دليل النمل في الجلوس على أنقاض مملكة سبأ ...

(لله يا محسنين... لله يا محسنين)
صوت المدينة مهترئ
خجلى ...
تمد يداً مخضبة بطين القاع
تستجدي الرغيف ....
لا تشترط فهما لأزمنة الحصاد ...
لا تستبيح هوية البذرة
التراب ولا الخريف ...
لا تشترط غير السكات ...
فإذا أمتلأتم بالرثاء
لا تكشفوا عن وجهها المفجوع
بالخجل
التساقط
والخفوت
فلتصمتوا
هيا أنبتوا كالنخلة الحمقاء
أو!!
فلتبصقوا في وجه سيدها الذي احتكر الرغيف
وباع كل الكبرياء ...
ومدينتي ...
ذبح الحياء على مضارها
وساقوها لتحترف الغناء
أمام أبواب السادة الضباط والنبلاء
من سرقوا السحاب :
وراهنوا القمح البقاء...
سرقت مدينتنا ومدت كفها
(لله يا محسنين .. لله يا محسنين)
الشمس أنتم أيها البسطاء
القمح أنتم والشتاء
النمل علمني
احترام الأرض حبلى بالبذور
النمل علمني
احتراب الهدد الملعون في جنس الطيور...
النمل يرحل بي إلى سبأالمدينة
حين يسكنها سقوطك يا سليمان النبي
وينتصر لك يا وطن
رقماً يحدد معطيات المسألة
بلقيس تصنع من عظام السعب كرسياً
لمملكة الطغاة...
وتاج عرسك يا سليمان النبي
البحر أكثر ما يكون قساوة
عند الرياح ....
الريح أكثر ما تجئ ضراوة
حين انتصاب الشمس مئذنة لأبناء السبيل
وبغير إحسان إلى لغة حياد
القصر أفضل ما يكون مضمدا
جلد الصحاري
بالقناعة ...
والتحور فالفناء ...
هل خلقت كما تشاء ؟؟
لتغتني عوارتنا
وتبيعها ديناً لأشباه الرجال؟؟
وتفترضنا مؤمنين ؟؟
كونوا قبيل الفجر صفا
أيها الفقراء حين توزع الأرزاق
لا رزق يوزع بالنهار
فالضوء معطية الوضوح ...
هكذا قلنا فأرهقنا الصياح
والشمس تحرق
أجنحة الملائكة والبنوك
من حدد التاريخ خطا مستقيم
سقترح فقه التوازي
سلما يفضي بنا للقاع
والتاريخ معطا لن يعود
سبأ المدينة خبرتني ..
إنهم با عوها عنطاراً من الضحك الرغيف
ثمناً .. لتجهض حملها الفقراء جوعاً...
ثم تحبل بالنبي المنتظر ..
كان المخاض تورما أفضى إلى الطلق العذاب
ناديت ما جاءوا ...
هذيت جذع النخلة في ألم
فتساقط فوق رأسي الف كرباج
ومزلاج وكاب ...
الآن بلقيس ممزقة الثياب
والبحر يصفع وجهها برواسب الماضي
وأنية الضباب .....
(لله يا محسنين ..لله يا محسنين)
قوموا بجلد أنوثتي حد اللعان
توسطوا للبحر يمنحني الخصوبة والنقاء
توسلوا للنمل يدخر الشتاء إلى الشتاء ..
ثم أصلبوا جسدي على سبأ المدينة
هيكلاً للبؤس
عذراً ...
وأبصقوا في وجهي المقتول بالصفح
التوضؤ
والصلاة عليك يا شعب نبي
الشارع الأول : عمارات بأغلفة زجاجية تداري خلفها
ربا يقسم باسمه الفقراء رقا للتجار المومسين
المتكئين على الأرائك يسرقون ...
الشارع الثاني سجون :
الشارع الثالث : اسبارتك يسمح عن بلاط
الغرفة البيضاء أعقاب السجائر والرماد..
الشارع الرابع : جنود
الشارع الخامس : جنود ...
الشارع السادس : جنود ...
الشارع السابع ..الثامن ، التاسع ، العشرين ..
الشارع الكمين يمتد أنحداراً عابرا أكوام بلقيس
العذاب ....
وهنا يتموضع الغاب الذي يحسن صناعتكم
حفاة ..
عراة ...
أو شفاها تبصقون....
وتسرقون النمل من أنتم إذا؟
هل تجاوزتم خطاياكم لتنتظموا صفوفا
ضد بلقيس الخطيئة ...
المدينة أسلمتكم ألف بلقيس ملوك
أفرغوا أحشائكم علنا
فعدتم تسوقون النمل ملحمة النضال
الشارع الأخير : بلقيس تحفر فوق موج البحر قبراً
وتنشد بؤسها ..!!
(لله يا محسنين .. لله يا محسنين
لله يـــاااااا
ثم تغرق
تغرق
تغرق...)

للنص قصة لوجوده أعزائي البورداب .. عندما أصحوا من هذه الحمى سأقول لكم

شفاك الله سوباوي من الحمى ، وارجوا اتحافنا بقصة هذا النص الجميل
عشان نقول ليك

الرائعة عشة بت فاطمة
أزيك أمي .. ماكطيبة .. شديدة أنتي .. ربنا يخليك ويديك العافية..
أولا يا ستي .. أنا أبحث عن صاحب لهذا النص الذي كما قلت لعثوري عليه قصة طريفة
في واحدة من أمسيات خريف 97 أتاني ابن خالة لي في وأنا وقتها في امدرمان الثورة الحارة العاشرة ... وكان ابن الخالة هذا قد عاد لتوه من مكتب المعارضة بكينيا ... وقال لي أن له صديق بالكلاكلة ولازم أمشي معاها عشان أتعرف عليه.. ولما وصلنا إلى بيت هذا الصديق بعد عنا طويل حوالي الساعة السادسة والنصف مساء .. كان بيته عبارة عن غرفة واحدة فقط تتوسط حوش كبير وكان السقف بتاعها .. بدأ عليه الإنهيار من آثار الخريف ... ولم يكن بها سوى حقيبة قديمة عفى عليها الدهر ... ذلك بعد ما علمنا أنه قد أختفى منذ ثلاثة أشهر ناس يقولوا مشى القاهرة وناس يقولوا ما معروف ليه خبر ... المهم لفت نظري بعض الأوراق المبلله من الأطراف فأخذتها علي أجد فيها دليلا له .. ولكن كانت المفاجأة حيث وجدت بها ثلاث نصوص لم أسمع بها في حياتي .... وهذا واحدمنهم .. وكل الذي كان مكتوب عليه اسم ياسر ثالثة اقتصاد وإلى الآن لم أعرف من هو ياسر وماهية الجامعة التي تعنيها تلك الكلية .... ومن وقتها وأن أسأل كل المهتمين عن صاحب النص الحقيقي ولم أعثر عليه إلى الآن ... وكنت في بعض المناسبات ألقيه ... ثم أسأل عمن سمع به فلا أجد جوابا وبعض الأصدقاء قد نسبه لي وكنت أقول أن هذا حق أدبي لا بد من وجود صاحبه
فالان عزيزتي عشة بنت فاطمة ألم تعرفي لي صاحبه الحقيقي فإذا فعلت أكون شاكرا وشاكرا وشاكرا

الرائع
سوباوى
لك التحايا
من ضمن النصوص الثلاثة التى وجتها نص باسم( كمين )الرجاء نشرة او ارسالة لى
دمتم مع تحياتى