ألشُرفاء يعافون المناصب ,,

ألشُرفاء يعافون المناصب ,,


09-20-2018, 08:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1537427173&rn=0


Post: #1
Title: ألشُرفاء يعافون المناصب ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 09-20-2018, 08:06 AM

08:06 AM September, 20 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

ألشُرفاء يعافون المناصب ,,

أشعل (حمدوك) منابر الحوار السودانية العديدة و المنتشرة في أصقاع الأرض ,
باعتذاره عن تقلد منصب وزير المالية و الاقتصاد الوطني ,
في التشكيل الحكومي الأخير , وعدم قبوله تولي رئاسة إدارة هذه الحقيبة الوزارية المحورية ,
و المؤثرة تأثير مباشر على حياة المواطن المعيشية ,
في موقف نبيل لم يكن هو الأول من نوعه كونه قد صدر من أحد ابناء السودان الشرفاء ,
فقد سبقه آخرون في هذا المضمار الذي أعاد الأمل للأمم و الشعوب السودانية ,
وأبان لها أن الدنيا ما زالت بخير بعد أن حوّلها الأنقاذيون إلى حياة قاسية وكئيبة كالحة السواد ,
لما نشروه من ذعر وشر مستطير , و ظلم و فساد منطلق العنان في طول البلاد وعرضها ,
فهذا الإحتفاء الذي طوقت به جماهير الشعوب السودانية هذا الخبير الأقتصادي العليم ,
يدل دلالة قاطعة على إندثار النموذج الأصل للإنسان السوداني ,
الذي عرف منذ قديم الزمان وحديثه بحميد أخلاقه و شهرة أمانته المعهودة في مجتمعه كذا وبين الشعوب الأخرى ,
فلو يعلم الناس أن هذه البادرة القيمية الفريدة كانت تتجسد في شخص كل سوداني و سودانية على المستوى الشخصي ,
لما استغربوا و اندهشوا هذه الإندهاشة الكبرى , فربما كان الحظ حليفاً للذين غادروا البلاد باكراً ,
و عملوا في مؤسسات عالمية ومنظمات دولية تقيم للكفاءة وزنها ,
ولا تجد المحسوبية و صلات القربى و وشائج صلات الدم والرحم فيها موطأً للقدم ,
وهكذا الانسان دائماً وأبداً يعتبر الوليد الشرعي للبيئة التي ينشأ و يترعرع فيها ,
فبالعكس تماماً للحالة (الحمدوكية) هذه ,
ترى الفاسدين و المرتشين و الخائنين تكتظ بهم ميادين وسوح و مجالس الإنقاذيين , ل
أن البيئة الإنقاذية الفاسدة بطبيعة حالها قد قامت برعاية وتربية من نشأ وشب عن الطوق في ظلها ,
فانبتته نباتاً سيئاً و درّبته على هتك عرض القيم النبيلة و إغتصابها وإعدامها ,
على مرأى و مسمع من جميع رجال ونساء هذا المجتمع المنكوب ,
لذا جاءت ردة فعل الناس قوية و هستيرية نسبة لدواعي العطش ,
و الفقر والجوع الوجداني لمثل هذه المعاني السامية ,
فقد انطلقت ثورة سايبرية عارمة تمجد الرجل الذي عاف الإستوزار في منظومة البشير ,
وبرعت الأقلام الساخرة و الجادة في تدبيج المقالات المتنوعة عن هذه الصفعة القوية التي وجهها لمنظومة حكومة الإنقاذ ,
مستنشقين هواءً بارداً علّه يزيح عن جوفهم غبار المآسي و حرارة القهر الذي عايشوه ردحاً من الزمان ,
فلا يوجد أمر وأقسى على نفس الأمير والسلطان من أن يرفض له طلباً ,
ولو كان هذا الرجل النبيل متواجداً بأرض الوطن فسوف لن يستطيع أن يقول لا ,
أو أن يرفض طلباً وأمراً من اوامر وقرارات السلطان ,
وإن فعل ذلك فإنه سيرى ويشهد من أساليب و طرائق التدجين و تكسير المجاديف التي برعت وأبدعت فيها المنظومة الانقاذية ما سوف يرى.


إنّ المهرولين و الراكضين نحو الإستوزار في منظومة البشير ,
ومنذ إتفاقيات السلام الهزيلة التي وقعها النظام مع من باعوا شرفهم في أسواق النخاسة ,
وصولاً إلى مهزلة الحوار الوطني ومخرجاته ,
فإنّ مثلهم كمثل الطفيليات التي لا تحيا ولا تنمو ولا تعيش إلا على إمتصاص دماء الضحايا ,
فوجودها و إستمرارها وحياتها مقرونة بالتخريب و التدمير لأسباب الحياة و محاربة القيم الفاضلة ,
ولا تعير هذه الكائنات الجرثومية بالاً لعمليات النهضة والبناء و التعمير ,
و إذا رفعت هذه المخلوقات الضارة و الفاسدة راية من رايات الحق ,
فتأكد تمام التأكيد أن هذه الراية ما هي إلا شعار من الشعارات التي اريد بها فعل الباطل ,
وأصدق مماثلة ومقاربة لهذه الكائنات الطفيلية تتمحور في شخصيات سياسية إنتهازية و وصولية ,
ولجت دولاب السلطة من اباب إمتهان النفس والدوس على الكرامة ,
وهؤلاء القوم هم من شاكلة الدكتور التجاني سيسي و المساعد موسى محمد أحمد ,
والوزير بحر إدريس أبو قردة ,
بالإضافة إلى أولئك المنافقين الذين امتطوا صهوة قطار مهزلة ما اسموه الحوار الوطني ,
من امثال ابراهيم السنوسي وموسى كرامة , الذين قذفت إليهم بقايا عظام يابسة وجافة من فتات مائدة السلطان ,
فصمتوا عن قول الحق الذي كانوا يتبجحون به ,
ولم يأتنا خبر عن أحدٍ منهم بأنه قد عاف الوظيفة الدستورية أو ركلها إنطلاقاً من مبدأ يؤمن به ,
او تعارضاً مع اجندة وطنية لم يوف بها سلطان القصر الغردوني ,
بل درجت العادة في ظل نظام هذا الحكم البربري على أن الغالبية العظمى من الساسة المعارضين ,
لا يتورعون ولا يستحون من التحول المفاجيء و القبول الرخيص بالوظيفة الدستورية , مع كامل الإراقة لماء الوجه ,
و كل مياه الكرامة و العزة و احترام الذات , إن كانت لديهم في الأساس هذه الكرامة المهدرة و المراقة ,
فما يزال صدى خطبة المناضل (سابقاً) حسن اسماعيل (الوزير الإنقاذي حالياً) تتردد أصداؤها في آذاننا ,
تلك الخطبة البتراء التي القاها في مجلس عزاء الشهيد الدكتور صلاح مدثر السنهوري ,
أحد الشباب الذين خضّبت دماؤهم رايات انتفاضة سبتمبر المجيدة ,
فقد أثلج (حسن طرحة) صدورنا حينها عندما أقسم باسمنا جميعاً ,
بأن هذه البلاد الطيبة لن تأوينا بينما نحن ماكثون جنباً إلى جنب مع هؤلاء الأوغــاد ,
وإلا سوف نتوشح (الطرحة النسائية) ونرتديها ونجلس مع النساء في خدورهن , او كما قال ,
(مع كامل احترامنا لجميع نساء بلادنا اللائي عرفن منذ فجر التاريخ بأنهن يتقدمن الصفوف جنباً إلى جنب مع رصفائهن الرجال في مواجهة حروب و صروف الدهر) ,
فلم يكن أحد يتصور او يتخيل أن أنموذج المناضل والثائر السوداني ,
يمكنه ان يصل إلى هذا الحضيض و الدرك السحيق من الإنحطاط الأخلاقي و الهزال القيمي وتبديل المواقف.


لقد أزاح (حمدوك) الستار عن وجود الكثير من (الحماديك) المبعثرين في أنحاء الدنيا ,
مما زرع الغبطة في نفوس ابناء بلاده مثبتاً لهم أن المستقبل القريب يحمل البشريات الطيبة ,
بتوفر و جاهزية الكادر الكفؤ و المؤتمن على خدمة وطن ما بعد الإنقاذ ,
وهو بالضرورة وطن المواطنة الحقة التي لا مكان فيها للتمييز على أساس الدين والجهة و العرق و الطائفة ,
فمن فرط فساد الإنقاذ وسوء مسلكها أنها هزمت النفوس و أفقدتها ثقتها بنفسها ,
و صورت لها الحياة من زاوية رؤية واحدة هي زاويتها ,
فاقنعت الناس بأن تفشي الرشاوى و المحسوبية و المحاصصات القبلية ,
هو النهج الطبيعي الذي يجب أن يتخذ في تعاملات الدولة و مؤسساتها وبينها وبين أفرادها ,
و كل من يقف مناهضاً لهذه الظواهر الإدارية السالبة يوصف بالتخلف و الرجعية وعدم المواكبة ,
حتى دخل سماسرة السوق السوداء جميع مرافق الدولة ,
فوصولوا إلى قمة هرمها في سابقة هي الأولى من نوعها منذ فجر إستقلال البلاد ,
فتمت عملية تسويق القميص المزور لأشهر لاعب كرة قدم في العالم ,
وقدم إلى رأس الدولة في مهزلة مضحكة حد البكاء , شهدتها كل دوائر الإعلام المحلية و العالمية.


إنّها الفوضى الإدارية و الدستورية التي ضربت بجذورها في مفاصل النظام الإنقاذي ,
الذي سجل بهذه الفوضى رقماً قياسياً لا تحسده عليه الأنظمة السياسية الشريفة ,
تلك التي تتخذ من منهاجية الحوكمة المؤسسية طريقاً لها ,
فلا يعقل ان يقوم رأس الدولة بعقد مؤتمر صحفي ليؤكد فيه حضوره فعالية من فعاليات المنظمة الدولية ,
التي مقرها (نيويورك) بالولايات المتحدة الامريكية ,
وما تزال أغلال المحكمة الجنائية الدولية مضروبة على يديه وقدميه ,
وآخر مظهر من مظاهر هذه الفوضوية هو إعلان قرار سيادي بتعيين وزير ,
ثم يتفاجأ الناس بتقديم ذات الوزير لإعتذاره المنشور على الملأ عن رفضه للموقع الوزاري ,
زد على ذلك فضيحة (سوتشي) بروسيا أواخر العام المنصرم ,
عندما طلب رأس النظام من (فلاديمير بوتين) الحماية مما وصفها بالتدخلات الامريكية في شأن بلاده الداخلي وتحرشات هؤلاء الأمريكان به ,
هذه الفوضى الإدارية و تشويه صورة الدبلوماسية السودانية ,
لن تستطيع ان تجدها في أبسط نظم الإدارة المتمثلة في إدارة دكان أو بقالة بمدينة (الجنينة) في أقصى غربي البلاد ,
ناهيك عن أن تصبح سلوكاً اعتيادياً في دهاليز مؤسسات الحكم في دولة مثل السودان ,
إنّ هذه المنظومة الإنقاذية المهترئة قد أصبحت (شينة) ,
و كما يقول مثلنا الشعبي (الشينة منكورة) ,
لذلك أنكرها وعافها الشرفاء من أبناء هذه الأرض الطيبة.


Post: #2
Title: Re: ألشُرفاء يعافون المناصب ,,
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 09-20-2018, 08:16 AM
Parent: #1

تعظيم سلام للدكتور حمدوك
ولكل الحماديك واشهرهم الدكتور مضوي

Post: #3
Title: Re: ألشُرفاء يعافون المناصب ,,
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 09-20-2018, 08:22 AM
Parent: #2

Quote: تعظيم سلام للدكتور حمدوك
ولكل الحماديك واشهرهم الدكتور مضوي
لأمثالهم ترفع القبعات ,,