محجوب عثمان يكتب عن كتاب الجيش والسياسة لعصام ميرغني

محجوب عثمان يكتب عن كتاب الجيش والسياسة لعصام ميرغني


02-26-2003, 08:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1046243925&rn=0


Post: #1
Title: محجوب عثمان يكتب عن كتاب الجيش والسياسة لعصام ميرغني
Author: Abdel Aati
Date: 02-26-2003, 08:18 AM

عن كتاب: »الجيش السوداني والسياسة«

بقلم: محجوب عثمان

شَبَّه إمبراطور إثيوبيا الراحل هيلاسلاسي الجيش بـ «الأسد» فقال ما معناه أن إطلاق الأسد قد يكون سهلاً ميسراً، ولكن إعادته للقفص مرة أخرى تصبح أمراً صعب المنال.

وحقَّت هذه المقولة على جيش السودان الذي أطلق من عرينه عمداً ومع سبق الإصرار في يوم مشئوم هو السابع عشر من نوفمبر عام 1958، ومنذ ذلك اليوم صارت إعادته للعرين واحدة من أعصى مشاكل السودان وأكثرها تعقيداً وإلحاحاً.

وبين أيدينا الآن كتاب عنوانه «الجيش السوداني والسياسة.. دراسة تحليلية للانقلابات العسكرية ومقاومة الأنظمة الدكتاتورية في السودان».. صدر هذا الكتاب قبل أسابيع محدودة لمؤلفه العميد (م) عصام الدين ميرغني طه، المشهور بـ «أبوغسـان».. صدر في طباعة أنيقة وعلى مساحة أكثر من 500 صفحة محلاة بخرائط ملونة توضح الكثير مما يساعد القارئ على متابعة بعض ما جاء في الكتاب من وقائع هامة.

لقد صدر خلال العقدين الماضيين أكثر من مؤلف يتناول قضية الجيش والسياسة في السودان، ولكن ما توفر للسيد عصام على دراسته وإصداره يختلف عما سبق في أنه جاء حاوياً متكاملاً في تتبعه للقضية بكل أبعادها، فهو يبدأ أولاً بإيضاح جذور الفكر السياسي في الجيش السوداني منذ أن كان قوة صغيرة باسم «قوة دفاع السودان» خلال مرحلة الاستعمار، ثم ينتقل بعد ذلك في دراسته المتأنية الموثقة إلى أن يصل بالقضية ويتابعها مرحلة بعد مرحلة من نشأة وتطور المقاومة العسكرية لآخر نظام عسكري «أيديولوجي» ابتلي به السودان ومازال الشرفاء من أبنائه يناضلون للخلاص منه.

إن انفلات «الأسد» من قفصه عام 1958 فتح شهية كل القوى السياسية بلا استثناء للتسلل والعمل سراً وسط ضباط الجيش وجنوده، وهذه قضية أخرى لم يعالجها المؤلفون من قبل، ولكن العميد عصام غاص في بحور تفاصيلها وعاد بذخيرة وافية وصيد ثمين من المعلومات والحقائق التي يكشف عنها الغطاء بهذا القدر لأول مرة.

إن المؤلف العميد (م) عصام ميرغني قضى في الجندية أكثر من 21 عاماً، تدرج خلالها إلى احتل منصباً مرموقاً في سقف قيادة القوات المسلحة السودانية حتى تم اعتقاله وإبعاده من المهنة التي أحبها وأخلص لها بصورة تعسفية فور نجاح انقلاب الجبهة الإسلامية القومية في 30/6/1989.. ولما كان العميد «أبوغسـان» من الضباط الذين يتمتعون بحس سياسي ووطنية متقدة.. ولما كان كذلك من المخلصين للشرف العسكري والمؤمنين بالديمقراطية ومناهضة الدكتاتورية، فإنه نذر ذاته من يومه ذاك للعمل في صفوف المعارضة حتى أصبح الآن رقماً أساسياً في الجناح العسكري للمعارضة.. وكانت كل هذه التجارب ذخيرة استعان بها في تأليف هذا الكتاب الجيد الذي يعد بحق أدق وأثمن وأوفى ما صدر حتى الآن من إيضاح وتحليل لقضية علاقة الجيش السوداني بالسياسة وتطور مقاومة الأنظمة العسكرية منذ يومها الأول وحتى الآن.

محجوب عثمان

محجوب عثمان ـ وزير إعلام سابق في السودان وكاتب صحفي.

--------------------
لطلب نسخة من الكتاب ؛ الرجاء الاتصال ب
[email protected]