مجحوب وينو _بقلم سهير عبدالرحيم

مجحوب وينو _بقلم سهير عبدالرحيم


01-28-2019, 03:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1548686322&rn=0


Post: #1
Title: مجحوب وينو _بقلم سهير عبدالرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 01-28-2019, 03:38 PM

02:38 PM January, 28 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

*بسم الله الرحمن الرحيمmail.com

*محجوب وينو...!!*

كنت خارج المنزل حين رنّ هاتفي، وجدت المتصل ابنتي الصغيرة كانت تتحدث بقلق واضح قالت لي (ماما... خالتو احلام جات تسأل منك وكانت بتبكي شديد)، هدأت من روع صغيرتي، وعاودت الاتصال بجارتي احلام جاءني صوتها تخنقه العبرات وهي تقول: (وين انتي يا سهير ... محجوب كتلوهو)!

دقائق معدودة وكنت الى جوار احلام أحاول مسح دموعها وتهدئتها، محجوب زميل مقعد الدراسة لابنتها (عُلا) وصديق الاسرة المحبوب، أسمعتني آخر تسجيل صوتي له قبل يومين من الوفاة وهو يحث (عُلا) للعودة من الدوحة الى الخرطوم عشان مدير الجامعة تّوعّد الطلاب المضربين.

استفسرتها عن ما حدث، أخبرتني بنبأ استشهاده على بوابة جامعته وهو يحمي زميلاته في الجامعة من سياط العسكر ، احلام كانت تتحدّث من بين دموعها حين رنّ هاتفها أن الجثمان في المشرحة جوار مستشفى امدرمان وبرفقته والدته.

تحرّكنا من فورنا نحو المشرحة وكانت الساعة حوالي الحادية عشرة ليلاً، في الطريق كنت أنظر الى الشوارع الخالية من المارة والفرح وأنس ليالي الخرطوم، لا يوجد سوى أشباح لعربات التاتشر ومظاهر مفرطة للاستعداد العسكري لا تتناسب مع ما يحدث من تظاهرات سلمية ولكنها تتناسب مع خوفهم.

في الشارع المؤدي الى المشرحة لفت نظري على جانب الطريق وقوف عربة (جيب)، مظللة دون لوحات وهي ترسل إشارة (الهزر).
تجاوزنا السيارة ووصلنا المشرحة، فوجدنا الجثمان بداخل عربة الإسعاف التي بدأت تتحرك في طريقها الى الخرطوم، بمجرد تحرك الإسعاف تحركت العربة (القبيل )كانت واقفة بعيداً، تحركت خلف الإسعاف مُباشرةً.

كان المشهد أمام المشرحة يحكي قصتين، الأولى أصدقاء المرحوم طلاب جامعة الرازي الذين كانوا يتبادلون الصراخ والبكاء والدموع الحارة، والثانية بعض رجال الشرطة كانوا على مقربة منهم يطرقون برؤوسهم نحو الأرض دون أن يجرؤ واحد منهم على النظر في وجوه الطلاب، انشغل أحدهم بإشعال سيجارة، فيما كان الآخر يبحث في صور بهاتفه، أكاد أجزم بأن أصوات بكاء أصدقاء محجوب امام المشرحة لن تغادر آذانهم ابداً.

تحركنا من فورنا خلف الإسعاف الذي كان أصدقاء المرحوم يتحركون خلفه بسيارة بوكس، ولكننا فقدنا أثر الإسعاف، وكأن الأرض انشقت وابتلعته، واصلنا طريقنا الى الصحافة حيث بيت العزاء، فعلمنا ان الإسعاف غيّر مساره الى منطقة جبرة.
ذهبنا الى جبرة، فقيل لنا إنه عاد الى الصحافة، عدنا الى الصحافة فعلمنا انه عاد الى جبرة، وفي كل ذلك كنا نبحث عن أم محجوب.

لاحقاً علمنا ان السيارة المظللة التي تحرّكت خلف الجثمان هي التي غيّرت مساره، حين فشلنا في العثور على والدة محجوب التي كانت تهرول راكضة خلف الإسعاف ما بين الصحافة وجبرة فقط لتلقي نظرة الوداع على ابنها، ابنها الذي سُرق حذاؤه ونظارته وشيتاته و عمره الأخضر، في تلك الأثناء قررنا الانضمام الى التظاهرة امام البيت ريثما تعود والدته من رحلة البحث عن جثمان ابنها.

أمام المنزل بالصحافة وعلى امتداد شارع أفريقيا، الحناجر الحزينة والهتافات المكلومة (محجوب وينو... كتلو الكيزان) كانت تشق عنان السماء.. زملاؤه في جامعة الرازي.. معهد صلاح.. الجيران.. اهالي الزومة.. جماهير الهلال.. الثوار.. مواطنون لا علاقة لهم بالراحل فقط اوجعهم مقتله بدم بارد!!
امام منزل محجوب كان كل السودان يبكي ذلك الصبي (المحجوب المحبوب).
... نواصل
*خارج السور:*
عزيزي القارئ عقب إيقافي عن الكتابة بصحيفة الانتباهة للمرة الخامسة سأعود الى قواعدي القديمة الكتابة عبر الأسافير، وكنت قد توقّفت عند المقال رقم *(٢٧)*...
*حسناً سنواصل*

تابعوا مقالاتي عبر موقع الراكوبة
*المقال الإسفيري رقم *(٢٨)*

Post: #2
Title: Re: مجحوب وينو _بقلم سهير عبدالرحيم
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-28-2019, 10:33 PM
Parent: #1

الحمد لله أنك مواصل في نشاطك..
كنت قد فتحت بوست أسأل عنك وافتكرت أنك من أمبارح لم تكتب في المنبر

تحياتي يا زهير