حتى لا يفلتوا.. مقال شمائل النور (مُنع من النشر)..!!

حتى لا يفلتوا.. مقال شمائل النور (مُنع من النشر)..!!


12-28-2018, 12:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1545996356&rn=0


Post: #1
Title: حتى لا يفلتوا.. مقال شمائل النور (مُنع من النشر)..!!
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-28-2018, 12:25 PM

11:25 AM December, 28 2018

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر



منذ تفجُّر المظاهرات التي عمَّت مدناً عديدة في البلاد وحتى أمس، لم يحدث عنف مثلما حدث في مدينتي عطبرة والقضارف في يومي الخميس والجمعة، مع تفاوت طفيف في حدته.

الذين سالت دماؤهم برصاص السلطات وعلى نحو خاص في مدن نهر النيل والقضارف التي شهدت العدد الأكبر من الضحايا كانت لأجل الجميع، خرجوا يطالبون بحياة كريمة هي استحقاقهم لكن قابلتهم السلطات بتعطشها المعتاد لدماء العزل.

حتى لا تتكرر تجربة احتجاجات سبتمبر 2013م حيث لا يزال حق شهدائها مسلوباً، على أقل تقدير المطلوب بشكل عاجل، أن تتحرك تنظيمات قانونية لمقاضاة قتلة هؤلاء.

هذه السلطة اعتادت سفك الدماء بل بات هذا جزءاً من علاجها لمواجهة الفشل المستمر، وأكثر من ذلك، هي تتعمد أن يعتاد الناس على القتل المجاني.

الذي يحدث خلال هذه الأيام هو انتفاضة غبن تراكم على مر السنين مع فشل متكرر في مواجهة الأزمات والعمل على حلها، مواجهة ذلك بهذه الدرجة من العنف واستخدام القوة يؤكد بالفعل، أنه لا حل أمام السلطة إلا بالقتل.

وقبل سبتمبر، حق المدنيين الذين قتلوا في دارفور، النيل الأزرق وجنوب كردفان والذين قتلوا ثمناً لإقامة السدود وغيرهم، التهاون مع الدماء لا يولّد إلا المزيد من سفكها.

على السلطة أن تعي أنَّ القتل لن يحل أزماتها المتراكمة، حتى وإن أبادت كل الشعب.. الواقع الآن وبعد الانفجار الشعبي العفوي لا يقبل الحديث الساذج عن “مخربين” و “عملاء موساد”. الواقع تجاوز تماماً إصلاحات اقتصادية أو انتظار ما يجود به حكام الخليج لبلد يُصنف سلة غذاء العالم.

المواجهة الشجاعة وليس أقلَّ من ذلك.

هذه الحلول الخجولة التي بدأت تتحدث عنها الحكومة لا تتناسب وحجم الذي يحدث في الشارع، هذه الاحتجاجات الواسعة لم يحدث مثيلها حتى في سبتمبر 2013م، عليها أن تتعامل بواقعية بدلاً من المزيد من سفك الدماء.

حتى متى ستستمر في القتل وكم يلزمها؟ ما الرقم المطلوب أن تبيده الحكومة حتى تستمر في كرسيها؟