عواسة الهوية..أن تكون أعجمي اللسان بحرية خيرا من أن تكون عربيا بالعبودية

07:55 AM August, 28 2018

سودانيز اون لاين
Khalid Elsayed-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

ابكاني ذلك السوداني الذي يحاور أحد الأخوة العرب بأن جذوره ممتدة في تربة الجزيرة العربية ، لا اعلم ان كان أخ العرب مقتنعا بهذا الهضربة ام لا .. ولكني أعلم يقينا ان تصنيفه لهذا السوداني كما صنفت بنو عبس عنترة الذي لم تشفع له فروسيته بان تحبه ابنة عمه عبلة بنت مالك بقدر ما احبت نفسها في شعره ومنعها طاؤوسها العروبي ونرجسيتها بأن تستنشق رائحة عبوديته في مضارب عبس المضمخة بعجرفة عرب الجاهلية وصلفهم..
ما بال هؤلاء السودانيين ..!!!
.. لا افهم لماذا هذا الخذلان والتمسح في عباءة العروبة .. ؟
وماذا يضيرنا اذا ما قلناها صراحة بأننا سودانيون وكفي..؟ او سودا افارقة ماذا يضيرنا ..؟ والأدهي اننا لا نشبه العرب في شئ .. هذا واقع .. وعلينا الإلتزام بمساره .. ليست لان العروبة هي نخبة الجنس البشري في صفائها .. ولكنه من باب الإعتزاز بالهوية كيفما كانت .. محاولاتنا الخائبة التي لا تتعدي محيطنا وحدودنا التي نرسمها في مخيلتنا وامانينا البعيدة ..
نحن في الوسط السوداني والغرب والشمال الأقصي تتلبسنا عقدة النسب العباسي وشجرة الصحابة ونتوه دوما ما بين الغابة والصحراء ..
تموت رواحلنا ويفني عتادنا وزادنا في في عتمور ( الكواسة) والضهب..
هنالك هجرة عربية ولا أحد يغالط التاريخ ولكن هل يعقل ان تتسلل جهينة في هويتنا وتمحوها بهكذا بساطة..!! ونحن حضارة أعمق من ان تقتلعها هجرة رهط من العربان، لنا أن نعمق هذا الشعور في شعورنا اليومي ونتقمصه وبهذا يكون الإنتماء الحق، لأن بناء الهوية وتراكمها مرهونا بالرضاء الذاتي تجاه اللون والملمح والإرث عموما ..
حتي النخب الحاكمة والمثقفين تجدهم مسكونين بهذا الوهم ..
لذلك المسالة اشبه بالعوار النفسي ، ولا نلاحظها في شعوب اخري نضجت هويتها واستقرت ، بمعني لا نري عربيا قحا من قحطان او عتيبة يدعي نسبه بآل البيت او الأشراف
هل يعقل هذا ان يكون السودان كله سليل البيت القرشي ...!!!
السودانوية هوية صعبة التفكيك والفصل كما هو الحال في كندا وامريكا حيث نجد تداخل الإنجلوساكسون مع الهنود وحضارة الإنكا وكذلك السودان عربا وأفارقة ، ولكن لا يحق لأحد ان يفلتر الدم بمصفي المزاجية والهوي العنصري بأن ترسم كل قبيلة أو اسرة شجرة نسبها وتزينها بأسماء موغلة في العروبة حتي زاحموا آل البيت وصاهروهم شفاهة..
اذا سلّمنا جدلا بأن كل قبيلة ا أو أسرة أو فخذ ممتد بهذه الجسارة والقوة في اطناب مضر وجهينة وصرّة النقاء العربي يقفز تساؤل بحجم ازمة الهوية نفسها..
لماذا نحن إذن في هذا السواد وهذه الغبشة ..!!!
من اين اكتحلنا بهذا الأثمد ..!!!!
اللسان المضري وفصاحته ما هو الاّ ثقافة مكتسبة في السودانيين عموما ولا استطيع اثبات او نفي حقيقة التمازج العرقي ولكنه ان وجد يكون تمازجا هزيلا وفاترا لا يتعدّي بعض من أتوا من مناطق الحجاز كدعاة واشتغلوا في الخلاوي وحصلت زيجات في بعض البيوتات وكذلك هجرة بعض المتصوفة من الأشراف وهذا لا يعطينا الحق ان نلغي هوية السودان كاملة ونلبس الرداء العربي الذي حتما غير متناسق البتة مع تفاصيل قوامنا الإفريقي .
ولكن بونا شاسعا بين الثقافة والدم ،فالجنوبي والبجاوي تراه يناطح السماء في كبريائه واعتزازه بمرجعيته الإثنية وانتمائه.. وهو في راحة من هلوسة العروبة الضائعة وفنتازيا جهينة وربيعة ..
لذلك تصبح قضية الجين العربي في السودانيين مجرد ميثولوجيا وأحاجي شعبية وإن طبطبنا وكابرنا التاريخ في مساره المعوج..
هذيان الهوية وإضطرابها يعتبر معوق رئيس لأي أمة ويتراكم الخذي والتقهقر فيهم لا شعوريا وتنمو ثقافة الإنكفاء والتواري امام الأجنبي وهذا ما تؤكده برامج فضائيتنا ومدي انكسارها امام العرب المقيمين في السودان الان ويعملون في مجالات شتّي بدءا من مقاهي الشيشة ومحلات البيتزاء حتي الشركات القابضة وسادت فينا ثقافة الدليفري والماك بيرجر وهذا حراك مقبول وحتمي مع صيرورة الحياة وإيقاعها ولست ضد وجودهم من حيث المبدأ ولكني ضد النظر اليهم وكأنهم يحملون عصا موسي وفانوس علاء الدين ، أصابني الغثيان و حالة من القرف من تلك المذيعة في حوارها مع مصفف شعر ما نسميه بالعامية (مشاطة) لا يفهم من الأمر سوي كريمات الأساس والماسك وتسليك خصلات الشعر وتقشير البشرة ، الخنث ينضح من وجنتيه نضحا ، تحاوره مقدمة البرنامج بإعجاب وإنكسار بائن في نبرات صوتها وفي مثل هذه المواقف تتبدي تلقائيا للمتفحص ان كان الشخص المحاور يحمل رسوخا وانتماءا داخله ام انه يطفو ويترنح ، ومقدمة البرامج ما هي الاّ مؤشرا يحدد اتجاهات الريح .
لم آبه لإتهامات أحدهم باني عنصري حين تفاخر كثيرا بأن اصله يبتدي من حمد النيل وانه وانه وهلم جرا .. وقال ان نسبه يقترن بآل البيت ، وتناسي ان العرب الخلص لا يركّبون الأسماء كحمد النيل وجاد السيد ، ولو كان يعتز بهويته لحشر عجب سيدو وعطا منو لأنهم حتما قابعون ومندسون في احدي الفروع الغزيرة من شجرة نسبه السوداني وبلا استثناء ..
تلك عواسة الهوية علي صاج الجريد..

هلا يا خالد
التمسح السوداني بالعرب والعروبة لاسباب اقتصادية بالاساس .. لو كان السودانيين مرطبين زي الخليجيين ما كانو اشتغلو بالعرب والعروبة الشغلة

تحياتى ..

ليست القضية تمسح او محاولة لان نكون عربا بقدر ما ان الامر حقائق تاريخية و جذور و لا يمكن نكرانها ..

و لماذ لا نكون عربا بصرف النظر عن موقعنا الجغرافى ..او لون بشرتنا ..

و من اين لك ان العرب هم ذوى ابشرة البيضاء و ما دونهم غير عرب ..

العرب فيهم كل الوان البشرة ايا كانت .. السودان ملئ بالعرب و غيرهم من الناس .. عرق و اصل و قبيلة ..

و بينهم غير العرب .. و لعل كل من تحدث العربية فهو غربى بصرف النظر عن اصله و فصله ..

الطيب رحمه قريمان