جنوبي مسلم يرد ويتساءل ؟ (1) الحاج وراق

جنوبي مسلم يرد ويتساءل ؟ (1) الحاج وراق


01-06-2003, 09:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1041885087&rn=0


Post: #1
Title: جنوبي مسلم يرد ويتساءل ؟ (1) الحاج وراق
Author: jini
Date: 01-06-2003, 09:31 PM

مسارب الضي

جنوبي مسلم يرد ويتساءل ؟ (1)

الحاج وراق

يمكن كان ان احترم هذه الرغبة الجامحة الانفصالية لو صدرت من الشماليين البسطاء المغلوب على امرهم لكنها صدرت ممن لا يعتد برأيهم وبالطبع فانها دعوة مردودة··· والادهى انهم يصورن المسألة بدعوى الحفاظ على الهوية الاسلامية للدولة! فكيف تكون المسألة دينية وطلاب حفظة القرآن من همشكوريب يعملون في المهن الهامشية والوضيعة اللاانسانية وكذلك حفظة القرآن من غرب السودان يعملون في غسل الملابس في الاحياء الراقية التي هي منازل من ينادون بحكم الشريعة الاسلامية·· أيعقل ان هؤلاء يريدون الانفصال وهم لا يعرفون شيئا عن السياسة والمكر والدهاء الايديولوجي وفي نهاية المطاف يأتوا ويلقوا علينا نحن الجنوبيين اللوم في امر لا علاقة لنا به مثل اهدار اموال البلاد·· وهل فعلا هذه الاموال ذهبت الى الجنوب بسبب هذه الحرب اللعينة ام الاصح ان هذه الاموال ذهبت الى الجيوب وجيوب قلة من المنتفعين غير الاخيار·· وانه لمن العجب من نواح شتى ان هذا الخطاب الانفصالي لم يظهر في وقت ابكر فلماذا الآن بالتحديد سؤال يطرح نفسه بالحاح شديد واذا ذهب الجنوب فماذا عن غرب السودان والنيل الازرق وايضا شرق السودان واقصى شمال السودان وكل هذه المناطق مهمشة ومن حقها ان تنفصل ايضا؟!·

لكن الحقيقة المرة هي ان حكومة الانقاذ قد اتت بشعارات رنانة رومانسية مثل انها اتت لانقاذ السودان من جون قرنق< لكن من حيث لا تدري فإن السودان الآن بين قاب قوسين او ادنى من تسليمه الى قرنق لذلك تجند وتجيش الكتاب لتكريس العنصرية العشائرية البالية لحفظ ماء الوجه مع ان برميل البارود ومتى تم اشعاله فانه لا يمكن اخماده مرة اخرى ابدا·· فالمطلوب من حكومة الانقاذ اعادة الوضع الى حالته الطبيعية فالموقف في السودان الآن ابعد ما يكون عن الطبيعي· والشعب السوداني الصابر لم يفوض الانقاذ ولا الحركة الشعبية في تقرير مصيره فخريطة السودان الجغرافية ستبقى كما هي رغم انف كل الحرامية< الذين سرقوا قوته وامواله في بناء المدن الاسمنتية الجديدة والفلل الراقية التي تم بناؤها في فترة وجيزة جدا·· فالسودان الآن في مفترق طرق في ان يقرر شأنه ومن يقرر شأن السودان هو الشعب نفسه وليس الحكومات او الحركات الاحتجاجية المؤدلجة· وانه محتاج لاصلاح ليس سياسيا فقط بل اصلاح ديني حقيقي فانا من مواطني جنوب السودان ومسلم وبت لا اتصالح تماما مع هذا الخطاب الموجه ضد اهلي باسم الجهاد والتعامل معهم على اساس انهم وثنيون وكفار وهم من يقومون باعداد الطعام وافطار رمضان لنا فكيف يريدون اقناعي بأن هذه الحرب مقدسة واسلامية ضد الكفار من اهلنا في الجنوب فالامر يتحمل اجابتين عندي اما ان اذهب واقوم بقتل اسرتي الوثنية في المنزل او ان اعلن خروجي النهائي من العقيدة الاسلامية والكفر بها تماما على الاقل من النسخة الاسلامية التي يصدرها الشمال تجاه الجنوب·· فهذه النسخة من الدين تظهر الاسلام على انه دين غير حضاري· واعني بكلمة الحضارة فكرة التسامح بمعناها الواسع· فيكفي عبثا بعقول الناس وارجو من رجال الدين الشرفاء افتائي في الامر علنا وفي اسرع وقت لاننا مجموعة من شباب مسلمي الجنوب بصدد اعلان موقفنا الواضح من الاسلام فهل هذه الحرب دينية ام غير دينية؟؟

والى هنا فعلى الشباب السوداني وهذا الجيل بالتحديد عليهم ان يقرروا امر هذا البلد فالجيل القديم الذي اورثنا هذه المشاكل ما زال يشرع لمستقبل هذه البلاد وهي الان تفتقر الى معظم المؤسسات الحديثة والمعاصرة لتجاوز محنته المرة ويشرع للمكائد السياسية المثيرة المنتشرة في العاصمة ويمكن لاقل احتكاك في الشارع الان ان يشعل النار مع العلم بأن هذه النار سوف يشعلها العنصريون الانفصاليون ويقودها الرعاع وهي من اخطر انواع النيران التي يشعلها الغوغاء والرعاع ولا يمكن السيطرة عليها وينبغي تفويت هذه الفرصة على هؤلاء جميعا··· والواجب الآن عودة الديمقراطية لان القضايا الساخنة لا يمكن حلها ووضع اجندة موضوعية لها الا في ظل وضع ديمقراطي وحكم المؤسسات ودولة القانون وان بالامكان عمل ذلك وهذا يتطلب الشجاعة السياسية والرغبة والتعطش لصنع التاريخ بدلا عن الاوهام التي ألهت السودان لفترة طويلة·· سلام تاكم