مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف عمارة أبوسن

مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف عمارة أبوسن


01-16-2019, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1547650471&rn=0


Post: #1
Title: مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف عمارة أبوسن
Author: عادل شقاوة
Date: 01-16-2019, 03:54 PM

02:54 PM January, 16 2019

سودانيز اون لاين
عادل شقاوة-
مكتبتى
رابط مختصر



أبدا أولا بالتأمين على حقيقتين : الحقيقة الأولى هي حتمية رحيل البشير سواء بالتنحي أو بالإنقلاب أو بالتدخل الدولي (لأسباب إنسانية) أو بوفاته بشكل أو بآخر ، الحقيقة الثانية هي إستحالة بقاء شئ يتعلق به وبنظامه ، إبتداء من النظام السياسي المتأسلم والنظم الإدارية المبنية على الأمزجة الجبهوية المتحجرة ، والشعارات السياسية المرتبطة بالنظام والتي أفرغها من محتواحها الديني والوطني ..
ولأن هذا النظام هو نظام البشير (فعلا وقولا) وهو متمحور حول شخصيته وتسيره قراراته وإنفعالاته فلابد من أن ننظر لأعضاء وقيادات وكوادر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وبقايا الإتحاد الإشتراكي و (كتائب الظل) ، لابد أن ننظر لهؤلاء على أنهم رجال البشير ، فهؤلاء أيا كانت منطلقاتهم والأرضيات التي يتحدثون منها والمبررات التي يسوقونها لشرعنة بقائهم في صفه ، فهم في الأساس يسعون وراء مصلحة (دنيوية) آنية أو (أخروية) مرتجاة ، وكلا المصلحتين مدعاة شر مطلق ، فمن يبحث عن الدنيا بتجميل واقع قبيح هو إنسان صفى حسابه مع ضميره ، ومن يبحث عن الآخرة بنصرة حاكم جائر فهو شيطان يعمل للرب بضمير ميت ، ووفقا لذلك فالنظام هو البشير والبشير هو النظام ، وبذهاب البشير سيخسر طالبي الدنيا مطامعهم ، ويفقد طالبي الآخرة مطامحهم ..
أما عن مستقبل الحكم الديني أو الإسلام السياسي والذي ليس هو الإسلام (ديني ودينك ودين أمك وأبوك) فلا مستقبل له ، لأنه سيكون جزءا من التركة البائسة للنظام المقبور ، هذه التركة التي سيتبرأ منها الذين أَتَبَعوا والذين أُتُبِعوا على حد سواء يوم أن تقوم قيامتها ، ولذلك تجد كل الأصوات المناصرة للبشير اليوم تتخذ مناحٍ شتّي لتسويغ حكمه وتسويق إستمراريته ، فمنهم من يدّعي سعيا للحفاظ على الدين ومنهم من يدافع بدعاية الوضع الأمني وخوف الفتنة ومنهم من يتخذ الإسلام نفسه درعا بالرجوع للأثر الديني المزيف وإستخدام حجج السلف الأموي الفاسد القائلة بوجوب طاعة السلطان حتي وإن أخذ مالك وجلد ظهرك ، وكل هؤلاء يصبون في مشكاةٍ واحدة وهي إستمرار الوضع الذي نرزح تحت وطاته ..
قطعا فإن تراكمات ثلاث عقودٍ عجاف عشناها في ظل دولة الحركة الإسلامية ، ستجعل الدعوة لعودة نظام الإسلام السياسي للحكم - بعد زوال حكم البشير- ستجعلها ضربا من الرجوع للخلف وللعهود الغابرة فالدعوة لعودة هذه الحقبة السوداء تعني للسودانيين الدعوة لعودة الفقر والجوع والقهر والكبت والجهل والحرمان والمرض وإضعاف البلاد وتشريد العباد وفساد الإدارة وركون المجتمعات وفساد التصورات ، وكل ما هو قبيح وممقوت ، ولذلك يستميت طلاب الدنيا في الدفاع عن الوضع لأن هذا النظام هو ضمانتهم للإستمرار فيما يفعلون ، ولأنهم لا يستطيعون العيش في وضعٍ معافى ، ويستميت طلاب الآخرة في الدفاع عن ذات الوضع لجهلهم أو لفساد نواياهم معتقدين بأن هذا هو الدين الذي تجب حمايته وهم أقلة وأكثرهم منافقون .. إن الدين الإسلامي قد تضرر كثيرا بسبب هؤلاء الناس ، فقد مقت الناس شعارات الدين بسبب إرتباطها بهم ، فحين يصيح المختلس عديم الشرف والأخلاق أمام الناس هاتفا (الله أكبر – لا إله إلا الله – ولا نعبد إلا إياه – مخلصين له الدين – ولو كره الكافرون – في سبيل الله قمنا – نبتغي رفع اللواء – لا لدنيا قد عملنا – نحن للدين فداء – فليعد للدين مجده – أو ترق منا الدماء – فليعد للدين عزه – أو ترق منهم دماء – فليدم للدين عزه أو ترق كل الدماء ) لن يهتف وراءه إلا خائف أو منتفع ، فهذه (الثيمـــة) أرتبطت في أذهان الأحرار بالنفاق والكذب والإرتزاق لكثرة من قالها من دجالين ولصوص ومرتشين وفاسدي ذمم ، ولأن الحالة المظهراتية والشكلانية صارت معيارا للتدين والصلاح في المجتمع – بسببهم - فما على الحاكم إلا أن يكثر من الحديث بإسم الله وإدعاء ربانية فعله مع الإلتزام بالشكل الديني المعتمد ، وربما يقول قائل (من خدعنا بالدين إنخدعنا له) لكن الدين نفسه يمقت ويحذر من أن يكون بداخل المرء قابلية للخداع والإستحمار ..
وعطفا على ما سبق فهؤلاء القوم أسسوا للخراب الوجداني الذي يعيشه المجتمع وذلك بما كرسوه من قيم فاسدة فصارت الممالأة والمنافقة والتملق محددا للقرب من أهل السلطة والجاه وصار أهل السلطة هم الأغنياء والأغنياء هم أهل السلطة الذين يتقرب إليهم الناس ، فكما يغتني التاجر بالميزات التي يوفرها له الحاكم ، كذلك يغتني الحاكم بعوائد قراراته التي تصب في مصلحة التاجر ، ولذلك لجاؤا لبناء روابط وشراكات أقوي من كونها تحالفا للمصالح فتزوج أبناء التجار ببنات الحكام ليكتمل الرباط الفاسد ليتحول حلف المنفعة إلي علاقة دم ومصير مشترك ومصالح متداخلة ، وقد تضرر الوطن كثيرا من هذه التحالفات والتي قويت مؤخرا ، فبسببهم بيعت أملاك الدولة وضعفت هيبتها وصار منسوبيهم تجارا في قوت الناس ومستهلكون للموارد العامة ، أستفادوا من بيع حاضرنا لتامين مستقبل أبنائهم ، لكن في الغد لن يكون لابنائهم مستقبل نعرف أن ثمنه كان بؤس ماضينا وضياع فرصنا ، وعندما فشل مخططهم في الفصل بين السودانيين على أساس عرقي صاروا الآن يسعون للفصل الطبقي بين أفراد الشعب السوداني ، وذلك عبر آليات نتيجتها النهائية صناعة إصطفاف بين شعبين ، شعب يشاركهم الحكم والمكاسب وبالمقابل شعب متضرر من وجودهم ، وبين هاتين الطبقتين طائفة العبيد والذين يعتقد جلهم أن هؤلاء القوم يعملون بما يقولون ويقولون ما يفعلون ، وجيش العبيد قوامه القابضين على الزناد من المهووسين والمنتفعين الآكلين على موائد السلطة والباذلين الوشايات لأهل المال ، فهؤلاء في تنقل دائم بين سرائر الحكام وأسِرَّة التجار..
ويقيني أنه عندما يسقط هذا النظام - وهو قد سقط فعلا - ، فلن يتكرر أي من الاخطاء التي أرتكبت فيه ، بما في ذلك الخطأ الأكبر (الحكم الديني) والذي تولدت منه وفي ظله بقية الأخطاء وفوادح الرزايا ، فعندما هتف الرئيس المصري السابق محمد مرسي (الله أكبر) في ميدان التحرير بعد إنتخابه رئيسا ، هتف معه المصريون جميعا حتي المسيحيين هتفوا (الله أكبر) ، لكن عندما تحولت حركة الإخوان المسلمين من طور التنظيم لطور الدولة أفسدت تنظيمها وأفسدت الدولة ولولا لطف الله لتقسمت مصر لبلدانٍ شتَّى وهاجر من بقى منها لدول تحترم التنوع وتعرف كيف تديره ، وكما عرف الشعب السوداني سوء حكم (الإخوان المسلمين) يجب أن يعرف العالم كله النتيجة التي وصلت إليها دولة مثل السودان بعد ثلاث عقود من حكمهم ، جربوا فيها كل ما في جعبتهم من حلول وبرامج ومشاريع ووجوه وتحالفات ، فكانت النتيجة أن دولة بموارد وثروات طبيعية هائلة ويسكنها شعب خلاق متعايش وإيجابي ، تكون في ذيل الأمم على كافة المستويات ، فهي من بين الدول الأكثر فسادا والأكثر إنتهاكا لحقوق الإنسان والأكثر قمعا لحرية الرأي والأعلى تضخما والأدني مستوى معيشة والأقل نموا والأقل شفافية والأضعف من حيث البنية التحتية والأسوا نظام إدارة والأقل جودة في التعليم ، وهذه نتيجة طبيعية جدا لأن ما بني على باطل فهو باطل ، ولذلك تتمحور مشكلة السودان الأساسية في وجود هذا النظام ، وسيولد السودان من جديد يوم سقوطه ، وبعد أن يسقط لا تطلب مني أن أكون شريكا في عودته ولا تقل لي بأن الإنقاذ حرَّفت الدين وأبتعدت عن الإسلام (الحقيقي) وأخطأت في تطبيقه لأن هذا ما قاله بنو العباس في ثورتهم على بني أمية وما قاله المماليك عن بنو العباس وما ردده من بعدهم الأيوبيين والحمدانيين والعبيديين والإسماعيليين والعثمانيين وكل منهم حارب الآخر لنفس السبب وحكم بذات المنهج وكانت النتيجة أن سقطوا جميعا ولم يقدم أياً منهم نموذجا للإنسانية يمكن تسميته بالنموذج الإسلامي ، عليه لا يستقيم أن نستخدم ذات العقلية لحل ذات المشكلة السياسية ونتوقع نتائج مختلفة ..
أخلص إلي أن الله - سبحانه وتعالى – لا يمكن أن يكون راضياً عن ما يفعله هؤلاء الأدعياء ، وهو الذي علمنا الحق وفطرنا على معرفته وهو الحق ، ومعرفة الحق خيرٌ وأبقى وأولى من الرزوح في قيود الباطل ، وقد أمرنا الله بالصدق والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وبر الوالدين وأن نؤدي الأمانات إلي أهلها وأن نوفي بالعهد ولا ننقض الميثاق ونوفي الكيل ، ثم نهانا وحرم علينا الفواحش والسرقة وقول الزور وقتل النفس والبغي والإعتداء والظلم والكذب ، وهذه الأوامر والنواهي يتفق على إنسانيتها وضروريتها لتحقيق الحياة المستقرة كل إنسان متدين أو غير متدين ، مسلم أو غير مسلم ، ايا كان عرقه أو لونه ، لكنها لا تحتاج لدولة تقيمها ، فهي تقام في النفوس أولاً وتتخذها المجتمعات أسلوب حياة وتتوافق عليها ومن ثم تضمنها الدولة في القوانين وسيكون إسم من ينفذها موظف الدولة لا (موظف الدين) وحين يخطئ في تطبيقها يكون الخطأ خطأ الدولة لا (خطل الدين) ..

يوسف عمارة أبوسن
عضو المكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن
15 يناير 2019

Post: #2
Title: Re: مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-16-2019, 04:30 PM
Parent: #1

ترى ما هو موقف حركة الإصلاح الآن من قوانين عقوبات الجلد والقطع والقطع ومن خلاف والصلب؟؟

هل تنادي بإلغائها أم لا؟؟

أتمنى أن أجد إجابة من أحد المنتمين لحركة الإصلاح الآن

ـــــ
مع تحياتي لك يا عادل وشكرا

ياسر

Post: #3
Title: Re: مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف
Author: بابكر قدور
Date: 01-17-2019, 07:22 AM
Parent: #2

الأخ عادل
لك التحيات
الإصلاح الذي نريده الآن هو:
تســــــــــقط بـــــــــــس .....

Post: #4
Title: Re: مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف
Author: Khalid Abbas
Date: 01-17-2019, 01:23 PM
Parent: #1

تسقط بس

Post: #5
Title: Re: مستقبل الحكم الديني بعد رحيل البشير...يوسف
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2019, 02:04 PM
Parent: #4

https://postimages.org/IMG-20190109-WA0087
https://postimages.org/image uploading