مرزوق ... مرزوق

مرزوق ... مرزوق


12-25-2002, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=5&msg=1040820076&rn=0


Post: #1
Title: مرزوق ... مرزوق
Author: نادر
Date: 12-25-2002, 01:41 PM

إلى كل شرفاء بلادي لكم التحية وكل عام وإنتم بخير

مرزوق… مرزوق

علمني اللهث وراء لقمة العيش أن الفقر مجنون يحترف المشاوير بين آلامنا والبكاء يستلذ أن يرانا نقتات الغربة علي موائد الضجر، عداوة قد نشأة في يوم ما بين السنبلة و الأرض في من الأحق ومن الأجدر، ساق هذا كل من السنبلة والأرض إلي خلاف مستطير يخص كل منهم علي حدا، في كل ضحي ما بين ورود الماء إلي الحقل ومجيء قدم الفلاح يكون الصخب والضجيج… إلي أن تنال الشمس في هدوء قلب السماء يطمئن الحال و تبدأ الأحاديث المطولة… تبحث في كم من الحقائق… في يوم رأيت علبة ثقاب تسبح في الماء من البعد قلت علها سقطت من يد ذاك الفلاح أشعل آخر ثقاب بها ثم تردت من بين يديه في الماء تغالب ألا تبتل فتغوص في الأعماق فلا يجدي بعد الغوص في الأعماق مداها ستكون الحلم المتبقي للقاع، لا تغضب يا و طني فجراحي أغور فيك ما همي إلاك، في يوم كنت أبرهن أني سوداني طبعاً ساقتني قدماي لمكاتب عسكر وملفات مثقوبة حتماً هذا الثقب و تلك المحبرة والأقلام وذاك الرقم المتسلسل تثبت اني سوداني لكن تنزاح حقيقة ذاك الشفق الغابر بطلاسم من كلمات الحب إليك… فقط اعرفني بوجهي وبكل ملامح تنبئك باني أشقي و أتعذب .. في يوم نشأت صداقة عابرة ما بين خيطين من العرق سألت الأولي جارتها :
من أنت؟
قالت : جئت من الوجه
إلي أين؟
قالت : إلي الأرض… هناك يا صغيرتي الجاذبية الأرضية بها أذهب إلي الأرض لا سبيل إلا الأرض وأنت من أين أتيت؟
تلك اليد وذاك الفأس كنت عصارتهم فما بينهم نشأ احتكاك لسنين والدليل العقلي يحتم ألا الخشب يمتص العرق و لا يد الفلاح…
تلك الخطرفات كانت خواطر مرزوق أطلقت عليه والدته مرزوق لكنها لم توفق في اختيار هذا الاسم الذي كانت تكاليفه بمقياس أحوالهم إذاك باهظة … خواطر غاية في الاشمئزاز و الغرابة و سوء الطالع … أمك أين هي؟ لماذا لا تقبع معك في جوف هذا البص الشائخ؟ أين تركتها؟ عندما تذهب إلي المدينة ستندم علي تركك إياها في البلد… أنت تعلم أن العمدة لا يسلم بيت من يده المبسوطة علي بطش الناس المغلولة إلى عنقه دونهم وخيراته الوفيرة …ألا تذكر كيف زاد غروره وصلفه فقط لان المحافظ زاره قبل نحو اشهر خلت في داره بتلك السيارة المطعون في مقدمتها علم صغير فما كان منه إلا أن جمع أهل القرية منبهاً إلي انه على علاقة جيدة بأهل الحكم في البلاد وان هم - أي أهل القرية - أطاوعوه لن يضلوا أبدا من يصد العمدة عن أمك إن قرر هو الاستيلاء علي افدنتها القليلة المتبقية؟.
( الشنطة يا سعدون… بالله اللفة ديك لو سمحت … يا أخي التكسي ده انا الوقفتو… يا زينب سوقي الولد ده يلا … أوعك يا حاج… الحاجات كلها نزلت يا ولد يا سعدون … برَد برَد علينا جاى يا … تيت تيت تيت تيــــــيت فوووو فووووفوووفووو … هوى يا ناس الشنيطة دي حقت منو؟ يا عالم يا وهم انتو ما تتكلموا يا سعدون كل الناس مشوا؟ لا يا أخي الشنطة حقتي أنا… انته قاعد بي جاي و نحنة نفتش سيده ما تفتح خشمك و تقول حقتي… الزول ده معتوه و له شنو،،، دور يا معلم خلاص … )
وحده الآن مرزوق بعد كل ذاك الضجيج.. صدقني يا مرزوق لن تتأقلم ولا حتي بعد مليون سنة علي هذه المدينة كم غلبت قبلك أناس اقلهم صلابة وعناد يقاوم اعتي بركان لا تظن أن الحياة تبدأ هنا أنت مخطئ بكل المقاييس الحياة هنا تنتهي ولا تبدأ، الموت أقرب حتى من ذاك العرق فقط صبرت عليك لتتعلم بنفسك التجربة خير من أن تتصور بفعل أحاديث قد يتناسب معها الكذب والصدق علي حد سواء… تكسي… تكسي طيب حافلة ما بطال أو بص… ناس خالي في الشجرة

ممكن البطاح… تأخرت يمكن أن ألتحف السماء هذه ليلتي الأولي هنا لا ضير في أن أبيت هنا و الشنطة وسادة … العافية في الدنيا أن تتحمل لا أن تجاهد نفسك الفرار من المتاعب والحياة حلاوتها في لحظات الضنك التي تعقبها لذة اليسر والحال الذّين… الضحك أخيراً … (العربية جاهزة من بدري … عبد الفتاح قام بدري وصل الأولاد المدارس وانتهي من إجراءات السفر عشان رحلة جنيف).. آه ما أتعبها من حياة يكون فيها الإنسان تمساحاً أحمق يذهب مخلفاً وراءه وهم أن تلك جنة الدنيا وامتداد لها هو نعيم الآخرة .
أول أحلام مرزوق في مدينة الحلم الطائش مدينة الإعصار الذي يحمل في جوفه هذه الأحلام البكماء مجردة بحق من كل معاني الإنسانية والنبل أحلام لها ستة أيادي واحدة تزاور سكان الأحياء العشوائية آخر كل مساء، أخرى تنبش عرض كل فتاة في الطريق لا تعبأ أن ماذا بعد .. وأخرى تعبث بضوء المصباح علي شرفة عروسين جديدين .. ما أقساك يا مرزوق من أي طين أنت .. جئت وكان هروبك من ظلم لتحيك الظلم هنا بتمعن .. الدم . بنوك الدم آه بنوك الدم لا فرق كلها بنوك ان كانت هذه توضع فيها بدلاً عن الأوراق النقدية دماء في النهاية الصورة ليست بعيدة عن فلك المال والثراء … هو طريق مهده لصراط النفس … وقال كلهم أعدائي في الداخل أو الخارج سأحارب وأقاتل دوني وهؤلاء الموت والهلاك… هكذا تسير بمرزوق قافلة التخريب كم بسببك طرد أناس أبرياء من العمل بحجج واهية أما تدري بأنك مذنب في يوم جاء مرزوق إلي داره فوجد ثقب علي الزير امتعض و أيقن أن الدوائر تأخذ تدور الآن وان الأرض تنبت مرزوق آخر ترك أمه و جني ما جني من البؤس له وللناس.

نادر عباس- الخرطوم مارس 92

Post: #2
Title: Re: مرزوق ... مرزوق
Author: الجندرية
Date: 12-25-2002, 03:34 PM
Parent: #1

نادر عباس
مرحب والف اهلاً
دخلة قوية
ساعود حتماً

Post: #3
Title: Re: مرزوق ... مرزوق
Author: نادر
Date: 12-28-2002, 12:05 PM
Parent: #1

أحسستك قريباً جداً
أظننا إلتقينا هناك ،، على تلك السفوح المطمئنة ،، حيث قاتلنا سنيناً وأقتتلنا ،،، قلتُ سأعود وأنا أنتظرك

مع أصدق تحياتي
نادر عباس

Post: #4
Title: Re: مرزوق ... مرزوق
Author: alsara
Date: 12-28-2002, 12:16 PM
Parent: #3




Very nice piece Nadir.. hats off to u

Post: #5
Title: Re: مرزوق ... مرزوق
Author: نادر
Date: 12-28-2002, 04:43 PM
Parent: #1

thanks 4 ur compliments dear, its probabley hallucinations and step slips , its an out put of a disconcerted imagination , we are in a dizzines stage , do u read (cry the beloved country ) for Allan Baton , it gives a clear image of our situation, we are going through the same period the author mentioned in that Great piece.

how ur doing, do u have any thing to see?

thanks & have a nice day
Nadir