زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــــنين

زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــــنين


11-06-2018, 08:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1541490376&rn=0


Post: #1
Title: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــــنين
Author: عبدالله الشقليني
Date: 11-06-2018, 08:46 AM

07:46 AM November, 06 2018

سودانيز اون لاين
عبدالله الشقليني-
مكتبتى
رابط مختصر




زاد الشجون : حِمل على كتِف السنين

محمد الأمين يصدح بزاد الشجون ، من نفائس الشاعر فضل الله محمد.

لفافة حنين في زمن تحترق النفس من ضيق ما بها .
الدنيا مطلع ثمانينات القرن الماضي ، كريح لولبية .
تزحف الكائنات من حولنا ببطء والدُنيا تُسرِع الخُطى .
على سرير الراحة والاستشفاء في بدء المساء ذات يوم كنت هناك .
يدخلان عليَّ :

هي كزهرة تتلوى بلا عِظام تفوح من حولها روائح الطفولة المنطلقة .
هو بوسامته وبسمته يُورق بلُطف . متأنق يُمسك يديّ ، سرت مودته
إلى القلب فنبض بشدة .
هنالك مقعدان لم ينتبها إليهما لأن سرير مرقدي إلى نفسيهما كان أقرب .
في الباحة جلسا جواري ، يُمنة ويُسرى . كأنني في قارب ملائكي ،
يحملاه آلهتا الجمال والمحبة .

الليل ودود .. نسمة يانعة ونشوة تسري في العِظام .
وددت لهذا اليوم أن يمتد ليأخذ من مُقبل أيامي ،
ويفرحنا الليلة . هذه الليلة كحُلم العبقري .. لا تُشبه
أيامي .إنه أشبه بعِيدٍ فرِحت به السماوات ، حين أحضر
هُو الوصلات الكهربائية . من مأخذٍ في داخل غرفة الضيوف
مدّ حبال الاتصال .على منضدة صغيرة جَلست آلة التسجيل بيننا .
قبل البدء تحلَّقا حولي ، وأنا في وَهني ومن حولي نضارٌ صارخ
ومحبة للكون ترفُل في حُلل المجدالذي لا تعرفه الدنيا من حولنا
تلك الأيام :

صداقة تنضح إلفة ومحبة وتُفسح للأرواح الحالمةأن
تطوف من حولنا :
بدأت المُقدمة الموسيقية لزاد الشجون لفنان السودان و
الموسيقار الرائع ( محمد الأمين) :

كأنك خارج من محبس سنوات سِجنٍ طويل أنت فيه المظلوم ،
ونزلت إلى مسبحٍ ،
ماؤه من النيل العذب وقد نقَّته سُبل الحضارة من دنس الكائنات
غير المنظورة . اليوم تغطس يا ( مانديلا ) العَصر ،
قادم أنتَ من الكهف الأسود ثم إلى الشمس المُشرِقة .

بدأت مياه الموسيقى تُغسل البشرة من تعب العُمر .
ينفتح الوجدان مُتصالحاً مع الدنيا أن العالم مهما قست أحجاره ،
فنباته الأخضر دوماً يبث إكسير الحياة ويتألق الوجدان متلوناً .
رغوة تخرج من دفق المشاعر . تآلفت كائنات الطرب الداخلي
وسط فرحة غامرة . برهة ثم تحِس خيطاً رفيعاً من حُزن تسلل من
بين ثنايا النص الشعري . علمت من بعد أن النص ظلَّ في خلوة
الموسيقار الفنان (محمد الأمين ) عدة سنوات ، قبل أن ترى
الأغنية النور . ظل في معبده الموسيقي يقرأ النص حرفاً حرفا ،
كلمة إثر كلمة ، وبيتاً إثر بيت .
كانت حزمة مشاعر غريبة التكوين ، يأبى النص الموسيقي الإحاطة بها .
انتظر الفنان الرائع رنين الخواطر ، بين يديه عُود أوتاره تآخت
مع أوتار الجيتار فتخلَّقت خُلاسية نغمية متفردة . لا تعرف وأنت بين سحر
الكلمات و عمق الحس الموسيقي ، أأنت في حضرة الفرح أم أنتَ مُعلق
بمشجب الأحزان ، أم أنك مسحور بنص شاعر كذوب أمسك بخيوط دُنياك
يُراقص أحلامك . قرأ مرآتك ورأى جسدك عارياً من كل زيف .
عَرِف الفجوات المظلمة في عوالمك العاشقة حين تعثرت الخُطى ،
فبدت الدنيا تبسط من جنانها المورقة ويتساقط الورق الأصفر
هُنا و هُناك وقد انتهى عُمره .

من شفاه تكاد تبوح بالمحبة ، لكنها تقف في منتصف الطريق .
تصمت الكائنات كلها تنتظر . الفراشات مُعلقة بأجنحتها
في الهواء كأنها صور ضوئية . النسمة تكلست و تساقطت شُهب
الذكريات ، والخيال معلق بين بحار العيون المتلألئة
و شفاه ترِف حيرى .كانت عيناها تقول :

ـ لولاك يا عبد الله ما أقبلت الدُنيا عليَّ من بعد فقدك من جديد .
لا أعرف كيف أرد لك هذا العرفان النبيل ؟ .

قالت بفرح جمَّل وجنتيها :

ـ اسمع هذه الأغنية فيها من صفاء النفس ، واختلاط الأشياء ،
وعمق الإحساس الكثير ..نُهديها لكَ اليوم .

انكفأ الماضي ، كقدر به كنوز العصر الخرافي القديم .
أهي الأيام تورق من جديد ؟ .
أهي الدنيا تنـزعك من كُرسي العِشق وصولجانه ،
وتهبط بكَ إلى طرقات العامة ؟.
أهي الدنيا تلُفكَ في خصر راقصة تذوب حُسنا ؟ .
أهي الدنيا تُبيعك الأنجم ليلاً ويُشرق عليك الصباح ..
كلام الليل يمحوه العِشق المُغادر ؟.
هزتني دروب أغنية ( زاد الشجون ) وحواريها ،
وأتعبني النص ولم يزل :

{ ما افتكرت الحظ يساعد عمري يورق من جديد
من بعد فرقتنا ديك
مين كان بيفتكرك تعود ..
كنتَ بحتاج ليك بشدَّة
وإنتَ عني بعيد
ما في عِيشة بلاكْ بِتبقى}

. . . . . . . .
يكاد ندى الدمع يطفر من العيون.


عبد الله الشقليني
24/09/2005 م

*

Post: #2
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: عبيد الطيب
Date: 11-06-2018, 09:03 AM
Parent: #1

مع زمني الممحوق وعملي الذي يأخذ كل وقتي
تجدني مثل البدوي الذي يشاشي "للويب" الهرع القادم من الجنوب
فذائقتي وذاكرتي يتشرفان ويشارفان لكتابتك الملهمة والبصيرة والمفرحة جدا
الكتابة من اللقلب والصدق والمعرفة والتجويد
أدام الله عليك العافية والمهلة وراحة البال أستاذنا الشقليني،وممنونون لسودانيز وسودانايل
أدام الله عافيته علي الموسيقار والشاعر
ودمت مبدعا ومنهلا ننهل من عذب سلسبيله
معزتي وتقديري ومحبتي

Post: #3
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: بدر الدين الأمير
Date: 11-06-2018, 09:05 AM
Parent: #1

ياسلام ياشقلينى على التداعى والسرد الموسيقى
ولعله فات عليك التنويه ان زاد الشجون من توزيع الموسيقار العبقرى الكبير
محمد ادم المنصور امد الله في ايامه وعلى فكرة المنصورى هو من درس
محمد الامين النوتة وكان ذالك في بوكير شباب محمد الامين بود مدنى

Post: #4
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: عبدالله الشقليني
Date: 11-06-2018, 10:04 AM
Parent: #3




الأكرمين :
عبيد الطيب
بدر الدين الأمير
لكما كل تحية وشوق
*
سررتُ حين تداخلتما :
قال النابلسي :
صريح كلامي في الوجود وإيمائي .. سواء وإعلاني هواه وإخفائي
هو البحر عنه لا يزول كلامنا .. فعن موجه طورا وطورا عن الماء
وكل كلام قد أتى متكلم .. به فهو منه عنه في رمز أسماء
صحت أمة من بعد ما سكرت به .. فكان بها نورا أضاء بظلماء
*

Post: #5
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: بدر الدين الأمير
Date: 11-06-2018, 11:42 AM
Parent: #4

Quote: صحت أمة من بعد ما سكرت به .. فكان بها نورا أضاء بظلماء
*

ياشقلينى
وابن الفارض بقول : مزجت روحى في روحك
كما تمزج الخمر بالماء الزلال إذ مسك شىء
مسنى إذ انت انا في كل حال

Post: #6
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: معاوية الزبير
Date: 11-07-2018, 02:33 AM
Parent: #5

فعلا يا شقليني "ملحمة" زاد الشجون تغنت في سنوات عجيبة من عمر السودان
حسنا فعل الباشكاتب أن أخرج ألطافها في الحين المناسب بعد سنين بقيت تتعتق
في مخزن الإبداع (قال إنه بدأ تلحينها عام 1965!! ثم تركها لحين قطافها)
أواخر السبعينيات كانت سنوات نواضر رغم تعسف النميري وزحف الإسلامويين
أم هي فجّة الموت كانت؟! فمن بعدها بدأ جسد الوطن يتهالك حتى عِدِم العافية

سلامتك ياخ في ذلك اليوم والتحية للاتنين السمحين ديلاك:
Quote: هي كزهرة تتلوى بلا عِظام تفوح من حولها روائح الطفولة المنطلقة.
هو بوسامته وبسمته يُورق بلُطف.
نص جميل يا أستاذ عبد الله، يشبهك وتشبهه

Post: #7
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: Haytham Ghaly
Date: 11-07-2018, 04:55 AM
Parent: #6

Quote: كانت حزمة مشاعر غريبة التكوين ، يأبى النص الموسيقي الإحاطة بها .
انتظر الفنان الرائع رنين الخواطر ، بين يديه عُود أوتاره تآخت
مع أوتار الجيتار فتخلَّقت خُلاسية نغمية متفردة . لا تعرف وأنت بين سحر
الكلمات و عمق الحس الموسيقي ، أأنت في حضرة الفرح أم أنتَ مُعلق
بمشجب الأحزان ، أم أنك مسحور بنص شاعر كذوب أمسك بخيوط دُنياك
يُراقص أحلامك . قرأ مرآتك ورأى جسدك عارياً من كل زيف .
عَرِف الفجوات المظلمة في عوالمك العاشقة حين تعثرت الخُطى ،
فبدت الدنيا تبسط من جنانها المورقة ويتساقط الورق الأصفر
هُنا و هُناك وقد انتهى عُمره .



ياااااااااا إلهي من هذا الجمال يا شقليني

تعبير عميق وجميل جداً يضاهي زاد الشجون نفسها جمالاً


يديك العافية يا شقليني لتتحفنا بمثل هذه الدرر

Post: #8
Title: Re: زاد الشـــــــجون : حِمل على كتِف الســــ�
Author: عبدالله الشقليني
Date: 11-07-2018, 06:59 AM
Parent: #7





الأحباء معاوية وهيثم

لكما التحية والكثير من الود

لم تكن الأغنية إلا قصاً من الواقع . كان العشق الدافئ سيد كل القلوب .كانت الحياة حينها أقل وطأة على النفوس .
كان أجر الفنان " محمد الأمين " حينذاك( 100) جنيه سوداني . وتشمل أجر الفنان وفرقته والترحيل .العاشقان بعد ذلك التاريخ ،
فرّقت بهما الدنيا . تزوجت غيره ، وصبر زماناً ثم تزوج .وتلك قصة أخرى .
قالت له حينها أنه صغير ويمكنه أن يُكمل طموحه ، فلم يزل الوقت معه . وهي قد شارفت سنوات النُضج ، وحان القطاف....
وكانت قصة الأغنية تُعانق القصة الحقيقية كأنها هي.