قصة: لمن تقرع الصحون..!؟

قصة: لمن تقرع الصحون..!؟


10-11-2018, 02:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1539264449&rn=0


Post: #1
Title: قصة: لمن تقرع الصحون..!؟
Author: حمد إبراهيم محمد
Date: 10-11-2018, 02:27 PM

02:27 PM October, 11 2018

سودانيز اون لاين
حمد إبراهيم محمد-المربى تربة
مكتبتى
رابط مختصر



قصة: لمن تقرع الصحون !؟
*****************
لم ينفك أهل هذه القرية العجيبة نائمة الاحساس، يتارجحون بين أمواج غشامة متتالية صنعوها واعلوا شراعها، محاسنها تحير،
تتبسم على وجه الارض، شقيش ما قبلت ودورت، مشيت ووقفت، تدهشك بيوت تتطاول تمد لسانا فوق الارض واخرى تلهث تعض شفاها تحت الارض،
صفوف وصفوف، تخطف وتجري، تعجز عن إدراك مرساها، تتقافز من حفرة زلقة لحفرة يتيمة، تقلب طوب الارض، طوبايا طوبايا، لا دهباية، لاهداية،
تتبارى من شق لشق، طق وطق، تصفعها حفنة من خشاش حكر بور، تشعل حطب "قدر" مويته تدمع، نصف الليل حجارته تضرس، يصمت هيكل عظمي وآخر يناجي ناموس النوم.

حجوة اولى:
ثلاث من نسل " كركدن" عملاقة، أنوف شمامة، أعناق تتطاول، تتاوق عند ثغر البحر، تتدثر جدران البلدة بألوان أربعة، احمرها يتخلل ذرات التربة الماجدة،
تتجشى غاز ونفط مسجور يحندك تمثال حرية، تشكو من صفى صفوفها وهدر دم مصفاها، ونبات "بروس" يتحلق ويتشعلق أفسد فروع منابع عزة،
هوام ودواب مدمنة استصفاف ليل ونهار، تشكو مواقع منخولة وموائل جافة مجففة بفعل نائب الفاعل، اضحت تحلم بصليل لهيب الغاشية، عجزت عن تجميع موائد الامس الفارغة.

حجوة ثانية:
سنابل قمح تتثائب في عرض البحر، ولوحة إغاثة تضئ سبعة أرقام أعلى عمامة العم "سام"، وأمين سر البلدة "يطأ" بليل دامس عدد من ما ملكت يمناه الباطشة، أرضا بكر,
كذا دواب ذات دفع رباعي وثنائي واحادي، تترامى امام قصر جنابه، تسعة ارقام فلكية مخزونة ممهورة بصورة العم – سام – البهية، نخدم أملاكه فوق الارض، وما تحت الارض. "يا عين يا عنية.."!.

حجوة ثالثة:
= زول: البتثاءبوا ديل حقاتنا واللا حقات ناس برة؟
- انت مخلول، حقاتنا ,,!، أعقل يا زول؟.
= بيني وبينك بقينا نصدق كل شيء، الاشاعة بقت "نوامة" نمسك في ضنبها، ونصبح بح بح بح...!
- بس، سمعنا كلام شيخ البلدة، قول يا رب حكاية " القفة" تبقى حقيقة .
زول براني، "عشر" زرع قمح السترة، حشا وكدب، بشر بالمليون القادم، ارض النيل تتاتي حبلى، في عز اليوم في عز الليل،
ترفع دموع مطاحن الغلة منسوب نهر النيل، وتشكو "الثغر" فاقة عمال الساحل
احدهم في صف المخبازة يرفض دفع ثمن كيس، يحمل بضع من غلة دافئة بجانب صدره الايسر، يغمى عليه لم يصل المنزل.

حجوة اخيرة:
تلامذة مدرسة، صباحا باكر، خارج السور بطونا ضامرة أصابع جافة تقرع صحون الغلة الفارغة، سحابة غم تعم الكل، معلم يخلف – شتم دلوكة –
ومديرها أدخل مقررات المنهج داخل مكتب، رصع الباب، أمتطأ قدميه نحو الساحل.
+++
حمد إبراهيم دفع الله





Post: #2
Title: Re: قصة: لمن تقرع الصحون..!؟
Author: almulaomar
Date: 10-14-2018, 02:27 PM
Parent: #1

يا حمد إبراهيم محمد
سلام عليك
هذا شغل إبداعي عديل كده ، وشكلك تشعلقت متعملقاً علي شي من الأمثال الشعبية والنكت في مقالكم هذا. وفي تقديري المتواضع أنكم منحتم للنص أو القصة في مقامنا هذا قيمة مضافة من خلال التكنيك الذي أودعته في عملك الإبداعي هذا (يا معلم قربت أبقي ناقد وإن كنت أخال نفسي بالكاد أنقد زي الجدادة الراكضة أي الحاضنة للبيض قبل مرحلة التفقيس).
غايتو عملك دا يهدد عرش ملك الكلمات جلال بن داؤود المكني بأبي حهينة المولد سنة ...... في ..... والمسكون إبداعاً وإمتاعاً ، والذي عوضني شخصياً غياب الزميل المبدع الدكتور الأديب أبر آدم إسماعيل صاحب المدن المستحيلة والذي يجيد الرسم بالكلمات إيماء إجادة.
شخصيا أشد علي يدك وأهنئك علي هذا الظهور وكل التمنيات الطيبة لكم بمزيد من التألق والتعملق

Post: #3
Title: Re: قصة: لمن تقرع الصحون..!؟
Author: حمد إبراهيم محمد
Date: 10-14-2018, 11:40 PM
Parent: #2


كتب الاستاذ الملا عمر :

يا حمد إبراهيم محمد
سلام عليك
هذا شغل إبداعي عديل كده ، وشكلك تشعلقت متعملقاً علي شي من الأمثال الشعبية والنكت في مقالكم هذا.
وفي تقديري المتواضع أنكم منحتم للنص أو القصة في مقامنا هذا قيمة مضافة من خلال التكنيك الذي أودعته في عملك الإبداعي هذا
(يا معلم قربت أبقي ناقد وإن كنت أخال نفسي بالكاد أنقد زي الجدادة الراكضة أي الحاضنة للبيض قبل مرحلة التفقيس).
غايتو عملك دا يهدد عرش ملك الكلمات جلال بن داؤود المكني بأبي حهينة المولد سنة ...... في ..... والمسكون إبداعاً وإمتاعاً ،
والذي عوضني شخصياً غياب الزميل المبدع الدكتور الأديب أبر آدم إسماعيل صاحب المدن المستحيلة والذي يجيد الرسم بالكلمات إيماء إجادة.
شخصيا أشد علي يدك وأهنئك علي هذا الظهور وكل التمنيات الطيبة لكم بمزيد من التألق والتعملق.

************
وعليكم السلام – أستاذنا الملا عمر ..
كنت أقرأ لك حسب ما اوفره من وقت عامدا، ما تتحفنا به في - المنبر العام - من مواضيع تطمح بلوغ ذرى الحق والحقيقة بلا اسفاف او هزر،
ولا تجفيف لمنابع الود والالفة في الحوار بين الزملاء الكرام، وردود تشفي ما حاك في النفس الامارة بالسؤ وحاق ما في الصدور من درن وساوس بلا سيقان،
وكلمات تسمع ما به صمم، الا من ابى، ورضي ان ينام الشمع على طبلة اذنه وطبلة – قرعته - المسوسة؛ لذلك لم اشاء ان اتداخل فيما تسطره،
فانا لا احسن الوضؤ أو التيمم في شان رقي ادبك ورفيع قكرك.
استاذنا الملا عمر، جبر الله خاطرك واحسن اليك؛ لما صرفت من وقت وصبرت على قراءة نص – لمن تقرع الصحون – ولما ابديته من تقريظ وتشجيع
اعتز به كثيرا وادخره لمقبل الايام بمشيئة الله.

(حمد)