يوميات عازة : أو مشاهد في حضرة الطير

يوميات عازة : أو مشاهد في حضرة الطير


03-15-2003, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1047746085&rn=0


Post: #1
Title: يوميات عازة : أو مشاهد في حضرة الطير
Author: raheemsudani
Date: 03-15-2003, 05:34 PM

يوميات عازة أو :
مشاهد في حضرة الطير

عبد الرحيم عبد الحليم محمد-دنفر-كلورادو–


مر سرب الطيور الغريبة
التفرق لازم بدء المسير
فهنا كان طير مهيض
وعصفورة في الفضاءات هائمة تستجير
ناعب في موخرة السرب يجهده الزمهرير
في الفضاءات اذ لا ملاذ
الجليد المشاكس يرسل بحر الرذاذ
كان طير وحيد يمد جناحية حينا
وحينا يحرك أقدامه بعناء مرير
أيها الطير:
قال صبي عليم بلغو الطيور
ها هنا منزل وبساط وثير
الطير من كل جنس هنا
والاحبة يقضون اوقاتهم في حبور
أهبطوا مصر قال الصبي
بها النيل يجري بماء نمير
الخير ينبع من أرضها
والحصاد وفير
التراحم سيدهم
والتوادد طابعهم والوفاء كثير
ولكن سرب الطيور أشاح بعيدا
ومر الي طبقات الأثير
خاسئا وحسير.

v
موكب الطير طاف به العاشقون
الذين سعوا في البلاد الي مدن الزمهرير
موكب الامس طاف به الحالمون
يحدق سامرهم في عيون الأنام
وأمزجة العابرين
يبحث عنك يطارح أقرانه شعر جمر هواك
ويبحث عن منتهاك
وقصة حبك للعالمين
في اخر الليل جاء حزينا سألناه
قال الشوارع خاوية
والمنازل باكية
والطرقات مبللة بالسكون
قال : رجعت الي مهجري
ان هذي المدينة تجهلني
ليس هذا المكان مرابع عازة
أو صوت ضحكتها المستكين
سأغرس رمحي في قلب هذي المدينة
هذي المدينة لا تستحي أن يغادرها الرائعون
أن يبارحها ذات ليلة عشاقها
أو تبعثر في الريح أوراقها
وتمارس في الليل بسط مفاتنها
تتصيد أرزاقها
لا يهم احتشام وعرض مصون
أعود الي مخبأي في البحار البعيدة
اني أعود بقلب جريح
وحزن ضرير.
v
المدينة تسأل أين الملاذ
الذي كان بينا منار
وعن سخف النسيان وأزمنة الانبهار
أيها الناس:
صاحت نداءات هذي المدينة اذ لا مجيب
المدينة هذي تصيح.. تصيح.. تصيح
وتلتحف الصمت في كل دار.
المدينة تكشف عن سترها وتجافي الوقار
وتلبس أقنعة الاحتضار
تدق الدفوف البليدة بعدك
تدمن لطم خدود النهار
تفقد هذي المساكن بعدك
كل ركائزها وتوول الي الانهيار
تفقد كل الأماكن بعدك أكذوبة الانتظار
أيها الناس:
دقت طبول المدينة
ناموا علي سرر الحزن
فالحزن في كل فج عميق
وفي كل دار
ولعازة أن تشتهي أن تدوم مباهجها الدائمات
لايناسنا عبر " ايناسها"
أو يلاحقنا الحزن في كل غار
ولها أن تغازل عشاقها من بعيد
اذا ما أرادت
بلحظ خفي علي طرقات المنام
ولها الان أن تتسمع عبر الجدار
ولعازة أن تتقمص مقطع لحن شجي
وتأتي عبر الأثير الذي يستجار
يحق لها الان أن تتقمص وردة نور ونار
وساعة نجدة جار
أو تتحول فيي شكل زغرودة
أو تحول ضحكتها للشروق شعار
ولها أن تخالط غيما يرش علينا
حصادا ويمطر فوق الديار
أو تمازج أوراق دوح علي النيل
يلثم أعيننا اذ علاها الغبار
ولها أن تخالط صفو النسيم
ولون "الخدار"
ولها أن تطير مع الطير تبصرنا لا نراها
وتقرر أن نكتفي بشذاها
فهذا أوان التحرر من ربقة الطين
هذا طريق المسار.

كلورادو- 14 مارس 2003