السودان .. عملية الغول المضطرب-المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي/ نيكولاس كوفي

05:40 AM January, 03 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

أخطر تحليل


من المستبعد تماما التعويل علي حراك شعبي احتجاحي سلمي لاسقاط دولة الاسلاميين الرهيبة العميقة في السودان. هذا لو كان الحراك حقيقيا و ليس معدا له مسبقا من النظام نفسه لاخراجه من تطوره الطبيعي وانهاكه بتضارب مكوناته وصراع الأقطاب الخارجية بالتدخل فيه. ولكن عندما تكون الحالة فيها مؤشرات و أدلة دامغة علي تخطيط يشرف عليه النظام السوداني ذاته لاعادة انتاج الدولة العميقة وفق خطة محكمة فان الامر يكون ابعد من التصديق و ان كان هو الحقيقة الوحيدة في هذا المشهد الغائم مشوش الرؤية مجهول القاع.

كأي دولة عميقة تعتمد علي شقها البوليسي و الامني يعرف جيدا رئيسها عمر البشير و الحلقة الضيقة حوله أن هنالك احتقانا خانقا و غولا شعبيا يتخلق بين الاحباط وكوابيس انهيار الدولة و سينهض في اي لحظة فمن الاجدي اخراجه قبل اكتمال بدنه ونمو أعضاءه وبروز انيابه من محبسه في جو ماطر وأرض زلقة لانهاكه وقتله في خندق قبل أن يطول الليل و تكتمل قواه وينقض علي النظام ويفترسه. وبالرغم من انه نظام قمعي باطش إلا أنه يمتلك أجهزة و مؤسسات إنذار مبكر و مجسات رأي عام تقيم للنظام وقادته حجم و مدي خطورة الإحتقان والغليان الشعبي، و أجهزة ومؤسسات أخري تتقن جيدا تقديم العديد من الخطط ليتم فحصها و دمجها في خطة مركزية موحدة، فهو نظام جرب كل انواع الحروب الاهلية و العصابات واجتياح المدن و الحملات العرقية الانتقامية والاحتجاجات السياسية التلقائية اوالحاصلة علي الدعم.

يبدا السيناريو من زيارات البشير الأولي لروسيا في نوفمبر 2017 و التي جاءت بعد الغاء السيناريو الاول بتسليم السلطة لنائبه الاول الجنرال بكري صالح وذلك لأن السيناريو استنفد أغراضه و اختطف ليتم توظيفه ليكون قرارا دوليا مفروضا علي النظام وليس باختيار داخلي وهو الامر الذي ادي الي نسف السيناريو من طرف البشير بالاتفاق مع الجنرال بكري والحلقة الضيقة حولهما لأنه سيكون مقدمة لمطالبات اكبر. لم تستطع الخرطوم مواجهة واشنطون لإكمال التفاوض الا بعد ان اسند البشير ظهره الي روسيا و ادلي بتصريحاته الموجهة الي واشنطون ونجح في قبض الثمن منها برفع العقوبات دون تنفيذ السيناريو الذي كانت ترغب في فرضه مما الجأ واشنطون لتفريغ قرار تخفيف العقوبات من أي اثر ايجابي وانهاء المعركة بالتعادل السلبي وتقبلت البشير في تفاوضات مرحلة ثانية من الحوار.

الزيارة الثانية لروسيا في نوفمبر 2018 كانت اوضح في نتائجها والتي من ضمنها طلب روسي صريح بوقوف السودان مع سوريا مقابل شحنات من القمح و مساعدات عسكرية و تكنولوجية. البشير من جهته صار أكثر أمنا علي مصيره الشخصي في ظل اي سيناريو و بات مستعدا لخطة تفخيخ الاحتقان الشعبي حوله و نسفه بالكامل. وهنا تكمن الحلقات الأخطر وهي تصنيف الأجهزة الامنية لخصومها الي اربع مكونات أساسية وهي تباعا: مكون حزبي من محترفي السياسة و مكون شبابي هائج غير منظم و مكون شعبي مأزوم لاسباب معيشية و المكون الاخير للمليشيات المسلحة والتي لم تعد تستأذن حزبا أو جهة خارجية في الانقضاض علي القوات النظامية أو مصادر تمويل من المدن اذا خرجت من سيطرة النظام. وبات من الضروري الاستعجال باخراج الشارع حتي لا تقوي اللحمة بين هذه المكونات المتنافرة والمتصارعة بين الهوة والسفح.

ليس مستغربا ان يعود البشير من دمشق في 18 ديسمبر و يمنح الضوء الاخضر في 19 ديسمبر لاشعال فتيل احتجاجات موجهة بعيدا من الخرطوم وبعيدة من دارفور والاقاليم المسلحة حتي يقل هامش المخاطرة بالمركز الحكومي أو الأطراف المسلحة و ان يتم وضع كل الاحتمالات في الاستعداد بما في ذلك تدخل الجيش اذا كان هنالك احتياج له لتهدئة الاوضاع و اعادة الاجهزة الاخري لوضعية الاستعداد في حال ارتباكها.

من المستبعد تماما ان البشير أشرك قيادة الشق الحزبي او الكيان الاسلامي في خطته لأنهم انفسهم قد يحتاج الي التضحية بهم اذا لزم الأمر. كما ان حرق مقارهم وواجهاتهم كان جزئا من السيناريو الذي يؤكد اعداده المسبق ان واضعي الخطة يعلمون ان الاحتجاجات عندما تتصاعد تحتاج الي هدف مادي محسوس تنتقم منه و اذا لم يتم تجهيزه مسبقا فان الاختيار قد يكون كارثيا و قد تستهدف الشخصيات نفسها او منشآت حيوية. وهذا طبيعي ومتسق مع سلوك نظام يستطيع التضحية بجزء من أراضي دولته للاحتفاظ ببقاءه ولذلك لا يعني بالنسبة له شيء التضحية بمباني او وسائل نقل.

غادر المواطنون بيوتهم في بعض المدن السودانية صبيحة 19 ديسمبر وهم لا يعلمون ان النظام الذي يحكمهم جهز لهم ثورة زائفة ومعطوبة من داخلها. فقد اختار النظام قبل أشهر أن يرخي القبضة الامنية لاجتماعات عدد من التشكيلات المطلبية والتي تدعو لعدد من الاحتجاجات باشكال مختلفة و احتغظ بعناصر له في كل التشكيلات وبات مستوثقا من انه يستطيع توجيه الاحتجاجات و انهاكها و نسفها بتضارب مع المكونات الاخري عندما يرغب. وهنا الخدعة المتكررة للنظام فهو لا يستخدم عناصره لجمع معلومات تتحول الي ادانات و حيثيات قانونية بل من اجل توجيه حركة التشكيلات و التجمعات للطرق السياسية الوعرة و المسدودة في توقيت سيئ ومن ثم اخراج التشكيلات من الملعب.

ربما كان واضحا قدرة النظام علي انتقاء اهدافه جيدا فهو يعلم بوجود عناصر مسلحة من كل حركات اقليم الدارفور ولكنه لم يتهم الا حركة واحدة وهي جيش التحرير بقيادة السيد عبد الواحد نور لأنها أصلا تنتظر عقوبات من الاتحاد الافريقي ولأن فرنسا و هي الحاضن الأول لها بدأت تتخلي عنها. بما في ذلك اسرائيل التي اقحمها النظام في الاتهام هي ذاتها باتت راغبة في تصفية وجود السودانيين والأفارقة في اراضيها تماما و لم تعد تدعم نور او غيره بل طلبت من السودان إيواء الأفارقة العائدين منها مقابل مساعدته في رفع اسمه من قائمة الارهاب واكمال التطبيع مع واشنطون. ولذلك لن تدافع اي دولة او منظمة عن السيد نور. وبات من الواضح ان استعجال النظام بلقاء حركات مناوي و جبريل في المانيا في 6 ديسمبر أي قبل اسبوعين فقط من الاحتجاجات جزء من ترتيب جانب الخطة الهش.

ببساطة تكتيك النظام هو تفريغ الاحتقان الثوري في توقيت مريح له وفي وقت يضمن فيه استقرار الامداد الكهربائي ويدخر له مقدارا من السلع التموينية و الوقود ليتصرف فيها بسخاء عقب الاحتجاجات الي حين تهدئتها. ومن الواضح ان اجهزة الاستخبارات التي كانت علي علم مسبق بالخطة هي قطر و روسيا فقط وهذا ما يفسر الاعلان القطري المبكر بتاييد البشير قبل اكمال اخماد الاحتجاجات اذ من المستحيل أن تراهن الدوحة علي مجهول. أيضا هنالك شخصيات لم تكن علي علم لكنها استنتجت أن الامر فيه الاعيب من النظام وعلي راس هذه الشخصيات الصادق المهدي الذي اطلعه النظام علي تحركات تشكيلات بعضها لا يرغب في التصالح معه ومع كل القوي.

يجب التفكير في الخطوة المقبلة للنظام وهي حرصه علي ضمان عدم تحول هذا المناخ لاي أجواء تؤدي الي مطالبات اضافية. ولذلك سيستمر في دعم السلع الغذائية وتوفيرها و سيسمح باستمرار الاحتجاجات ذات الطابع السياسي و يدفع الكثير من القيادات للظهور و المشاركة فيهاو الاحتجاج ويوثق لها الكثير من الادانات ليعتمد عليها في اجراءات الاعتقال و المحاكمات والتي بدا النظام حاليا متانيا فيها ولكن قطعا يجهز لها لتكون بصورة قانونية وقاسية في أحكامها لتتم المقايضة لاحقا بمشاركة سياسية هزيلة. ومن المتوقع أن يلعب معهم بسياسة النفس الطويل وأن يبدأ بعد ذلك في اوسع حملة اعتقالات ومحاكمات وسجون تستهدف القيادات القديمة والجديدة لتصبح المكونات الاربعة بلا رؤوس مدبرة وتنعدم خطورتها تماما لا سيما وان المكون الشعبي للاحتجاجات بدأ ينفصل بتوفير السلع اليومية له بصورة مستقرة نسبيا. وهذا ما يرجح أن النظام كان مستعدا ببعض الاحتياجات وادخرها لتوظيفها في الخطة. من جهة اخري سيمنح النظام السياسيين المحترفين سقف حريات اكبر لينجحوا في تقديم أنفسهم بديلا معقولا وتستقبل هذه القوي بعض الرسائل من دول راغبة في استبدال البشير ونظامه. ولتحقق اهداف أخري داخلية ثم يتم التفاوض معها والتحالف مع بعضها بغرض اكتساب جزء من الشرعية الثورية التي حصدتها ولاعادة انتاج النظام وربما بتحجيم اغلبية المؤتمر الوطني في المواقع المتقدمة بينما هو أصلا في كل مفاصل الدولة وعصبها الحي ويستطيع العودة اذا لزم الأمر.

سلام اخ زهير
كل عام و انتم و السودان بخير و سلام .
بحثت عن المحلل السياسي نيكولاس كوفي و لم اجد سوى لاعب كرة قدم غاني في فريق النجمة اللبناني
بطرابلس . اعتقد ان المقال مدسوس من جهة ما لها مصلحة في التشكيك في الثورة .
مع خالص التقدير و الاحترام .

كلام الاخت نعمات عماد
مظبوط يا زهيرماسمعنا بالاسم دا ضمن المحللين الاستراتيجيين والتابعين لجامعة تل ابيب


اسف للخلط يا نعمات

كاتب المقال لغته العربية والمقال مكتوب بأسلوب وعقلية جهاز الأمن.

هذا ليس تحليل، يمكن تسميته تخريف.
المحلل يبني تحليله علي معلومات مؤثقة لا علي معلومات من خياله.
لا يوجد محلل اسرائيلي إستراتيجي أو غير استراتيجي بإسم نيكولاس كوفي.

من يرى ما يشع من عيون المتظاهرين سيتيقن أن الثورة ثورة شعب ووصلت مرحلة اللاعودة

سلام اخ علاء و كل عام وأنتم بألف خير .
ماف مشكلة . كلنا فداء البلد ، سودانيوالداخل و سودانيو الشتات .
الثورة ستنتصر .

السلام عليكم
دخلت اسلم علي نعمات
فاقداك وفرحت بك

عزيزتي إخلاص مشتاااقين . تسال عنك العافية .
آسفة لأني انشغلت ما شفت سلامك الا اسع .
المنبر منور بيك و بكل الواقفين مع الحق و العدل و الحرية .
ان شاءالله نتلاقى في سودان حر خالي من الفاسدين تجار الدين .

Quote: الغول المضطرب

اجاد الوصف ...
كلام خيالي خالص ..

كلام نعمات صاح
موش لأنو ما في كاتب بالاسم دا
لأنو ما في سوداني قاعد يشتغل بخطة خالص

مساء الخيرات عليكم
ده شغل جداد يا اخ زهير

ده كااااك الكتروني....
#تسقط بس#

ياصديقى زهير,

لايوجد اشخاص من هذا القبيل , نعرفهم , كما تعرف من ايام التلمذة والطلب,

ومن أنماط ألجهل النشط,
هم لايتعيرون , الا فى طق الحنك , فى الزمن المعاصر,

وهلام التملك الطفيلى , والنزق , قالوا : تات اسرائيل دعما, قالوا كلام عن المندسيين , قالوا ألحصار , وكان منهم الجهل النشط , والنزق,

ولايرعوون , حتى من الناصحيين , الشفعاء الحيين , كالشفيع محمد احمد,

سار شعب السودان المقدام , ولارجوع , اثر هذا القعود الفاحش والرهق ,

عل قوش , او ألزبير الحسن , او فيصل أو الدرديرى , او المجيد , او آخرين , يفطنون!!

مافي اي إسرائيلي بعرف الغول الغول دا بيعرفوهو الوهم ناس الأمن ديل

حتي لو كان المكتوب صحيح فهو انقلاب السحر علي الساحر

لان الثورة وصلت مرحلة اللاعودة ، اقصد تغير نوعي للوعي السائد

وهل كلام الدكتور الشفيع أحمد محمد دا برضو من ضمن الخطة "الغولية"؟؟

دكتورة نعمات عماد..
كل عام أنتى و الوطن بخير...


اعتقد ان المقال مدسوس من جهة ما لها مصلحة في التشكيك في الثورة .
....

عين الحقيقة..

نظام الحركة الإسلامية، نظام بتاع عصابات ما عندو اي عمق، كلنا شاف وإستمع لخطاب حميدتي قائد الدعم السريع(كقوة) وكان ذلك في اول اسبوع اندلعت فيه ثورة 19 ديسمبر، وبرضو شاهدنا وقوف الجيش والبوليس مع المتظاهرين بعطبرة، ثم من فينا لم يسمع بمليشيات نافع علي نافع، وبملبشيات علي عثمان محمد طة، وبمليشيات عوض الجاز، وبالشركة الروسية لحماية عمر البشير، وبمليشيات المؤتمر الشعبي... الخ.
اضف لذلك التشرذم، منظمات المجتمع المدني كلوبيات كيزانية تكاد تكون معدومة ولو وجدت ماها فاعلة!
اعلاه، يدل علي ان نظام الإنقاذ عبارة عن شركاء كثر ومتشاكسون!
مجرد مايسقط رأس النظام تنهار باقي البنية كلها!
دولة بذلك التباين مابكون فيها اي عمق عشان ما الناس تتوجس منه!
هل نظام الحركة الإسلامية أعمق ولا نظام النازية الذي إنهار علي رأس هتلر..
ولا هو أعمق من نظام السوفيت!

إرادة الشعوب لاتقهر، إذا أرادت شيئا، انما تقولو أسقط فيسقط!




#تسقط-بس.