
Parent: #16

Quote: ( خسارة زرعاً زرعتو وسقيتو رحيق الأغاني .. وقدر ما تطعن زهرتو تحتُّو رياح المعاني )

Post: #18
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 12-17-2005, 02:35 AM
Parent: #1

هلا فيك يا الحبيب
عساك طيب؟

Quote: هل ما زالت الذاكرة تعلق في مقدمة شعرك كمقدم الشيب ؟ أذكر أن لك قجة من الذكريات صارت في مقدم شعرك شيبا


وأشتعل الرأس شيبا ... خاصة بعد الواحد بقى أب لي بنية .... يا لذكريات الماضي التي يفضحنا بها هذا البياض ... لك الله أيها العزيز ...

Quote: كيف هي الخرطوم الآن ؟


يا حبيب في خرطومين أنت ياسأل عن أي واحدة فيهما؟؟ خرطوم الزهج والقرف والزحمة والمزاجات وأصوات الباعة المتجولين وكشات البلدية التي لا تترك شئ لجميلة بائعة الشاي تلك التي بطعم النعناع؟ ... أم خرطوم الأشواق والليل الهادئ وقعدات الأصحاب ومقابلة الحبيبة في الحدائق والعبث بالنجيلة وتقطيعها دونما إنتباه ... ياتو واحدة من ديل يا الحبيب بتدور أخبارها ... الخرتوم بقت نصين ... نص جايب خبر ونص ما جايب خبر ...

سلام ...
مع محبتي ...

Post: #19
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: أسامة معاوية الطيب
Date: 12-18-2005, 07:20 AM
Parent: #18

الصفحة الثالثة
ومضيت ... وخيبنا ظنك في التماسك وراك فرجعت تحفز فينا خيل موتك فيدمينا الصهيل
انتهيت إلی أن الحياة الخالدة تبدأ من الموت ففعلته ... ومضيت ...
يااااااااااااااااااااااااه
ما دك قبرك مثل ذكرك فلتعش
ياااااااااااااااااااه
ما حك جلد الذاكرة مثل ظفر الموت
ياااااااااااااااااااااه
أين أنت والصمت يستفرد بي ... وونس العزاءات يسافر إلی أقصی مدن الروح ولا يرجع
أين أنت ...
كيف ينتزع الكون اللحن
من أعصاب الطنبور؟
كيف تتسرَّب أوتار أغانينا الخضراء
ويحترق الغصن بوردته
ويشيخ على الرمل العصفور
وعلى الشبّاك تلوح أيادينا
منديل الشوق
وحفيف الروح
وشهيق الناي المسحور
والحزن يحطُّ على سارية الأيام
قمراً منتوف الريش على زاوية الفجر يدور
هل صبرٌ يعزف أغنيةً كالجمر على أعصاب
قصائدنا أم دهرٌ يغسل شهقتنا
وينشِّر فوق حبال الليل النور
يا كيف ننادي تسمعنا
يا كيف نسافر ترجعنا
يا كيف نوزِّع في الأوراق ملامحنا
تتراءى بين الحبر وبين الدمع
سطورٌ وسطور
ياااااااااااااااااااااه
حين تبقی للدمع غصص وقصص كثيرة ... تستعصي الغصص علی العين فتنزف ... وتتماوت القصص عندها فتحيا شظايا الماضي ...
هل الحزن مفرح لدرجة أننا نتقاسم لياليك بالقصائد واجترار الغناء ؟
أم أننا نخلط ما تبقی من أوراق في غصن وعيينا ؟

أعظم أغنيةٌ للحياة هي الموت
كيف تكتب أبياتك على جدرانها بطباشير السكوت؟
أحفر بنبضات قلبك على شوارعها
هتافك
وأنشر على حبال غسيلها أوصافك
وعلِّق على سراجها ضوء عينيك
ومُدّ على لياليها لحافك
وطوِّف على هدير البحار ولوِّن رذاذها
بضفافك
ستغنِّيك بناتها ذات موتٍ جديد
بعدما غنيتها
غير آبهٍ بمطافك
وتعلِّق على اسمك الجميل
فوانيس الهوى مسرجاتٌ باعترافك
هي الحياة أغنية الموت
لحنها الأيام
فاكتب بدمائك عنها أعظم البيوت
لا تدنِّس جدرانها ووسيم أركانها
بطباشير السكوت

وهكذا يا صديقي نخونك بالبقاء هنا ... لا نتبعك للقبر ولكنا ننتظر في المحطات نبكي عليك ... فنغنيك
( أصدق أغنيات الكون ... البكاء )

طهران 18/12/2005م

Post: #20
Title: Re: صديقي الذي يحيا كلما يموت
Author: بدري الياس
Date: 12-26-2005, 12:25 PM
Parent: #19

Quote: أصدق أغنيات الكون ... البكاء


::
:
هل ستحتمل مزاميرنا كل هذا الغناء؟