الطريق إلى مومباي..

10:30 AM November, 24 2018

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

الطريق إلى مومباي..
لابد من أن يكون العنوان موحياً...
ذكرني هذا العنوان اسم لكتاب أو مقال أو شيء من هذا القبيل..و لكني لا أذكره..
في الحقيقة وقفت دقائق محتارا ما هو العنوان المناسب؟
و كما يقول الكتاب و المفكرون أصعب شيء هو البدايات في الكاتبة...الأسطر الأولى..
كما أن أصعب شيء في التواصل مع شخص لأول مرة هي البداية او المدخل...
الآن دخلت إلى غوغل و كتبت الطريق إلى...
ثم انتظرت لكي اعرف ما الذي رسخ في ذهني من قبل من خلال كلمة الطريق إلى...

فوجدت أكثر العناوين قربا ليكون هو الذي أوحي هذا العنوان هو (الطريق إلى إيلات)..فوجدت أنه فيلم مصري من انتاج التسعينات..

غريبة..مرات ترسخ في ذهنك عبارات و تظل محفورة في خلفية الذاكرة و لا تنمحي..و لكن لا تكاد تمييز تفاصيلها....
...بل يمكنك أن يميز إيقاعها و موسيقاها..

- و لكن قل لي يا خِل ماذا سأكتب عن الهند و قد صارت صورة معروفة لدى الكل؟
- يمكنك أن تكتب عن الكثير من جوانب الحياة..
- فعلاً فعلاً..تذكرت..
و لكن هل سأكتب عن سبائك الذهب المحمولة جوا من السوداننين للهند؟
أم عن صورة السوداني و السودانية لدى كل من يعمل في مجال الذهب بدء من سلطات المطار ابتداء من الأمن و الجمارك و موظفي المطار و الطيران المدني و حتى التجار المتعاملين بالذهب..؟
أم ستحدثنا عن أسراب التجار و بالأخص التاجرات من كافة الأعمار و هن يخترقن مجالات التجارة و الأسواق التجارية و الشوارع الرئيسية؟
أم هل ستحدثنا عن اساليب التهريب و أساليب إخراج العملات الصعبة للسودان؟
أم ستحدثنا عن السلع الرائجة لدى السودانيين في الهند(بومبي)؟
أم ستحدثنا عن الاماكن الرئيسية في بومباي..و عن البشر و عن..؟
- انتظروا! سأحدثكم بما أعرف و بما وجدت و بما سمعت و بما رأيت..
ما الذي يتصوره الذهن و أنت تود زيارة الهند؟
كثيرة هي الصور الذهنية بالطبع..خاصة لمن عاش في الخليج..أو لمن كان مُعوْلماً

(أي مواطن يعيش في لأي بقعة من العالم...هذه القرية الصغيرة... ذلك التعبير الذي أصبح شائعا بل يكاد يكون كلاشيها مبتذلاً)

ليطالع الصحف العالمية و يشاهد فيديوهات اليوتيوب.زو يتصرف كشخص يناصر قضايا المرأة و المهمشين..

فطالما كنت من هذا النوع ستكون متأثرا بما سمعته أو قرأته أو شاهدته..
ستتوقع أن تجد فيها و تشاهد أيضا وقائع لحالات نصب و اغتصاب و سرقة...
ستتوقع فيها أن تجد فيها أناساً أنانيون...لن تجد فيها من يمد لك يد العون إن احتجت.
ستجد فيها الأعين الشبقة و الأيدي المتلصصة التي تتابع أجساد الفتيات و النساء في حيوانية بدائية..
سوف تعطس منذ أن تخرج من المطار حيث أكوام التوابل الحارة متراصة في كل الشوارع..
- يا سيد! بدلا من هذه التصورات الخيالية و المتخيلة يكفي أن تدخل النت و تبحث عن الهند...السكان ..الحضارة....
......التعليم..الانتاج الزراعي..غاندي...طاغور..

هل سأحكي لكم عن ذلك الهندي(عثمان..هذا اسمه الذي عرفته اليوم بعد أن أرسلت أسأل عنه) ذو الوجه البريء الذي وجهه يطاردني بعد أن رحعت من بومباي في رحلتي الأولى..كما كان هو يطاردني كلما يراني ملحاً في أن أتفرج على قمصان أو تياب أو...و لكنها مطاردة ظريفة و خفيفة الظل ليس بذلك الإلحاح و تلك اللزوجة..
لماذا تلح علي صورتك منذ أن ألتقيت بك؟
أبسبب براءتك؟
أم طيبتك؟
أم لشيء سحري في نظراتك؟
و الله لا أدري.

أمام صرح (بوابة الهند)

هذه صورة لي على شاطي الساحل بعد أن وصلت بساعات...و قبل أن أستبدل ملابسي ذهبت لاعانق نسمات فجرية تداعب امواج البحر...

من خلفي فندق تاج محل الذي سمي على تاج محل و هو الفندق الشهير ذو المباني العالية كأنها الأبراج أو الأسوار

و الذي شهد قبل عدة سنوات احتجاز عشرات الرهائن بواسطة مجموعة مسلحة و مات فيه عدد غير قليل من الرهائن و الأسرى.

الف حمد الله علي السلامة
متابع بس

الأخ أسامة سلامات

Quote: الف حمد الله علي السلامة متابع بس

..

الله يسلمك ياخ ..طبعا خيالك كان دائما ملازمني كظلي..



طبعا بتوقع التعليق و التصحيح و الإضافة المتابعة كمان منك إنت و الأخ وليد..

تسلم يا حبيبنا و شكرا على المتابعة..

مرحب دكتور محمد
التاج محل وما ادراك ما التاج محل المنطقة دي يا دكتور بتعتبر بالنسبة لي هي مفتاح بومبي
يعني كل اسرار مدينة بومبي حوالي هذه المنطقة مشاهر العالم ينزلون بهذا الفندق اضف الي الممثلين والمغنين الهنود
بيكونوا نزلاء بهذا الفندق العظيم ، داخل هذا الفندق توجد اسواق ومقاهي عالميه ياريت تكون زرتها ، جنوب الفندق يوجد (Starbucks)
كنت حريصا علي زيارته .
اهم حاجة يا دكتور لو عاوز تستمتع بجمال هذه المنطقة قبل شروق الشمس تشتري ليك كباية شاي كبيرة (تكر شاي) وتكون قاعد قصاد بوابة الهند
وتسرح.اححححححح

الأخ العريفي ‏
صباحاتك بُيُض
فعلا كنت بعد صلاة الفجر اذهب للشاطي على بعد 200 متر ..و استمتع باستيقاظ المدينة و صحو الطيور و الباحثين عن اللياقة و ‏الصحة من المتريضين من كبار السن و صغارهم..‏
تجرعت كاسات الشاي بالحليب..و لكن الأكاب الصغيرة تغري بالتدبيل و التثليث..‏
الساعة السابعة صباحا مع افتتاح استاربكس خلف فندق تاج محل كنت أول الداخلين..‏

الله يا عريفي حين تكون خالي البال و أنت تتابع الحياة في مدينة غريبة عنك..

و تبتسم للرائحين و الغادين و البسطاء و المساكين..و ‏ما أكثرهم..‏

ما أجمل أن تتابع تشكل الحروف لتُخرج لك كلمات ذات معنى ..و حين يصعب ذلك تكون الابتسامة المعطرة بالاعتذار..مع هزة ‏الرأس الجميلة..‏