للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)

للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)


10-19-2018, 03:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1539960138&rn=0


Post: #1
Title: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-19-2018, 03:42 PM

03:42 PM October, 19 2018

سودانيز اون لاين
صلاح عباس فقير-المدينة المنورة
مكتبتى
رابط مختصر

سحائب من الوهم ترين على العقول فيما يتعلق بهذا الموضوع.
رغم كونه في نظري من أكثر الأمور بداهة.
***
على أيٍّ لا أريد أن أطرح شيئاً في ابتداء هذا الحوار،
وأُتيح الفرصة لمن يريد الإدلاء بدلوه فيه.
فمرحباً.

Post: #2
Title: Re: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-28-2018, 07:32 AM
Parent: #1

بدءاً أقول:
شكراً للذين تجشّموا مشقّة الدخول،
وعفواً، إذ لم يجدوا ما يروي ظمأهم.
فلذا عزمتُ على المبادرة بطرح
بعض الخواطر المتفرّقة حول الموضوع
من زواياه المختلفة.
***
وما دام أنّا ننظرُ في دور العقل،
فأوّلُ خاطرةٍ نقف عندها،
تتعلقُ بذلك الوهم الكبير الذي شاع
بين الكثيرين، ومفادُه أنّ العقل
يوجد في القلب وليس في الدماغ!
***
وأتعجّب،
كيف يجهل الإنسانُ المفكّر
آلة تفكيره
التي بها يُفكّر؟
مُسقطاً بكلّ بساطة تلك الخبرة
الطويلة والمتنوّعة في التفكير ومواجهة
المشكلات؟
***
أنا على قناعةٍ عميقة
بأنّ هذه المسألة من أكثر المسائل
بداهةً، ولا ينبغي أن يجهلَها أحد.
فالاداة المفكّرةُ في الإنسان،
هي ذلك العقل الكامن في الدماغ.
تؤكد ذلك الفسيولوجيا
"علمُ وظائف الأعضاء"
***
وتؤكده البداهة،
فلو أنّك سألت أي زول عامّيّ،
وقلت له: أريدك أن تُبيّن لي،
بماذا يفكِّر الإنسانُ؟
غالباً سيقول لك،
وأصبعه المسبّحةُ تُشير إلى دماغه:
يا زول إنت ما عندك مخ؟
فهذا الجاهل أدرك الحقيقة؛
لأنّ وعيه الفطريّ ما يزال ينبض
بالحياة.
***

Post: #3
Title: Re: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-28-2018, 07:38 AM
Parent: #2

والذي تسبّب في شيوع ذلك الوهم
عاملان:
الأول:
هو الفهم الخاطئ لقول الله تعالى:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ
قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
[الحج: 46].
إذا صحّ أنّ هذه الآية تدلّ
على أن العقل المفكر كائنٌ في القلب.
لقوله تعالى: {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}،
فلماذا لا يصح بمقتضاها:
أنَّ العين الباصرة توجد في القلب،
لقوله تعالى:
{وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ}؟!
والعامل الآخر الّذي أشاع هذه الفكرة،
هو أبو حامد الغزالي (ت505هـ)
وإنّما دفعه إلى القول بهذا القول:
الانتصار لمبدئه الصّوفيّ
ففي كتابه "إحياء علوم الدين"
يقرّرُ الغزالي بأسلوبه الرشيق:
أنّ القلبَ هو الملكُ على مملكة الجسد،
وليس العقلُ إلا وزيره.
وتلقّف هذا المثل ابن تيمية وابن القيم،
فأتاحا نشره على نطاقٍ واسع،
وعضّدوه بالحديث:
((ألا وإنّ في الجسد مضغةً
إذا صلحت صلح سائر الجسد،
وإذا فسدت فسد سائرالجسد،
ألا وهي القلب))
ونقول بالنظر إلى مثال المملكة:
إنّ القلب هو أعظم عضوٍ في الجسد،
فما هو أعظم شيءٍ في المملكة،
يكون جديراً بمقابلة القلب،
حتى يكون المثال الغزاليُّ دقيقاً؟
والجوابُ:
إنّ أعظم شيءٍ في المملكة،
ليس هو شخص الملك،
وإنما هو عقيدة الأمة وثرواتها.
فهذه هي التي تُقابل القلبَ،
أمّا العقل فإنّه الملك الذي تتمثّل
وظيفته في حفظُ ثروة الإنسان الكبرى
وتنميتها.
وثروة الإنسان الكبرى هي القلب،
فإنه إذا صلح صلح،
وإذا فسد فسد.
***
لديَّ قناعة كبيرة بأن وعي الإنسان البسيط
غير المؤدلج، ممّن لم يرهن قوى وعيه
لجهةٍ معيّنة يدينُ لها بالخضوع،
من سلفيّةٍ أو صوفيّة أو علمانيّة أو...إلخ
لديّ قناعةٌ عميقة بأنّ هذا الإنسان
البسيط المتحرّر من قيود الأيديولوجيا،
يتجاوزُ بوعيه كثيراً من المتعلّمين
وأنصاف المتعلّمين.
فهذا الإنسان البسيط
بحسب تجربته الحيويّة،
وخبراته في استعمال العقل،
وتجاربه مع انفعالات القلب،
يعرف جيّداً معنى كلٍّ منهما،
ويعرف جيّداً أين مكان كلٍّ منهما.
***

Post: #4
Title: Re: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-28-2018, 07:46 AM
Parent: #3

كانت هذه وقفةً أولى،
حول مسألة:
أين العقل؟
تناولتها من خلال أسلوب الخاطرة
العفوي،
فإن وُجدت دوافع كافية،
للبحث والنظر والاجتهاد في
الاستدلال،
فعندذاك:
يكون لكل حادثةٍ حديث.

Post: #5
Title: Re: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-28-2018, 07:46 AM
Parent: #3

كانت هذه وقفةً أولى،
حول مسألة:
أين العقل؟
تناولتها من خلال أسلوب الخاطرة
العفوي،
فإن وُجدت دوافع كافية،
للبحث والنظر والاجتهاد في
الاستدلال،
فعندذاك:
يكون لكل حادثةٍ حديث.

Post: #6
Title: Re: للحوار: دور (العقل) في فهم (الدّين)
Author: صلاح عباس فقير
Date: 10-28-2018, 10:02 AM
Parent: #5

ربما حدث خلط في عرض الفكرة،
وخاصة في قولي:
أن الذي دفع إلى شيوع ذلك الفهم الخاطئ
عاملان:
الأول، واضح، وهو الفهم الخاطئ لقوله
تعالى:
{لهم قلوب لا يعقلون بها}
والعامل الثاني:
يتعلق بالإمام الغزالي،
من خلال المثال الذي مثل به جسد
الإنسان بالمملكة، ومن ثم اعتبر
القلب هو ملكها،
والعقل وزيره.
وهذه قد تكون مسألة أخرى،
وهي مسألة:
لمن السلطة والإدارة العامة للإنسان
وأحواله، أهي للقلب أم للعقل؟
طبعاً يرى الغزالي وكذلك ابن تيمية
وابن القيم وعامة العلماء أن
القلب هو الملك.
وبالتالي جعلوا العقل مجرد وزير له،
وبالتالي جعلوا وظيفته إحدى وظائف
القلب،
فهذه هي العلاقة.