الأوهام الخالدة "هذه المرة د. النور حمد والكمونولث والتوجه ناحية العمق الأفريقي سنة 1956.. مستحيل"!

الأوهام الخالدة "هذه المرة د. النور حمد والكمونولث والتوجه ناحية العمق الأفريقي سنة 1956.. مستحيل"!


08-04-2018, 07:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1533408183&rn=40


Post: #1
Title: الأوهام الخالدة "هذه المرة د. النور حمد والكمونولث والتوجه ناحية العمق الأفريقي سنة 1956.. مستحيل"!
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-04-2018, 07:43 PM
Parent: #0

الأوهام الخالدة "هذه المرة د. النور حمد".. والتحية لروح الزعيم الأزهري والرعيل الاول المجني عليه توهماً وكسل!.

مافيش حاجة إسمها الكومنولث ممكن ينضم ليه السودان سنة 1956!.. ما فيش وجهة أفريقية ممكن يتوجها السودان سنة 1956 حين إستقلاله. لأن الكمونولث حتى 1956 كانت منظمة الرجل الأبيض وحده لا يوجد بها اي دولة افريقية لا جنوب ولا شمال الصحراء. تأسس الكمونولث فعلياً سنة 1931 من بريطانيا وكندا ونيوزلندا وأمريكا وجنوب أفريقيا العنصرية "وفق دستورها".

وأول دولة أفريقية إنضمت للكمونولث كانت غانا سنة 1957. أي بعد إنضمام السودان للجامعة العربية بحوالي سنة.. أن تقبل الحاجة الوحيدة المتاحة ولا خيار غيرها.. شيء مقبول أو منطقي!.

مافيش توجه أفريقي ممكن يتوجه السودان سنة 1956 لأن جميع الدول الأفريقية وراء الصحراء وعلى وجه الإطلاق كانت غير موجودة "مستعمرات بريطانية" وأن اول دولة اخدت إستقلالها فقرارها السيادي كانت غانا سنة 1957. ولا يوجد أي شي حضاري منظم يمكن تبنيه!.

مافي تجارة أو إقتصاديات أو علاقات ثقافية أو دبلوماسية كانت ممكنة مع مجتمعات القارة الأفريقية جنوب الصحراء "البيئة الطبيعية لا تسمح والفضاء الثقافي لا يسمح والتاريخ كله كدا منذ الوقت المعلوم حوالي 3500 قبل الميلاد، لا توجد أي إشارات علمية أو آثار دالة على العكس اي كانت، هل!"!.

هذا الكلام يجئ بمناسبة مقالة لدكتور النور حمد يمدح فيها الصلح الأثيوبي الآرتري ويعتبره فتحاً جليلاً قبل به الأشقاء الأذكياء المتحاربون سبعين سنة "أثوبيا وأرتريا" عبر مبادرة عربية "إماراتية/سعودية" ومصرية طبعا (التوصيف من عندي).

وهذا المقطع يؤشر بوضوح لتلك المسلمات السائدة وهي ليست مسئولية النور أو شخص محدد بل هو الفهم السائد بدرجات مختلفة وما أخذنا للنور هنا إلا من باب المثال كونه مثقف جدير بأكثر من هذا من وجهة نظري.. يقول النور حمد:

( إن أزمة الخيارات الجيواستراتيجية للسودان، بدأت من قبل الاستقلال. ولقد كان سببها هذا التوجه العروبي، لدى النخب السودانية، التي أدارات حراك الاستقلال، وأدارت، من بعد الاستقلال، مجمل شؤون الدولة. فقد جرَّ الاستلاب العروبي السودانَ من حاضنته الإفريقية، والشرق إفريقية، ورماه في أوار جيوبوليتيكا منظومة المشرق العربي، المتمحورة حول القضية الفلسطينية، التي ما فتئت تسير من خسارةٍ، إلى خسارةٍ أفدح من سابقتها. خرج السودان بذلك الخيار الخاطئ، من المظلة البريطانية، ليضع نفسه، بلا سببٍ وجيهٍ، يخصه، في سلَّةِ معاداة الغرب لعقود طويلة. ولقد توَّج نظام الانقاذ الحالي، حالة العداء للغرب، بالانخراط في مناطحةٍ ساذجةٍ للغرب، وفي تحالفاتٍ مع طيفٍ واسعٍ من المتطرفين، جلبت على السودان، حالة العزلة الخانقة، التي توشك، الآن، أن تخمد أنفاس كل شيءٍ، في دولته.
كان في وسع السودان، أن يسلك طريقًا مماثلاً للطريق الذي سلكته، كينيا، ويوغندا، والهند، وسائر المستعمرات البريطانية السابقة. أي، أن ينصرف إلى العمل على تثبيت، واستدامة، حالة الاستقرار، التي ورثها من البريطانيين، والتركيز على جهود بناء الدولة. بل كان في وسع السودان، أن يسلك دربًا كالذي سلكته سلطنة عُمان، التي بقيت مستظلةً بالمظلة البريطانية، حتى يومنا هذا، مفضِّلَةً، من أجل مصالحها القطرية، التغريدَ المستمر، خارج السرب العربي، متضارب الأهواء. أبعدت سلطنة عمان نفسها، عن كل المؤثرات، الخارجية، التي تعطل جهود بناء دولتها، وتضر بعلاقاتها الدولية.
أدى ضعف الرؤية الجيواستراتيجية، لمشروع الاستقلال السوداني، إلى حالة مستدامةٍ من الفشل العام).. ذلك المقطع الذي يعنينا هنا من النور حمد.

وقبل ما نمشي للموضوع اقول كلام أولي ان الواحد قد يختلف مع نظرة النور او يتفق معها (أظنه شيء طبيعي) وانا اختلف إذ أرى الإتفاقية المعنية في شمولها وبالاً جديداً على منطقة القرن الأفريقي.. ببساطة لان لا احد يعرف الخطة الكلية للمبادرة ولا حتى الإمارات والسعودية كون أهل الخطة الحقيقين (أصحاب الشيء ذاته) يديرون أعمالهم من الخلف دون أن نراهم وهذه مقتضيات السياسية الكونية السائدة منذ عدة قرون، لا شيء جديد غير تبدل اللاعبين لكن ليس الخطة الكلية!.

وقد ظهرت بوادر هذه الإتفاقية في محاولة إغتيال الرئيس الأثيوبي و إغتيال مدير سد النهضة. لكن هذا ليس موضوعنا هنا اليوم.. تلك وجهات نظر تحتمل الإختلاف وضده شي طبيعي.

لكن أنا هنا فقط لأبين ما أسميه بالأوهام الخالدة والتي يرددها الصفوة والعوام على حد سواء منذ نصف قرن بلا كلل أو ملل. وقد فعلها الدكتور النور بجدارة هذه المرة.. ردد نفس المقولات الساي وبنى عليها كامل تحليله ونسج عليها صورة ذهنية مجردة لا تمت للواقع بصلة إلا في الخيالات الروائية الجامحة!.

والمصيبة أيدته الجموع الغفيرة الموهومة "الكلام دا على حسابي" واخذت تقول "يا للروعة" وبل عدد من المثقفين المشاركين في البوست المعني "مرفق" قال بوجوب إنفاذها حالا "لا أدري ماذا" ولكن أظن التوجهات والتوصيات التي قال بها النور له الود والإحترام.

وأول هذه التوصيات القوية والباهرة في نظر المشاركين "المثقفين فيما يبدو" هو: إصلاح الخطأ التاريخي في توجه السودان من "العربية والعروبية" إلى الأفريقية/الأفريقانية كوجهة جغرافية وسياسية وإقتصادية وثقافية ومن المحتمل عرقية وربما بديل حضاري.

ذلك طبعاً ليس كلام النور حمد وحده. دا الفهم السائد "النمطي الكسول" في إدانة الرعيل الاول الذي تسبب في جذور الأزمة الحالية بالذات تحديد محاور التحالفات، ولكن نستطيع أن نكتشف بنظرة بسيطة متأملة دا ما كان السبب.. ودا موضوعنا هنا الاساسي!. دا الكلام الذي وصفته بالساي. هو عندي كذلك وكسل أكاديمي وكسل فكري وكسل عديل "من المحتمل فيزيائي"!.

لماذا كلام ساي وفارغ؟!. لأن ليس في الإمكان أحسن مما كان والا لكان!.

الرعيل الأول (جيل الإستقلال) مثل كل سياسيي العالم قد ينجحون أو يفشلون حسب مقتضيات اللحظة التاريخية.
وربما كان رعيلنا الأول له أخطاء جسيمة وكثيرة أكثر من حسناته لكن ليس من ضمنها الإنضمام للجامعة العربية وليس من ضمنها العروبية وليس من ضمنها عدم التوجه ناحية أفريقيا ولا القرن الأفريقي ومن المؤكد ليس من ضمنها عدم الإنضمام للكمونولث (دا لو حصل كنا شنقنا الرعيل الأول حرفياً في الحقيقة برغمه شنقناهم معنوياً بسوء فهمنا للتاريخ ومحركاته الحقيقية)!.

لا يوجد تحالف أقليمي أو قاري آنها رفضه السودان وأختار الجامعة العربية.. لا يوجد نهائي!. كلو كلو مافي!.

عندما أنضم السودان للجامعة العربية يناير 1956 كانت كل أفريقيا وراء الصحراء مستعمرة وعلى وجه الإطلاق. وقد ألتزم الرعيل الأول الخلق السياسي المثالي المتوقع منهم: الوقوف مع حركات التحرر الأفريقية "البان أفريكانزم" في مواجهة ولو باردة مع المعسكر الغربي الرأسمالي في تحالف علني وسري مع العروبية الإشتراكية بقيادة جمال عبد الناصر ذلك الوقت (واقع اللحظة التاريخية لا يسع أكثر من ذلك) متحالف مع روسيا كجزء من حرب كونية بين معسكرين كل منهما يعمل على فناء الآخر مادياً ومعنويا. يعني كانت بس مساعدة في التحرر ك"حد أخلاقي" على امل المستقبل في عالم إشتراكي موحد ضد الغرب الإمبريالي حسب ذلك الحلم المستحيل!.

نرجع للموضوع.. معليش.. أي توجه رسمي مستحيل نحو أفريقيا لأن قرار الامم السيادي مغيب في لندن "تمشي تتفاوض هناك إذاعندك حاجة في أفريقيا ما وراء الصحراء كلها ومطلقا".

كان سيكون الإنضمام "وهو طبعاً مستحيل" للكمونولث من أكبر الأخطاء في التاريخ "هذه العبارة لا تجوز على إطلاقها" إذ ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان.. منطقي!. لكن دعني أقولها للبيان لو أن السودان طلب الإنضمام لمنظمة الكمونولث وتم بالفعل لكان أكبر خطأ سياسي وأخلاقي في تاريخ البلاد الحديث!.

وذلك للأسباب سياسية واقعية وعملية وعلمية (صراع الداخل يحتم أخذ مسافة من بريطانيا ونعرف قصة وحدة وادي النيل والسودان للسودانيين وأن من اهم مبادي الكومنولث ولاء أعضائه لملك الإمبراطورية ومقر المنظمة في لندن).
وأسباب إقتصادية (ليس للسودان اي مصالح إقتصادية مرئية مع بقية منظمومة الكومنولث ما عدا بريطانيا والسودان لا يحتاج لكومنولث في تبادلاته التجارية أو الثقافية مع بريطانيا فهي عملية تحصيل حاصل) وأسباب اخلاقية (الكومنولث كان يضم جنوب أفريقيا العنصرية والتي إنسحبت بالفعل سنة 1961 إعتراضاً على دخول المنظمة دول منحطة عرقياً مثل غانا).. وأسباب إجرائية حاسمة وأهم شيء (السودان ليس جزءاً من المستعمرات البريطانية، السودان تركي ثم بريطاني قررت بريطانيا أن تجعله حالة خاصة لا شأن لها بالكمونولث ولا أظن بريطانيا راغبة في ضمه لتجمع مستعمارتها السابقة لاسبابها والا لفعلت أو سعت لذلك لكنه لم يحدث وبالتالي منظمة كالكمونلوث عند إستقلال البلاد من المنطقي أن لا تكون من أولويات المخيال السياسي الواقعي للرعيل الاول).

ثم ماذا؟!. أول منظمة أفريقية تكونت سنة 1963 وهي منظمة الوحدة الأفريقية والسودان عضوء مؤسس ثم تحولت إلى الإتحاد الأفريقي والسودان عضوء مؤسس وهناك إتحاد الكرة الأفريقي والسودان عضو مؤسس "ثالث ثلاثة". لا يوجد شيء ممكن غير ذلك!.

طيب ممكن واحد يقول سنة 1956 أفريقيا جنوب الصحراء مستعمرة بالكامل.. واضح.. لماذا لم يتوجه السودان ناحية القرن الافريقي!.. مستحيل. دي أفقر منطقة في العالم وعلى وجه الإطلاق تضربها المجاعات كل سنة أو سنتين. واثوبيا نفسها لا تربطها أي صلات إقتصادية أو ثقافية مميزة مع بقية العمق الأفريقي بل السودان أفضل منها بدرجات مضاعفة. لا يوجد أي شي مهم في التاريخ فعله السودان مع القرن الأفريقي ما عدا غسيل الاموال وأموال الفساد الهاربة في هذا العهد.. أثيوبيا الآن أفضل.. كويس نحاول نغير الأحلاف الآن دون محاكمة جزافية للماضي!.

عندما أنضم السودان سنة 1956 إلى الجامعة العربية لا توجد أفريقيا ولا أفارقة كي يتوجه لهم السودان.. ولا يوجد شيء إسمه أفريقانية ثقافية أي حضارية بل آيديولوجية إشتراكية التوجه لا محلية ولا عرقية ولا وطنية بل حركة تحرر من الاستعمار الغربي شرقية التوجه وتحالف معها السودان والسودانيين .

وكانت جل شعوب افريقيا فقيرة مستغلة هاربة لتوها من غزوات الرقيق التي قادها الرجل الأبيض الذي ما زال يستعمرهم ويخطط لهم مستقبلهم عبر منظمة الكومنولث (إختراع إستعماري بحت ومعلوم للغاشي والماشي) والتي يتحسر مثقفينا الجدد على فوات فرصة التشرف بها وإلا كنا خرجنا من الأزمة المعاشة.. دا وهم خرافي!.. معليش للعبارة، لا اجد أدق منها إلا إذا أراد البعض المجاملة!.

معظم دول الكومنولث والأخرى الفركفونية (تجمع المستعمرات الفرنسية ) في أفريقيا من أفقر شعوب كوكب الارض وأكثرها عدم إستقرار وتعمها الفوضى والحروب الأهلية والتخلف والجهل ومرض ايبولا.. لا تصلح مثال يحتذى به.. بل كل الشعوب ضحايا بدرجة أو أخرى في كل القارة الأفريقية المظلمة هذا العصر ونحن منها والمظلومة منذ عدة قرون بواسطة المستعمر الغربي.

قليل من الدول نهضت في التسعينيات والألفينيات لاسباب لا علاقة لها الكومنولث ولا الهوية ولا التحالفات الأقليمية أو العالمية (بل ربما ضدها) فقط بالعلم بالواقع والعمل الجاد في أرض الواقع. وهذا ما ينقصنا نحن الآن لا البحث عن توجهات وهويات محلية أو أقليمية أو عالمية دا شيء جانبي وعامل فقط مساعد لا جوهري.

أول دولة أفريقية جنوب الصحراء اخذت إستقلالها كانت "غانا" سنة 1957 وأحب الرعيل الأول نكروما وقدسوه وتغنو له الشعراء كما أحبو باتريس لومومبا حتى عملو له معهد في قلب الخرطوم وكذا فعلت موسكو "معهد باتريس لومومبا" إشارة للكلية الإشتراكية الكونية.

ولكن كانت الوجهة العملية من حيث الإقتصاد والتجارة والسياسة والثقافية ناحية الشمال والشرق لأسباب عملية ومنطقية وبيئية ومناخية وتاريخية ليست لها علاقة بخيارات الأزهري ولا الرعيل الأول.. بل شي أعظم منهم وما هم حياله إلا حبة من رمال الصحراء.. شيء جذوره في التربة ابعد، في التاريخ القديم، سنار "رواق الأزهر ومافيش رواق أديس أبابا ولا كمبالا". وما قبل سنار، كانت الممالك النوبية "المسيحية" تنسق جل أعمالها مع الكنسية القبطية في الإسكندرية. ونعرف في التاريخ البعيد تداخلات الكوشيين مع الشمال والحروب والإتفاقيات التاريخية دائماً مع الشمال القريب أو البعيد لغاية أورشليم وبابل واليونان.. (ورد في بعض الوثائق ان مربي الملك أركماني كان يوناني 350 قبل الميلاد وهناك عشرات الشواهد.. دا مجرد مثال ).

ولم نقرأ أو نسمع عن تداخلات معلومة مع جنوب الصحراء كونه أمر شبه مستحيل للعوامل البيئية والمناخية لا حب ولا كراهية (المصالح لا تفهم العواطف) إذ تفصلنا عن العمق الأفريقي الصحراء القاسية ناحية الغرب والغابات الموحشة والتربة الطينية الهشة ناحية الجنوب فتعثر الإتصال والتواصل كل الوقت الماضي كما تفصلنا الهضبة الأثيوبية عن بقية القرن الافريقي. اذ القرن الأفريقي تداخله مع السودان محدود ولا يشكل في التاريخ المعلوم أي اهمية إستراتيجية للسودان وإلا لحدثت أحداث عبر التاريخ.. لا يوجد الكثير كل الوقت الماضي. تبدل الحال الآن.. إذن نتحرك مع الواقع دون رمي قصورنا فوق ظهر رجال ونساء الماضي!.

انظر فقط من الناحية الإقتصادية وحدها.. لتجد إقتصاد السودان منذ العام 1821 مرتبط عملياً بالشمال "مصر وتركيا" وبعد العام 1900 مرتبط عملياً بالشمال "مصر وبريطانيا". هذا واقع عملي لا يمكن القفز عليه بالأوهام وحتى هذه اللحظة ساري الفعول برغم بعض الونسات المتذمرة بحكم تبدل الواقع المعاش الذي هزم الخيالات القاصرة.. ليس أفضل شي؟.. هذا لا يهم انه الواقع منذ عدة قرون!.

يكفي أن نتذكر أن السودان ومصر مربوطتين بخط سكة حديد منذ العام 1898 (أسباب عملية) اسباب إقتصادية مباشرة ولا يوجد مثل ذلك مع الجارة الأقرب أثيوبيا أو أي دولة أفريقية أخرى لأنه ببساطة مستحيل.. ما ممكن، مافي اسباب واقعية مافي ضرورة. دا مجرد مثال صغير.. فإن تغير الواقع هذا يتطلب منا الإحاطة به علمياً لا الركون للتفسيرات الرغائبية أو الغيبية أو الأيدولوجية. . لازم نفهم الحقائق المجردة عشان نمشيء صحيح لقدام.

أقول قولي هذا في هذه العجالة دون كثير مراجعة لغوية إنما أقصد المعاني التي أستطيع ونسبة لضيق وقتي هذه اللحظة. أعمل هذه الأيام مع الرفاق في مشروع السودان200 مشروع ضد الأوهام ومع تأسيس الحياة العامة (السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية) على الوعي العلمي بالذات الجماعية والبيئة الطبيعية المحيطة بنا وهذا ما ينقصنا فتسود الأوهام كل الوقت.. أو هو زعمنا ونعمل على تحقيقه!.

وأنا والحمد لله لست عروبياً (شرح: العروبية تيار آيديولوجي إشتراكي ضد العرب الحقيقيين متحالف مع السوفيت ضد أمريكا والخليج متضامن مع حركات التحرر الأفريقية لأنها تلتقي معه في الهدف "العداء للغرب الرأسمالي" وآخر إجتماعت ألبان أفريكانزم عقدت في القاهرة في السبيعينيات من القرن الماضي.. دا بإختصار هناك مقالات كاملة في هذا الصدد).. هنا إشارة للحلف العروبي الإشتراكي مع البان أفريكانزم كرؤى بدورها إشتراكية (نكروما، جيلس نايريري، موقابي، نيسلون مانديلا) أمثلة لتوضيح الحالة وليس الهدف تمجيد زعامات أو شخوص طواها الزمان .

الفهم العرقي للعروبة شيء آخر غير الآديولوجي وإنما العروبة كآيديولوجياً أصلاً مصممة ضد الخليج العربي "السلفي الآيديولوجيا" العربي العرق "عرب الخليج لم يستخدمو العرق كعامل إستقطاب آيديولوجي فهم في هذه الحالة مثل اليهود (لا تطابق طبعاً فقط محاولة للبيان). لا أحد يدعوك لتتقمص عرقه في الحاله الاولى ودينه وعرقه في الحالة الثانية.. بل مش عايزنك اصلاً!.

لكن في النطاق العروبي قد يأتيك (حزب البعث العربي الإشتراكي) يدعوك للإنضام له وأنت من جبال النوبة أو الفور أو البجا أو المحس أو الشايقية لا يهم.. شرح زيادة. وأنا لست أخو مسلم و لست إتحادي ولا أمة ولا جمهوري ولست من أهل أي قبلة لا شرقية ولا غربية ولست شيوعي ولا لبرالي وليس لي صلة مصلحة أو نسب مع الرعيل الأول المعني ولا شيء.. مافيش، ازعم!.

وإنما اقول ما اقول من اجل العلم الحق بالاشياء كون الأوهام لا تصنع الواقع.. وفق ما أرى ومسئول وحدي عن اقوالي وأفعالي!.

دا كلام مسبق لأني عارف الناس الموهومة تحتاج لتغذية وعيها الوهمي كي تعيش في إتساق مع واقعها الوهمي.

والتكرار الذي ورد في هذه المقالة مقصود بهدف وضوح الرؤية في مواجهة الأوهام التي أزعم كونها شديدة الرسوخ!.

وهذه ايضاً دعوة للجميع للعمل معنا في مشروع السودان200 وفق القناعة المحتملة بغض النظر عن الكلام الهنا دا!.

محمد جمال الدين "نواصل سرد بقية الأوهام كلما سنحت الفرصة"

Post: #2
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-04-2018, 08:58 PM
Parent: #1

سلام جمال،
سنة ٥٦ الكومونولث لم تكن منظمة الرجل الأبيض وكانت تضم باكستان وسيرلانكا،
تبريرك باستحالة انضمام السودان في ذلك الوقت لهذه المنظومة ضعيف وغير مقنع

Post: #3
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-04-2018, 09:18 PM
Parent: #2

تحيات ابوبكر

Quote:
سلام جمال،
سنة ٥٦ الكومونولث لم تكن منظمة الرجل الأبيض وكانت تضم باكستان وسيرلانكا،
تبريرك باستحالة انضمام السودان في ذلك الوقت لهذه المنظومة ضعيف وغير مقنع


اقرا تاني لطفا .. يا لعظمة سيرلانكا!

Quote: لأن الكمونولث حتى 1956 كانت منظمة الرجل الأبيض وحده لا يوجد بها اي دولة افريقية لا جنوب ولا شمال الصحراء. تأسس الكمونولث فعلياً سنة 1931 من بريطانيا وكندا ونيوزلندا وأمريكا وجنوب أفريقيا العنصرية "وفق دستورها".

Post: #4
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-04-2018, 09:30 PM
Parent: #2

Quote: ذلك طبعاً ليس كلام النور حمد وحده. دا الفهم السائد "النمطي الكسول" في إدانة الرعيل الاول الذي تسبب في جذور الأزمة الحالية بالذات تحديد محاور التحالفات، ولكن نستطيع أن نكتشف بنظرة بسيطة متأملة دا ما السبب!. دا الكلام الذي وصفته بالساي. هو عندي كذلك وكسل أكاديمي وكسل فكري وكسل عديل "من المحتمل فيزيائي"!.


الاخ محمد جمال

سلام.

طيب إذا لم تكن مسئولية الرعيل الاول، تبقى مسئولية من؟؟

بعدين هل كان خيار السودان الوحيد هو العمل من أجل الانضمام الى تجمعات أقليمية وأثنية ؟
ولماذا لم يعمل السودان أنذاك من أجل وحدته الوطنية؟؟


Post: #5
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-04-2018, 10:25 PM
Parent: #4

Quote: طيب إذا لم تكن مسئولية الرعيل الاول، تبقى مسئولية من؟؟


نحن!

تحيات دينق

Post: #6
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-04-2018, 10:48 PM
Parent: #5

Quote: وإنما اقول ما اقول من اجل العلم الحق بالاشياء كون الأوهام لا تصنع الواقع.. وفق ما أرى ومسئول وحدي عن اقوالي وأفعالي!.


فعلا" الاوهام لا تصنع الوقع"

الحقائق سوقف تظل هي الحقيقة الواحدة و المجردة.


Post: #45
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: nazar hussien
Date: 08-06-2018, 09:50 AM
Parent: #4

Quote: ولماذا لم يعمل السودان أنذاك من أجل وحدته الوطنية؟؟


يشهد الله هذا هو السؤال المفروض يكون واقف في غصة كل سوداني
وهذا هو السؤال الذي يجب ان يحاسب عليه الرعيل الأول
ومن بعدهم لغاية هذا الجيل....

برافو دينق

Post: #7
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: هاشم الحسن
Date: 08-05-2018, 02:36 AM
Parent: #1

سلامات م. جمال،
حقيقة الواحد لا يملك إلا أن يحييك واجتراحاتك الفكرية والثقافية من (خارج الصندوق) المتميزة جدا
وبغض النظر عن أي اتفاق أو اختلاف حولها، يكفي إنها تفتتح آفاقا مغايرة للتفكير.. وكشاهد مني على ذلك؛
بالأمس فقط، وبتذكير من شيء آخر، أعدت القراءة لكامل مبحثك المعنون؛ (خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية!)
وعلى الرغم من عقدة رأي هنا وهناك، وكل عقدة وليها حل، فقد تعاظم اعجابي بجرأتك الفكرية وبجهودك الكبيرة
في البحث وفي التفكير وإتاحة كل ذلك في ساحة الحوار العام وللمشاركة..
يا زول شكرا والله!!

مما نقلته عن مقال صديقنا واستاذنا الأكرم د. النور حمد، قرأت:
Quote: جرَّ الاستلاب العروبي السودانَ من حاضنته الإفريقية، والشرق إفريقية
فكرت؛ أن استخدام لفظ (الاستلاب) هنا، هو أمر متعمد ليخدم البروباقندا أو كما جرت العادة الأخيرة.. وليفيد عن بشاعة القسر والغصب الآني في الحاضر، وبغض النظر عما سردته أنت من أمثلة الأسباب الواقعية والعملية والجغرافية والدينية وعموم التاريخية لهذا النزوع.. المهم أن يستفاد أنه (استلاب) وبكامل الحمولة السلبية للفظ!!
وهذا النزوع هو الذي كان قد أطلق عليه الباحث الصقع الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد وصفا بأنه نزوع متوسطي (وليس فقط عربيا أو عروبيا)، ونحو الشمال والشمال الشرقي، وكان قد استفاض في شرح ذلك في كتابه الموسوم (السودان/المأزق التاريخي وآفاق المستقبل)، وأيضا فليس بدون نظر نقدي في تجليات هذا النزوع وآثاره على الحاضر، وهو موضوع آخر..
ولكن، فافتراض مثل هذا النزوع كفعل إرادي قُسر عليه التاريخ الطبيعي، ومفروضا بالغصب عن هذا التاريخ، وكاستلاب لسيرورته الطبيعية، فهو مما لا ولن يستقيم على جادة الصواب التاريخي أو يمكن أن يثبت للتحقيق البحثي المفارق للمعتاد، أو بالضبط كما استبان بما ناقشته وانتقدته أنت هنا، عن هذا التفكير في التاريخ القريب وعن تلك (الأوهام الخالدة) يا له من اسم!!

Post: #8
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-05-2018, 02:51 AM
Parent: #7

اعتراضي على كلامك بان الكمونولث كانت سنة ٥٦ منظمة الرجل الأبيض!!
لم تكن كذلك، لأنها كانت تضم باكستان وسيرلانكا منذ عام ٤٧

Post: #9
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-05-2018, 03:06 AM
Parent: #8

أبكر صباح الخير،
ولكن ما الأهمية للموضوع؟
هل كلن انضمام (سود) سيريلانكا سيبرر أو يسوّغ لانضمام (سود) أفريقيا؟
أم أن هناك اعتبارات أخرى أكثر أو أكبر؟
ثم هل كان استعمار بريطانيا لباكستان (الهند) أو لسريلانكا (لا أعرف عنه كثيرا)
مثله ومثل استعمارها للسودان؟..
فمثلا الهند كلها كانت جزءً أساسيا ولا يتجزأ من مسمى الأمبراطورية نفسها!
بينما يقال أن السودان كان تابعا لوزارة الخارجية وليس لوزارة أو إدارة المستعمرات البريطانية
وشكليا على الورق، كمجرد الحاق بالانتداب البريطاني على مصر التي تمت (استعادة الفتح) باسمها!!

Post: #10
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-05-2018, 03:25 AM
Parent: #9

محمد جمال يا هاشم بنى على هذه الكلام
كحقيقة
أنا مهتم باحتمالات الاختيار
تابع للخارجية تابع للداخلية
الاحتمال دا كان مفتوح

في حياتك دي ممكن لفة في تقاطع زقاقين في كسلا
غيّرت حياتك

أعتقد السبب الأساسي في تتبع عبد الناصر كان من تأثير الاذاعة في ذلك الوقت على النخبة والشعب زايد الدين

Post: #11
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: adil amin
Date: 08-05-2018, 04:26 AM
Parent: #10

Quote: عندما أنضم السودان للجامعة العربية يناير 1956

الازهري فرض انضمام السودان لجامعة الدول العربية دون الرجوع الي البرلمان او المشورة الشعبية في ذلك الزمن
ولم ينضم السودان في 1يناير لجامعة الدول العربية وهي اصلا مكتب اتصال مصري وتعبر عن مصر فقط وليس العرب
الازهري غزل دعوة امبراطور اثيوبيا وهرول لي مصر 1957 وليس 1956
دقق معلوماتك شوية
وبعد 60 سنة من الانقلابات المدعومة من المخابرات المصرية والاحتقار المصري المستمر للسودان والسودانيين في الاعلام المصري ..عايز تقول خيار الناصرية والشيوعيين والاخوان المسلمين المشاريع المصرية كان الافضل للسودان من الاحزاب الوطنية الديمقراطية بتاعة وست منستر ؟؟؟ والانجليز بحجة انه مافي كومون ولث ..هل استفتو الشعب في هذه الخيارات الاستراتجية ده هو المحك ..
طيب عشان تدول وعيك شوية
شوف ادي كوهين قال شنو هنا عن جامعة الدول "العبرية "
وتعرف الدور الرخيس لمصر والسعودية والامارت والاردن في العالم العربي

https://up.top4top.net/



وافتح ملف موت الازهري ؟؟؟ ومن يقف خلف انقلاب مايو 1969ايضا كان اللازهري مجرد مغفل نافع استغلته مصر في الخمسينات ولم خرج عن خطها قتلته بادواتها الرخيصة في السودان بالاهمال في السجن وايضا هذا ما حاق بعلي عبداللطيف وكل الذين يدورون في فلك مصر ام الدنيا اما ساذجين او سافطين فعلا والنتائج قدامك ويوجد تاريخ موثق من الاجدى ترجع للمراجع الموثقة التي وثقت هذه الحقبة من القوى الوطنية الديمقراطية السودانية التي عندها موقف ومن سياسات المصرية حيال السودان من 1821 ولحدي الليلة ...

Post: #12
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: عبد الصمد محمد
Date: 08-05-2018, 04:31 AM
Parent: #10

التحية محمد جمال
نقدك للنور وغالب المثقفين السودانيين الذين يوافقونه فيه الكثير الذي أتفق معك فيه فمثلاً أتفق بأن كلمة إستلاب المستعملة كانت مفردة فيها تضحيم شديد لما حدث كما أكد ذلك أستاذنا هاشم
لكن أتفق أيضاً مع الأخ أبوبكر عباس في مضمون مداخلته التي تشير إلى أن ما دفع دول مثل باكستان وأندونيسيا للدخول في الكمونولث يبين جلياً أن الأابواب كانت مفتوحة للكل وما كانت
منظمة مقصورة على الخواجات والدليل دخول غانا فيها بمجرد استقلالها وبعد سنة من إستقلال السودان، لكن القادة السودانيين اختاروا الاإتجاه نحو المنظمة العربية، وهذا يجب أن لا يقرأ
بمعزل عن إنعكاساته على وحدة السودان الداخلية لأنه ضد مصلحة الجنوب مثلاً لأنه سيقوي من حظوظ القبايل العربية في السودان الشمالي على حساب مستقبل القبايل غير العربية لأن الدعم
العربي سيستفيد منه المركز أكثر كثيراً من الأطراف. وهنا تأتي أهمية مداخلة الأخ دينق والتي كان ردك عليها غير جاد وهي سؤاله لماذا لم يركز السودان على تقوية وحدته الوطنية في
المقابل والدليل دخوله في حرب أهلية بعد الإستقلال استمرت نصف قرن وانتهت بانفصال الجنوب

Post: #13
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-05-2018, 05:14 AM
Parent: #12

العزيز عبد الصمد
التمرد بدأ قبل اعلان استقلال السودان
فكر الانجليز فى ضم جنوب السودان الى يوغندا او اعلانه دولة مستقلة او ضمه للسودان
و جاء خيار ضمه الى شمال السودان برغبة اهلنا الجنوبيين
عامل الجذب لم يكن سهولة التواصل مع الشمال و الشرق فقط
كان هناك العامل الاقتصادى و التجارى ... القطن كمحصول نقدى
التعليم ... و الرابط التاريخى بين جنوب و شمال وادى النيل بحساب التداخل الذى فرضته الحضارات التى قامت عليه.
وسط صراع السودان للسودانيين و الوحدة تحت التاج المصرى اعتقد كان سببا رئيس فى ابعاد التفكير فى الانضمام للكومنولث
______
سلام استاذ محمد و التحية لزوارك الكرام

Post: #14
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: هاشم الحسن
Date: 08-05-2018, 06:58 AM
Parent: #1

Quote: محمد جمال يا هاشم بنى على هذه الكلام
كحقيقة
حتى لو أخطأ م جمال في ايراد شواهده عن رفض صريح أو مضمر في بنية ووعي أصحاب التاج والكمونويلث.. فليس هذا الرفض هو المهم في طرحه بل التأكيد على أن الرغبة السودانية لم تكن عن استلاب وقسر بقدر ما كانت تعبيرا عن حقائق تاريخية وواقعية ملموسة..
إشارة جلالدونا للصراع السياسي قبيل وفي لحظة الاستقلال مهمة جدا وخاصة لو تذكرنا ان حزب الامة كان أميل للانضمام الى الكمونويلث ولم يمانع ايضا أن ينضم للجامعة العربية وعيا منهم بحقائق ماثلة أبعد من الاتفاق او الاختلاف مع مصر الدولة.

Post: #15
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-05-2018, 07:36 AM
Parent: #14

الرعيل الاول من ساسة الشمال كان معظمهم مستلبين ثقافيا ودينيا للمصريين، ولكنهم دائما يصفون مثقفي جنوب السودان بأنهم مرهونين للإنجليز وللكنائس، والغرض من هذا الوصف هو طبعا محاولات لدمغهم بعد الوطنية وعدم القدرة على التفكير واتخاذ قراراتهم. كان ذلك يحدث رغم المطالب الجادة التي كان يطالب بها الجنوب أنزاك

ولو رجعنا للتاريخ القريب والغير مزيف سوف نجد العجب، سوف نجد ساسة كبار رهنوا السودان للدولة المصرية، وصاروا هم حماة للمصالح المصرية.
كده بالله راجعوا فقط اتفاقية بناء السد العالي، وعدم مراجعة اتفاقية مياه النيل الظالمة على الحقوق السودانية. راجعوا أيضا قصة انضمام السودان لجامعة الدول العربية والتي لا أعترض عليها من حيث المبدأ، ولكن أن يقوم السودان بفرض اللغة العربية على جميع السودانيين، وأن يقوم بتغير النظام التعليمي في السودان (السلم التعليمي) وأن يقوم حتى بتغير لون علم الاستقلال!! ده أسواء أنواع الاستلاب والتبعية العمياء. وتلك القرارات لم يكن لها تأثيرها الكبير فقط في مستقبل السودان، ولكنها دمرت وحدة البلاد تماما.

والشيء المضحك هو أن هنالك من قام بتصديق هذا الوقع الاستثنائي والمؤقت في السودان.
ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح، ومهما طال الزمن فأن الحق والحقيقة هم اللذان سوف يسودان.

ملحوظة:
بناء السد العالي نتج عنه تهجير أمة كاملة من منطقتهم ومن ثقافتهم وحتى من الآثار التي تتمتع بها المنطقة.
وهي آثار أفريقية ومسيحية تاريخية، تم غمرها بالمياه والتخلص منها. وبقية الآثار القابعة في المتحف القومي الافريقية والمسيحية، الحكومات المتعاقبة مازالت في حيرة من أمرها، وتريد أن تتخلص منها بأي شكل من الاشكال.
وزير الثقافة والاعلام عبد الله محمد أحمد. (حزب أمة) في أخر حكومة منتخبة بقيادة الصادق المهدي طالب بالتخلص من تلك الآثار.
أما وزير الاثار والسياحة في الحكومة الحالية قال إنه لن يدخل المتحف القومي لأن به "أصنام".

Post: #16
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 12:50 PM
Parent: #15

هنا اضافة مكثفة من د. عبد المنعم مختار في قروب الواتساب:

Quote: مقال مميز وهام جدا في نظري.
شكرا محمد جمال.

في رحلة البحث عن اسباب الفشل الماثل في سودان اليوم يكون اسهل الحلول كالاتي:
١. هناك صفوة في الماضي والحاضر هي سبب كل الفشل ده (ونحن المجتمع براءة)
٢. الصفوة دي عربية (بجامع العروبواسلاموية في الكيزان والطائفية)

وبذلك يتم صرف النظر عن المتهمين الرئيسين وهم في نظري:
١. قلة عدد السكان مقارنة بمساحة القطر وسوء توزيع الموارد الطبيعية جغرافيا (تصحر في دارفور وسيول في كسلا)
٢. ضعف البنية التحتية (طرق وجسور وسكة حديد وملاحة) ومصادر الطاقة (بترول وفحم حجري) والتخطيط الاقتصادي (ضعف البيانات ونظم المعلومات والقائمين عليها).
٣. انتشار الأمية وضعف الوعي السياسي حتى عند المتعلمين وما يتمخض عنهما من استشراء للقبلية والطائفية.
٤. تحالف كبار الموظفين مع كبار العسكر لاحتكار السلطة والثروة بالتحالف مع/ واستغلال القبيلة والطائفة.

ان التركيز على ان مشاكل بلدنا الرئيسية هي الصفوة (حسب منصور خالد ابتداءا) والهوية (حسب محمد جلال هاشم وفرانسيس دينق كمثال) والتوجه الثقافي/ الأيديولوجي (العربواسلاموي حسب "الموضة") و"العقل الرعوي" (حسب ادعاء النور حمد) هو بالضرورة تشخيص خاطئ. ومعلوم ان التشخيص الخاطئ يؤدي اولا لتوجيه الطاقات لمعالجة الاسباب المتوهمة و الفرعية وليس الحقيقية والرئيسية وثانيا يؤدي التشخيص الخاطئ لاسباب أزمتنا لاتباع معالجات خاطئة لها كأنما استبدال الصفوة أو تبني التوجه الافريقي او تغيير التحالفات الاقليمية والدولية سيقضي على الفقر والجوع والمرض والجهل ويحجم العسكر ويضعف القبلية....يا لعصا موسى

Post: #17
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد حمزة الحسين
Date: 08-05-2018, 03:03 PM
Parent: #15

Quote: السودانيين اختاروا الاإتجاه نحو المنظمة العربية، وهذا يجب أن لا يقرأ
بمعزل عن إنعكاساته على وحدة السودان الداخلية لأنه ضد مصلحة الجنوب مثلاً لأنه سيقوي من حظوظ القبايل العربية في السودان الشمالي على حساب مستقبل القبايل غير العربية لأن الدعم
العربي سيستفيد منه المركز أكثر كثيراً من الأطراف.

هذه القراءه أخي عبد الصمد بها كثير من الظلم والتحامل علي الشمال وساسته ...
* الجنوبيون لم يصبروا كثيراً بل تسابقوا لتعكير الجو بالإنفلاتات والتمردات بدل من الإنسياب مع تيرمومتر الفرح الإستقلالي...
ودشنوا ذلك بمذابح يندي لها جبين البشريه وما زالوا يمارسون ذلك حتي بعد إنفصالهم وهكذا لطبع يغلب التطبع ...
* الجنوبيون بعد نضال دام لنصف قرن من الزمان وضحايا لا تقل عن 2 مليون مواطن وبريء يواصلون نفس الموال من التشرزم وزيادة الضحايا بــ 2 مليون بريء عرقياً ...
ويهروولون نحو الجامعة العربيه ...
* المنظمات والتجمعات الدوليه ليست كيانات عرقيه وانما هيئات تشعر الدول بعضها بالتعاون الأمني والاقتصادي والتكامل ...
* المقال برمته مناحه في بحر اللبن المسكوب وعليه كل أرض تشرب روبا ...
لا ينكر إلا من بعينيه رمد ان مصر تسيطر وما زالت تحرص لتمسك بتلابيب الحركة الجيوسياسيه في السودان ...
* للإنقاذ أخطاءها ولكنها صاحبة القدح المعلي لتعليب المصريرين في في صفائح تناسب حجمهم الحقيقي ...
شوف ميادة كمال الدين زميلة المنبر رغم تعتأتها بتقول في السيسي شنو بعد الدقيقه 3:30ثانيه ...

:
:
:
:
:
مع التحيات لله الزاكيات

Post: #18
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 04:02 PM
Parent: #17


سلامات صحاب وشكراً للإجتهاد وإثراء النقاش.. لا أود أن أجعل الحوار سجال.. لذا لن أرد على كل النقاط والملاحظات حتى تكتمل الصورة.. كما أن من حق الأعضاء الرد على
بعضهم البعض كما هو حاصل.. غير أنني سأحاول الآن الوقوف على المداخلات ذات الطابع المعلوماتي أو الإحصائي (ما أممكنني).. والمساحة حرة للمساهمات البناءة

Post: #19
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 04:34 PM
Parent: #18

أبوبكر عباس من جديد

برغم أنني ما إستوعبت مقصدك كله لعدم وضوح الرؤية لكن النقطة الوحيدة الواضحة هي أنك تقول أن سنة 1956 إستقلال السودان كانت منظمة الكمونولث تضم ثلاثة دول ذات خلفية غير غربية (بيضاء) وهي الهند وباكستان وسريلانكا..


في سنة 1947 إنضمت الهند وباكستان للكمونولث وسيريلانكا حين إستقلال هذه البلدان وهي أول الدول غير الغربية وغير المؤسسة دخلت في الكمونولث الإنجليزي الهدف والخطة.. لكنها كانت ملحقة تماماً نسبة لأن إقتصادها مرهون بالكامل لبريطانيا بحكم الإستمعار إذ إقتصاد الهند شبه مربوط بالكامل ببريطانيا منذ العام 1600م .. وقلت أن المنظمة أنشئت سنة 1931 من دول غربية بالكامل بالمعنى العرقي والثقافي (أهل التأسيس والأهداف) وهي: بريطانيا، أمريكا، كندا، استراليا، نيوزلاندا وجنوب أفريقيا.. المهم هنا أن لا دولة أفريقية كما بيننا وهو موضوعنا هنا حتى تلك اللحظة (1956) لحظة إحتمالية مطالبة السودان للإنضمام للكمونولث ودا كان شيء غير منطقي كما بيننا أعلاه وكان لن يضيف أي حاجة أكثر مما هو حاصل للأسباب التي قلنا بها

Quote: لأن الكمونولث حتى 1956 كانت منظمة الرجل الأبيض وحده لا يوجد بها اي دولة افريقية لا جنوب ولا شمال الصحراء. تأسس الكمونولث فعلياً سنة 1931 من بريطانيا وكندا ونيوزلندا وأمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا العنصرية "وفق دستورها".

في أفريقيا كانت الأول غانا.

إنضام دولة مثل غانا عام 1957 كان حتمية لأنها لا تستطيع أن تتنفس إن لم تفعل ذلك إذ حدودها من الجهات الأربعة مع مستعمرات بريطانية أو فرنكفونية وبينهم إتفاقايات ومعاهدات دولية وكذا البحر فقط عدة كيلومترات من الساحل أيضاً بيريطاني تصور.. هذا الأمر حتم إنضام دول كثيرة للكمونولث برغم علم الشعوب أنها في الاساس منظمة إستعمارية بالمكشوف.. في حالة السودان الأمر معكوس، لا يوجد على الإطلاق أي دولة ذات وزن تجاري أو دبلوماسي عضوء في الكمونولث كما أن تجارة السودان وتعاملاته الإقتصادية وتبادلاته الثقافية (منها الأكاديمي) مع إنجلترا كانت راسخة ولا تحتاج بالضرورة إتفاقات جديدة .. ولو حدث إنضمام للكمونولث فهذا لا علاقة له بالتوجه نحو أفريقيا بل نحو الغرب الإستعماري وهذا أظن في ذلك الزمان تانفه النفوس الطامحة إلى الحرية والكرامة (سبب معنوي إضافي).

وعلى أي حال هي منظمة بريطانية عالمية وليست أفريقية كما هو معلوم.. معلومة وجب أن تذكر لأن البعض "وهم كبير" يظن أن المنظمة أفريقية أو مختصة بأفريقيا!.

Post: #20
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 04:55 PM
Parent: #19

السودان واثيوبيا حقائق تاريخية غير سارة!

هنا محاولة لي قديمة أجيء بها لأننا نتحدث عن أحلاف الماضي (كيف هي وكيف كان افقها وضروراتها) .. لان جاء خبر القرن الأفريقي كخيار للأحلاف سنة 1956:

Quote:
السودان واثيوبيا حقائق تاريخية غير سارة!

السودان واثيوبيا عبر التاريخ تداخل شعبي وإجتماعي كبير لكن تجارة وتبادلات إقتصادية صغيرة وفي المضمار الثقافي لا شيء غير الأغاني ولولية الحبشية لا نعرف مفكرين ولا أدباء أثيوبيين وهم كذلك ولا حتى أظن رواية الطيب صالح الشهيرة ترجمت إلى الأمهرية ونحن لا نعرف طيب صالحهم!.

والأخطر أنهم لا يعرفون الفتريتة (مصدر الغذاء الأساسي التاريخي لشعوب السودان) ونحن لا نعرف "التاف" الحبوب التي تصنع منه الأنجيرا الوجبة الرئيسة للشعوب الاثيوبية هذا سبب أول في الحاضر والتاريخ لضعف التبادل التجاري بين الشعبين... وحتى الماضي القريب معظم السودانيين لا يستخدمون القهوة ما عدا الهدندوة وإنما الشاي (شاي الصباح شاي الضهر شاي العصرية شاي المغربية وإحتمال يكون في شاي السحور) دا سبب تاني لضعف التبادل التجاري بين الجغرافيتين.

لا توجد ملامح كثيرة مشتركة بين الزي السوداني السائد الجلابية والعمة والمركوب والتوب مع الأزياء الأثيوبية التقليدية ودا سبب ثالث لعضف التبادل الإقتصادي بين الشعبين. هنا لا نتحدث عن القبائل في الحدود المشتركة وإنما عن الحالة الكلية بين الجغرافيتين في الحاضر والتاريخ.. هذه الحالة كانت معظم الأوقات كذلك.

كانت كذلك منذ هجوم عيزانا على مملكة مروي وتدميرها بالكامل في حدود عام 350م.

كان دائماً الأحباش في كل العهود في حاجة إقتصادية وإستراتيجية للسودان والعكس لا يحدث!. إذ السودان سهول واسعة صالحة للرعي والزراعة بينما أثيوبيا بلاد في الغالب صخرية جبلية وعرة ومعزولة إلى حد كبير.

وعندما جاء العهد المسيحي في السودان كانت قبلته الكنيسة القبطية لا الأثيوبية ولمدة حوالي ألف سنة (500-1503م) كل ذلك الوقت من حيث مكان الإنطلاقة الروحية ولو كانت المسيحية في السودان كانت مستقلة بذاتها لكن كل عقيدة عندها نقطة إنطلاق جغرافية. بالمناسبة التاريخ الرسمي للإسلام ( أقول الرسمي) 500 سنة حتى الأن بينما سادت المسيحية رسمياً ضعف هذا الوقت ألف سنة 500-1503م (مجرد معلومة عامة).

وعندما جاءت سنار عام 1503-1821 كان عندها رواق السنارية في الأزهر وكانت علاقتها بالحبشة غير مزدهرة جل الوقت لا إقتصادياً ولا ثقافيا. ذلك كان في كل العهود التاريخية المستقلة بين تدمير عيزانا لمروي 350م وتدمير إسماعيل باشا لسنار 1821 لا أحد إستطاع غزو السودان عسكريا وإحتلاله ليس الإمبراطورية الإسلامية.. والغزو الثاني1821 جعل الرباط مع الشمال عضوي وليس مجرد إقتصاد وثقافة.

دايرين تصلحو إقتصاد مع أثوبيا لازم أولا نبحث اسباب مزاعمي هذه إن صحت.. والسبب أننا لا نعرف أثوبيا "ثقافياً" وهم لا يعرفوننا لم نجد فرصة حقيقية في التاريخ حتى هذه اللحظة ولذا الإحترام شكلي (موجود) لكنه شكلي كثيف من الجانبين وكل منهما يضمر في نفسه شيء سلبي للآخر ولكنه مضطر للتعامل معه (هذا من التجربة الماثلة) .

في الختام لا ننسى أننا قلنا علاقات إجتماعية كبيرة عبر التاريخ ولكن لا يذهب السودانيين أبداً للإقامة الدائمة في الحبشة والعكس يحدث في بلاد السهول الواسعة ويذوب دائماً الأحباش فينا وفي دمنا بحب وحنية. ولا نجد لهم أثراً في الواقع كقبائل وعشائر بالأسماء ولا زعامات تاريخية.. ولا توجد أي عشيرة في السودان إسمها "الحبشاب" بينما هناك الشناقيط والأقباط والهوسا والفولاني والجعافرة والكنوز والمغاربة (أمثلة) وكلهم مع بعض ربما كانو أقل من عدد الأحباش في دمنا!.

نحتاج أن نفكر في الأمر بروية. نحتاج لنتعرف أفضل على بعض من حيث العمق لا هذه الشكلانيات التي نعرف كلنا أنها فجة وهشة!.
---
هذا البوست أنبنى على مكالمة مع أحد الشباب العاملين في مشروع السودان200 داخل السودان وهو يعمل في المحور الإقتصادي إذ فاجني بمعلومة أن التبادل التجاري بين تشاد والسودان افضل من أثيوبيا!.. وهنا نتحدث عن الثقل السكاني.. وحاولت افكر معاه، ففكرو معانا.. بس بدون إنفعالات :) قصة الغنا والجكس النضيف والإكلشيهات الزي دي معلومة. وهي في تقديري جزء من حالة الضلال المعرفية بين الشعبين وليس العكس!.

إقتراح: بتكوين لجنة شعبية طوعية من الطرفين لترجمة بعض الآثار الشعبية والفكرية والأدبية/الثقافية بالبارزة من الأمهرنجة/التكرنجا إلى الدارجة السودانية أو العربية االفصحى والعكس.. هذا يفيد عملياً وربما كانت هناك أشياء مدهشة ومفاجآت ممتعة للطرفين كوننا لا نعرف بعض جدياً كل الوقت برغم جوارنا الأزلي!.

محمد جمال الدين


Post: #21
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-05-2018, 05:24 PM
Parent: #20

Quote:
هذه القراءه أخي عبد الصمد بها كثير من الظلم والتحامل علي الشمال وساسته ...
* الجنوبيون لم يصبروا كثيراً بل تسابقوا لتعكير الجو بالإنفلاتات والتمردات بدل من الإنسياب مع تيرمومتر الفرح الإستقلالي...
ودشنوا ذلك بمذابح يندي لها جبين البشريه وما زالوا يمارسون ذلك حتي بعد إنفصالهم وهكذا لطبع يغلب التطبع ...
* الجنوبيون بعد نضال دام لنصف قرن من الزمان وضحايا لا تقل عن 2 مليون مواطن وبريء يواصلون نفس الموال من التشرزم وزيادة الضحايا بــ 2 مليون بريء عرقياً ...
ويهروولون نحو الجامعة العربيه ...
* المنظمات والتجمعات الدوليه ليست كيانات عرقيه وانما هيئات تشعر الدول بعضها بالتعاون الأمني والاقتصادي والتكامل ...
* المقال برمته مناحه في بحر اللبن المسكوب وعليه كل أرض تشرب روبا ...
لا ينكر إلا من بعينيه رمد ان مصر تسيطر وما زالت تحرص لتمسك بتلابيب الحركة الجيوسياسيه في السودان ...
* للإنقاذ أخطاءها ولكنها صاحبة القدح المعلي لتعليب المصريرين في في صفائح تناسب حجمهم الحقيقي ...
شوف ميادة كمال الدين زميلة المنبر رغم تعتأتها بتقول في السيسي شنو بعد الدقيقه 3:30ثانيه ...


ده مثال حي للكلام الذي نتحدث عنه هنا.


Post: #22
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 05:38 PM
Parent: #21


ايوة دينق:
Quote: ده مثال حي للكلام الذي نتحدث عنه هنا.


مداخلة الأخ بالفعل لايمكن وصفها إلا بأنها بائسة منتهى البؤس.. لكنا أظننا نحترم الرأي والرأي الآخر ولو كان مجحفاً!

Post: #23
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 07:59 PM
Parent: #22





السودان قدم طلب رسمي "أشبه بجس نبض" قبل ثلاثة شهور فقط من الان (أبريل 2018) بغرض الإنضمام للكمونولث وتم رفض الطلب بذات الطريقة بسبب إعتقاد إدارة المنظمة
بأن السودان غير مستوفي الشروط بسبب إنتهاك حقوق الإنسان في البلاد!.. وهذا الطلب قدم باسم وزير البيئة.. (مصادر خاصة).
---
مجرد حاجة جانبية على سبيل المناسبة.. لقد أنقضى التاريخ!








0

Post: #24
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 08:07 PM
Parent: #23

Quote: لم يكن السودان ضمن المصالح السياسية والإستراتيجية لبريطانيا منذ قيام السودان الحديث في 1820 ، وقد عكست مواقفها من القضايا السودانية الثبات على هذا المبدأ وإتفق جميع السياسيين والإٍستراتيجيين البريطانيين مع هذه التوجهات الحكومية وكان السودان وفقاً لتعبيراتهم بلداً صحراوياً وجافاً وأجرداً لا قيمة له لبريطانيا.

وقد تأكدت مصداقية هذه النظرة بعد الإستقلال فقد رفضت بريطانيا طلب السودان للإنضمام إلى الكومنولث وعللت رفضها بأنه ليس للسودان أي ميزة إقتصادية أو إستراتيجية وأنه سيصبح عالة عليها.

وقد كان رد وزارة الخارجية البريطانية لحاكم عام السودان السيد نوكس هيلم تؤكد النظرة البريطانية الرافضة , فقد قال وزير الدولة لنوكس : ليس لدينا سوى مبلغ محدد من المال المتاح للإستثمار وأمامنا مطالب كثيرة من دول الكومنولث ولنا فيها مصالح كبيرة إقتصادية وإستراتيجية وليس لدينا إهتمام كبير بالسودان وستسئ إلينا إذا ربطتنا بأي تعهدات مالية , ولا يعنى ذلك أننا نرغب فى نفض أيدينا منه بل على العكس يمكننا أن نكون أصدقاء له ويمكننا إمداده بالمشورة الفنية ومساعدته فى الأمم المتحدة وبإختصار نحن نرغب فى أن تكون لنا علاقة صداقة وثيقة بالسودان لكن ليست من سياستنا تحويل هذا البلد إلى عالة علينا."


المقطع دا ح نجيه لقدام!

Post: #25
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-05-2018, 08:20 PM
Parent: #1



هنالك ضعف نظري عند النور حمد في قراءة التأريخ وفي طريقة التفكير retrospectively في الحاضر ..

العودة للوراء .. لاي نقطة زمنية في التأريخ .. ومن ثم محاكمتها, يجب ان تكون عودة على مستويات عديدة اهمها العودة لوعى اللحظة التاريخية المحددة ومعطياتها السياسية والاقتصادية والفكرية والجماهيرية الخ الخ ..

طريقة التفكير retrospectively في الحاضر اعني بها ان يتم التفكير في الحاضر بتجريم تجربة تأريخية بمعطيات الحاضر والمعرفة المترتبة اصلا عن هذه التجربة لأقرر أن الحاضر كان ليكون أجمل او احسن لو فعلنا كذا وكذا وبالتالي نحكم بخطأ تقديرات أولئك الذين كانوا في قلب تلك التجربة التأريخية. ذلك الخطأ الذي دمر حاضرنا الآن.

الشاهد في الامر ان النور حمد ذاتو لو رجع لتلك اللحظة التاريخية بوعيها الزمكاني والانساني بالاضافة لمعطياتها, لو عاد لتلك اللحظة وكان في يدو القلم لكتب ذات الذي يجرم فيه الناس الآن.

Post: #26
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 09:47 PM
Parent: #25

أهلاً محمد المشرف وسعادة بإضافاتك المفيدة
Quote:
هنالك ضعف نظري عند النور حمد في قراءة التأريخ وفي طريقة التفكير retrospectively في الحاضر .


النور حمد ليس المسئول وحده بل كلنا بلا كثير إستثناء، حتى أظن إسمه ضحية لجعله مثال لحالة قد تخص معظمنا "أعني مضمون هذا البوست".
وطبعاً لا شيء شخصي بل نحن إزاء قضايا عامة ومناقشة آراء عامة مطروحة للعامة لها بعد محدد في حياتنا العامة أو/و الخاصة.. وذلك هو المبرر.. نحن لا نناقش شخوص الشخوص من حيث المبدأ.. أعرف أن هذا فهمك.. ربما أذكر نفسي.. أو قل تأكيد للجميع!

Post: #27
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-05-2018, 09:58 PM
Parent: #26



لا شيء شخصي على الاطلاق واحترم جدا د. النور حمد واسهاماته وانما هو النقد الذي اتمناه موضوعيا يا محمد

Post: #28
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-05-2018, 10:16 PM
Parent: #27

Quote:
لا شيء شخصي على الاطلاق واحترم جدا د. النور حمد واسهاماته وانما هو النقد الذي اتمناه موضوعيا يا محمد

أيوة.. أفهم

Post: #29
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-05-2018, 10:30 PM
Parent: #28

طيب و مما تقدم به الاخوة هنا
نحن نعيش اشكالية اثرها واضح فى جميع مناحى حياتنا
هل الاشكالية فى خيارات اباء الاستقلال المتاحة فى ذلك الحين
ام
فى ممارسة و تطبيق تلك الخيارات فى ديمزقراطياتنا الاولى و الثانية و الثالثة
برفقة العهود العسكرية التلات ... عبود نميرى بشير
ام
فى طريقة معالجة اهل الفكر و العلم فى مناقشة و تناول الامر و طرح الحلول البديلة
خاصة و قد توسعت فى زماننا هذا الخيارات و بالتأكيد فيها ما يكفى لوضع السودان فى التراك الصحيح
يقينى لو اخطأ اباء الاستقلال فأن خطأ النخبة الان افدح بعجزهم عن طرح الحلول ناهيك عن ابتدارهم العمل على ترسيخها


Post: #30
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: هاشم الحسن
Date: 08-05-2018, 10:59 PM
Parent: #1

Quote: ودشنوا ذلك بمذابح يندي لها جبين البشريه وما زالوا يمارسون ذلك حتي بعد إنفصالهم وهكذا الطبع يغلب التطبع ...

الأخ محمد حمزة الحسين،
تحية طيبة،
افتراضك بأن المذابح والدموية هو من (الطبع) الجنوبي الذي يغلب (التطبع)!!
يقول:
وكأنك لم تقرأ المكتوب في البوست!!
ولا قرأت في الواقع الشمالي الحاضر، أو في غيره!!
وبالتالي؛ فإنما تروّج لمزيد من (الأوهام الخالدة) مثل التي يحاول البوست تنفيس إحدى بالوناتها!!

ما حدث في (توريت ١٩٥٥)، أو عبر الحرب الأهلية نصف القرنية التي دارت،
وما يحدث الآن، سواء في الشمال ذاته أو في دولة الجنوب، أو عند الجيران، وفي غيرما بلد من العالم،
فإن لم يكن قد حدث بسبب أوهام كمثل الوهم عن (الطبع الجنوبي)، فإنه قد حدث عن أسباب
وشروط موضوعية في الاجتماع البشري، وعن أخطاء في المسيرة السياسية لحيثما حدث،
اسباب وشروط يمكن درسها وتحليلها ومقارنتها وتقويمها وتخطئتها وتصحيحها ومراجعتها إلخ العمليات العقلانية،
ولكنه بالتأكيد ليس عن خاصية جينية دموية (في الطبع)، سواء عند (الجنوبيين) أو عند غيرهم..
وبالضبط، فمثله كمثل فظاعات كثييرة وكبيرة أرتكبها "شماليون" بحق "جنوبيين" بعد توريت، وليست من (طبعهم)!!

هذا الوهم الأنثروبولوجي المتروك في الغابرين، عن الجنوبيين البدائيين الدمويين بطبعهم،
هو أيضا من ضمن هذه (الأوهام الخالدة) التي يجب أن تشكَّ بدبوس عقلاني و(لنتنفّس)..

Post: #31
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 00:15 AM
Parent: #30

Quote: الأخ محمد حمزة الحسين،
تحية طيبة،
افتراضك بأن المذابح والدموية هو من (الطبع) الجنوبي الذي يغلب (التطبع)!!
يقول:
وكأنك لم تقرأ المكتوب في البوست!!
ولا قرأت في الواقع الشمالي الحاضر، أو في غيره!!
وبالتالي؛ فإنما تروّج لمزيد من (الأوهام الخالدة) مثل التي يحاول البوست تنفيس إحدى بالوناتها!!

ما حدث في (توريت ١٩٥٥)، أو عبر الحرب الأهلية نصف القرنية التي دارت،
وما يحدث الآن، سواء في الشمال ذاته أو في دولة الجنوب، أو عند الجيران، وفي غيرما بلد من العالم،
فإن لم يكن قد حدث بسبب أوهام كمثل الوهم عن (الطبع الجنوبي)، فإنه قد حدث عن أسباب
وشروط موضوعية في الاجتماع البشري، وعن أخطاء في المسيرة السياسية لحيثما حدث،
اسباب وشروط يمكن درسها وتحليلها ومقارنتها وتقويمها وتخطئتها وتصحيحها ومراجعتها إلخ العمليات العقلانية،
ولكنه بالتأكيد ليس عن خاصية جينية دموية (في الطبع)، سواء عند (الجنوبيين) أو عند غيرهم..
وبالضبط، فمثله كمثل فظاعات كثييرة وكبيرة أرتكبها "شماليون" بحق "جنوبيين" بعد توريت، وليست من (طبعهم)!!

هذا الوهم الأنثروبولوجي المتروك في الغابرين، عن الجنوبيين البدائيين الدمويين بطبعهم،
هو أيضا من ضمن هذه (الأوهام الخالدة) التي يجب أن تشكَّ بدبوس عقلاني و(لنتنفّس)..

بالزبط كدا.. (الأوهام الخالدة) كثيرة وتكاد تعم كل الأرجاء!


Post: #32
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 00:38 AM
Parent: #31

لنفكر في عمل شي أشبه ب"الهاشتاق" وأشمل لملاحقة: الأوهام الخالدة!

---
وعمل شي عملي حيالها..مبادرة جدية وعملية مش تنظير وبس!

Post: #33
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-06-2018, 03:29 AM
Parent: #32

للنور حمد ضعف نظري في قراءة التاريخ وطريقة التفكير؟!
دي كبيرة خالص!!
لو رجع النور لتلك اللحظة، لكان مخالفاً للخيار الاسلامعروبيالشيوعي
الجمهوريين دائما كانت لهم نظرة عقلانية مختلفة خارج القطيع!
للآن لا أرى تفنيد قوي في البوست يمنع خيار السودان من انضمامو للكمونولث

صاحب البوست ساق الناس "لأوهام التبرير"

Post: #34
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-06-2018, 04:33 AM
Parent: #33

الاوضاع قبل اعلاناستقلال السودان كما بينها كاتب الموضوع ادناه
_____
نصت اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان المبرمة في 12 فبراير 1953 على
أن تسبق تقرير المصير فترة انتقال لا تتعدى
ثلاثة أعوام يمارس فيها السودانيون الحكم الذاتي الكامل وتعتبر تصفية للادارة الثنائية. وحتى
يتم تقرير المصير يحتفظ بسيادة السودان للسودانيين.
بدأت فترة الانتقال في 9 يناير 1954 وهو التاريخ الذي شهد فيه الحاكم العام بأن مؤسسات ا
لحكم الذاتي وهي مجلس الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشيوخ قد تم تكوينها.

الحركة السياسية السودانية
إبان معظم الفترة الانتقالية التي سبقت الاستقلال سيطر على الساحة السياسية السودانية إتجاهان: إتجاه استقلالي
يدعو لاستقلال السودان التام، واتجاه اتحادي يدعو إلى الاتحاد مع مصر.
كان حزب الأمة أكبر الأحزاب المنادية بإستقلال السودان. أُنشئ هذا الحزب في يناير/فبراير 1945
كتحالف بين طائفة
الأنصار وزعماء العشائر ونفر من الخريجين الذين كانوا ينادون باستقلال السودان
على أساس مبدأ «السودان للسودانيين».
نص دستور الحزب على أن غرضه هو العمل للحصول على استقلال السودان
بكامل حدوده الجغرافية مع المحافظة على العلاقات
الودية مع مصر وبريطانيا. تعاون حزب الأمة مع إدارة السودان البريطانية من خلال
مؤسسات التطور الدستوري وصولاً إلى الحكم الذاتي الكامل وتقرير المصير.
في نوفمبر 1945 أنشأ محمود محمد طه وآخرون الحزب الجمهوري. وقد أُوجز غرض
هذا الحزب في ست نقاط كان أهمها قيام حكومة سودانية جمهورية
ديمقراطية حرة مع المحافظة على السودان بكل حدوده الجغرافية التي كانت قائمة آنذاك.
كما أُعلن في ديسمبر 1951 عن قيام حزب جمهوري إشتراكي
وجاء في البند الثاني من دستوره أن أغراض الحزب هي استقلال السودان التام بحدوده
الجغرافية، وقيام جمهورية اشتراكية مستقلة.
أما الحزب الذي كان يدعو للاتحاد مع مصر عند توقيع اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير
للسودان في فبراير 1953 فقد كان الحزب الوطني الاتحادي.
كان مولد هذا الحزب ثمرة لجهد قام به محمد نجيب رئيس وزراء مصر وصلاح سالم عضو
مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 ووزير الارشاد القومي
والدولة لشؤون السودان فيما بعد. شمل هذا الجهد إجراء وساطة وعقد مصالحات بين
الأحزاب الاتحادية المختلفة بغرض توحيدها في حزب واحد. إذ
أن حكومة ثورة 23 يوليو كانت تعتقد أن هذا التوحيد سيحسم معركة تقرير المصير
لصالح خيار ارتباط السودان بمصر الذي نصت عليه المادة 12 من الاتفاقية.
شمل التوحيد حزب الأشقاء (جناح الأزهري)، وحزب الاتحاديين، وحزب الأشقاء
(جناح نورالدين)، وحزب وحدة وادي النيل، والجبهة الوطنية،
وحزب الأحرار الاتحاديين. وأُعلن عن قيام الحزب الوطني الاتحادي بدار محمد نجيب
بالقاهرة بعد اجتماع بدأ في مساء 31 أكتوبر 1952
وامتد حتى فجر أول نوفمبر 1952 . أُسندت رئاسة الحزب لإسماعيل الأزهري، والوكالة
لمحمد نورالدين، والسكرتارية
لخضر حمد (حزب الاتحاديين)، وأمانة الصندوق لخلف الله خالد (الجبهة الوطنية)،
واختير الطيب محمد خير (حزب الأحرار الاتحاديين) نائباً للسكرتير، وعبدالوهاب زين العابدين عبدالتام
(حزب وحدة وادي النيل) نائباً لأمين الصندوق.
نص دستور الحزب الوطني الاتحادي على أن هدف الحزب هو إنهاء الوضع الحاضر، وجلاء الإستعمار الأجنبي، وقيام حكومة سودانية
ديمقراطية في إتحاد مع مصر. وتُحدد قواعد هذا الإتحاد بعد تقرير المصير.
من الواضح أن الدستور تجنب تحديد نوع الاتحاد المنشود
بل أجل ذلك إلى ما بعد تقرير المصير لأن الأحزاب التي انضوت تحت لواء الحزب
الوطني الاتحادي كانت تدعو لأنماط مخلتفة
من الاتحاد. فحزب وحدة وادي النيل وحزب الأشقاء (جناح نورالدين) كانا يدعوان
لوحدة اندماجية كاملة، وكان الأحرار الاتحاديون
فيدراليين، بينما كان حزب الاتحاديين يدعو إلى قيام حكومة سودانية ديمقراطية
في اتحاد مع مصر على نظام الدومنيون. وأما حزب الأشقاء
(جناح أزهري) فقد آثر الاحتماء بقرار تقرير المصير الذي اتخذه مؤتمر الخريجين
في 2 ابريل 1945 والذي يدعو لقيام حكومة سودانية
ديمقراطية في اتحاد مع مصر تحت التاج المصري. وحتى اندماجه في الحزب الوطني
الاتحادي، فإن حزب الأشقاء (جناح أزهري) لم يفصح عن نوع الاتحاد الذي ينشد.
على مسافة بعيدة من كافة الأحزاب الاتحادية كانت تقف الجبهة الوطنية. أسس الجبهة الوطنية مع آخرين
الدرديري محمد عثمان وخلف الله خالد وميرغني حمزة وثلاثتهم كانوا من رجال الصف
الأول في طائفة الختمية ومن ثقات السيد علي الميرغني وقد عُرف عنهم
الميل إلى استقلال السودان عن مصر وبريطانيا. ولكنهم كانوا يرغبون في قيام نوع من الارتباط مع مصر لأنها
جار يرجى خيره، ولأن ذلك يحول دون قيام ملكية محلية يكون على رأسها السيد عبدالرحمن المهدي. ولا عجب
أن تفكك الحزب الوطني الاتحادي بدأ بخروج الجبهة الوطنية من الحزب.
إن اختلاف الأحزاب الاتحادية لم يقتصر علي نوع الاتحاد بل تعداه إلى صدق التوجه الاتحادي. فبالنسبة لحزب
وحدة وادي النيل وحزب الأشقاء (جناح نورالدين)
كان الاتحاد مع مصر عقيدة سياسية. وأما لحزب الأكثرية الجماهيرية ونعني بذلك حزب الأشقاء (جناح الأزهري)،
فقد كان الاتحاد مع مصر مجرد أداة للتخلص
من الحكم البريطاني. وقد فقد الحزب الوطني الاتحادي ثلاثة من مكوناته عندما تحول من مبدأ الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام. والمكونات الثلاثة

هي حزب وحدة وادي النيل، وحزب الأشقاء (جناح نورالدين)، وحزب الأحرار الإتحاديين.
لم ترفع الحركة السودانية للتحرر الوطني (الحزب الشيوعي فيما بعد) شعار وحدة وادي النيل بل تبنت شعار الحركة المصرية للتحرر
الوطني الداعي للكفاح المشترك للشعبين المصري والسوداني، وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره. وقد وصف عبدالخالق محجوب
شعار وحدة وادي النيل بأنه تعبير عن العجز السياسي والاقتصادي للطبقة الوسطى السودانية أكثر منه تعبيراً عن رغبة الجماهير في التحرر من عسف الاستعمار البريطاني.
رفضت جماعة الإخوان المسلمين دعوة الاتحاد مع مصر لأنها قامت على العاطفة الجامحة، ولم تكتمل لها عوامل النضج. ولأن الارتباط
مع مصر يعني الارتباط بالدكتاتورية العسكرية التي حددت موقفها من الصراع العالمي، ووقفت بجانب الغرب.

إنتخابات مرحلة الحكم الذاتي
عندما أُغلقت قوائم الناخبين في 30 سبتمبر 1953 كان عدد الناخبين الذين تم تسجيلهم في الدوائر الإقليمية 000ر687ر1 ناخب
من عدد السكان المقدر بحوالي 000ر271ر8 نسمة أي بنسبة 20 في المائة من العدد التقديري للسكان مع ملاحظة أن المرأة
لم تكن تتمتع آنذاك بحق التصويت إلا في دوائر الخريجين حيث ضمت قوائم الناخبين لتلك الدوائر 15 إمرأة. وعندما أُغلق باب
الترشيح بعد يوم 12 أكتوبر 1953 كان عدد المرشحين في الدوائر الاقليمية لمجلس النواب 282 مرشحاً. وقد فاز 10 من هؤلاء بالتزكية.
بدأ فرز الأصوات وإعلان النتائج إبتداءً من 28 نوفمبر 1953 . وبحلول يوم 13 ديسبمر كانت كل النتائج قد أُعلنت وبذلك اكتملت
أول إنتخابات برلمانية تجرى في السودان. حصل الحزب الوطني الاتحادي على 51 مقعداً في مجلس النواب، وحزب الأمة على 22 مقعداً،
والحزب الجمهوري الاشتراكي على 3 مقاعد، وحزب الجنوب على 10 مقاعد، وحزب جنوبي آخر على مقعدين،
والجبهة المعادية للاستعمار (واجهة الحزب الشيوعي) على مقعد واحد والمستقلون على 8 مقاعد.
في دوائر الخريجين صوت 1849 من الخريجين المسجلين وكان عددهم 2247 خريجاً. وقد نال مبارك زروق أكبر عدد من الأصوات يليه
محمد أحمد محجوب، فخضر حمد ثم حسن الطاهر زروق فإبراهيم المفتي.

تحليل وليام لوس للانتخابات
أجرى وليام لوس مستشار الحاكم العام للشؤون الخارجية والدستورية تحليلاً للانتخابات بدأه بالقول إنها كانت من أشد المنافسات
التي سجلت تعقيداً. إذ أن القضايا التي طرحت فيها كانت تخلتف في باطنها عما تبدو عليه في الظاهر. كما أدى تنوع طرق الاقتراع التي
وضعتها لجنة الانتخابات والجهل والارتباك الذي طغى على الناخبين والمرشحين وانعدام الانضباط الحزبي إلى جعل التكهن بنتائج الانتخابات
أو تحليلها أمراً بالغ الصعوبة.
وذكر لوس أنه في الظاهر كانت الانتخابات تدور حول تقرير المصير حيث أن الأحزاب كانت موزعة على معسكرين: أحدهما يضم دعاة
استقلال السودان والآخر يضم من بدوا راغبين في نوع من الاتحاد مع مصر. غير أن لوس ما لبث أن قال: «لو كانت هذه المسألة حقاً هي
موضوع الصراع لكانت الجماعة التي تؤيد الاتحاد مجرد أقلية صغيرة. ففي الحقيقة كان الواقع الخفي للصراع الانتخابي عبارة عن
دعوات للتصويت ضد مهدية ثانية وضد قوة أجنبية محتلة».
ولاحظ لوس أن الدعاة المصريين ودعاة الحزب الوطني الاتحادي استخدموا الدعوة ضد قيام مهدية ثانية وضد الاحتلال الأجنبي بشكل
فاعل ومؤثر ونتيجة لذلك سيق المعتدلون والوسطيون في صفوف المستقلين إلى حظيرة الحزب الوطني الاتحادي حيث بدا لهم أن خطر
المهدية الثانية والاحتلال الأجنبي أقرب وأكبر من خطر الاحتلال المصري.
وأشار لوس إلى أن الخطوط الهجومية للحزب الوطني الاتحادي تلقت دعماً كاملاً من حقيقتين جوهريتين وهما عداء السيد علي الميرغني
التقليدي للسيد عبدالرحمن المهدي وعدم ارتباط مصر بإدارة السودان منذ عام 1924. ولذلك كان من الممكن أن يؤمر الختمية بالتصويت
للحزب الوطني الاتحادي. كما أن صيحة «اطردوا المحتل» لا يمكن توجيهها نحو المصريين حيث أنهم لم يكونوا محتلين للبلاد.
وفي اعتقاد لوس أن السبيل الوحيد لمجابهة هذه الاستراتيجة كان التركيز على مسألة الأطماع التوسعية لمصر والتي تتوفر بشأنها أدلة كثيرة
ورفع شعار الاستقلال التام للسودان وتجميع كل الاستقلاليين حوله بغض النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم. وكان يمكن أن يتكون تجمع الاستقلاليين
من حزب الأمة والحزب الجمهوري الاشتراكي والذي يمكن أن ينضوي خلفه الختمية المستقلون والوثنيون والقبليون المضادون
للأنصار وكذلك أتباع الطوائف الدينية الأخرى. وفي رأي لوس أنه كان من سوء الحظ أن السيد عبدالرحمن المهدي ومستشاريه من الأنصار في حزب
الأمة أصروا بعناد على القتال في الساحة التي اختارها السيد علي الميرغني.
وقال لوس إن سوء الاستراتيجية لم يكن السبب الوحيد لهزيمة حزب الأمة، إذ أورد أسباباً أخرى كان من بينها أن تنظيم حزب الأمة في الاقاليم كان
أضعف من تنظيم الحزب الوطني الاتحادي من حيث النوعية والحيوية والاشراف. وعزا لوس ذلك إلى حقيقة أن حزب الأمة كان في السلطة في
الجمعية التشريعية والمجلس التنفيذي لثلاثة أعوام في حين كان قادة الحزب الوطني الاتحادي خارج السلطة يتمتعون بحرية الانتقاد والتخطيط والتنظيم.
ويعتقد لوس أن الحزب الوطني الاتحادي أفاد كثيراً من طبقة من صغار التجار وأصحاب الحوانيت الذين ينتمي أغلبهم إلى قبائل نهرية ختمية بالولاء واتحادية
بالاختيار كانت منتشرة على هيئة شبكة في الأرياف والمدن والقرى الصغيرة. إذ شكل هؤلاء أداة مثلى للترويج للحزب الوطني الاتحادي في الدوائر التي
لم يكن سكانها ينتمون إلى طائفة الأنصار.
ودعا لوس إلى عدم التقليل من شأن تأثير التدخل المصري في الانتخابات. وخلص إلى أنه بدون التوجيه والتدخل والرعاية والمساعدة المالية
لما استطاع الحزب الوطني الاتحادي تحقيق ما وصل إليه من نجاح.
ونبه لوس إلى أن الدوائر الانتخابية في الأقاليم قد سجلت نسبة اقتراع أعلى من المدن. فنسبة الاقتراع في معظم دوائر الأقاليم
تجاوزت 50 في المائة وبلغت في كثير منها 70 في المائة. وبالمقارنة فقد كانت نسبة الاقتراع أقل في المدن حيث بلغت 14 في المائة
في بورتسودان و35 في المائة في شندي و37 في المائة في الخرطوم وفي دوائر أم درمان الثلاث 40 و46 و50 في المائة.
وبلغت نسبة الاقتراع في الأبيض 52 في المائة وفي مدني 54 في المائة. وفي محاولة لتفسير هذه الظاهرة قال لوس إنه ربما استشعر
النظام الانتخابي والأحزاب خطورة تدني نسبة التصويت في الريف فبذلوا جهوداً خاصة لتلافي حدوثها. كما أن المناطق الريفية
ربما كانت عبر تنظيماتها القبلية أكثر انضباطاً من المدن الكبيرة.
ولاحظ لوس أن القوة النسبية لحزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي في مجلس النواب لا تعكس بأي حال جملة الأصوات التي حصل
عليها كل من الحزبين في دوائر الانتخاب المباشر. فقد صوت حوالي 229٫221 ناخب لمرشحي الحزب الوطني الاتحادي وحصل على 43 مقعداً.
وصوت حوالي 190٫822 ناخب لمرشحي حزب الأمة ولكنه لم يحصل إلا على 22 مقعداً. وأرجع لوس ذلك إلى أن متوسط عدد الناخبين
في مناطق نفوذ الختمية في المدن وفي مديرية كسلا والمديرية الشمالية كان أقل من متوسط عدد الناخبين في الدوائر الأخرى. وتجدر الإشارة
هنا إلى أن لجنة الانتخابات لفتت النظر في تقريرها الختامي إلى الاختلافات الشاسعة في حجم الدوائر وأوصت بإعادة توزيعها.
أياً كان الأمر، فيُحسب لحكومة ثورة 23 يوليو أنها اعترفت بحق الشعب السوداني في تقرير مصيره. غير أن هذا لم يكن يعني أن
مصر قد تخلت عن السودان. فقد توهمت تلك الحكومة بأن تجميع الأحزاب
التي تدعو للاتحاد مع مصر في حزب واحد هو الحزب الوطني
الاتحادي، سيحسم عملية تقرير المصير لصالح خيار الارتباط مع مصر.
واستبشرت حكومة ثورة 23 يوليو خيراً عندما حقق الحزب الوطني
الاتحادي بدعم مصر المالي والإعلامي نصراً كاسحاً في الانتخابات
التي أُجريت تحت إشراف دولي في نوفمبر وديسمبر 1953،
وعندما أصبح رئيس ذلك الحزب، إسماعيل الأزهري، رئيساً لوزراء السودان في 9 يناير
1954 ثم أعقب ذلك انتقال سلمي ومنظم للسلطة الداخلية
من أيادي بريطانية إلى حكومة سودانية تدعو للاتحاد مع مصر. لكن الأمور جرت على غير ما كانت تتوقع أو ترغب حكومة
ثورة 23 يوليو. إذ في أبريل 1955 أعلن الحزب الوطني الاتحادي انحيازه لخيار استقلال السودان التام.

Post: #35
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: adil amin
Date: 08-06-2018, 04:48 AM
Parent: #34

الازهري شخصيا ذج السودان في جامعة الدول العربية دون اي استفتاء شعبي او مشورة شعبية وهذا الخط الاستراتجي ندفع ثمنو الان
وكمان البشير شخصيا ودى جنود اليمن ونفس السبب
وانتو بتاعين ورجغة ساكت
ما تتكلمو عن السودان والشعب والسوداني اتكلمو عن اشخاص وناس في المركز فقط افسدو الحياة السياسية في السودان بعد الاستقلال الشعب لحدي الليلة بعيش في اوضاع مفروضة من انقلابات مدعومة من مصر وقلنا دخل السودان جامعة الدول العربية بقرار فوقي سنة 1957 وليس 1956 و95% من السودانيين عارفين نفسهم سودانيين وما عايزين يكونو عرب والذين ارادو الجلوس تحت المصريين اقليات في المركز ولاسباب نفسية اجتماعية سياسية وكلهم فرضو ما يريدون عبر الانقلابات من تغيير العلم الي فصل الجنوب ومصر لم تعد ام الدنيا الان اطلاقا وما عايزة هي تفوق من اوهاما وليس نحن

https://up.top4top.net/

خلونا من النور حمد قال شنو انت مش عندك مخ ..ماذا استفاد السودان من وجودو في جامعة الدول العربية ؟؟؟

Post: #36
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: adil amin
Date: 08-06-2018, 04:51 AM
Parent: #35

دي اوهام مصر التي اعيت من يداويها ان السودان بقعة جغرافية ساكت ظهرت سنة 1899 واتفاقيةتها المعروفة التي لغاها الرئيس المحترم محمد نجيب ووضع الاقامة الجبرية وجاء عبدالناصر العميل الصهيوني ليفسد الديمقراطية في السودان ونشر والسخرية والمسخرة في السودان والسودانيين من ايام الصاغ صلاح سالم
https://up.top4top.net/

Post: #38
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-06-2018, 05:34 AM
Parent: #34

إضافة لما نقله جلالدونا (من هو صاحب الكتابة/المقال يا جلال؟) ويتعلق ببعض ملابسات تلك اللحظة التاريخية،
هذا مقال صحفي غير محكم ولكنه سيشع ببعض الضوء ولو شحيحا على تلك الملابسات.
Quote: 02/11/2016 08:12:00
حجم الخط:  
لماذا لم يتحد السودان مع مصر..؟
مصطفى أبو العزائم
 
عندما اتفقت حكومة الثورة المصرية ممثلة في اللواء "محمد نجيب" مع الحكومة البريطانية على منح السودان الحكم الذاتي وتم التوقيع على ذلك في الثاني عشر من فبراير 1953م، بالقاهرة، كانت الحكومة البريطانية ممثلة في سفير بريطانيا بمصر "السير رالف ستفينسون" وقد نصت تلك الاتفاقية على تمكين الشعب السوداني من تقرير مصيره، وفي ممارسته له ممارسة فعلية في الوقت المناسب وبالضمانات اللازمة والكافية، وهي اتفاقية قامت على (15) مادة تنظم شكل تنفيذ محتوى الاتفاقية، وتعطي الجمعية التأسيسية المنتخبة في السودان الحق في اختيار الاستقلال التام، أو ارتباط السودان بمصر على أية صورة، مع تعهد الحكومتين المصرية والبريطانية باحترام الجمعية التأسيسية فيما يتعلق بمستقبل السودان.
لم نعش تلك الفترة كما لم يعشها كثيرون من الجيل الذي ولد بعد الاستقلال في أول يناير عام 1956م، لكننا عشنا وعايشنا، واقتربنا وسألنا من عايشوا تلك الفترة، وبعض الذين أسهموا في صناعة أحداثها، بحكم المهنة والبحث عن الحقائق، وخرجنا بنتائج لا تختلف كثيراً عن النتائج التي خرج بها الساسة والباحثون في تاريخ السودان المعاصر، أهمها باختصار شديد، هو أن الصحافة السودانية لعبت دوراً مهماً ورئيسياً في تحويل وجهة الزعيم الراحل "إسماعيل الأزهري" ووجهة الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال، وقد قاد تلك الحملة الصحفية المؤثرة أحد آباء الصحافة السودانية الحديثة، وهو الراحل المقيم الأستاذ "بشير محمد سعيد".
كثير من الساسة يبترون قصة الاستقلال بالمقترح من داخل البرلمان وتثنية النائب "عبد الرحمن دبكة" له من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر عام 1955م،
تشرفت بأن شاهدت بعض صناع الاستقلال من آبائنا الكرام، واستمعت إلى قصص متفرقة لكنها لا تختلف كثيراً عن بعضها، لذلك رأيت أن نخاطب رئاسة البرلمان السوداني الحالي – المجلس الوطني – والمجلس التشريعي لولاية الخرطوم، الذي تم إعلان الاستقلال من داخله، خاصة وأن موعد الاحتفال بذكرى الاستقلال قد اقتربت، بحيث لا نقصر الاحتفال على تلك الرواية المحفوظة، إذ أن ما حدث يوم تقديم اقتراح الاستقلال سبقته خطوات وخطوات، من بينها ما طالب به أستاذنا الجليل الراحل "بشير محمد سعيد" من خلال صحيفة (الأيام) التي أحدثت تغييراً كبيراً وثورة عظيمة في تاريخ الصحافة السودانية من حيث الحداثة والتطور والطباعة، ثم كان هناك رجال آخرون لعبوا أدواراً مهمة أسهمت في أن ينال السودان استقلاله دون (شق أو طق).. أو كما قال الزعيم الراحل "إسماعيل الأزهري" وذلك النفر يجب أن يتم تكريمه والاحتفاء بما قدموه لأبنائهم.
روى لنا السيد الوالد الأستاذ "محمود أبو العزائم" – رحمه الله – أنه عندما اقترب موعد الاستفتاء على الاستقلال أو الاتحاد مع مصر، اجتمع النواب المغفور لهم بإذن الله "حسن محمد زكي" و"الوسيلة الشيخ السماني" و"محمد كرار كجر" وأخذوا يتداولون في أمر الاتحاد مع مصر، وانتهوا إلى أن ليس من حقهم أن يقرروا مصير السودان بالنيابة عن الأجيال القادمة، وعليهم أولاً الحصول على الاستقلال ليقرر السودانيون بعد ذلك الاتحاد مع مصر أو غير ذلك، وبدأوا نشاطهم وسط أعضاء الهيئة البرلمانية فكسبوا شخصاً نشطاً ومؤثراً هو الأستاذ الراحل "محمد جبارة العوض" وقد بدأت اتصالاتهم السرية جداً مع بعض زملائهم نواب الحزب الوطني الاتحادي، وقد سمح لهم البروفيسور "محمد عبد الله نور" – رحمه الله – عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم بعقد اجتماعاتهم بالكلية أو منزله – لا أذكر – وقد سمح بذلك المرحومان الأستاذ "مبارك زروق" الذي شجعهم على المضي في طريقهم ذاك، والأستاذ "يحيى الفضلي" الذي فعل ما فعله "زروق" وسمع بالأمر الأستاذ "بشير محمد سعيد" الذي التقط الفكرة وتبنى الدعوة من خلال بابه الأشهر في تاريخ الصحافة السودانية (متنوعات أخبار وأفكار)، لينتهي الأمر عند المجتمعين بتحرير مذكرة إلى رئيس الحزب – الزعيم "الأزهري" – يدعونه فيها إلى تغيير موقفه، وسلموه المذكرة، إلا أن الزعيم احتفظ بالمذكرة دون أن يرد عليهم، فاتبعوها بثانية طالبوا من خلالها بدعوة الهيئة البرلمانية للحزب لتقرر بشأن مصير السودان (استقلال أم وحدة مع مصر) وتأثر الشارع بمقالات الأستاذ "بشير محمد سعيد"، فكانت الجماهير تذهب جماعات ووحدانا إلى منزل الزعيم "الأزهري" تحمل ذات الطلب حتى أصدر رئيس الحزب قراراً بأن هذا الشأن تملكه جماهير الحزب في السودان، ورأى أن يقوم بجولة يطوف فيها أرجاء البلاد، وقد جاء تفويض من جماهير الحزب بدعوة الهيئة البرلمانية، وقد تبين أن الجماهير أرادت الاستقلال، فكان ذلك مقدمة لأخطر خطاب لـ"الأزهري" من داخل البرلمان وهو رئيس للوزراء عندما قال في معرض رده على مسألتين مستعجلتين إحداهما لنائب جنوبي والأخرى لنائب حزب الأمة "يعقوب حامد بابكر" – رحمه الله – جاء في الأولى تساؤل حول اتفاق سري تم بين الحكومة وجهات أجنبية لإنشاء قواعد في السودان، وقالت الثانية إن طائرات أجنبية تحلق في أجواء السودان بتصريح من الحكومة، فكان رد "الأزهري" بأنه لا يعلم شيئاً عما قال به النائبان وأنه ليس حقيقياً إلى أن قال إن حكومتي مهمتها تنفيذ اتفاقية السودان عام 1953م، أن تسودن وظائف البريطانيين وأن تحقق الجلاء فتمت السودنة بحمد الله، وتم الجلاء بحمد الله، وسوف أعلن الاستقلال من داخل هذه القاعة يوم (الاثنين) القادم... وقد كان.

Post: #37
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-06-2018, 05:17 AM
Parent: #33

يا أبكر، قيل: لو من عمل الشيطان!!
ويتجيب الأسئلة المستفهمة ومرات المستنكرة..
د. النور حمد ليس ضعيف الفكر أبدا بل مفكر أصيل وجريء وشجاع أيضا، ولكنه يخطيء ويصيب،
ومعرفتنا بذلك، أو قوة عارضة ما كتب، وحدهما، فليسا بكافيين لتقوم بها الحجة على أي مقاربة أخرى مضادة!
وأيضا فليست بأول مرة يتعرض فيها منهجه ونظرته التاريخية للنقد والنظر الفاحص فتقبّل هو بصدر رحب.. فشنو... صبرا!!

ولكن، فما دليلك أن الجمهوريون طالبوا أو كانوا سيدعون للإنضمام إلى الكمونويلث بوقتها؟

ولكن أخرى:
م. جمال قال:(منظمة كالكمونويلث عند إستقلال البلاد من المنطقي أن لا تكون من أولويات المخيال السياسي الواقعي للرعيل الاول)

فهمت منها أنه وابتداء، فلم تكن أمام السودان أصلا أي فرصة حتى تهدر، سواء لابداء الرغبة بالإنضمام للمنظمة أو برفض الدعوة لو أتت..
يعني حتى لو كانت دول الكمونويلث حتقبل فلم يثبت أنها تقدمت بالدعوة، وأيضا فالسودانيون لم يعزموا على الطلب بما فرضه عليهم الواقع!!
يعني يا بكّائين على فرصة الكمونوبلث؛ مافي داعي للبكاء على أي لبن مسكوب وهو أصلا لم يدخل بيتكم حتى ينسكب!!

ثم آخرون قالوا: إن الإنضمام للجامعة العربية (في المقابل للكمونويلث يعني) لم يكن بسلاسل من (الإستلاب)، بقدر ما هو
منزع طبيعي ومنسجم مع تيار الحراك والظرف التاريخي بوقتها (هل هو سيء أم جيد وآثاره الايجابية والسلبية فدا موضوع تاني)!

وأنت يا أبكر تقول:(صاحب البوست ساق الناس "لأوهام التبرير")!!
ما فهمتك، اشرح عليك الله...

التبرير لماذا في مواجهة ماذا؟
ما هي أوجه التبرير هنا؟؟
وما هي الأوهام المرتبطة بذلك؟؟؟
وكيف سيق (استلب) إليها الناس؟؟؟؟

وعشان ما حد يزعل، فبالمرّة.. هل في طريقة للسودان أن يصحح أي خطأ كان في خياراتو، وينضم الآن؟
Quote: السودان قدم طلب رسمي "أشبه بجس نبض" قبل ثلاثة شهور فقط من الان (أبريل 2018) بغرض الإنضمام للكمونولث وتم رفض الطلب بذات الطريقة بسبب إعتقاد إدارة المنظمة بأن السودان غير مستوفي الشروط بسبب إنتهاك حقوق الإنسان في البلاد!.. وهذا الطلب قدم باسم وزير البيئة.. (مصادر خاصة).

Post: #39
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-06-2018, 06:28 AM
Parent: #37

مرحب هاشم المقال للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه
و نشرت نسخة منه سنة 2013 بموقع الراكوبة
تعرف يا هلشم و بمناسبة اندية الخريجين بالسودان مقارنة مع حزب المؤتمر الهندى
و كيف ان خريجو الهند وقفوا ضد الطوائف فى بلادهم و معها طبقة المهراجات
التى كانت تمثل اذرعا لشركة الهند الشرقية و لها اليد الطولى
فى ترسيخ الاستعمار البريطانى للهندمقارنة بطائفتين فى السودان
كيف نجح خريجو الهند بانحيازهم للطبقة العاملة البسيطة و الفقيرة و كيف فشل خريجونا
الخطأ الاستراتيجى يا هاشم كان فى انقشام خريجو السودان بين الطائفتين الا قليل منهم
بينما نجح خريجو الهند فى وقوفهم مع الطبقة البسيطة و كان سلاحهم العلم
يا ريت لو تدى البوست ده طلة[URL]ايها السادة ... انتم تثيرون فزعى ايها السادة ... انتم تثيرون فزعى ]

Post: #40
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-06-2018, 06:32 AM
Parent: #39

فى البوست ده رغم ان الهكر شال ربعو الاخير
ح تلقى التشابه الكبير بين الهند و السودان
جنوب السودان و باكستان
الطوائف و الطائفتين
و زايدين علينا بى طبقة المهراجات
و رغم ذلك نجحت الهىد و فشل السودان
و كلمة السر بيناتن كانت التعليم

Post: #41
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-06-2018, 07:37 AM
Parent: #1



هاشم سلامات

وهل يعبر الاستاذ النور حمد عن رؤية الجمنهوريين ام يغرد طليقا؟!
وهل كان للاستاذ محمود محمد طه مثل هذه المراجعات التاريخية للفترة ما بعد الاستقلال؟!

خصائص الخطاب الايدلوجي عند النور حمد ظاهرة يا هاشم.. انظر لتعابير من قبيل الاستلاب العروبي الخ والتي يسقطها على الفترة ما قبل الاستقلال ... الايدلوجي يا هاشم يحتقب مفردات خطابو في اي مكان, حتى التأريخ, وفي اتم الاستعداد انو يرميها في اي واقع مختلف بدعوى صلاحيتها في الحاضر. ده بالتحديد ما عنيته بالضعف النظري

نحنا الان بنقبل توصيفات من قبيل (الاستلاب العروبي) لانو عندها صلاحيتها في الواقع .. لكن ده لا يفيد او ينفي صلاحية التوصيف في اي زمان .. اي مكان!!.

Post: #42
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-06-2018, 08:38 AM
Parent: #41

الجزء الاكبر من المشكلة السودانية هو أن هنالك من يرفض بأن هنالك مشكلة حقيقية ويرفض كل تظلمات الاخرين.
وده أنا أعتبره رد فعل طبيعي للذين يستحوزون على الثروة والسلطة، والتاريخ حول العالم ملئ بمثل هذه القضايا الشبيهة لما يحدث في السودان.
محاولات تنميق الكلام واللغة الفضفاضة، هي ليس سوى محاولات الزوغان والتضليل من المشكلة الحقيقة.

ولقد علمنا التاريخ أيضا أن الحقوق تؤخذ بواسطة المظلومين ولكنها لا تعطى بواسطة الظالمين.

And the Struggle Will Continue

Post: #43
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-06-2018, 09:32 AM
Parent: #42


اغلب اعضاء المنبر (من 40 سنه فما فوق) عايش ابائهم واجدادهم المباشرين فترة ما بعد الاستقلال .. وبالتاكيد دارت بينهم نقاشات حولذاك واغلبها, كما اعتقد, كانت اعتزازا بالحراك الوطني الداخلى والخارجي على مستوى حركات التحرر الافريقية ومنظومة عدم الانحياز والحس الوطني العالي تجاه الاستعمار المصري الانجليزي..

هذه هي البيئة المزاجية آنذاك ..

تعبيرات من قبيل الاستلاب العروبي لم يكن لها حضور كبير الم تكن غائبة .. لا تدخل ضمن المحسوس الجمعى او الوعي التاريخي المحيط بتلك الحقبة التأريخية ..


Post: #44
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-06-2018, 09:41 AM
Parent: #42

العزيز دينق
شايفك بتتعاطى مع المعطى الهنا زى كأننا فى 1953
الان الجنوب ينعم بدولته الحرة المستقلةمنذ كم سنة كده
واقع جديد بالتأكيد حلّ معضلة الجنوب
الان .. دايرين نخت السودان فى الطريق الصاح
و عشان نعمل كده مشكلة الجنوب المفروض انتهى اوان تناولها
الا فى حدودمسألة الجوار ... كحدود مشتركة ... و المصالح المشتركة
ده الواقع كان شئنا او ابينا
اجترار الماضى فى اشكال الجنوب يبقى من باب التمنى
و الواقع لا علاقة له بالتمنى و لو لولاوات الكتيرة ديك
السودان الشمالى فى محنة و يجب ان نجتازها بنجاح المرة دى
و الا ما عاد للسودان وجود

Post: #46
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-06-2018, 10:14 AM
Parent: #44

العزيز جلادونا.

نفس الاخطاء التي حدثت في الجنوب بيتم تكرارها الان تماما. وواضح جدا أن السودانين لم يستفيدوا من تجارب الماضي أبدا.
ما يحدث في دارفور،جبال النوبة والنيل الازرق اليوم لا يختلف كثيرا عن ما حدث في الخمسينيات فقط، بل هو أسواء منه كثيرا.
والاسباب طبعا واضحة جدا، لأن نفس العقلية التي حكمت في الخمسينيات فهي مازالت تتحكم في مقاليد الامور اليوم. وصار لديها تكتيك ,اسلوب مختلف.

Post: #47
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-06-2018, 10:21 AM
Parent: #46

نعم يا دينق
الواقع اليوم امر و ازفت
الحل فى ملامسة المشكلة و التعمق فيها
شخصيا اذا ارتأى اهل الجبال و دارفور و جنوب النيل الازرق ان يقيموا دولهم
انا معهم فى ذلك
و ان لا
علينا البحث عن ما يجمع لترسيخه و التأسيس له
و اول خطوة فى هذا الطريق زوال هذه الطغمة الجاثمة على انفاسنا

Post: #48
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: صلاح عباس فقير
Date: 08-06-2018, 10:31 AM
Parent: #44

أخيراً، قررت الولوج إلى عالم محمد جمال الدين،
ولست أدري: ما الذي صرفني عنه من قبل؟
فهو عالم واعد بكلّ خير،
أهم حاجة:
أنه يواجه ما أسماه بالأوهام الخالدة،
وهو مدخل علمي لمواجهة قضيتنا الوطنية،
بعيداً عن الأيديولوجيا.

في هذا البوست،
لأول مرة أقرأ تفنيد موضوعي
لتلك التهمة التي أدمن ترويجها النور حمد
وكثيرون جداً،

المهم،
خالص التحية للأخ محمد جمال الدين
وضيوفه الكرام.

Post: #49
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 11:26 AM
Parent: #48

مرحب بيك صلاح فقير.. وشكرا للمشاعر الحسنة.. كلنا نحاول والأزمة قائمة!

Post: #50
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 11:33 AM
Parent: #49

هنا أهم النقاط في تقديري في المقالة الأساسية وهناك طبعا إضافات وإضاءات كثيرة من الشباب المشاركين (ليس بيننا امرأة واحدة بعد، مجرد ملاحظة اظنها تستحق التامل ).. أقول أزعم أن هذا محتوى المقالة الاساسبة:


Quote: لكن أنا هنا فقط لأبين ما أسميه بالأوهام الخالدة والتي يرددها الصفوة والعوام على حد سواء منذ نصف قرن بلا كلل أو ملل. وقد فعلها الدكتور النور بجدارة هذه المرة.. ردد نفس المقولات الساي وبنى عليها كامل تحليله ونسج عليها صورة ذهنية مجردة لا تمت للواقع بصلة إلا في الخيالات الروائية الجامحة!.

والمصيبة أيدته الجموع الغفيرة الموهومة "الكلام دا على حسابي" واخذت تقول "يا للروعة" وبل عدد من المثقفين المشاركين في البوست المعني "مرفق" قال بوجوب إنفاذها حالا "لا أدري ماذا" ولكن أظن التوجهات والتوصيات التي قال بها النور له الود والإحترام.

وأول هذه التوصيات القوية والباهرة في نظر المشاركين "المثقفين فيما يبدو" هو: إصلاح الخطأ التاريخي في توجه السودان من "العربية والعروبية" إلى الأفريقية/الأفريقانية كوجهة جغرافية وسياسية وإقتصادية وثقافية ومن المحتمل عرقية وربما بديل حضاري.

ذلك طبعاً ليس كلام النور حمد وحده. دا الفهم السائد "النمطي الكسول" في إدانة الرعيل الاول الذي تسبب في جذور الأزمة الحالية بالذات تحديد محاور التحالفات، ولكن نستطيع أن نكتشف بنظرة بسيطة متأملة دا ما كان السبب.. ودا موضوعنا هنا الاساسي!. دا الكلام الذي وصفته بالساي. هو عندي كذلك وكسل أكاديمي وكسل فكري وكسل عديل "من المحتمل فيزيائي"!.

لماذا كلام ساي وفارغ؟!. لأن ليس في الإمكان أحسن مما كان والا لكان!.

الرعيل الأول (جيل الإستقلال) مثل كل سياسيي العالم قد ينجحون أو يفشلون حسب مقتضيات اللحظة التاريخية.
وربما كان رعيلنا الأول له أخطاء جسيمة وكثيرة أكثر من حسناته لكن ليس من ضمنها الإنضمام للجامعة العربية وليس من ضمنها العروبية وليس من ضمنها عدم التوجه ناحية أفريقيا ولا القرن الأفريقي ومن المؤكد ليس من ضمنها عدم الإنضمام للكمونولث (دا لو حصل كنا شنقنا الرعيل الأول حرفياً في الحقيقة برغمه شنقناهم معنوياً بسوء فهمنا للتاريخ ومحركاته الحقيقية)!.

لا يوجد تحالف أقليمي أو قاري آنها رفضه السودان وأختار الجامعة العربية.. لا يوجد نهائي!. كلو كلو مافي!.

عندما أنضم السودان للجامعة العربية يناير 1956 كانت كل أفريقيا وراء الصحراء مستعمرة وعلى وجه الإطلاق. وقد ألتزم الرعيل الأول الخلق السياسي المثالي المتوقع منهم: الوقوف مع حركات التحرر الأفريقية "البان أفريكانزم" في مواجهة ولو باردة مع المعسكر الغربي الرأسمالي في تحالف علني وسري مع العروبية الإشتراكية بقيادة جمال عبد الناصر ذلك الوقت (واقع اللحظة التاريخية لا يسع أكثر من ذلك) متحالف مع روسيا كجزء من حرب كونية بين معسكرين كل منهما يعمل على فناء الآخر مادياً ومعنويا. يعني كانت بس مساعدة في التحرر ك"حد أخلاقي" على امل المستقبل في عالم إشتراكي موحد ضد الغرب الإمبريالي حسب ذلك الحلم المستحيل!.

نرجع للموضوع.. معليش.. أي توجه رسمي مستحيل نحو أفريقيا لأن قرار الامم السيادي مغيب في لندن "تمشي تتفاوض هناك إذاعندك حاجة في أفريقيا ما وراء الصحراء كلها ومطلقا".

كان سيكون الإنضمام "وهو طبعاً مستحيل" للكمونولث من أكبر الأخطاء في التاريخ "هذه العبارة لا تجوز على إطلاقها" إذ ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان.. منطقي!. لكن دعني أقولها للبيان لو أن السودان طلب الإنضمام لمنظمة الكمونولث وتم بالفعل لكان أكبر خطأ سياسي وأخلاقي في تاريخ البلاد الحديث!.

وذلك للأسباب سياسية واقعية وعملية وعلمية (صراع الداخل يحتم أخذ مسافة من بريطانيا ونعرف قصة وحدة وادي النيل والسودان للسودانيين وأن من اهم مبادي الكومنولث ولاء أعضائه لملك الإمبراطورية ومقر المنظمة في لندن).
وأسباب إقتصادية (ليس للسودان اي مصالح إقتصادية مرئية مع بقية منظمومة الكومنولث ما عدا بريطانيا والسودان لا يحتاج لكومنولث في تبادلاته التجارية أو الثقافية مع بريطانيا فهي عملية تحصيل حاصل) وأسباب اخلاقية (الكومنولث كان يضم جنوب أفريقيا العنصرية والتي إنسحبت بالفعل سنة 1961 إعتراضاً على دخول المنظمة دول منحطة عرقياً مثل غانا).. وأسباب إجرائية حاسمة وأهم شيء (السودان ليس جزءاً من المستعمرات البريطانية، السودان تركي ثم بريطاني قررت بريطانيا أن تجعله حالة خاصة لا شأن لها بالكمونولث ولا أظن بريطانيا راغبة في ضمه لتجمع مستعمارتها السابقة لاسبابها والا لفعلت أو سعت لذلك لكنه لم يحدث وبالتالي منظمة كالكمونلوث عند إستقلال البلاد من المنطقي أن لا تكون من أولويات المخيال السياسي الواقعي للرعيل الاول).

ثم ماذا؟!. أول منظمة أفريقية تكونت سنة 1963 وهي منظمة الوحدة الأفريقية والسودان عضوء مؤسس ثم تحولت إلى الإتحاد الأفريقي والسودان عضوء مؤسس وهناك إتحاد الكرة الأفريقي والسودان عضو مؤسس "ثالث ثلاثة". لا يوجد شيء ممكن غير ذلك!.

طيب ممكن واحد يقول سنة 1956 أفريقيا جنوب الصحراء مستعمرة بالكامل.. واضح.. لماذا لم يتوجه السودان ناحية القرن الافريقي!.. مستحيل. دي أفقر منطقة في العالم وعلى وجه الإطلاق تضربها المجاعات كل سنة أو سنتين. واثوبيا نفسها لا تربطها أي صلات إقتصادية أو ثقافية مميزة مع بقية العمق الأفريقي بل السودان أفضل منها بدرجات مضاعفة. لا يوجد أي شي مهم في التاريخ فعله السودان مع القرن الأفريقي ما عدا غسيل الاموال وأموال الفساد الهاربة في هذا العهد.. أثيوبيا الآن أفضل.. كويس نحاول نغير الأحلاف الآن دون محاكمة جزافية للماضي!.

عندما أنضم السودان سنة 1956 إلى الجامعة العربية لا توجد أفريقيا ولا أفارقة كي يتوجه لهم السودان.. ولا يوجد شيء إسمه أفريقانية ثقافية أي حضارية بل آيديولوجية إشتراكية التوجه لا محلية ولا عرقية ولا وطنية بل حركة تحرر من الاستعمار الغربي شرقية التوجه وتحالف معها السودان والسودانيين .

وكانت جل شعوب افريقيا فقيرة مستغلة هاربة لتوها من غزوات الرقيق التي قادها الرجل الأبيض الذي ما زال يستعمرهم ويخطط لهم مستقبلهم عبر منظمة الكومنولث (إختراع إستعماري بحت ومعلوم للغاشي والماشي) والتي يتحسر مثقفينا الجدد على فوات فرصة التشرف بها وإلا كنا خرجنا من الأزمة المعاشة.. دا وهم خرافي!.. معليش للعبارة، لا اجد أدق منها إلا إذا أراد البعض المجاملة!.

معظم دول الكومنولث والأخرى الفركفونية (تجمع المستعمرات الفرنسية ) في أفريقيا من أفقر شعوب كوكب الارض وأكثرها عدم إستقرار وتعمها الفوضى والحروب الأهلية والتخلف والجهل ومرض ايبولا.. لا تصلح مثال يحتذى به.. بل كل الشعوب ضحايا بدرجة أو أخرى في كل القارة الأفريقية المظلمة هذا العصر ونحن منها والمظلومة منذ عدة قرون بواسطة المستعمر الغربي.

قليل من الدول نهضت في التسعينيات والألفينيات لاسباب لا علاقة لها الكومنولث ولا الهوية ولا التحالفات الأقليمية أو العالمية (بل ربما ضدها) فقط بالعلم بالواقع والعمل الجاد في أرض الواقع. وهذا ما ينقصنا نحن الآن لا البحث عن توجهات وهويات محلية أو أقليمية أو عالمية دا شيء جانبي وعامل فقط مساعد لا جوهري.

Post: #51
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 12:54 PM
Parent: #50

اخونا عادل آمين.. تحيات.. شخصيا كنت لفترة طويلة عدة سنوات غير متابع جيد للمنبر وعليه ربما لا أعرف طرائق وطبائع الأعضاء الناشطين للأسف وانت منهم.. لذا لا افهمك جيدا:

Quote: الازهري شخصيا ذج السودان في جامعة الدول العربية دون اي استفتاء شعبي او مشورة شعبية وهذا الخط الاستراتجي ندفع ثمنو الان وكمان البشير شخصيا ودى جنود اليمن ونفس السبب وانتو بتاعين ورجغة ساكتما تتكلمو عن السودان والشعب والسوداني اتكلمو عن اشخاص وناس في المركز فقط افسدو الحياة السياسية في السودان بعد الاستقلال الشعب لحدي الليلة بعيش في اوضاع مفروضة من انقلابات مدعومة من مصر وقلنا دخل السودان جامعة الدول العربية بقرار فوقي سنة 1957 وليس 1956 و95% من السودانيين عارفين نفسهم سودانيين وما عايزين يكونو عرب والذين ارادو الجلوس تحت المصريين اقليات في المركز ولاسباب نفسية اجتماعية سياسية وكلهم فرضو ما يريدون عبر الانقلابات من تغيير العلم الي فصل الجنوب ومصر لم تعد ام الدنيا الان اطلاقا وما عايزة هي تفوق من اوهاما وليس نحن.


فارجو أن تعذرني ان كنت تتوقع مني رد.

Post: #52
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-06-2018, 01:01 PM
Parent: #50

Quote: المقال للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه ونشرت نسخة منه سنة 2013 بموقع الراكوبة. بمناسبة اندية الخريجين بالسودان مقارنة مع حزب المؤتمر الهندى وكيف ان خريجو الهند وقفوا ضد الطوائف فى بلادهم ومعها طبقة المهراجات التى كانت تمثل اذرعا لشركة الهند الشرقية و لها اليد الطولى فى ترسيخ الاستعمار البريطانى للهند.. ومقارنة بطائفتين فى السودان، كيف نجح خريجو الهند بانحيازهم للطبقة العاملة البسيطة والفقيرة وكيف فشل خريجونا؟ الخطأ الاستراتيجى كان فى انقسام خريجي السودان بين الطائفتين الا قليلا منهم، بينما نجح خريجو الهند فى وقوفهم مع الطبقة البسيطة وكان سلاحهم العلم!!
يا ريت لو تدى البوست ده طلة[URL]ايها السادة ... انتم تثيرون فزعى ايها السادة ... انتم تثيرون فزعى]
تشكر جزيلا يا عزيزي جلال، البوست، أيها السادة، لازم أشوفو وعن قريب ان شاء الله..
عندما سالتك عن كاتب المقال بأعلاه كنت أشك أنه د. أبو شوك.. أما أن يكون الكاتب هو د. فيصل عبد الرحمن علي طه، فهذه مصادفة عجيبة فعلا لأنها ستقودني لمدخل عبر سيرة والده كما قاربها د. النور حمد وكما يمكن النطر إليها في مرآة جيل الاستقلال الهندي كما في مداخلتك!!
في كتابه الفريد في بابه والمهمة والممتعة قراءته للجميع (مهارب المبدعين)، كان د. النور حمد قد أفرد ثناء طويلا، وفصلا خاصا عن عبدالرحمن علي طه بالذات، والد فيصل كاتب المقال بأعلاه.. وقد شرح فيه كيف أن عبدالرحمن ع طه قد أثار عنده أسمى أيات الإعجاب واستحق الشكر والفرادة بما تفرد عن الجيل كله؛ بالثبات في وجه التحديات وبعدم الهروب أو الارتهان للطائفية وبالبسالة في مجال التعليم!! بالضبط كما كتبت أنت عن جيل الاستقلال الهندي هذا العجيب طرا!!
ولأن (مهارب المبدعين) يكاد لم يستثن أحدا في ذاك الجيل من كشف وتحليل مهربه عن حق المسئولية الوطنية للمثقفين، غير شخصيتين فقط، هما شخصيتا الأستاذ محمود محمد طه والسيد عبدالرحمن علي طه، فالدكتور النور حمد لابد إذن أن يوافقك على القول بفشل الصفوة السودانية في مقاربة المشكل الوطني من أي جهة تنظر إليه.. وكما قد نوافق جميعا على مجملات هذا الحكم، فإن السؤال الراهن هو أقرب إلى أن يكون سؤالا في فلسفة التاريخ وليس عن التأريخ للإحداث، سواء الأحداث المؤكدة أو تلك المشكوك فيها.. وكمثال للأخيرة؛ عادل أمين يتهم الأزهري ببيع البلد لمصر، بينما كنت، رغم إنني لا أذكر المصدر الآن، قد قرأت للمؤرخ الإسرائيلي "جبرائيل غولدبيرج/هل هذا هو الاسم صحيح؟" المختص في الدراسات السودانية، وهو يؤكد "أكاديميا وبالوثائق ههها" أن علي الميرغني والأزهري لا ولم يصدقا أبدا في أي وعد قدماه لمصر بخصوص الوحدة.. بل إنهما كانا راقدينلهم فوق رأي.. الآن ماذا سنتفيد من التأكيد والنفي لتلك الأحداث غير أن نتعاير بها سياسيا كما هو الحال والحاصل؟ وإذن فالسؤال الضروري هو هذا السؤال في فلسفة التاريخ، لمعرفة كيف ولماذا حدثت تلك الأحداث، على حقيقتها، وحتى لا نرتهن مرة أخرى لتكرار الضرورات التي أنتجتها أو للتخريجات والقراءات فيها التي لا حصر لها ومن ضمنها، بغياب النقد، ما أصبح في (الأوهام الخالدة)!!
لم يعد يكفي أن نلوم جيل التأسيس على أخطائهم وما فرطوا فيه، بل يجب أن نسأل هل كانت في وقتها أخطاء كما نراها الآن؟ وهل نظروا إليها في وقتها كأخطاء كما ننظر إليها الآن؟ لماذا وكيف أرتكبوها؟ هل ساقتهم حتميات تاريحية لما سقطوا فيما سقطوا فيه من أخطاء وخطايا؟ ومثلا، فالقول الراهن هنا، بأن السودانيون أخطأوا بعدم دخولهم الكومنويلث لأول ما استقلوا، لن يعدو قدره الآن سوى أن يكون مجرد رأي تقريري تتعدد الأسباب لذكره وتختلف منطلقاتها، ولكنه لن يفيد كدرس تاريخي طالما غابت حيثياته المنهجية المصدر والمسرد.. أما القول ببساطة أن ذلك حدث نتيجة "لاستلاب عروبي" ففيه تجني مباشر على التاريخ وعلى الدرس التاريخ الموضوعي نفسه، لأنه قول ينطلق من رؤية للموضوع مهما تعالت فهي ذاتية المنطلق، ولأنه لم يراع للحتميات الموضوعية في حركة التاريخ من حيث ملابسات وظروف الوقت أو من حيث تنشط فيه قوانين التأثير والتأثر والفعل ورد الفعل وتفاعلات الوعي الانساني مع الواقع!!
=====
المشرف سلام، أنا فاهمك ولمقتضى حديثك عن الضعف النظري، أنه منصرف لمنهج مقاربة د. النور لبعض اشكالات التاريخ، بتلك الخلاصات "المؤدلجة" والمتوصل إليها مسبقا ثم تستنفر لها الحيثيات، والتي قد تتحكم بالبحث نفسه لتسيره لحيثما تشاء لها رغبات الآيدلوجيا..
بالمناسبة، لمن استمع لحلقات د. النور في (حتى تكتمل الصورة)، أو قرأ مبحثه عن "العقل الرعوي"، سيلاحظ أن د. النور حمد، وربما مصداقا لنقده اؤلئك الهاربين، إنما يتجشم متاعب جمّة، ليقدم نفسه ويفكِّر وينظِّر من موقع السياسي الوطني الحر من الالتزام التنظيمي و(الحكومي والمعارض).. نعم صحيح، ولكن ذلك لا يمنع، بل من كل بد، سيظل السياسي هو السياسي، بطبيعة براغماتية عملياتية بل ومندفعة أحيانا، وبآرائه السياسية حول مشاكل الواقع المختلف عليها حتما، والتي تريد إنجاز التغيير بأسرع ما يمكنها ودونما تريث.. وسيلاحظ من تابع، أن د. النور لا ولم يقدم نفسه من موقع الأكاديمي "البارد" آيدلوجيا أو غير المنحاز لأية قناعات مسبقة ولأهواء سياسية آنية أو مستعجلة وكما المفترض من الأكاديمي.. وبالطبع ففي الخيارين اشكالات لمن يبحث عنها.. وإن كنت في ظرفنا الراهن أفضل مليون مرة أمثال د. النور حمد بما يطرحونه ـ من فكر وتنظير، عن معرفة كبيرة، ولكنه يخطئ ويصيب ـ ويقدمونه للنقاش الحار المباشر وللمراجعة العامة، وحول قضايا طالما ركنها الأكاديميون السودانيون في الرفوف المغبرة، أو قدموها للمنظمات (يُسأل أليكس دي وال) أو نشروها في المحكمات باللغات الأجنبية التي لا تصل حتى لمكتبة الجامعة!!

أما سؤالك المهم يا مشرف: هل كان للاستاذ محمود محمد طه مثل هذه المراجعات التاريخية للفترة ما بعد الاستقلال؟!
فيحوّل بتمامه لعناية المستنير أبوبكر، بالطبع في معية الأسئلة الأخرى، هو بيعرف الجمهوريين أكثر مني وممكن يقولنا الأكيدة عن الموضوع:)!!
=====
أستاذنا صلاح عباس فقير، تحية خالصة وخاصة، لعلك بخير.. ومرحبا بك أون بورد..

Post: #53
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 03:10 PM
Parent: #52

على اثر مناسبة الحديث عن الحلف العروبي الإشتراكي مع البان افريكانزم "حركة التحرر الافريقية" مش تنسيق بس سياسي ورؤى مشتركة بل دم ونسب.. كان كل شيء مسوق بالاحلام الإشتراكية العظيمة.. إقرأ هذه القصة:
Quote: فتحية نكروما (1932 - 2007) زوجة كوامي نكروما أول رئيس لجمهورية غانا.

ولدت فتحية رزق ونشأت في حي "الزيتون" أحد أحياء مدينة القاهرة، لأسرة مسيحية مصرية. كانت الابنة الثالثة لموظف في الخدمة المدنية في مصر الذي توفي، في حين تولت الأم تربية أطفالها دون الزواج مجددا.

حياتها المبكرة عدل
بعد تلقي تعليمها الثانوي قامت بالتدريس في مدرستها Notre Dame des Apôtres، إلا أن التدريس لم يرق لها، فعملت في وظيفة بأحد البنوك. وهنا تقدم للزواج منها كوامي نكروما. حيث رفضت أمها الزواج خشية مغادرتها للبلاد مع نكروما إسوة بشقيقها الذي تزوج من إنجليزية وغادر مصر. ورغم أن فتحية قالت لأمها بأن نكروما هو مناضل ضد الاستعمار في بلاده وهو مثل الرئيس عبد الناصر، إلا أن الأم رفضت مباركة الزواج أو حضوره.

تزوج نكروما من فتحية في ذات المساء الذي وصلت به فتحية إلى غانا في ليلة رأس السنة (1957-1958)[ويكبيديا]


Post: #54
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد على طه الملك
Date: 08-06-2018, 03:24 PM
Parent: #53

سلامات محمد جمال وزواره الأفاضل ..
واحدة من مشكلات النخب الثقافية في السودان تكيف وتوصيف أي مشكل من زاوية اجتماعية ايديولوجية ..
ربما لكونها تلامس أشواق التنوع والصراع الايديولوجي في البلاد ..
غير أنها تبدو أحيانا طمس غير منصف لحقائق موضوعية ..
أولاها وأهمها : أن يد ورؤية الشعوب السودانية لم تكن هي الطولى في المسار الذي وضعت فيه ..
وثانيها : أن ثقافة النخبة التي طغت على ما سواها وسيطرت وسيرت تفكير النخبة ومنهجه..
لم تكن من ابداعات النخبة الوطنية ولا رافدها الوطني ..
بل كانت برمتها برامج وسياسات وخطط زرعها الاستعمار على فترتين متتاليتين أنتجت ما نحن عليه ..
هذه ليست " شماعة " كما يصر دعاة الصراع الاجتماعي ..
بل حقيقة موضوعية مثبوتة بمصادر ووثائق تاريخية ..
نعم انتبه البعض ومن فترة مبكرة لخطأ منهج النخبة ..
ولكن تظل المعضلة كامنة في القاعدة الجوهرية القائلة بأن الإنسان إبن ثقافته ..
وهي معضلة لكونها بذرت ثنائية التفكير والتعاطي في الشخصية النخبوية دون الاحساس بالمفارقة..
فهو من جهة شديد التعاطف والانفعال و"الفينا مشهودة "..
ومن جهة مسالم باحث عن السلام " اغلطوا انتو يا أحباب نجيكم نحن بالأعذار" ..
مفارقة تبدو في نظر المراقب شديدة الطرافة ..
حين يراني متفاخرا بجدي " العباس " وجدتي " أماني شخيتو" بكل جدية ..
دون أدنى اعتبار لفراق الزمن ولا الحزام القاري ..
ما نحن علية نتاج ثقافة ونظم ومناهج جلبت وزرعت فينا..
نبتت في أراضينا محورة وما زلنا نعتمدها في تكيف وتوصيف منازعنا.

Post: #55
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: عبد الصمد محمد
Date: 08-06-2018, 05:36 PM
Parent: #54

ينصر دينك مولانا الملك

Post: #56
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-06-2018, 05:40 PM
Parent: #55

حسب وناستي الالتقاطية مع الجمهوريين؛
الأستاذ كان معارض لانضمام السودان لجامعة الدول العربية ويعتبر ذلك نوع من العنصرية

Post: #57
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 07:47 PM
Parent: #56

وربما كان رعيلنا الأول له أخطاء جسيمة وكثيرة أكثر من حسناته لكن ليس من ضمنها الإنضمام للجامعة العربية وليس من ضمنها العروبية وليس من ضمنها عدم التوجه ناحية أفريقيا ولا القرن الأفريقي ومن المؤكد ليس من ضمنها عدم الإنضمام للكمونولث (دا لو حصل كنا شنقنا الرعيل الأول حرفياً في الحقيقة برغمه شنقناهم معنوياً بسوء فهمنا للتاريخ ومحركاته الحقيقية)!.

لا يوجد تحالف أقليمي أو قاري آنها رفضه السودان وأختار الجامعة العربية.. لا يوجد نهائي!. كلو كلو مافي!.

عندما أنضم السودان للجامعة العربية يناير 1956 كانت كل أفريقيا وراء الصحراء مستعمرة وعلى وجه الإطلاق. وقد ألتزم الرعيل الأول الخلق السياسي المثالي المتوقع منهم: الوقوف مع حركات التحرر الأفريقية "البان أفريكانزم" في مواجهة ولو باردة مع المعسكر الغربي الرأسمالي في تحالف علني وسري مع العروبية الإشتراكية بقيادة جمال عبد الناصر ذلك الوقت (واقع اللحظة التاريخية لا يسع أكثر من ذلك) متحالف مع روسيا كجزء من حرب كونية بين معسكرين كل منهما يعمل على فناء الآخر مادياً ومعنويا. يعني كانت بس مساعدة في التحرر ك"حد أخلاقي" على امل المستقبل في عالم إشتراكي موحد ضد الغرب الإمبريالي حسب ذلك الحلم المستحيل!.

نرجع للموضوع.. معليش.. أي توجه رسمي مستحيل نحو أفريقيا لأن قرار الامم السيادي مغيب في لندن "تمشي تتفاوض هناك إذاعندك حاجة في أفريقيا ما وراء الصحراء كلها ومطلقا".

كان سيكون الإنضمام "وهو طبعاً مستحيل" للكمونولث من أكبر الأخطاء في التاريخ "هذه العبارة لا تجوز على إطلاقها" إذ ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان.. منطقي!. لكن دعني أقولها للبيان لو أن السودان طلب الإنضمام لمنظمة الكمونولث وتم بالفعل لكان أكبر خطأ سياسي وأخلاقي في تاريخ البلاد الحديث!.

وذلك للأسباب سياسية واقعية وعملية وعلمية (صراع الداخل يحتم أخذ مسافة من بريطانيا ونعرف قصة وحدة وادي النيل والسودان للسودانيين وأن من اهم مبادي الكومنولث ولاء أعضائه لملك الإمبراطورية ومقر المنظمة في لندن).
وأسباب إقتصادية (ليس للسودان اي مصالح إقتصادية مرئية مع بقية منظمومة الكومنولث ما عدا بريطانيا والسودان لا يحتاج لكومنولث في تبادلاته التجارية أو الثقافية مع بريطانيا فهي عملية تحصيل حاصل) وأسباب اخلاقية (الكومنولث كان يضم جنوب أفريقيا العنصرية والتي إنسحبت بالفعل سنة 1961 إعتراضاً على دخول المنظمة دول منحطة عرقياً مثل غانا).. وأسباب إجرائية حاسمة وأهم شيء (السودان ليس جزءاً من المستعمرات البريطانية، السودان تركي ثم بريطاني قررت بريطانيا أن تجعله حالة خاصة لا شأن لها بالكمونولث ولا أظن بريطانيا راغبة في ضمه لتجمع مستعمارتها السابقة لاسبابها والا لفعلت أو سعت لذلك لكنه لم يحدث وبالتالي منظمة كالكمونلوث عند إستقلال البلاد من المنطقي أن لا تكون من أولويات المخيال السياسي الواقعي للرعيل الاول).

Post: #58
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 07:57 PM
Parent: #57

المداخلة الاخيرة وردت عبر الخطأ.. كان مقصود بيها مكان تاني.. معليش.. تكرار ممل لكن اظن غير مضر شديد!.

تحية لمولانا محمد على طه الملك.. وطابت أمسياتكم صحاب
---
قلنا نستغل ركشة الإعتذار دي نشيل معانا في الطريق: محبة وسلام :)

Post: #59
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: صلاح عباس فقير
Date: 08-06-2018, 08:50 PM
Parent: #56

ومرحباً بك عزيزي هاشم الحسن،
حقيقة أسعد بوجودي معك في أي بوست.

Post: #60
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-06-2018, 11:08 PM
Parent: #59

Quote: ومرحباً بك عزيزي هاشم الحسن،
حقيقة أسعد بوجودي معك في أي بوست.


ذات التقدير!






Post: #61
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-07-2018, 00:45 AM
Parent: #60

تحياتي وشكري للأخوين صلاح وم. جمال.
وللعضف الفكري الجميل يقوم به الجميع ويفيد الجميع..
وهنا بوست آخر في المنبر مهتم بمقال د.النور حمد
وفيه كامل المقال متاح للقراءة في كلياته..

Post: #62
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: mustafa mudathir
Date: 08-07-2018, 02:02 AM
Parent: #61

شكراً محمد جمال الدين
لم أر أي شيئ مرذول، من زاوية منظوري للأمور، في مقال النور حمد.
مقال جيد ورؤية ممتازة.
القال النور حمد عندو خلل نظري، عنقالي ساي، والقال ما عاجباهو عبارة
استلاب عروبي، لم يدقق الرؤية. ياخي مستلب دي لو شايقها شينة فتأمل
كم سلب العرب والمتأسلمين منذ الخديوي من رجال ونساء المنطقة التي
اسمها السودان عبر تجارة الرقيق المنظمة والانتهاكات القديمة والجديدة
للنسيج الاجتماعي للقبائل الافريقية فيه. وتبع ذلك السلب الفكري منذ التركية
ومروراً بأوهام القومية العربية والناصرية والبعثية. السودان مستلب وكفى.
أما قول الدكتور حيدر المشرف بأن تفكير النور retrospective بمعنى
سلبي فهو غير صحيح. وليس هناك تفكير ايجابي لا يفكر بطريقة retro
أو الكلمة المشار إليها. بل كل حركة الفكر والعلم هي قائمة على التفكير ال
retro لأنك لا يمكن أن تفهم ظاهرة إلا بتقصي ماضيها. فالتفكير ال retro
لا يعني أنني لو كنت في النقطة التي يعيدني لها التفكير كنت سأعجزعن
فهم الأمر وأن علي أن أنتظر عشرات السنين لكي أفهم. الوعي والمبادرة
والمنهج السليم هم المخرج. وكذلك السؤال عن علاقة ما يقول به النور حمد
بالجمهوريين فهذه هي نفس (عينك في الفيل تطعن في ضله) إذ أن النور
حمد، ولي اختلاف مع طرحه في جوانب، هو مفكر وقادر على وزن الأمور
بطريقة مستقلة ولا حاجة لسبر مسائل الانتماء فهو واضح في صدوره عن
نفسه كمفكر.


Post: #63
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-07-2018, 11:11 AM
Parent: #62

أهلا مدثر

Quote: القال النور حمد عندو خلل نظري، عنقالي ساي، والقال ما عاجباهو عبارة
استلاب عروبي، لم يدقق الرؤية. ياخي مستلب دي لو شايقها شينة فتأمل
كم سلب العرب والمتأسلمين منذ الخديوي من رجال ونساء المنطقة التي
اسمها السودان عبر تجارة الرقيق المنظمة والانتهاكات القديمة والجديدة
للنسيج الاجتماعي للقبائل الافريقية فيه. وتبع ذلك السلب الفكري منذ التركية
ومروراً بأوهام القومية العربية والناصرية والبعثية. السودان مستلب وكفى

هل الماركسية برضو أوهام! .. ما طرحته قضايا اخرى فمحتوى البوست الكمونولث وامكانية التوجه الأفريقي من عدمه سنة 1956 وليس النور حمد.

Post: #64
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-08-2018, 05:12 AM
Parent: #62

معليش يا مصطفى، مشيت اقرا في بوستك (سينما صحارى) لقيتك كاتب
Quote: قصدت أقول الزول القال انو النورالحمد عندو خلل نظري زول عنقالي ساكت لأنو عارف (...) ولأني حبيت أنتقم للنور حمد،(...)
عليك الرسول يا دكتور إنت كنت بتهظر هنا ولّ بي هناك؟
تعرف؛ أظن أن الجميع هنا يكنّون احتراما راسخا لدكتور النور حمد ولقيمة ما كتب،
ولا رغبة لأي منهم، من البداية وحتى النهاية، سوى ابداء التوقير المستحق..
وأنت قايل لولا تقدير الناس لما كتب النور كانوا حيناقشوه؟
إذن، لا يوجد داع للانتقام!! فهو موفور مصان بدءً، ونحن ايضا لم نأت لعركة ولا اعتدينا.. ولّ شنو؟
ولهذا بالضبط، وبمثل هذا الاحترام للنور، فنحن هنا،
ولدرجة أن كلماتك كمرذول وعنقالي ساي،
أو زي تفسيرك لـ retrospective بأنها تعني "سلبي”
أو كـسلبية رجعية retrogressive القريبة، ثم تلصق تفسيرك فيمن تريد،
وحاجات زي دي يعني في مداخلتك؛
قد أثارت استغرابي الشديد!"

المهم يا زول:
قلتا لينا: "والقال ما عاجباهو عبارة استلاب عروبي، لم يدقق الرؤية."!!
أنا واحد ممن قالوا.. ولكن، وبل دققت بما يكفي لأن أقول إنها عبارة مؤدلجة.. وخاطئة..
أي في عدم اعتبارها لوقائع التاريخ ولا لمفاعلات سيروته واتجاهات حركته الموضوعية..
وإنها برضو زيّها وزي كلامك المستعاد بسهولة من نفس نوع الخطاب، أي كلامك
عن تجارة الرقيق والانتهاكات والأوهام والاستلاب وما إليه..
مؤدلج .. وزيادة.. متعالي جدا!
فأولا: دا كلام ما عندو علاقة بموضوع البوست ومجرد حركة بتاعت "ديفييشن" من بتاعات الأركان في الجامعة!!
وثانيا: هو كلام سياسوي والسلام،، لأنك استكثرت علينا شرح المحاضرة.. عايزنا نحفظ بلا فهم!!
يعني معقول تقول لينا أي كلام ونحفظوا ساي وبعدين يطلع عادي ممكن يندرج في (الأوهام الخالدة)؟؟
بالله دا اسمو كلام يا مصطفى؟
عليك الله قبل الخيديوي والعرب والأتراك، كدي ورينا...
ما علاقة المقرة وعلوة بتجارة الرقيق؟
كم عدد الرقيق الذين باعهم سلاطين دارفور لنابليون براهو وفيما قبل زمن الخديوية؟
وكم عدد من خطفهم سلاطين سنار من جوارهم القريب والبعيد؟
وكانوا "جهادية" في ياتو جيوش؟
وأين ذهب "رقيق" دارفور وسنار هذا.. قبل ما نشوف غيرو؟
وما الذي أطاح بتهراقا إلى حروب في أورشليم مثلا وليس نحو كمبالا؟
ولماذا احتلت سلطنة الفور منطقة كردفان وطمعت طوبلا في سنار
ولكنها لم تحتل ودّاي وما ورائها؟
وهل كانوا مستلبين والمفروض كان يسعموا كلامكم retrospectively وعبر حجب المستقبل؟
ويعني يقوموا يتوجهو جنوب غرب بدلا من شمال شرق؟
وما هو النزوع الحضاري الذي رصدته عن حضارات كرمة ونبتة ومروي؟؟
وعن سلطنات الفونج والفور..؟؟
وخليك من القديم دا،،،
المنبتين قبليا في تسمية (يوشيكو كوريتا) من أبناء الجهادية الرقيق الباشوي البتتكلم عنو،
وهؤلاء، وكما تعلم حق العلم، هم اللب والسداة في حركة اللواء الأبيض وثورة ١٩٢٤!!
ولو ممكن تقول لينا نزوعهم الوحدوي كان في أي اتجاه؟

القصة ما كوار يا د. مصطفى..
الحوار الذي ابتدره م. جمال وشارك على أساسه الناس هنا،
قيمته أساسا هي التي في منطلقاته الموضوعية.. وما ينبني على ذلك من الاحترام..
ومش في زي ومتل قطعك الناشف المتعالي (السودان مستلب وكفى.).. يا راجل!!
ما كفى!! شرحوا لو سمحت!!
ولو عايزينو ينحشر في أدمغة الناس بالقوة ما ببقى ليكم،
ما بي شغل الهوك والكروك!!
نحن هنا مافي السينما الوطنية يا دكتور!! طبعا!!
لكن برضو، فالطبع الغالب هو إنو ممكن نقبل بالمحاضرات ذات الحيثيات التي يمكننا نقاشها.. .  

Post: #65
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: جلالدونا
Date: 08-08-2018, 07:18 AM
Parent: #64

فعلا يا هاشم
الاخ مصطفى يحتاج ان يعيد النظر فى مشاركته هذى
على الاقل من باب ان الموضوع يالتأكيد يسع العديد من زوايا التناول
و تعدد الاحتمالات و ما قال به د/ النور اجتهاد يستحق ان تاخد الناس و تدى فيهو
اللهم الا ان يكون قرءانا و رغم ذلك لنا حق الكفر به
لو عاد الناس لتاريخ الرق فى السودان لسكتت اقلام تتحدث عن التهميش و العنصرية الان
احفاد تجار الرقيق فى دارفور و المملكة السنارية بعد فطامهم لم يجدوا امامهم غير الجلابة و الشمال النيلى
... خاصة و قد ارتبطت تجارتهم البئيسة تلك بالشمال الجغرافى ...
ليبلوهو بما ابتلوا به بأحساسهم بالخوف ان يكونوا ضحايا تجارتهم التى مارسوها قرونا عددا
و الشاهد درب الاربعين و قطع العرقوب
التاريخ لابد يتقرى صاح و قد آن اوان ذلك

Post: #66
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-08-2018, 08:06 AM
Parent: #65

Quote:
شكراً محمد جمال الدين
لم أر أي شيئ مرذول، من زاوية منظوري للأمور، في مقال النور حمد.
مقال جيد ورؤية ممتازة.
القال النور حمد عندو خلل نظري، عنقالي ساي، والقال ما عاجباهو عبارة
استلاب عروبي، لم يدقق الرؤية. ياخي مستلب دي لو شايقها شينة فتأمل
كم سلب العرب والمتأسلمين منذ الخديوي من رجال ونساء المنطقة التي
اسمها السودان عبر تجارة الرقيق المنظمة والانتهاكات القديمة والجديدة
للنسيج الاجتماعي للقبائل الافريقية فيه. وتبع ذلك السلب الفكري منذ التركية
ومروراً بأوهام القومية العربية والناصرية والبعثية. السودان مستلب وكفى.
أما قول الدكتور حيدر المشرف بأن تفكير النور retrospective بمعنى
سلبي فهو غير صحيح. وليس هناك تفكير ايجابي لا يفكر بطريقة retro
أو الكلمة المشار إليها. بل كل حركة الفكر والعلم هي قائمة على التفكير ال
retro لأنك لا يمكن أن تفهم ظاهرة إلا بتقصي ماضيها. فالتفكير ال retro
لا يعني أنني لو كنت في النقطة التي يعيدني لها التفكير كنت سأعجزعن
فهم الأمر وأن علي أن أنتظر عشرات السنين لكي أفهم. الوعي والمبادرة
والمنهج السليم هم المخرج. وكذلك السؤال عن علاقة ما يقول به النور حمد
بالجمهوريين فهذه هي نفس (عينك في الفيل تطعن في ضله) إذ أن النور
حمد، ولي اختلاف مع طرحه في جوانب، هو مفكر وقادر على وزن الأمور
بطريقة مستقلة ولا حاجة لسبر مسائل الانتماء فهو واضح في صدوره عن
نفسه كمفكر.


الاخ مصطفى مدثر.

أتفق معك تماما في ما كتبت، ولكن واضح جدا بأن هنالك من يريد أن يفرض سياسة الواقع، الواقع الذي تم فرضه في السودان بعد أستحوازهم على السلطة والثروة، وبموجب ذلك تم فرض الثقافة العربية والاسلامية في السودان.




Post: #69
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: mustafa mudathir
Date: 08-08-2018, 09:59 AM
Parent: #64


يا هاشم الحسن كلامي في سينما صحارى كان مع أبوبكر عباس وهو مكاواة
وحاجات بيني وبينه ولا علاقة له بالصحة أو الجدية. ودا شي واضح للغير
فكيف يقسو عليك أن تفهم وكمان تجيبو هنا وتنفش فكرة الانتقام للنور وتعمل
منها هلولة عشان تصورني كمنتقم؟
نمرت اتنين هذا الكلام "أو زي تفسيرك لـ retrospective بأنها تعني "سلبي”
وهذا بالطبع ليس تفسيري أنا ودا لفحي ساي منك.
بعدين شنو حكاية انو الموضوع ما عن النور؟ قالها سيد البوست وجيت قلتها
انت وهو النور بيعاين ليكم من عنوان البوست. يعني دي كعوبية جديدة انك
تكتب مقال وتخت في عنوانو اسم زول وبعدين تجي تقول القصة ما النور.... ياخي
ذاتو قصة أوهام خالدة دي عبارة سخيفة لأنو ما في أوهام خالدة، الخالد هو الانكار
الحاصل للناس الما قادرين to identify as ِAfricans وهم ببساطة أفريكانز
بعدين قصة retro وما أدراك تعني فقط النظر للوراء وليس لها أي connotation
ومحمد حيدر اقحمها في رأيه في النور ساكت زي ما رب المسلمين أقحم مشكاة
واستبرق وغيرهما عشان يبدو مثقف. فعادة إقحام الكلامات الأجنبية هي في الحقيقة
عادة إلهية.

Post: #71
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-08-2018, 11:14 AM
Parent: #69

المداخلة نقلت إلى الأسفل.. أفضل.

Post: #122
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-11-2018, 01:22 PM
Parent: #55

أيوة عبد الصمد، افهم ان مولانا يؤشر للتبعية الثقافية وهي نتاج للإستعمار الصريح والمستتر وسيادة التخلف التكنولوجي عندنا وهو بدوره سبب ونتيجة لتراجعنا عن خط الحضارة في الوقت الراهن.

Post: #67
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-08-2018, 08:26 AM
Parent: #1





الايدلوجي وليس الاكاديمي او المعرفي!


نعم يا هاشم ..
اعيد قراءة جدلية المركز والهامش بمناسبة بوست محمد جمال الدين التاني داك وبخلفية مداخلة كبر.. وحقيقة لا اعلم كيف سارتب ملاحظاتي واين ولكن الملاحظة الاساسية هي ان هناك ( جهد تسويغي عالي لمخرجات متواطأ عليها سلفا

هذه , هنا وهناك, اشكال مضللة جدا من البحوث التي يتداخل فيها الجهد المعرفي بالتحيزات الايدلوجية.
ده ضعف نظري في تقديري ..
ومن ناحية التصور العام قبل الدخول في تفاصيل جنات شرق افريقيا التي لا عين رات ولا خطرت بقلب "العنقاله"..


شرحت باعلاه ولن اكتب جديد في الموضوع ..
طريقة التفكير retrospectively في الحاضر اعني بها ان يتم التفكير في الحاضر بتجريم تجربة تأريخية بمعطيات الحاضر والمعرفة المترتبة اصلا عن هذه التجربة لأقرر أن الحاضر كان ليكون أجمل او احسن لو فعلنا كذا وكذا وبالتالي نحكم بخطأ تقديرات أولئك الذين كانوا في قلب تلك التجربة التأريخية. ذلك الخطأ الذي دمر حاضرنا الآن.

الشاهد في الامر ان النور حمد ذاتو لو رجع لتلك اللحظة التاريخية بوعيها الزمكاني والانساني بالاضافة لمعطياتها, لو عاد لتلك اللحظة وكان في يدو القلم لكتب ذات الذي يجرم فيه الناس الآن.


Post: #68
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-08-2018, 09:07 AM
Parent: #1




الضعف النظري, كعبارة يعني, ليس شتيمة شخصية ..
الضعف النظري هنا متعلق بمنهجية مقاربة التاريخ عند النور حمد .. المنهجية والمنتج الاخير اللي هو الكتابة في الموضوع الفلاني

يبقى الرد على الكلام هو الدفاع عن المنهجية وادوات تحليل التاريخ واستخلاص النتائج .. الدفاع عن ذلك وليس الانتقام الشخصي يا عزيزي مصطفى

الانفتاح شمالا (نحو المتوسط) ومنذ التكوين الحضاري للسودان لم يكن ترفا ثقافيا
كان جغرافيا
اثقال سياسية وحضارية واقتصادية الخ ..

لمن جات اللحظة التأريخية بتاعت الاستقلال ..
كان الناس أبناء حاضرهم آنذاك ..
لم يكونوا ابناء لحاضر لم يأت بعد

ذلك الحاضر لم يأخذ شكل المفاضلة بين الجنوب والشمال


الذي يرى بأن تلك اللحظة التأريخية كانت للمفاضلة بين الشمال والجنوب.. بين دعاوي المركزية الافريقية والمركزية العروبية الاسلامية .. من يقول بذلك يتوجب عليه اثبات وجود هذه المفاضلة اولا قبل ما يحاكم هذه المفاضلة

لو لم يفعل ذلك سيدخل في حيز الضعف النظري او الخلل في النظرية
وطبيعي جدا ان نشير اليه قائلين (هناك شبحا في هذه الماكينة يا صاح)*




*
المقصود هو التعبير الانجليزي ghost in the machine

Post: #70
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-08-2018, 10:41 AM
Parent: #1

مصطفى سلامات
لو عاوز اكتب ريتروسبيكتيفلي بالعربي اكتب شنو مثلا؟!
هل العودة الاستقصائية مثلا تعبير مناسب .. وهل بحمل الدلالة؟

Post: #72
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-08-2018, 11:26 AM
Parent: #70

المشرف كتب:(هنالك ضعف نظري عند النور حمد في قراءة التأريخ وفي طريقة التفكير retrospectively في الحاضر)..
ورغم إنو عاد وشرح مقصده لمرتين، إلا انو فهمو من الأول ما كان قاسي أصلا..
فهمنا منه انتقاده "لمنهج ومقاربة" النور وليس لشخصه، ولطريقة التفكير (التي تشمل آخرين غير النور )!!
فمهنا أنه يقول: أن طريقة التفكير (بالنظر للوراء) دي، أي للماضي التاريخي ومحاولة تصحيحه بالقلم الأحمر للتحديات الحاضرة، هي طريقة خاطئة!! وقول لفحنا وقريناها خطأ، جملتك عن استخدام المشرف للكلمة الإنجليزية، ((.أما قول الدكتور حيدر المشرف بأن تفكير النور retrospective بمعنى سلبي فهو غير صحيح.)) فهي ستظل وأيضا جملة غير صحيحة فيما يتعلق بقراءتها لكلام المشرف كما فهمناه وكما شرحه.. الكلام ليس عن النظر في التجربة الماضية بل عن محاولة تصحيحها من المستقبل، وهذا أمر غاية في السلبية.... ودا رأيي!! ودي كلها مجرد أراء يا مصطفى، آراءء، عن قراءة شخص ما في التاريخ السوداني، هو وأنت تعتقدان إنها قراءة صحيحة، بينما آخرون لا يعتقدون ذلك.. يبقى كيف ممكن "الآخرون" ديل يشرحوا اختلافهم دا طالما أنت مثلا تعسّ عليهم في الكلمة ومعناها، ثم تستخسر حبرك في شرح تعليماتك!! وبل تقول أن مجرد ذكر اسم النور في عنوان البوست يعني الهجوم عليه!! أعتقد أن النور حمد اسمح رؤية وأوسع تسامحا من مثل هذه التعسفات يا مصطفى..

وبعدين كلامك في سينما صحارى مفهوم ولما جبتو هنا كان أولريدي مفروز، ومكان المكاواة منه مهمل ومكان صحبة المفكرين مبتور، وكالتالي: اقتباس{: قصدت أقول الزول القال انو النورالحمد عندو خلل نظري زول عنقالي ساكت لأنو عارف (...) ولأني حبيت أنتقم للنور حمد (...) } شفت محل النقاط بين هلالين دي ياهو محل المكاواة والهزار الخليتو ليك في محلو.. لكن فكرة الانتقام أثبتناها لأنها كانت غريبة أولا، وثم لأنها ما بعيدة من طبيعة مداخلتك الأولى هنا والمتعالية جدا، أو كما وحي يوحى علينا مع التوبيخات اللازمة كمان!! دي حركات طابور عسكري يا دكتور!!

ثم خلينا من العادات الإلهية في استخدام اللغة الأجنبية؛ وهي بالمناسبة، في المحل دا،
فمقولة استعراضية ساي منك حتى ولو جاءت لابسة كل مسوح وأقنعة لبرالية.. ما محلها!!
لكن الكلام هنا عن "الأوهام الخالدة":
قلت: identify as ِAfricans .. .. .. ما حأسألك كيف! لكن أفريكان يعني شنو؟؟
ما زي المصريين مثلا؟ أم كمثل النيجيريين؟ أو الأمازيغ؟ أم شبه الماساي في كينيا؟
أو كنوير فشلا أم زي ناس غينياا؟
أم .. أم ماذا؟
أم أن آفريكان في إطلاقك هذا،
فبرضو تنتظر دورها في رف "الآوهام الخالدة"!!
=====
وكتب المشرف: {(الملاحظة الاساسية هي ان هناك جهد تسويغي عالي لمخرجات متواطأ عليها سلفا..
هنا وهناك، اشكال مضللة جدا من البحوث التي يتداخل فيها الجهد المعرفي بالتحيزات الايدلوجية.)}.
وأقسم أن هذا صحيح.. السوق عامرة بالتسويغات المؤدلجة! أو كما قال م. جمال (الأوهام الخالدة)!..
=====
م. جمال... تعبيرك دا (الأوهام الخالدة) حيصبح من (أعمدة الحكمة السبعة) عندي!!

Post: #73
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: mustafa mudathir
Date: 08-08-2018, 11:55 AM
Parent: #70

نعم محمد
الكلمة نفسها هي انك تنظر لوراء
الناون منها retrospection تعني استعادة أو استرجاع شيئ.
لكن ما فيها استقصاء أو تجريم، ما فيها تقييم.
عندك في الطب بتعني ترجع لورا في تاريخ المريض لكن
ما عشان تجرموا تقول ليهو انت زمان كنت بتاكل سكر كتير
عشان كدا جاك السكري, دا بكون طبيب فاشل, وفي كلمة
أخرى بتستعمل لنفس الغرض retroactively
فتجريم النور لمراحل سابقة ما سببه النظرة ال retro
هاشم ما قرا كلامي الأول في كلمتك دي وقال أنا اللي
قلت انها تعني سلبي وخوفي انو ما قرا عمل اسكان
زي ابوبكر عباس اللي سميتو سكانر لأنو ما بيقرأ.
الله يرضى عليهو هاشم عايز يستعرض معاي تاريخ
العبودية وأنا مالي ومال كدا؟ في النهاية كل زول يحتفظ
برأيه وما ح يتغير شيئ قريب دا.

Post: #74
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-08-2018, 12:40 PM
Parent: #73

Quote: عندك في الطب بتعني ترجع لورا في تاريخ المريض لكن
ما عشان تجرموا تقول ليهو انت زمان كنت بتاكل سكر كتير
عشان كدا جاك السكري, دا بكون طبيب فاشل,

بس، فتح الله عليك يا دكتور..
دا هو عين المطلوب من الذين يحاكمون التاريخ..
ألا يصبحوا كالأطباء الفاشلين...
والمريض بدل ما يتعالج من السكري يقوم يموت.

Post: #75
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 03:25 PM
Parent: #74

هاشم الحسن وود المشرف ومجهود عالي في الشرح والصبر.. حقيقة تقدمتم بإضافات وإضاءات مفيدة جداً بالنسبة لي كما أأظنها ساعدت في توصيل محتوى الفكرة
بالشكل المراد في ظل فضاء سياسي وثقافي شديد الإستقطاب .. وأستحسن مثلما أستحسن صاحبنا هاشم هذا المقطع من صاحبنا ود المشرف:

Quote: كتب المشرف: {(الملاحظة الاساسية هي ان هناك جهد تسويغي عالي لمخرجات متواطأ عليها سلفا..
هنا وهناك، اشكال مضللة جدا من البحوث التي يتداخل فيها الجهد المعرفي بالتحيزات الايدلوجية.)} ((مشرف)).

---
وأقسم أن هذا صحيح.. السوق عامرة بالتسويغات المؤدلجة! أو كما قال م. جمال (الأوهام الخالدة)!.. ((هاشم))
=====


وهاشم تاني:
Quote: م. جمال... تعبيرك دا (الأوهام الخالدة) حيصبح من (أعمدة الحكمة السبعة) عندي!!


هههههههههه جميل.. ايوة.. تعالو نفتش عن كل الأوهام ونفضحها قدام الضوء

Post: #76
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 06:12 PM
Parent: #75

Quote: عندك في الطب بتعني ترجع لورا في تاريخ المريض لكنما عشان تجرموا تقول ليهو انت زمان كنت بتاكل سكر كتيرعشان كدا جاك السكري, دا بكون طبيب فاشل,

إتفاق مدثر.. ليس في الإمكان أحسن مما كان وإلا لكان!.

Post: #79
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Abdullah Idrees
Date: 08-08-2018, 07:00 PM
Parent: #75

في نظري ، النور حمد وجيله من المثقفين والاكاديميين الاحرار من معارضي السلطة ، هم جيل الاحباط او جيل " قلة الحيلة" بقراءة اخرى ، الذي الذي اعقب جيل اكتوبر "جيلي انا" او كما قال الشاعر الفذ محمد المكي ابراهيم. واعتقد انهم قد فشلوا في صياغة او اجتراح جسم نظري يشخص بعمق وعقلانية جذور المشكلة السودانية ومن ثم ايجاد حلول لها. واعتقد ان لخيبات اكتوبر دور في هام في ظاهرة الاحباط التي ميزت الجيل التالي لها ونفس الشيء ينطبق على الموت المبكر او الانقسام المبكر لمدرسة الغابة والصحراء ، قبل تبلور افكارها البسيطة ودخولها حلبة الصراع الفكري والسياسي وتواريها مبكرا مثل كل حلم سوداني جميل وأكثر من ذلك ، تفرقت بأفكارها السبل قبيل ذلك، فريق يرى غلبة العنصر الافريقي واخر يرى بغلبة العنصر العربي وما بينهما وقف محمد عبدالحي حائرا .
النور حمد و جماعة التحليل الثقافي والهامش والمركز التقطوا قفاز النور عثمان ابكر وتبنوا تياره وحاولوا صياغة افكار ينقصها التجريد النظري واستندت على مغالطات تاريخية وثقافية تكرس لواقع اقصائي جديد . تبدأ أول هذه المغالطات بهجوم كاسح على جيل الاستقلال بوصفه المسئول عن الحالة الراهنة من "الاستلاب الثقافي" الذي يرون انه سبب كل بلاوينا ، بيد انهم لا يرون ان تدخل العسكر في السياسة وقمعه للديمقراطية في مهدها ثلاث مرات ، مستاثرا بغنيمة الاسد من عمر استقلالنا (42 عاما بلياليها) اي دور هام فيما يجري . وهوجة الانقلابات هذه التي عصفت بالكتير من الدول واوردتها موارد التهلكة هي في الاساس ظاهرة عالمية أو موضة بدأت منذ ثلاثينات القرن الماضي في اوروبا وامريكا اللاتينية ثم زحفت نحو اسيا وافريقيا وخلفت تقريبا نفس المشاكل في كل القارات . يلتف النور حمد ومشايعيه على حقائق تاريخية دامغة وثابتة ولا يتعرضوا لها بالمرة في كتاباتهم مثلما اورد جلالدونا وهاشم بخصوص ظاهرة الرق الذي تعاظم سوقه نتيجة دخول السلاح الناري للسودان بواسطة السلطنتين ومن ثم تجييشهما لحملات الرق المنظمة. قبل ذلك كان الاسترقاق ظاهرة محدودة الى حد ما تقتصر على الخطف واسرى الحرب ، لكن بعد دخول السلاح الناري اختل ميزان القوى واصبح ضحايا الرق لا حول لهم ولا قوة امام السلاح الناري والحملات المنظمة . كما انهم يقفزون قفزا متجاوزين حقيقة اخرى بالغة الاهمية وتمس عمود كتاباتهم الفقري وهي عملية التعريب والاسلمة ودورهما في نشوء ظاهرة الاستلاب الثقافي والانسياق الاعمى نحو العالم العربي عوضا عن التوجه نحو افريقيا ، ويقيني لو حدث العكس لما تغير شيء ولربما رايناهم الان يتحدثون عن تجاهل السودان لجواره العربي كسبب من اسباب تراجعنا ! تاريخيا ، اول محاولات فعلية لتعريب واسلمة السودان ابتدرتها السلطة بدأت مبكرا في عهد سلطنتي الفنج والفور ، كما ان الاسر الحاكمة في كليهما ادعت اصلا عربيا وهذا ربما دفع بالكثيرين لحذو حذوهما تقربا او اتقاءً لشرور الحاكمين ، فقد كان في اتباع الدين الاسلامي منجاة من الاسترقاق . فرضت السلطنتان اللغة العربية كلغة رسمية للدولة في القضاء والمراسلات وسجلات الاراضي وبالتالي التعليم على بساطته ومحدوديته ، ثم اعقبتهما فترة التركية والمهدية على نفس المنوال. وعندما تسنم اباء الاستقلال السلطة كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية منذ مئات السنين وكانت القبائل العربية او المستعربة ان شئنا تمثل نسبة كبيرة من السكان فما شأن اباء الاستقلال بهذا حتى ولو حكموا سنين عددا ولم تتناوشهم حمى الانقلابات ؟
اما قصة الكمنويلث ، فأتفق فيها مع المشرف تماما ، لا اعتقد ان من يغني "يا غريب يلا لي بلدك" وهو يذرف الدموع سيذهب بكل بساطه في اليوم التالي لينضم لمنظمة يتحكم فيها هذا الغريب ، وحتى لو انضم السودان للكمنويلث عند استقلاله ، هل كان هذا سيمنع انقلاب عبود او نميري او البشير ؟ هل منع الكمنويلث مذابح رواندا و ديكتاتورية عيدي امين الذي صادر اعمال واموال الانجليزوالهنود في اوغندا ؟ ماذا قدم الكمنويلث لموزمبيق ؟ حتى في تلك الفترة التي كانت فيها انجلترا وفرنسا تتحكمان في افريقيا بعد موجة الاستقلال لم تفلح منظومة الكمنويلث في اداء اي دور ايجابي في افريقيا لأن هدفها العكس تماما وهو السيطرة على موارد افريقيا. الان لم تبدأ بعض دول افريقيا في النمو الا بعد ان تحررت من سطوة كبيري الكمنويلث والفرانكفون الذين كانوا يغيرون الانظمة في افريقيا متى ما شاؤوا تماشيا مع مصالحهم ومصالح شركاتهم.
ولذا فهذه الفكرة و بالرغم من "لاتاريخيتها" غير صحيحة وتعبر عن احباط ويأس وبكاء متكرر على لبن "انسكب في حته تانية" لا ادري اين هي ..

Post: #77
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حمدand
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-08-2018, 06:35 PM
Parent: #1

شكرا هاشم ومحمد جمال ..
والناس تمشي لي قدام في النقاش (مع وضد)

منهج التحليل الثقافي كمنهج في عضمو محتاج فاليداشن Validation (اقولها كي اله عنقالي ساي - معليش ما قدرت افوتها )


مقاربات النور حمد هذه انا ما قادر انسبها لمنهج للتحليل الثقافي (ضعف نظري من جانبي اعرفه تماما) .. ولكن مقولات العقل الرعوي (بالاضافة لمقولات الانتماء القرن افريقي دي) اقرب لذلك على اية حال .. صحيح ممكن يجيك شيوعي امو بت عم ابوه يرفض اي حاجة خارج اطار التحليل المادي للتأريخ لكن الحمدلله يبدو انهم متوافقين تماما (لحدي الآن) مع منهجية التحليل الثقافي والخطاب الشعبوي المزركش بالوان القميص الكنغولي*.. وبالتالي, والحال كذلك, لا اتوقع الكثير من التعسف في النقاش


شكرا محمد ..
شكرا هاشم ..

اتمنى لو تذكرت الاسم بتاع القميص بصورة صحيحة .. ولقد اقتنيت واحدا في اجازتي الاخيرة, واكون في منتهى الاناقة عند ارتداءه

Post: #78
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 06:58 PM
Parent: #77

Quote: صحيح ممكن يجيك شيوعي امو بت عم ابوه يرفض اي حاجة خارج اطار التحليل المادي للتأريخ لكن الحمد لله يبدو انهم متوافقين تماما (لحدي الآن) مع منهجية التحليل الثقافي والخطاب الشعبوي المزركش بالوان القميص الكنغولي*


المشكلة عامة وأظنني افهم ضربك لهذا المثال "النقيض وضده" في الحتة دي .. ويا ترى عندنا كم من نوع دونالد ترامب ونحن لا ندري!. وكثيرنا يبارك الشعوبية علناً ويسعى في الضوء بالإستقطاب السياسي والثقافي والرهبة والترهيب!

Post: #80
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 07:32 PM
Parent: #78

أيوة هو كذلك عبد الله إدريس.. في هذه النقطة:
Quote: اما قصة الكمنويلث ، فأتفق فيها مع المشرف تماما ، لا اعتقد ان من يغني "يا غريب يلا لي بلدك" وهو يذرف الدموع سيذهب بكل بساطه في اليوم التالي لينضم لمنظمة يتحكم فيها هذا الغريب ، وحتى لو انضم السودان للكمنويلث عند استقلاله ، هل كان هذا سيمنع انقلاب عبود او نميري او البشير ؟ هل منع الكمنويلث مذابح رواندا و ديكتاتورية عيدي امين الذي صادر اعمال واموال الانجليزوالهنود في اوغندا ؟ ماذا قدم الكمنويلث لموزمبيق ؟ حتى في تلك الفترة التي كانت فيها انجلترا وفرنسا تتحكمان في افريقيا بعد موجة الاستقلال لم تفلح منظومة الكمنويلث في اداء اي دور ايجابي في افريقيا لأن هدفها العكس تماما وهو السيطرة على موارد افريقيا. الان لم تبدأ بعض دول افريقيا في النمو الا بعد ان تحررت من سطوة كبيري الكمنويلث والفرانكفون الذين كانوا يغيرون الانظمة في افريقيا متى ما شاؤوا تماشيا مع مصالحهم ومصالح شركاتهم.
ولذا فهذه الفكرة و بالرغم من "لاتاريخيتها" غير صحيحة وتعبر عن احباط ويأس وبكاء متكرر على لبن "انسكب في حته تانية" لا ادري اين هي .




في سنة 1947 إنضمت الهند وباكستان للكمونولث وسيريلانكا حين إستقلال هذه البلدان وهي أول الدول غير الغربية وغير المؤسسة دخلت في الكمونولث الإنجليزي الهدف والخطة.. لكنها كانت ملحقة تماماً نسبة لأن إقتصادها مرهون بالكامل لبريطانيا بحكم الإستمعار إذ إقتصاد الهند شبه مربوط بالكامل ببريطانيا منذ العام 1600م .. وقلت أن المنظمة أنشئت سنة 1931 من دول غربية بالكامل بالمعنى العرقي والثقافي (أهل التأسيس والأهداف) وهي: بريطانيا، أمريكا، كندا، استراليا، نيوزلاندا وجنوب أفريقيا.. المهم هنا أن لا دولة أفريقية كما بيننا وهو موضوعنا هنا حتى تلك اللحظة (1956) لحظة إحتمالية مطالبة السودان للإنضمام للكمونولث ودا كان شيء غير منطقي كما بيننا أعلاه وكان لن يضيف أي حاجة أكثر مما هو حاصل للأسباب التي قلنا بها

Quote: لأن الكمونولث حتى 1956 كانت منظمة الرجل الأبيض وحده لا يوجد بها اي دولة افريقية لا جنوب ولا شمال الصحراء. تأسس الكمونولث فعلياً سنة 1931 من بريطانيا وكندا ونيوزلندا وأمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا العنصرية "وفق دستورها".

في أفريقيا كانت الأول غانا.

إنضام دولة مثل غانا عام 1957 كان حتمية لأنها لا تستطيع أن تتنفس إن لم تفعل ذلك إذ حدودها من الجهات الأربعة مع مستعمرات بريطانية أو فرنكفونية وبينهم إتفاقايات ومعاهدات دولية وكذا البحر فقط عدة كيلومترات من الساحل أيضاً بيريطاني تصور.. هذا الأمر حتم إنضام دول كثيرة للكمونولث برغم علم الشعوب أنها في الاساس منظمة إستعمارية بالمكشوف.. في حالة السودان الأمر معكوس، لا يوجد على الإطلاق أي دولة ذات وزن تجاري أو دبلوماسي عضوء في الكمونولث كما أن تجارة السودان وتعاملاته الإقتصادية وتبادلاته الثقافية (منها الأكاديمي) مع إنجلترا كانت راسخة ولا تحتاج بالضرورة إتفاقات جديدة .. ولو حدث إنضمام للكمونولث فهذا لا علاقة له بالتوجه نحو أفريقيا بل نحو الغرب الإستعماري وهذا أظن في ذلك الزمان تانفه النفوس الطامحة إلى الحرية والكرامة (سبب معنوي إضافي).

وعلى أي حال هي منظمة بريطانية عالمية وليست أفريقية كما هو معلوم.. معلومة وجب أن تذكر لأن البعض "وهم كبير" يظن أن المنظمة أفريقية أو مختصة بأفريقيا!.


Post: #81
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 07:50 PM
Parent: #80

Mohamed Gamaleldin
6 mins ·
وللذين يحاكمون التاريخ بخيال الحاضر "المأزوم" .. هل نتحدث بذات منطقكم؟!

نعم، نفعل للحظة.. ماذا لو ثبت أن الرعيل الأول المعني بالأسماء لا علاقة له بالتهم الملصقة بهم كل الوقت.. هل تعتذرون.. ولمن؟!. لناس القبور أم أنكم تعرفون من يمثل الجيل على وجه الدقة والشخوص؟.

هسا لغاية هسا طلعوا براءة من تهم الكمونولث والعروبة ومن عدم التوجه ناحية أفريقيا أو القرن الأفريقي كله كان مستحيل.. وأن الإنضام للجامعة العربية 1956 حتمية لا مناص منها (لاحظ لا نتحدث عن الآن، عن سنة 1956 نتحدث، هسا معلوم الحال: العرب والأفارقة على حد سواء كلهم كفروا بجامعاتهم العربية وإتحاداتهم الأفريقية والكمونولثية.. ووصفوها هنا وهناك بتكتل للفاسدين والطغاة في هذا الزمان في هذا الجيل.. في هذا الزمان الذي نعيشه نحن.. لما لا نستطيع نحن ونفترض إستطاعتهم هم.. وماذا لو قالوا لك بنفس منطقك ورثناها من الرعيل الذي قبلنا.. فماذا أنتم فاعلون اليوم تجاه تهم جزافية ظللتم تلصقونها كل الوقت على الرعيل الأول بالأسماء؟!. إنها الأوهام الخالدة!.

---
اذا في زول عايز شرح زيادة في الحتة دي نشرح ليه.. الكلام دا من بوست في سودانيزأونلاين تحت عنوان "الأوهام الخالدة".

Post: #82
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-08-2018, 08:28 PM
Parent: #81

تبرير انو السودان ما كان ممكن ينضم للكمونولث، تبرير ضعيف
اقتصاد السودان أيضاً كان مرتبط ببريطانيا،
وقصّة يا غريب يلا لبلدك دي مضحكة!!
ما أظن بريطانيا أدت ليها دولة استقلالها وكانت متصورة معاها سيلفي.

——-
يعجبني موقف مصطفى مدثر كشيوعي أنصاري.

Post: #83
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Abdullah Idrees
Date: 08-08-2018, 08:34 PM
Parent: #82

Quote: وقصّة يا غريب يلا لبلدك دي مضحكة!!

دي رومانسية الثوار
نعم ممكن تضحكك سنة 2018 ، لكن سنة 56 فهمها وطعمها مختلف تماما
الموضوع مش انو السودان ممكن ينضم او لا ، ده تحليلنا بعد 52 سنة لعدم انضمامو
والموضوع الاهم انو انضمامو ما كان حيغير اي حاجة زيو وزي بقية الدول الاعضاء

Post: #84
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 08:58 PM
Parent: #83

Quote: تبرير انو السودان ما كان ممكن ينضم للكمونولث، تبرير ضعيف
اقتصاد السودان أيضاً كان مرتبط ببريطانيا،
وقصّة يا غريب يلا لبلدك دي مضحكة!!
ما أظن بريطانيا أدت ليها دولة استقلالها وكانت متصورة معاها سيلفي.


السودان ما عنده حق قانوني عشان ينضم للكمونولث.. راجع أعلاه.. بعد قدمت أطراف طلب بإسم السودان للإنضمام للكمونولث (بطريقة خجولة) وتم رفض الطلب في الحالين.. هذا الكلام يا اخ ابوبكر موجود أعلاه

Post: #85
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Abdullah Idrees
Date: 08-08-2018, 09:19 PM
Parent: #82

Quote: يعجبني موقف مصطفى مدثر كشيوعي أنصاري.


مصطفى ده كلنا عاجبنا كان بقا من الانصار ولا المهاجرين ..

Post: #86
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 09:36 PM
Parent: #85

Quote: مصطفى ده كلنا عاجبنا كان بقا من الانصار ولا المهاجرين ..

ولو بقى من بني قريظة برضو عاجبنا لأنه يمثل نفسه وشوية إشتراكيين رومانسيين .. زينا وبس :).. ولأننا من المفترض أن لا نحاكم بني قريظة على فعل بني صهيون من خير وشر!.. إشارة إلى محتوى البوست.: لا محاكمة للتاريخ بخيال الحاضر أو كما قال إبن المشرف وأيده هشام بن الحسن!.

Post: #87
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-08-2018, 09:58 PM
Parent: #86

طيب كان تكتبوا لينا من أول:
مُقدَّر ومكتوب يا ولدي

Post: #88
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-08-2018, 09:58 PM
Parent: #86

سلامات عادل امين.. أعذرني ان رأيت هذا من الأوهام الشائعة:

Quote:
الازهري فرض انضمام السودان لجامعة الدول العربية دون الرجوع الي البرلمان او المشورة الشعبية في ذلك الزمن
ولم ينضم السودان في 1يناير لجامعة الدول العربية وهي اصلا مكتب اتصال مصري وتعبر عن مصر فقط وليس العرب
الازهري غزل دعوة امبراطور اثيوبيا وهرول لي مصر 1957 وليس 1956
دقق معلوماتك شوية
وبعد 60 سنة من الانقلابات المدعومة من المخابرات المصرية والاحتقار المصري المستمر للسودان والسودانيين في الاعلام المصري ..عايز تقول خيار الناصرية والشيوعيين والاخوان المسلمين المشاريع المصرية كان الافضل للسودان من الاحزاب الوطنية الديمقراطية بتاعة وست منستر ؟؟؟ والانجليز بحجة انه مافي كومون ولث ..هل استفتو الشعب في هذه الخيارات الاستراتجية ده هو المحك ..
طيب عشان تدول وعيك شوية
شوف ادي كوهين قال شنو هنا عن جامعة الدول "العبرية "
وتعرف الدور الرخيس لمصر والسعودية والامارت والاردن في العالم العربي
.

القرار رقم 497 ـ 18، السودان كانت هى العضو الثامن فى الجامعة وحين قبل السودان فى عضوية الجامعة فى 19 يناير سنة 1956 جاء القرار رقم 1107 ـ 24 يقول ما نصه:
يقرر مجلس جامعة الدول العربية بالإجماع الموافقة على انضمام جمهورية السودان إلى جامعة الدول العربية.
لم يعترض أحد.. هذا الإعتراض الوهمي المتحدث عنه الآن من أحدى الدول من خيال الصراع الحاضر.. الواقع مختلف ذلك الزمان.



Post: #89
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-09-2018, 11:04 AM
Parent: #88

بقترح لستة بالأوهام الخالدة عندنا.. عملت بوست في الفيسبوك بذات المضمون.

Post: #90
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-09-2018, 11:01 PM
Parent: #89

هناك حوار مشابه بالجوار لمن شاء:

الهوية والهامش والمركز (نظرة في رؤى أبكر آدم ومحمد جلال هاشم والعفيف)!

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1532463607.html


Post: #91
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-09-2018, 11:05 PM
Parent: #90



إنهيار المعسكر الإشتراكي أهم أسباب صعود موجة الهوية!

في الحرب الباردة تكمن أعظم أسرار التحولات السريعة المؤلمة الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا!.
السبب بسيط ولكن كثير من الناس قد لا يأبه به لاننا مغيبون في التفاصيل كما أن الناس في العادة تبحث أولاً عن الحلول العاجلة للأزمات في حل عن فهم الأسباب وهذا ربما خطأ!.
والسبب في جملة واحدة هو " الحرب الباردة بين المعسكرين الإشتراكي والرأسمالي".
ما الحرب الباردة وما نتيجتها؟
الحرب الباردة طبعا بين المعسكرين الشرقي والغربي التي إنتهت إجرائياً عام 1989 بإنهيار الإتحاد السوفيتي، وكان على أساسها يتقسم العالم في محورين متناحرين لمدة نصف قرن وأكثر: معسكر إشتراكي روسي وآخر رأسمالي أمريكي غربي.
وكذلك تقسم الأقليم الذي نعيش به أيضاً على ذلك الأساس ولو بدرجات مختلفة لكن الصبغة الأساسية لا بد أن تكون غالبة.
خطوط الصراع في المنطقة:
الخط الأول: رأسمالي، أمريكي، سلفي (عنده العروبة عرق وليست أيدولوجيا، الآيدولوجية هي الدين الإسلامي )
يضم: دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية الوهابية مع إضافة الأردن لتشابهها في النظام السياسي والاجتماعي والتاريخ والانتماء كما إسرائيل مشابهة (إسرائيل أيضاً سلفية، سلفية يهودية كما رأسمالية/أمريكية). وهذا الخط يتميز الآن بالتماسك النسبي.
ملاحظة استباقية: هنا لا توجد أحكام قيمية مجانية أو تخيلية وإنما محاولة موضوعية و محايدة لقراءة الواقع!.
الخط الثاني: إشتراكي عروبي (العروبة آيديولوجيا وليست عرق هنا، آيدلوجيا ذات محتويات إشتراكية علمانية):
ويضم: العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر والسودان وليبيا واليمن.
وهذا الخط يعاني الآن من التفكك بالرغم من تقدمه في مستوى كفاءة الإنسان "الفرد" في مجاله!.
ارجو هنا ان تتذكرو معي التفاصيل التالية:
العراق "البعث العربي الإشتراكي" وسوريا "البعث العربي الإشتراكي" ولبنان "علمانية/إشتراكية" وفلسطين (جذور منظمة فتح إشتراكية عروبية وابو الثورة الفلسطينية جورج حبش ماركسي لينيني" ومصر "ثورة 1952 عروبية إشتراكية إستمرت حتى 2011 وعادت من جديد في عهد السيسي في ظرف تاريخي جديد مختلف" ليبيا "الجماهيرية العربية الإشتراكية العظمى" والسودان "ذات نزعة إشتراكية وكان الحزب الحاكم في عهد نميري إسمه الإتحاد الإشتراكي" مع إضافة اليمن إلى هذا الخط فهي ذات نزعة إشتراكية معادية كل الوقت للخط الاول.
الخط الثالث: المغرب العربي "لبرالي في المجمل تحت الرعاية الفرنسية" مع تمايز ات محددة. يتميز الآن بالتماسك النسبي.
الخط الرابع: مجمل أفريقيا "تحرري/إشتراكي/بان أفركان متحالف مع الخط الثاني "العروبي الإشتراكي" انظر مبادئ الثورة المصرية والإجتماعات واللقاءات التي تمت بين قيادات البان أفركانزم وجمال عبد الناصر مثلاً. وتجد في السودان حتى الآن معهد بإسم القائد الأفريقي الإشتراكي المعروف لومامبا."
الخطان الأول والثاني كانا في صدام وعداء مفرط خفي ومعلن كل الوقت ضد بعضهما البعض وحتى بعد إنتهاء الحرب الباردة. الآن بعد إنقضاء عقدين من الزمان ما زال أثر الحرب الباردة يفعل فعله لأن هناك خطة مسبقة بعيدة الأمد جارية التنفيذ. تلك الخطة عندها مبرراتها السياسية والأخلاقية وميزانيتها المرصودة سلفاً بغرض تحييد أو هزيمة الطرف الآخر.
وإن أنتهت الحرب الباردة فالصراع على السيطرة في الأقليم الشرق أوسطي كما أفريقيا ما زال قائماً لان هناك أهداف ودوافع مادية وموضوعية حتمية وما زال ذات الطرفان أمريكا وروسيا يحاولان بشتى السبل الممكنة إعادة تشكيل المنطقة بما يكسبهما أكبر قدر ممكن من المصالح الإقتصادية مع مرعاة أثر اللاعب الجديد القوي "الصين".
والنتيجة أن الإشتراكية العروبية التي كانت تعمل على الوحدة عبر العنف في البلد الواحد والوحدة عبر التفاوض مع الدول الأخرى بينما كانت تعمل الرأسمالية الأمريكية على تصحية النزعات التفصيلية "الدينية والطائفية والعرقية والتاريخية" بهدف تفكيك حزام الدول الإشتراكية وهو أيضا من صميم الوعي اللبرالي الرأسمالي “التنوع” وليست مؤامرة سياسية فحسب.
وقد حققت الخطة الأمريكية غايتها على الوجه الأكمل عبر وكلائها في الخط الأول السلفي الرأسمالي وهم (الخليج/الأردن/إسرائيل) بينما أضطر الإتحاد السوفيتي الجديد بقيادة بوتين في حلمه إلى إستعادة أمجاد الحرب الباردة للمجيء بجيشه للمنطقة لحماية إحدى أهم حلفائه "سوريا". ومصر ليست بعيدة عن العين كونها في إنسجام تاريخي مع الحليف الروسي ولا بد أن نذكر هنا السد العالي وعدد من المشروعات الإقتصادية الحيوية في مصر وأن الجيش المصري حتى الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاما من إتفاقية كامب ديفد ما زال تسليحه روسيا.
الرأسمالية الغربية نجحت في تصحية النزعات التفصيلية في الكتلة الواحدة "الدولة" مما قاد إلى سؤال الهوية "من أنا، من نحن، من أنتم من هم" في الخط الثاني "العروبي/الإشتراكي".
في الماضي كانت الإشتراكية والعروبة هي الآيدولوجيا المعبرة عن أحلام وأشواق وآمال غالبية الناس في التحرر والإستقرار والوحدة والرفاهية "انظر الشعوب الواقعة تحت الخط الثاني".
تراجع الإشتراكية والخطوط الفاعلة التي تمثلها هو السبب الجوهري في تفكك معظم دول الخط الثاني والخطة عمرها هو عمر الحرب الباردة!.
إعادة تشكيل المنطقة من جديد أمر حتمي ولا بد أن يحدث نسبة لإنتهاء الحرب الباردة وتراجع الوعي الإشتراكي. كون الناس ربما شعروا في الحقيقة أو الوهم أن مصالحهم الذاتية تتحقق بشكل أفضل "من وجهة نظرهم" عبر الإندغام مع هوياتهم الخاصة في حل عن أي آيدولوجيا كلية أو دولة يرونها تضطهد حقوقهم المادية والمعنوية.. لقد هزمت أو تلاشت الدعوات الكلية الجامعة المتكأة على الإشتراكية/العروبية وأصبح فراغ الهوية الكلية سيد الأفق!.
وأرى أنه كي نستطيع الخروج من المأزق التاريخي لا بد من البحث عن صيغة جديدة للدولة لا تتكئ على هوية كلية مثل العروبة أو الإسلام ولا هوية جزئية كالقبيلة أو الطائفة!.
بل لا هوية كلية ولا جزئية (لا هوية) وإنما فقط عقد إجتماعي يقوم على رعاية المصلحة المادية والمعنوية للناس وفيما بينهم والكل له هويته الخاصة كما يشاء في حيزه الجغرافي "الدولة"، وكحق أصيل مثله والطعام لكن لا أكثر من ذلك، أي لا قداسة للهوية.!.
أرجو هنا أن ألفت الإنتباه من جديد إلى رأيي الخاص الذي طال ما كررته لمن يقرأني من الناس أن (فصل الدين عن الدولة) يظل مفهوماً قاصرأً والأصح عندي فصل الدولة عن الهوية.
إذ أن الفهم العلماني السائد عن "فصل الدين عن الدولة أو السياسة أو كليهما" مضلل في السياق التاريخي لمجتمعاتنا الشرقية والصحيح فصل الدولة عن الهويات كلها لا الدين وحده. فصل الدولة عن الدين والعرق والتاريخ.
مفهوم فصل الدين عن الدولة صحيح في مرحلة التطور الغربية فقط بحيث ان دولة المواطنة في الغرب متحققة بالفعل في عين الوجود على أسس محسومة تجاه العرق حينما صعد سؤال الدين. إذ كانت دولة لا عرقية ولا تاريخية دولة عقد اجتماعي: دولة المواطنة في حيزها الجغرافي والإداري ولو قامت في البدء على عرق واحد، لا يهم!. اما نحن في الشرق فما نزال نعيش عهد الدولة التاريخية ذات الدين الواحد والعرق الواحد والتاريخ الواحد بل الأسرة الواحدة المالكة/الحاكمة فقط بدرجات مختلفة بين دولة وأخرى لكن الامر واحد.
الآن نرى باعيننا مثلا في سوريا ومصر والإمارات أن الدين مفصول عن الدولة إلى حدود معقولة لكن العلة قائمة!.
كون الدولة في كل من الحالات المذكورة غير مفصولة عن العرق (سوريا العربية، جمهورية مصر العربية والامارات العربية المتحدة على سبيل المثال).
أيضا أي دعوة بإرجاع الدولة الي عرق أو جهة محددة "الأفريقانية او النوبية/الفرعونية مثلا" كله وجب أن يكون مرفوضاً مثله والمرجعية الدينية. الدولة وجب أن تكون مفصولة عن العرق والا فإن النتيجة ذاتها تكون مثل الدولة الدينية منحازة إلى نخبة العرق المحدد فعليا ورمزيا.
كما وجب أيضا فصل الدولة عن التاريخ (مافيش مفترض حاجة اسمها مصر عربية او السودان كوشي/نوبي/أفريقي/إسلامي أو عربي أو مصر فرعونية مثلا، كله خطأ).
الدولة وجب أن تكون محايدة تماماً تجاه الدين والعرق والتاريخ وتلك هي العناصر الأولية للهوية المطلقة.
الدولة العصرية التي تستطيع أن تسعنا جميعا في سلام بكل تنوعنا المحتمل في المقدار والنوع وجب أن تكون "دولة اللا هوية". دولة محايدة عن الهويات المجتمعية دولة المواطنة دولة العقد الاجتماعي دولة العيش السلمي المشترك فحسب.
والناس تمارس هوياتها الذاتية في الفضاء الاجتماعي كما تشاء وفي حرية تامة.
ربما كان ذلك خياراً غير مفكر به من الأغلبية وصعباً عند البعض وربما يبدو معقداً حين النظر إليه أول وهلة لكنه عندي هو حتمية الواقع المشبع بالألم والدم كون الناس في زمن اللا عدالة تستخدم هوياتها الخاصة في حربها مع هوية الدولة المهترئة!.

ولكي ينحل ويتحلل التناقض الفظ القائم في ارض الواقع لا بد أن تقوم الدولة على مبدأ "اللا هوية" في الخط الثاني "الخط الإشتراكي تاريخياً" كون الخط الأول ما يزال على المستوى السياسي والآيديولوجي متماسك إلى حد معقول ولو موقت على أسس الدولة التاريخية ذات الهوية الواحدة وهي بعد دولة لا مستقبل لها، وأتوقع أنها ستقتفي كقسرية تاريخية أثر الملكيات الأوروبية الغربية أي انها ستتحول عاجلاً أم آجلاً إلى ملكيات دستورية إن نفدت من الموت الذي قد تحتمه لحظة التشكل الجديدة !.

محمد جمال الدين

Post: #92
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-10-2018, 00:23 AM
Parent: #91

نحن نفتقد المعايير الخاصة.. نفتقد العلمي.!.

تفسيرنا للحياة والأشياء في جوهره سحري.. كلنا دراويش في العمق.. وهذه هي حججي:

في سبيل الدفاع عن مشروع كتابة وتوثيق السودان في 200 سنة!.

كتابة وتوثيق السودان.. ليه!.. ح نعمل بالتوثيق شنو؟!.. ربما خطر لأحدنا ذلك السؤال ولكنه لم يفعل بعد.. نحن هنا ربما لا نستبق الحوادث ونضرب الرمل وننجم كدا بس ولو البلد كلها تنجيم!.. لا!. إنما نزعم أن ربما كان هذا شعور البعض لأن الواقع اليومي أمامنا مزري.. طبعاً هي حقيقة نشهدها كل يوم!.

البلد كلها أزمات وصراعات وحروب أهلية ومشاكل برضو أهلية إن كانت الحرب الداخلية بين أبناء الوطن الواحد تسمى إصطلاحاً "حرب أهلية" فنحن كل مشاكلنا أهلية بذات معنى الحرب الأهلية.

كتابة وتوثيق تفيد شنو؟!. (راجع مشروع توثيق السودان في 200 سنة، نحن هنا نحاول أن نفسر الممكن من جديد حول أهمية المشروع)!.

نحن في العادة دايرين حلول عاجلة وسريعة وثورة "هسا" لا تتأخر يوم واحد لقد سئمنا "كفاية".. دا حق مشروع، لنجتهد في سبيله.. دا كلام صاح.. نحن عايزين حل عاجل والآن!. بس كيف؟!.

الكيفية سؤال مهم.. هذا السؤال يتفوق على السياسة والسياسي.. كونه يتضمر وجود مصلحة مشتركة ورؤية مشتركة (لغاية هنا تمام) لأن المصلحة مشتركة في التغيير إلى الأفضل من الجميع بالضرورة إن كان الفقير سيكسب ثلاث رغائف زيادة والغني سيكسب ثلاث آلاف جنيه زيادة فكل الناس ح تكون مع التغيير لأن مصلحتها فيه مشتركة ولو بدرجات مختلفة.

والرؤية؟!.. أيضاً موجودة فهناك عدة مشاريع سياسية وآيديولوجية تقول كلها بسودان حر ديمقراطي (الإختلاف مقداري بين المشاريع السياسية المطروحة للحل). إذن لا توجد مشكلة جذرية في المصلحة المشتركة والرؤى.. لكن.. لماذا لا يحدث التغيير وإن حدث في إكتوبر 1964 وفي أبريل 1985 لا نراه في أرض الواقع؟!.

السبب في تقديري أن ما نفتقده ليس التلاحم والرؤى (عندنا الكثير والعالم مليان رؤى سياسية وهناك تجارب شعوب عديدة يمكن الإستفادة منها).. ذلك ليس فقدنا الجوهري!.

نحن نفتقد شيء مهم وحاسم للتغيير الشامل وللنهوض ولأخذ دور حضاري حقيقي بين أمم الأرض.. نفتقد "المعايير"!.. نفتقد سبل القياس الصحيحة للسياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي.. ما عندنا بعد!.

لذا كلنا دراويش!.. كلنا سحريين.. الزول العادي والمثقف والسياسي الكبير والبروف والزعيم المبجل والأمي وست البيت والمديرة الكبيرة وست الشاي.. كلنا في الهواء سواء كما يقول المثل.. كلنا نعتمد على حسنا وذوقنا الخاص في خياراتنا وفي تقديرنا للأمور كبيرها وصغيرها يعني على الأحكام الذاتية المجردة في كل شيء.. التعليم يفعل لنا شيء واحد مهم لكن لا أكثر.. يجعلنا أكثر حذاقة فطرية في إتخاذ القرارات المصيرية الخاصة والعامة!. لكن لا يجعلنا نعرف كيف نستخدم المعايير المتاحة للحكم على أنفسنا والآخرين كما الأفكار والأشياء.. لأن ليس لنا أصلاً معايير خاصة بنا!.

شنو يعني معايير خاصة بنا؟!:

الشعوب لا تنطبق عليها كلمة "شعب" إلا إذا كان عندها معاييرها الذاتية التي تقيس بها إنتاجها المادي والمعنوي (دا بإختصار شديد).. وشرحه أيضاً بإختصار أن: إي شعب عنده مناشط إقتصادية يعرفها أفضل من غيره سواءاً في مجال الصيد أو الرعي أوالزارعة أوالتجارة أو الصناعة وفي العصر الحديث المعلوماتية والفضاء.. تلك المعرفة تنتقل عبر الكتابة "السجلات" طبعاً وإلا ربما ضاعت وفقد الناس معاييرهم الخاصة في قياس إنتاجهم في إطاره الذاتي (تميزهم العملي) وإذن بشكل تلقائي يفقدون المقدرة على مقارنته مع إنتاجات الآخرين.

تلك المعايير ليست حتمية للإقتصادي فحسب بل تعم جميع المجالات الممكنة بما فيها الثقافي طبعاً ومنه الآيدولوجيات والبرامج السياسية والإستراتيجية كما الأدب والفن بمعناهما الشامل ومنه الشعر والقصة والرواية والغناء والإيقاعات الموسيقية.

الحضارة لا تقوم ولا تبقى بلا معايير بل ليس الحضارة بمعناها الواسع فحسب حتى الإستقرار في حده الأدني غير ممكن بلا معايير متفق عليها من العموم أو الغالبية الساحقة وهي بعد معايير فضفاضة وليست بالضرورة مرئية بالكامل في كل المرات لكنها مرة ثانية حتمية بحكم الضرورة العملية!.

نفتقد العلمي!.

هل لنا معايير لشعرنا وغنانا؟ مثلا.. الإجابة العاجلة.. لا!. ليس عندنا بعد.. ليس عندنا في الحقيقة أي معايير لقياس إنتاجنا أي كان على جميع المستويات.. وأنا هنا أتحدث عن الشعر والغناء فقط على سبيل المناسبة (البحث حول الحقيبة) كما أنها حالة جيدة لضرب الأمثلة الحية.

أجد الخاتمة مناسبة إن كانت هي نفسها خاتمة مقالي السابق عن "حداثة اللغة العربية وعلة التوثيق في السودان": إذ نحن حتى الآن لا نعرف أنماط شعرنا وتقنياته وأوزانه وبنياته الداخلية .. هذه النقطة مجهولة بجدارة!.. لكن هناك أسباب.
فعندما أخترع الخليل بحور الشعر 770م كان زمانه وقبله تسود في السودان حضارة نوبية/مسيحية في قمة القوة والمنعة وذات لغة ومخيال إجتماعي وحضاري مختلف .. ولم يستطع أحد هزيمتها عسكرياً وعاشت رسمياً حتى العام 1503م وربما بعد ذلك. أي ان الحضارة العربية نشأت وصعدت وماتت في نسختها المزدهرة عام 1250م وظل السودان قبلها وبعدها مسيحياً "رسميا" وحتى العام 1500 وعنده لغاته الخاصة ونسقه الحضاري المختلف جذرياً.

وعلى سبيل المثال العملي عندما ألف صفي الدين الحلي كتابه "العاطل الحالي" في فن الزجل حصرياً عام 1330م.. لم يكن بالسودان أي نوع من الشعر باللغة العربية لأنها ببساطة لم تكن بعد.
أحاول هنا أن أشرح حيرتنا في ضئالة التوثيق بالعربية في السودان أو على وجه الإطلاق أمر عنده مبرراته الموضوعية.. هناك أسباب جوهرية وعملية. وإن صح هذا تكون أمامنا مهمة شاقة جداً "الكتابة والتوثيق" لكن لا بد منها في حسباني بل هي عملية جوهرية وحتمية لتخلق أمة تشعر بذاتها وعندها كينونتها الخاصة المتفردة.. أن نستعيد كل الممكن من تراث شعوب السودان من جديد ونكتبه ونحققه ونجعله متاحاً للناس.. هذا لم يحدث بعد!.

ملاحظات ختامية متعلقة:
بعض هذه التصورات توصلت لها عبر الحاجة العملية إذ عندما بدأت البحث في موضوع حقيبة الفن السودانية وعبر الصدفة وحدها فتشت بالضرورة عن كتابات أو دراسات في البناء التقني لشعر الحقيبة والأشعار السودانية الأخرى بغرض مقارنة فن الحقيبة بما قبله وبعده من الأشعار لكني فوجئت أن لا شيء من ذلك.. لم يحدث!.

ليس لنا أي إرث خاص يؤطر شعرنا من حيث الأوزان والتفعيلة والبناء التقني للقصيدة كيف تبدأ وكيف يكون متنها وكيف ومتى تنتهي.
ببساطة لا يوجد شيء من هذا على بساطته الفنية ولكن وظيفته جوهرية لفرز الأنواع الشعرية وقراءتها تقنياً من الداخل وغيره تستحيل هذه العملية الأولية الحتمية لمعرفة النمط الشعري والغنائي من الداخل كما بدونها تستحيل عملية تقييم الجيد من القبيح والغث من السمين إلا عبر تحكيم الذائقة الخاصة وحدها وهذا شيء غير علمي وهو ما يحدث كل الوقت لأننا لا نملك بعد المعايير العلمية.
إذ تسود حالة عتمة هذه اللحظة كما كل الوقت الماضي.. وقيل قديماً أمة لا تدرك شعرها لا تدرك نفسها وهي أيضاً قناعتي!.

محمد جمال الدين

Post: #93
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: Deng
Date: 08-10-2018, 09:19 AM
Parent: #92

It is very ironic

دعاة الدولة العربية بالامس صاروا اليوم دعاة الى ما يسمى ب "دولة اللا هوية"!

Post: #94
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-11-2018, 06:04 PM
Parent: #93

دولة اللاهوية الحلقة 3-4: العلمانية والمدنية بمعناهما السائد مفهومان قاصران عن إدراك اللحظة التاريخية!

دي الحلقه التالته من سلسله دولة اللاهوية و هي عبارة عن حوار عفوي ومباشر على هامش مشروع السودان 200.

و قبل أن نبدأ أذكركم بأننا نقول بأن أهمية مشروع السودان 200 هي افتراضنا بأن حياتنا العامة حسب الواقع الذي نراه أمامنا لا تقوم علي العلمي وبالتالي ربما ليست واقعية، الواقع يخبرنا بذلك!.

يعني هناك إفتراض أن نحن لا نعرف طبيعة مجتمعنا و لا نعرف كفايه طبيعة بيئتنا الخاصة المحيطة بنا. لأننا لم نعمل فيها دراسات كفاية عشان نعرف خصوصياتها ولا يوجد توثيق شامل لتجرة الماضي لذا نحن نجرب المجرب بشكل مستمر ونراوح مكاننا من التاريخ.

كل مجتمع مختلف بالضرورة عن الآخر ونحن في الكليات الاجتماعيه و السياسية ندرس العلوم الغربية و نقرأ دراسات كثيرة أجراها الغربيون في مجتمعات أخرى مختلفة و هذا ليس كاف بالنسبة لنا لنعي بأنفسنا لأن مجتمعنا عنده خصوصياته و عنده تميزه وعنده انميازه عن المجتمعات الأخرى.

ونحن كي نؤسس سياسة و اقتصاد وثقافة مستندة على الواقعي والعلمي يجب أن تقوم على الوعي بالذات كما تقول التجارب التي حولنا وهو أيضاً التصور الأكاديمي المتفق عليه حتى الآن!.

والوعي بالذات يشمل بالإضافة إلى الوعي بالمكونات الاجتماعية و مخيال المجتمع يشمل معرفة البيئة و الطبيعة و المناخ.. هذه محاولة للتذكير فقط و أنا لا أتكلم الآن بلسان المشروع، بالطبع لا، و إنما أود أن أقول أننا و لغاية الآن لا نعرف أنفسنا و لابد أن نعمل دراسات كافية لذاتنا الجماعية و أرضنا و بيئتنا من جميع النواحي وهذه تضمنت في محاور مشروع السودان 200 والذي نعمل عليه الآن وهو منبر مدني شعبي مفتوح للجميع غير سياسي غير آديولوجي غير حزبي غير حكومي.

نرجع للموضوع.. لدي افتراض قلته كتابه وفي تسجيلات صوتية سابقة أن موضوع الهوية ليس موضوع و هو أصلا ليس المشكلة وليس فيه الحل.

ليه نحن عندنا مشكلة تعريف لنفسنا؟. هذا غير مهم في شي!.

الهوية شيء متحرك مع الزمان والمكان. المشكلة هي القانون و العدالة و التي يمكن أن يصنعها الناس بالاتفاق بينهم.. نحن ما لاقيين طريقه نتفق ولم نستطع حتى الآن أن نجلس سويا لعمل صيغة للعيش السلمي المشترك كما فعلت شعوب كثيرة في الارض مثل كندا وامريكا والغرب كله واستراليا و نيوزلندا و ماليزيا في الشرق وجنوب أفريقيا كلهم عاملين عيش سلمى مشترك كل وفق طريقته الخاصه و بما يشبه حال مجتمعه.

طبعا هناك خطوط عريضة متفقة عليها البشرية في حد معقول لكن الخصوصيات المجتمعية المتعلقة بنيات المجتمع و البيئة المحيطة تفرض على الناس نظام محدد معدل و متوافق وموائم لبيئتهم الاجتماعية و الطبيعية.

المشكلة الأساسية هي مشكلة اقتصادية وطريقة حكم ..إن كانت تلك حقاً هي المشكلة فما علاقة الهوية بالصراع؟.

الهوية ضرورية وتصعد للصطح كآلية تعبئة رخصية التكلفة لنيل الحقوق المادية والرمزية في كثير من المجتمعات ليس عندنا فحسب.. ففي مواجهة دولة الهوية التي لدينا الآن لابد من أن تستخدم هويتك لتحقيق مصالح الذاتية المادية والرمزية. هذا ما نراه فنحن نشاهد حركات مسلحة تنشأ لتشارك في السلطة وهناك حركات مسلحة ترى بأنه يجب تغير كل شيء وخلق سودان جديد مختلف يتعمل بصيغة جديدة. لكن هؤلاء الناس أيضا منطلقين من هوياتهم الذاتية التي يرون.

الحركة الشعبية تأسست من الدينكا والنوير والشلك في الاساس من منطلق الهوية الواحدة (هذا مجرد مثال كما فعل أيضاً النظام السياسي في الشمال وهو مثال ساطع). لكن الركون للهوية الواحدة وتجاوز الآراء الشاملة للعدل الإجتماعي وقومية الرؤيا لم يكن فيه حلاً.. إذ أول ما حدث الإستقلال فالهوية لم تحل للناس قضية وتقاتل الرفاق إلى ما وصف بتطهير عرقي. الآن بعض أهلنا الأعزاء في دارفور يعانون من التعبئة العنصرية القائمة على الهوية والهوية المضادة.. معظم الحركات في الطرفين قبائل في مواجهة قبائل في مواجهة السلطة المركزية. هذا مؤسف طبعا!.

يعني هذه المرة الهوية العرقية تتجلى تجلي أيديولوجي سياسي ليأخذ الناس حقوقهم.. يعني الهوية نفسها ليست مشكلة إذا أخذ الناس حقوقهم الفعلية فالقضية بهذه البساطة. وهذا ليس رأيي الذاتي فحسب بل نراه في المجتمعات التي عملت تماسك و عملت ديمقراطيات فلا يوجد تنوع اكثر من جنوب أفريقيا والهند فيهم تنوع عظيم جدا لكن الناس استطاعت الوصول إلى حقوقها دون الرجوع إلى هوياتها كي لا تتصادم الهويات مع بعضها وتحدث الحرب باسم العرق ثم يحصل التطهير و الذي يحدث بسبب الأرض و البترول و الأشياء المادية الاخرى والسلطة.

يعني أن الحرب لا تحدث لأن هناك جماعة تكره جماعة فقط عشان هويتها.. هذا ليس ممكنا إذا كان هؤلاء الناس عندهم مصلحة معاهم ويتبادلوا معهم الخبز و الحليب و الفنون والعلوم فلن يقوموا بحربهم وإنما يحدث التطهير عندما يضيق الأفق وتنتفي المصلحة المشتركة وبل يحدث الضد. ولهذا السبب قد تحدث البشاعات ويحدث التطهير العرقي في التاريخ. يعني أحد الهويات تعمل تطهير عرقي لهوية عرقية أخرى.. كل ما يحدث في السودان الآن و ليس في دارفور فقط وما حدث للجزء منا الذي ذهب كان التجلي العرقي هو الغالب فيه يعني قبائل محددة في الجنوب معروفة هي الدينكا والنوير والشلك صنعوا تجلي سياسي اسموه الحركة الشعبية التي عملت نيفاشا و عندما انقسم الجنوب حكمت الحركة الشعبية.

ثم ما حدث أن من كانوا يحاربون هناك لأجل هوياتهم عندما عادوا هناك لم تنفعهم الهوية أمام المصالح المادية و السياسية التي لم يستطع الناس حلها وعمل وفاق وصيغة مرضية للعيش السلمي المشترك.. فحدث قدر من التطهير العرقي المتبادل.. شيء مؤسف طبعاً.. لا نفس سوية تتمناه لهؤلاء الناس الطيبين المعذبين.

لكن هذا الواقع الذي نراه أمام أعيننا.. وهناك تجلي عرقي في الشرق معلوم إسمه "مؤتمر البجا بالإسم. البجا كعرقية تتكون من عدة قبائل وكانوا يفاوضون الحكومة في السابق وحاليا أصبحوا جزء منها باسم مؤتمر البجا واستطاعوا تحقيق مصالحهم المادية و الرمزية بالمشاركة في السلطة حسبما تفاوضت زعاماتهم مع النظام باسم مؤتمر البجا يعني هوية. نحن في الشمال وفي الشرق والغرب والجنوب (نحن كلنا في المجمل) عندنا مشكلة تاريخية مع الهوية كآلية رخيصة للتعبئة السياسية لكنها خاسرة النتئج على الدوام!.

ما أريد قوله أننا لن نحتاج إلى هذا إذا صنعنا شكل من الوفاق يأتيك بحقك دون أن ترجع إلى أي هوية ممكن أن تكون منتمي إليها سواء كانت عشائرية قبلية يعني عرقية جسدانية كما أسميها أو هوية غيبية مثل الطرق الصوفية و التي تتدخل أيضا في السياسة و تحكم و المهدي معروف حركة صوفية سمانية ثم أصبحت الأنصارية أصلا حركة صوفية و الميرغنيه و الأنصار و الهندي كلها من التجليات الهووية الغيبية الممثلة في الطرق الصوفية. من الذين يصلون إلى السلطة ويشكلون الدولة أيضا.

ثم أيضا توجد التجليات المدنية الهويوية الحديثة التي تأتت بعد عهد الإنجليز مثل وحدة وادي النيل ثم جاءت الاشتراكية ثم الإسلام هو الحل ثم أخيراً اللبرالية هذه كلها أيديولوجيات ناس المدينة وأتت مع الاقتصاد الحديث (هويات جديدة).

يعني عندما ننظر إلى الأحزاب الغير متكئة على خلفية عرقية أو غيبية فإنها تضم الناس المتعلمين من سكان المدن و من الطبقات الأفندية و من التجار الأصيلين من سكان المدن والصناع و العمال و الموظفين و هذه التنظيمات منها الحزب الشيوعي و الحركات الاشتراكية وحركة الإخوان المسلمين بأنواعها المختلفه و حركات السلفيين الحديثة فكل أعضائها خلفياتهم حديثة يعني من حيث خلفية النشاط الاقتصادي.

فالتجليات العرقية و التجليات الغيبية لديها اقتصادها المختلف المعتمد على الرعي ثم الزراعة أما سكان المدينة فيقوم اقتصادهم على الخدمات والتجارة والصناعة.
كل هؤلاء عندما يصلون السلطة يصبغون جهاز الدولة بصبغتهم سواءأ كانت هذه الهوية: عرقية أو دينية أو إشتراكية أو لبرالية.. لقد حدث عدة مرات وخير مثال الدولة القائمة الآن. هنا تكمن دائرة التخلف الذي يتمثل في عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي بسبب دخول المجتمع كله في حالة حرب هويوية لأن لا وسيلة أخرى متفق عليها لنيل الحقوق او التمثيل في مستوي الدولة.

قلنا الهوية ليست المشكلة ولا الحل .. فقط هي آاية للتعبئة السياسية وقت الأزمات العامة.. لأن البشر أصلا هوياتهم مختلفة في كل مجتمعات العالم. وأمامنا الهند كمثال فهم استطاعوا التعايش رغم أنهم أعراق وقبائل مختلفة جدا وطوائف عديدة أكتر مننا بكتير لكن لا أحد يحمل سلاحا باسم هويته ولا أحد خائف على هويته لأنها دولة لا هويوية. تحترم هويات الكل.

فالناس ترجع إلى هوياتها عندما لا تكون هناك دولة مواطنة فتحس بأن فيتنادون ويتكتلون على أسس هويتهم هذه هي القصة الأساسية والتي تسبب الحروب والانشقاقات المجتمعية.

إنتباه هنا لطفاً.. لماذا الهوية آلية جيدة للتعبئة الجماهيرية لكنها دائما علمنا التاريخ أن النتيجة غير مشرقة أو المقدمات مختلفة عن النتائج؟. سأحاول الإجابة على هذا السؤال عبر ضرب الامثلة.

أي هوية كانت دينية غيبية أو عرقية أو مدنية تكون آلية لنيل الحقوق من أطراف ترى ذاتها مضطهدة أو تفرض على مستوى الدولة تكون مشكلة قابلة للإنفجار في أي لحظة.

مثلاً الهوية العرقية تحتاج صفاء عرقي لأن العرق أصلا قائم على الشياخة والتبعية المطلقة وأنت تثق في هذا الشخص لأنه من دمك وما في زول بيخون دمه يعني مافي زول بيخون نفسه. وهذه خطورة وأهمية القبيلة والعرق.
وبالتالي عندما تقوم الحرب من أجل الحفاظ على الهوية من أجل الحقوق والتميز بالهوية من أجل نيل الحقوق الاقتصادية والسياسة فإن ما يحدث أن الجماعة القائدة ستكتشف أن داخلها ذاته منوع كأي جماعة عرقية أخرى منوع على الأقل من حيث الفقر والغنى ومن حيث التراتبية الرمزية.

وما سيحدث لاحقا أن هناك جماعة ستسود على الأخرى وستسيطر على السلطة والثروة لأنها هي التي بادرت بالفعل الموجب على سبيل المثال أو هي الأغلبية وهذا بالضبط ما حدث في جنوب السودان وحصل في رواندا وحصل في ليبيريا وحصل في دول كثيرة جدا كانت تحارب على أساس الهوية وعندما جاءت لحظة الانتصار ووصلت البرلمان أو احتلت القصور الجمهوري وجدوا أن الهوية ما بتعمل حل وهي نفسها مشكلة كبيرة جدا وحالة ندم!.

ندم على النتيجة، لأنها فيما بعد أدت إلى حالات تطهير عرقية في حالات كثيرة جدا منها رواندا وجنوب السودان والصومال والكنغو ولايبريا وكوسوفو (أمثلة).

لكن في نقطة غاية في الأهمية فارجو أن ننتبه لها.. وهي الخصوصية الهويوية الذاتية.. سأشرح دا لانه مهم لانني لا أدين التجليات السياسية العرقية أو الطائفية أو المدنية من حيث المبدأ.. لا!. هذا امر عنده ضرورة فيما يتعلق بالحكم الذاتي والتراث الذاتي واللغة الذاتية إن وجدت وإلخ!.. لكن لا يجب أن نطالب بفرض هويتنا الذاتية أي كانت على الدولة!.

أعني أنني أنا لا أدين تجلي الناس على أسس عرقية أو مدنية أو تاريخية فأنت لديك تميزات ثقافة جزئية محددة في إطار البلد، مثلا: تريد الحفاظ على لغتك وعاداتك ولبسك الشعبي فمن حقك أن تنشئ تنظيم باسم كوش مثلا (جميل) أو تنشئ تنظيم باسم مؤتمر البجا وهو حاصل أو تنشئ تنظيم وتمسيه جعليون من اجل المتمة (تصور).. مافيش مشكلة (تلك مجرد امثلة للبيان).

هذا من حقك إذ عندك مطالب في برنامج محدد تطالب بها من اجل قطاع من الناس أو كل الناس. ولكن لا تطالب بفرض برنامجك المحدد كنظام للدولة وصيغة الحكم.
مثلاً فرض ثقافتك وهويتك وزيك على الآخرين هذا هو الخطأ لأنك بهذا تعتدي على هويات الآخرين.. هذا إن حدث يحدث وفق أتفاق يتضمنه الدستور برضى الناس.. وعليك أن تتعايش مع هويات الآخرين في المكان الذي اتفق فيه الناس على صيغة عيش سلمي مشترك.. هوية الدولة ليست ملكا لك وليست ملكا لي هي ملكنا كلنا مع بعض أنت والمسافة المليانة ناس بيني وبينك من المفترض في الوضع الصحيح.

هذه هي الدولة التي من المفترض أن نحلم بها وهي دولة لا تنحاز إلى أي هوية من الهويات وهي دولة ما عندها هوية وفِي الحقيقة اسمها وهويتها معلومة مفترض:

اسمها (جمهورية السودان الديمقراطية) هذه من المفترض هوية الدولة.. والهويات الأخرى أيا كانت هويات عرقية أو عقائدية أو هويات مدنية أيا كانت حسب التقسيم الذي ذكرناه سابقا كل هذه الهويات تكون محترمة وتمارس نشاطاتها وتلاقحها مع الآخرين في الإطار الاجتماعي إلا أن تصطدم بالقانون أو تعتدي على هويات الآخرين.. هذه هي دولة اللا هوية.

فبالتالي نحن لا نقول بفصل الدين عن الدولة أي العلمانية هذه مرحلة تاريخية خاصة بأوروبا فقط.. نحن مفترض ننادي بفصل الدولة عن الهوية وهذا يفترض أن يكون ندائنا الأول للأسباب التي ذكرنا بأن أوروبا لم يكن فيها تجليات عرقية عندما نشأ فيها سؤال الدين يعني ما فيش سؤال عرقي كما لدينا والعرق أشد وهو فوق الدين.. يعني الآن التجليات العرقية معروفة داير ترتبط أو تعرس كحالة إجتماعية مثلاً بفتشوك من الخلف وربما حتى الآن ولا يسألون عن دينك بل يسألون عن عرقك وفِي الماضي كان أبشع من كدا.

فبالتالي العرق أول عندنا وما دام عندك تجلي عرقي سياسي فيجب النظر لهذه قبل الدين.. والدين أيضا مشكلة لسبب بسيط وقتل بحثاً أظنه. فعندما تفرض شريعة محددة يحدث جدل كبير جدا فأنت مختلف مع الجمهوريين مثلاً وهم مسلمون ومحمود محمد طه أعدم في ظل قوانين إسلامية. وهو رجل إسلامي ويكتب في الإسلام وبغض النظر عن رأينا في آرائه. لكن كان له وجهة نظر مختلفة.. ولما تحكم جماعة سلفية وتفرض هويتها السلفية على الدولة فهذا إقصاء مباشر للصوفية في السودان إن لم يكن إعدام!.

ما أريد قوله أن الهوية من جميع النواحي تسبب مشكلة حين فرضها في مستوى الدولة. الهوية تُمارس ولا تفرض على مستوى الدولة لكن الدولة أيضا تحترم هويات الجميع فمن أراد أن يتزوج على الطريقة الإسلامية المدنية فالدستور يبيح له ذلك والذي يريد الزواج على الطريقة المسيحية وهو مسيحي لا توجد مشكلة كل الناس تكون محترمة وكل الهويات تكون محترمة بنص الدستور.. هذا فيما يتعلق بالأحوال المدنية والشخصية.

هذه دولة اللاهوية وأنا لا أصر على الإسم وممكن نسميها بأي اسم ثاني مستساغ للناس الذين يفكرون معي في مسألة دولة اللاهوية في هذا المنبر والآخرين طبعاً كمحاولة للخروج من الأزمة الكبيرة المدلهمة التي نعاني منها جميعا.

الهويات عديدة التي قد تسعى إلى فرض صبغتها على الدولة من اجل السيطرة الآيديولوجية وليست عرقية فقط كما قلنا في الحلقة السابقة. هذا لن يفيد أحد منا، لقد أثبتت لنا التجارب فشلنا جميعاً أمام الهوية من كنا "هامش ومركز" وهذا التوصيف نفسه أسطع دليل على الأزمة!.

يعني ليس فقط المفترض أن يكون التجليين العرقي والغيبي بعيدان عن الدولة ويكونان محترمان في الإطار الجغرافي بل أيضا الأيديولوجيات الحديثة. يعني أنت حزب سياسي اشتراكي ما تجي تقول الدولة تصبح اشتراكية. الدولة اسمها جمهورية السودان الديمقراطية وأنت تنفذ برنامج اقتصادي فقط في فترة زمنية محددة.. المفترض.. وفق الدستور.

ولَك أن تؤسس حزب إسلامي وأوروبا نفسها فيها الحزب المسيحي في هولندا لكن الحزب المسيحي لا يطالب بأن تصبح الدولة مسيحية وإنما هذه الدولة محايدة والحزب المسيحي لديه برنامج إصلاحي محدد بتاع قيم ومثل يستطيع عمله في فترته الانتخابية وإذا سقط الحزب يسقط البرنامج وإذا انتخبه الناس مرة أخرى يعمل برنامجه هذا شرط أن البرنامج لا يتعارض مع الدستور وهذا مهم جدا جدا وإذا تعارض الحزب السياسي مع الدستور يتوقف الحزب كله.

هذه هي الديمقراطية وهذه هي الدولة التي نريدها ومن المفترض أن نفكر فيها ونتفق عليها.. وأنا أعلم أن هذا يحتاج لجهد كبير جدا وأشخاص متخصصين يقعدو يفكرو ونترك قصة الزول السياسي القبلي العرقي الهويوي المحدد الخطير (من نص أم أطراف السودان) يتحدث في كل شيء في السياسة والاقتصاد والشعر والفن والفلكلور والكورة والحجامة فقط لمجرد كونه الزعيم الهويوي.

وكما قلت تلك مشكلة الشياخة أيا كانت وهذه الشياخة موجودة في كل أنحاء السودان وليس في الأرياف فقط ومعظم تجلياتها تجليات عرقية في الأساس وما في تجليات مدنية أو طائفية كثيرة في الأساس في الريف.. يعني مافي أي تجلي طائفي في جنوب السودان وما في تجلي طائفي أو حركة في دارفور قائمة على أساس طائفة دينية محددة وكذلك الشرق كمان مافي تيارات إشتراكية في شكل حركات ولا لبرالية مسلحة متمردة.. لماذا هذا!.
ولماذا حصل ذلك في الوسط النيلي فقط وهذا سيوضح لماذا الوسط النيلي في السودان مختلف عن الريف ومختلف عن أطراف وأعماق السودان.. هذه نقطة للتأمل عشان نفكر في النظام السياسي والإقتصادي الذي يناسب واقعنا.. هو مختلف عنهم لأن تجلياته السياسة تحدث بطريقة مختلفة في مرة من المرات. لذلك يوجد سوء فهم وتعارض كبير جدا بين ناس الوسط وناس الأطراف وهذا التعارض عميق جدا ولا يرتبط فقط بالأشياء الآنية وإنما عنده علاقة في الحقيقة بالتاريخ ومظالم التاريخ لكن في اللحظة الحاضرة الهويات المتصارعة على السلطة والثروة تستخدم الهوية والتاريخ للوصول للسلطة والثروة ولكن الناس التي قامت باسمها الحركات والأحزاب والإنقلابات العسكرية يصبحون وقود لها ولا يحصلون على شيء وبالتالي بتكون الأزمة موجودة بشكل مستمر.

نحن من المفترض أن نجتهد ونكون علميين في التفكير الموجب ومن ضمن هذا نساعد في إنجاز مشروع السودان 200 الذي يحوي 27 محورا تغطي جميع عناصر الحياة الممكنة وأتمنى كل الناس تنتبه لهذا المشروع وهو ليس مشروعي أنا وليس مشروع جماعة محددة هو مشروعنا جميعا إن شئنا. إذ معظمنا نحلم ونفكر بطريقة واحدة وكلنا نريد الأفضل ولكننا لم نجد طريقة بعد لجمع الأيادي مع بعض لنعمل بفاعلية ونخرج إلى بر آمن. لكن أنا واثق من إصرار جماعة صغيرة مؤمنة والتي عندما تعمل وتتحرك وهي حاليا بدأت ستأتي بقية الناس المترددة والتي لم تسمع بالفكرة بعد وسننجز المشروع في مداه الزمني أو هي طبعاً الأماني!.

والسودان200 إضافة لا تعطل شيء حسب خطته الموعية بل تضيف لأي محاولة جدية جارية في الواقع كما أنها عمل مدني شعبي لا سياسي لا آيديولوجي لا حزبي لا حكومي (راجع إن شئت فكرة السودان200 في مكانها)!.

ملاحظة ختامية: هذا الكلام الغرض منه ليس التقييم السياسي أو الأحكام القيمية إنما هذه هي الحلقة الثالثة في الدفاع عن ما أسميه "دولة اللا هوية" أي أن الغرض عملي ومباشر.

كان ذلك تسجيلاً صوتيا 3-4 حول دولة اللا هوية تم تحويله بتصرف إلى نسخة مكتوبة.

محمد جمال الدين

Post: #95
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-12-2018, 04:31 PM
Parent: #94

عملت لستة بالأوهام الخالدة .. وأفكر في كتابة سلسلة من هذا النوع!. هناك اشياء مدهشة إلى درجة الضحك.. والبعض لن يصدق كون بعض هذه الأوهام اصبحت في عداد المسلمات وشكلت بعض مخيال الناس.. مثلا قصص وحكايات حقيبة الفن.. معظم القصص موضوعة بما فيها أن هناك حقيبة توضع فيها الإسطوانات ومن هنا جاء الاسم.. مافي حاجة زي دي.. مثال

Post: #96
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2018, 04:52 PM
Parent: #95

نجدد التحية.. والسلام على روح الراحل العزيز الشامي الحبر واخلص التعازي.
---
وربما ما زال هناك شي ليقال حيال ز عمنا بما يسمى ب"الأوهام الخالدة"!








Post: #97
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-14-2018, 05:49 PM
Parent: #96

وواضح كذلك ان قبول كل الاطراف السودانية بعلاقة جيدة مع التاج البريطاني نابع من تخوف بعضهم من النفوذ المصري ونفوذ قياداتهم العقائدية مالم تقوم بريطانيا باتخاذ اجراءات عملية نيابة عنهم للتقديم بطلب الانضمام الى دول الكمونولث البريطاني وهو مايرغب فيه خاصة الجنوبيين والفئات المتعلمة من الاحزاب وزعماء العشار القبلية.
4-من وجهة نظر الحكومة البريطانية تجد انه ليس هنالك اي فائدة عملية من وضع السودانيين او التقديم نيابة عنهم لعضوية دول الكمونولث البريطاني رغم ان ذلك تراه يصب في مصلحة علاقات مستقبلية جيدة به الا انه سيعد تدخلا في قرار مفترض ان تتقدم به الحكومة المستقلة فيما بعد.
كما ان السودان ليس لديه ما يقدمه سياسيا لدول الكمونولث البريطاني بل يحتاج الى ماتقدمه له بريطانيا في حالة اقدامها الى قبول رغبة السودانيين بالدخول الى عضوية الكمونولث البريطاني والتي ستفقدها علاقات استراتيجية وسياسية هامة مع مصر وسيصبح من الصعوبة الدخول معها في اتفاقيات سياسية في المستقبل وبالتالي ليس من مصلحة بريطانيا انضمام السودان الى دول الكمونولث البريطاني في الوقت الحالي بجانب انه سيعقد قضاياه الداخلية السياسية ومن المستحسن البقاء على علاقات تضمن نظام التواصل والاتصال به.
5-من الناحية الاقتصادية ان مصلحة بريطانيا في الوقت الحالي تتمثل في شراء القطن السوداني والذي يعتمد تماما على اعتماد السودان على الجنيه الاسترليني ضمن عضوية تعامل مع دول الكمونولث البريطاني او (منطقة الاسترليني) متى ماقام بصك عملته بعد الاستقلال وبالتالي دخول السودان ضمن عضوية دول الكمونولث البريطاني قد يضمن ذلك لكنه من الناحية الاقتصادية كذلك دخول السودان ضمن دول الكمونولث البريطاني لن يقدم وضع خاص او فائدة كبيرة للصادرات السودانية لبريطانيا وعليه ان مصالح بريطانيا الاقتصادية في السودان يمكن ان تتم عبر اتفاقات اقتصادية دون الحوجة الى دخوله ضمن مجموعة الكمونولث البريطاني.
7-على خلاف ماذكر اعلا ومناقضا للمصالح الاستراتيجية يجب إحترام رغبة السودانيين اذا ما تقدموا بطلب العضوية لانه سيكون من غير المقبول خذل السودانيين لانهم في هذه الحالة حيث سيرون انهم من ابدى الرغبة في توثيق علاقاتهم بدول الكمونولث وسيكون رد فعلهم مزيد من الامتعاض اذا ما رفض طلبهم وعليه يجب النظر في طلبهم بجدية وعدم قفل الباب في وجوههم حاليا او في المستقبل وعليه يجب اعتماد سياسة صديقة في علاقتنا معهم رغم ان ذلك يعارض مبادئ العلاقات الخارجية التي اسس عليها تجمع دول الكمونولث البريطاني من وجهة نظر علاقات دول الكمونولث في حالة تقدم السودان بطلبه عليها ان تقوم بالنظر فيه من ناحية وضعه وليس كطلب من دولة تحت التاج البريطاني بل كطلب من دولة مستقلة لها كامل السيادة.
وعلى هذا الاساس لن يقبل السودان بعضوية اقل من عضوية كاملة مساوية لاعضائه الاساسيين والتي ستتطلب معها العديد من الواجبات عليه من ضمنها وجودهم خلال اجتماعات مجلس الوزراء والتنسيق التام مع عضويته في القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي هاتين النقطتين السودان في وضعه الحالي مبتدئ سياسيا وسيصعب عليه تقديم ايتها فعالية لتجمع دول الكمونولث.
هذا بجانب نقطة مهمة وهي ان طلب السودان بعضوية دول الكمونولث البريطاني لايمكن النظر فيه دون مشورة الجميع من اعضائه ومن ضمنهم دولة جنوب افريقيا التي تحت حكومتها الحالية ترفض رفضا تاما انضمام السودان لدول الكمونولث البريطاني .
اخيرا قبول عضوية السودان سيثير حفيظة دول ساحل الذهب ونايجيريا لاعطاؤهما كذلك وضع خاص بجانب انه قد يعرض الكيان الهش لمؤسسات الكمونولث البريطاني لتغيرات جذرية بريطانيا غير مستعدة لها في الوقت الحالي.. (حاتم المدني. . سودانايل )

Post: #98
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-16-2018, 10:10 AM
Parent: #97

وعليه كمونولث مافيش وتوجه افريقي مستحيل
انذاك.. وما يردده الناس طول الوقت مجرد أوهام أو احلام بأثر رجعي.

Post: #99
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-17-2018, 00:26 AM
Parent: #98

لمصلحة الحوار الذي يجرى الآن أتمنى أن أنبه إلى ظني أن جميع منشوراتي هذه الايام دائرة واحدة.. أي محتوى واحد فقط متنوع الفرعيات لذا أحب أن تقرأ مع بعض أو بالتتابع فكل منها شارح فكرة الآخر أو هو زعمي.. وانشد منكم الصبر!

Post: #100
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-17-2018, 07:31 AM
Parent: #99

كتبت يا م جمال، كلاماً كثيراً عن عدم امكانية انضمام للكمونولث، لكنك لم تأت بحجة قوية تنفي فرضية الدكتور النور حمد في ذلك الخيار.

عليه البوست مجرد محاولة وهمية
ويبقى خيار السودان للانضمام للكمونولث من الخيارات التي ضاعت هباءً

التحيّة عبرك للمفكر الكبير النور حمد
والمفكر الصغير هاشم الحسن
ولَك الود

Post: #101
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-17-2018, 08:39 AM
Parent: #100

Quote: كتبت يا م جمال، كلاماً كثيراً عن عدم امكانية انضمام للكمونولث، لكنك لم تأت بحجة قوية تنفي فرضية الدكتور النور حمد في ذلك الخيار.

عليه البوست مجرد محاولة وهمية
ويبقى خيار السودان للانضمام للكمونولث من الخيارات التي ضاعت هباءً

التحيّة عبرك للمفكر الكبير النور حمد
والمفكر الصغير هاشم الحسن
ولَك الود


انت زعلت ولا شنو يا استاذ أبو بكر عباس.. بس للاسف ما عندنا حاجة نعملها ليك مع تقديرنا لمشاعرك. . كمان ما اطمنك نحن لسا في البدايات عندنا كلام كتير جدا كتير خالص حيال هذه الأوهام الراسخة والأخرى أيضا سنأتي عليها.. وعندنا صبر وانت حر. . وما عندنا مفكر كبير وآخر صغير لأننا نناقش الأفكار فقط لا شخوص المفكرين أو المتحاورين.. وليس لنا حب ولا كراهية.. انا شخصيا ازعم انني عبارة عن خشبة صغيرة متيبسة!.

Post: #102
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 08-17-2018, 09:19 AM
Parent: #100

هههههها ابو بكر يا مستنير يا كمونويلثي!!
يا جمال ما تلتفت لحركات المستنير دي،
اليومين ديل طاري ليهو كتشنر "أفِّكت" من تاني
لكن برضو عارف ما حيلقى طريقة للكمونويلثية بأثر رجعي
قال يتفشى فيك وفيني..
(طبعا هو هنا برضو زي البقول لي:
"أها يا القرادة المشت مع الجمل جابت العيش من القضارف"..)
وبعدين، النور حمد عندنا كبير ومحبتنا ليهو أكبر..
أما في الفكر: فشن جاب لي جاب..
لكن برضو بنغالطو في الفكرة دي وأخريات..
أها تاني شنو؟
؟
يا مستنير،
إنتا ما تورينا شوية من (الأوهام السودانية الخالدة) الكتيرة البتعرفا ديك.

Post: #103
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-17-2018, 09:55 AM
Parent: #102

افهمك هاشم.. وعارف غلاغل المستنير :) عليه السلام.وبمناسبة المفكرين الكبار والصغار دي.. أكبر الأوهام تمر عادي عبر الجميع بلا فرز.. وأكبر وهمة في تاريخ السودان الحديث وفق ملاحظتي الخاصة هي "حقيبة الفن" وليس الكمونولث والأوهام كثيرة ما تديك الدرب.. عندنا أدلة مادية وأخرى ظرفية حيال وهمة حقيبة الفن.. الرجل المجتهد الكبير د. منصور خالد متورط في هذه الوهمة!. . اليومين الجايين ح نمر على منصور خالد شخصيا وهو أمر جلل لكن لا بد مما ليس منه بد.. ونزعم مقدما أننا لها!.

Post: #104
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-17-2018, 10:27 AM
Parent: #103

ح افتح بوست خاص بمنصور خالد.. قصدي الكلام ما ح يكون هنا بالإشارة إلى المداخلة السابقة.

Post: #105
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-19-2018, 03:12 AM
Parent: #104

لازم نفكر في المستقبل وحده.. الماضى انتهى.. اظن!

Post: #106
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-19-2018, 10:17 PM
Parent: #105

مكرر.. اذهب لطفا إلى التالي

Post: #107
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-22-2018, 02:55 PM
Parent: #106

أوهام سودانية خالدة (هذه المرة د. منصور خالد وحقيبة الفن السودانية)!
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html

Post: #108
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-23-2018, 01:30 PM
Parent: #107

هذا، والتحية والاحترام لاستاذنا المجتهد د. النور حمد.. وعيد مبارك

Post: #109
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-24-2018, 04:17 PM
Parent: #108

وربما نواصل أيضا هنا

Post: #110
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-25-2018, 04:30 PM
Parent: #109

بعد هذا البوست وبوست منصور خالد.. أقر عدد من الاصحاب من حولي انهم كانوا بالفعل يعتبرون تلك الاوهام حقائق ويرددونها طول الوقت وجلهم متعلمين تعليم رفيع.. تلك الأوهام شديدة الرسوخ!

Post: #111
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-29-2018, 09:32 PM
Parent: #110

لنتأمل من جديد!

Post: #112
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 08-31-2018, 07:36 PM
Parent: #111

نتأمل ونتأكد من كل شيء بصبر وحياد علمي، كلما أمكن!

Post: #113
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-05-2018, 02:44 PM
Parent: #100

Quote: عليه البوست مجرد محاولة وهمية
ويبقى خيار السودان للانضمام للكمونولث من الخيارات التي ضاعت هباءً


هسا الفرصة قدامنا :) .. طبعا هناك أدلة ظرفية ومادية واضحة أن التوجه ناحية العمق الافريقي مستحيل والكمونولث لتقديرات الإنجليز الخاصة وعلاقة انجلترا مع مصر وهي أولوية لا يمكن قبول السودان في منظمومة الكمونولث والا لكان حدث.. لأن القصة نوقشت سنة 1951 والقرار الفعلي كان بيد الإنجليز حينها.. مش عايزين وجنوب أفريقيا العنصرية كعضوء مؤسس أيضا رافضة بالضرورة!.





Post: #114
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-07-2018, 10:20 AM
Parent: #113

دا ملخص ممتاز للوهمة من صفحة في الواتساب ومحاولة الرد
Quote: احسن انا سودانية انا افريقية لكان السودان يترأس الدول الافريفية بدلا من يتزيل الدول العربية كما قال الرئيس السنغالي، الازهري في اخر لحظة غير وجهته حضورا بمصر بدلا من الافارقة المنتظرين يلهفة


سلامات ... دا كلام فيه نظر.. اول دولة أفريقية إستقلت بعد السودان أنضم للجامعة العربية بسنة وهي غانا 1957 والسنغال سنة 1960 .. يعني مافي أي أفارقة منتظرين الازهري.. ورئيس غانا نكروما مؤسس الافريقانية عمليا كان حليف وصديق لصيق لجمال عبد الناصر قبل الأزهري وتزوج من فتحية المصرية وأنجب ولد أسماه ناصر.

Post: #115
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-07-2018, 03:43 PM
Parent: #114

لقاء تلفزيوني ممتع مع جمال نكروما

https://youtu.be/VcndiCWygW0https://youtu.be/VcndiCWygW0

https://youtu.be/VcndiCWygW0https://youtu.be/VcndiCWygW0https://youtu.be/VcndiCWygW0https://youtu.be/VcndiCWygW0

Post: #116
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-08-2018, 10:50 PM
Parent: #115

طبعا مفترض نتحقق من كل المزاعم!.

Post: #117
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 09-08-2018, 11:59 PM
Parent: #116


محمد سلام، ركز معانا ياخي.. تاني،
أعمل رايت كليك على الفيديو تظهر ليك القائمة بالخيارات، الخيار التالت هو
copy embed code أنقر عليهو بتكون خلاص نسختو،
جيبو لصقو هنا مباشرة.. أعمل كدا وعدل المداخلة عشان أعدل دي.

Post: #118
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-09-2018, 00:35 AM
Parent: #117

Quote: أعمل رايت كليك على الفيديو تظهر ليك القائمة بالخيارات، الخيار التالت هو
copy embed code أنقر عليهو بتكون خلاص نسختو،
جيبو لصقو هنا مباشرة.. أعمل كدا وعدل المداخلة عشان أعدل دي.


وعد.. لقدام .. والله لسا ما فاهم. . معليش اخوك مفلس تكنولوجيا :)
---
بس اللقاء صريح ورائع سمعتو مباشرة

Post: #119
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-09-2018, 01:25 AM
Parent: #118

Quote: س اللقاء صريح ورائع سمعتو مباشرة


مع أن كنت اتمنى ان اسمع اكتر من ابن نكروما واعتقد ان معدة/مقدمة البرنامج غير موفقة .. وربما عنصرية شوية أو ضيقة الافق.. (آسف للأحكام القيمية )! .
---
أين الأخ أبو بكر عباس؟.

Post: #120
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-09-2018, 09:42 AM
Parent: #119

الأخ محمد جمال الدين
اتابع و لو على البعد ما تكتب...رغم المشاغل. لفتت كتاباتك و أبحاثك نظري بعمقها و بتخيُّر ‏موضوعاتك و بجرأة التناول و اقتحامك موضوعات يحجم الكثيرون في الكتابة عنها.‏

بالإضافة لعمق التناول و لملمة اطراف الموضوع في ثقة و مهارة باحث قدير..‏

لك تحية تهنئة و إعجاب..و كذلك الأخت تماضر في الطرف الآخر من المعادلة الابداعية.‏

Post: #121
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-09-2018, 02:21 PM
Parent: #120

محمد عبد الله الحسن.. سلام عليك

Quote: الأخ محمد جمال الدين
اتابع و لو على البعد ما تكتب...رغم المشاغل. لفتت كتاباتك و أبحاثك نظري بعمقها و بتخيُّر ‏موضوعاتك و بجرأة التناول و اقتحامك موضوعات يحجم الكثيرون في الكتابة عنها.‏

بالإضافة لعمق التناول و لملمة اطراف الموضوع في ثقة و مهارة باحث قدير..‏

لك تحية تهنئة و إعجاب..و كذلك الأخت تماضر في الطرف الآخر من المعادلة الابداعية.‏


شكرا على التشجيع الفخيم .. أسعد به وبك جدا. . واعرف يقينا لا يخالجه شك أنني مقصر وان معظم أعمالي المدعاة غير مكتملة .. وأتمنى مستقبلا أن أعمل أفضل مع العاملين.. شكرا لك على المواساة الجميلة وذلك من اللطف

Post: #123
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-12-2018, 02:12 AM
Parent: #121

هذه الأوهام هامة!

Post: #124
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-18-2018, 11:45 AM
Parent: #123

هنا من جديد اذا في زول عنده رأي أو معلومة أو إضافة جديدة.. الفرصة دايما متاحة!

Post: #125
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 09-18-2018, 04:55 PM
Parent: #124

بمناسبة جمال نكروما؛
خطرت لي خاطرة تبدو طريفة ولكنها محتملة، أنه؛ لولا حكم الوقت، من حيث لم يعد متاحا لكوامي نكروما أن يعدد الزوجات، فلربما أيضا قد كان أصهر إلينا عند زيارته للسودان في يونيو ١٩٥٨.. هذا الثائر الفذ والحالم الرومانسي الكبير بالوحدة الافريقية؛ لم يترك وسيلة ولا سبيلا ولا فكرة من أجل تحقيق هذه الوحدة.. ولو إنه قد كان بإمكانه تمهيد المسارات بعقد االمصاهرات، على الطريقة القديمة، لفعلها.. بالضبط كما كان السودان سسينضم للكمونويلث لو إنه كان ممكنا في حكم الوقت.. :)

Quote: أين الأخ أبو بكر عباس؟.

في ظني يا محمد؛ حتى مع صحة الاعتراض التاريخي على قولهم بفرصة الكمونويلث المهدرة، إلا إننا يجب أن نتفهم أن ليست كل منطلقات د. النور حمد، وبالذات أبوبكر عباس، هي من منصات آيدلوجية أو سياسية فقط، أو لمجرد المغالطة التاريخية.. بل هي تقوم وتتأسس في نوع من (الرغبوية الحداثية) كما التي تملكت بعض أبكار المثقفين فيما قبل وخاصة بعد أحداث ١٩٢٤. من بين هؤلاء المثقفين سنجد أمثال حسين شريف أول الدعاة لتأسيس نادي الخريجين وأول رئيس تحرير لصحيفة (حضارة السودان)، وأحمد عثمان القاضي ثاني رئيس لتحرير لنفس الـصحيفة، وأيضا الكاتب الناقد معاوية محمد نور...
لقد رصد االبوفسير محمد عمر بشير مواقف وكتابات مبكرة جدا لهؤلاء المثقفين الأبكار تدعو لفصم العرى السياسية والفكرية مع دعوات المقاومة المتمثلة في جماعات وحدة وادي النيل مثلا. بل وحتى فهي تذهب إلى حد استتباع السودان إلى وزارة المستعمرات البريطانية، بما يعني، سياسيا، الدعوة إلى اتمام فض الشراكة الاستعمارية لبريطانيا مع مصر في ملابساتها المعروفة، ولاستفراد بريطانيا بالسودان إلى حين يكون مهيأ لنيل استقلاله في ارتباط حداثوي معها ربما كان سيمهد له ويدفعه للانضمام إلى الكمونويلث. ...
يمكن أن نقول أنها مواقف تنطوي على الكثير من البراغماتية "الرغبوية" التحديثية، هي التي دفعت بالأولين إلى نوع من محاولة القفز على واقع المرحلة السياسي والثقافي، وهي التي اضطرت الآخرين إلى مثل هذا الاستغراق في اللاممكن التاريخي، كمثل هذا الحلم الحسير باستعادة اللحظة الكتشنرية أو الكمونويلثية...

====
إذن؛ المستنير الكبير أبو بكر عباس يتفق مع المستنير الأكبر معاوية محمد نور..
ولكن، بأثر رغبوي رجعي.. :))


Post: #126
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 09-18-2018, 06:58 PM
Parent: #125

Quote: إذن؛ المستنير الكبير أبو بكر عباس يتفق مع المستنير الأكبر معاوية محمد نور..
ولكن، بأثر رغبوي رجعي.. :))


ياخي دي بديعة هاشم :) بديعة خالص .. والتحية للأخ أبو بكر عباس.. (دي مجرد شوية ونسة حميدة على هامش اللقاء ). في الحقيقة جملة اخونا هاشم مشحونة بالمعاني كما مداخلته الأخيرة جلها!.





Post: #127
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: munswor almophtah
Date: 09-21-2018, 05:23 AM
Parent: #126


Post: #128
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: munswor almophtah
Date: 09-21-2018, 05:26 AM
Parent: #127


Post: #129
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: munswor almophtah
Date: 09-21-2018, 11:44 PM
Parent: #128

فى الجزء الثالث من التسجيل أى فى الثلث الأخير منه قال البروف أن البروف النور والد البروف أسامه النور كان يقر
بأفريقية السودان وقال السودان من المفترض أن ينضم للكومنولث بدلا من الجامعه العربيه وهى ذات الأشواق التى
قال بها دكتور النور حمد
بس النور براه الشنقل الريكه يا أستاذ محمد جمال!!

والشكر لك والسلام


Post: #130
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-02-2018, 07:37 PM
Parent: #129


سلامات من جديد منصور المفتاح
Quote: فى الجزء الثالث من التسجيل أى فى الثلث الأخير منه قال البروف أن البروف النور والد البروف أسامه النور كان يقر
بأفريقية السودان وقال السودان من المفترض أن ينضم للكومنولث بدلا من الجامعه العربيه وهى ذات الأشواق التى
قال بها دكتور النور حمد
بس النور براه الشنقل الريكه يا أستاذ محمد جمال!!

والشكر لك والسلام


كل واحد فينا مشنقل الريكة من ناحيته .. وواثق في بضاعته بلا كثير سؤال!

Post: #131
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-14-2018, 03:42 PM
Parent: #99


البروفسيرة فدوى عبدالرحمن على طه
استاذة التاريخ السوداني الحديث في حديث عن ملابسات إستقلال السودان.. بعضه متعلق بهذا البوست


https://youtu.be/7Alp9hzeroohttps://youtu.be/7Alp9hzeroo

Post: #132
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: هاشم الحسن
Date: 10-15-2018, 04:13 AM
Parent: #131

Quote: البروفسيرة فدوى عبدالرحمن على طه
استاذة التاريخ السوداني الحديث في حديث عن ملابسات إستقلال السودان.. بعضه متعلق بهذا البوست


ههههههها،
تصدق جيت أضيف الفيديو، هنا أيضا، وأشير لنقطة (الكمونويلث) دي بالذات.
لقيتك ما قصرتا.. ما بتفوتها دي طبعا.. وشكرا أنك شاهدته.
فرق بين وزارة المستعمرات ووزاة الخارجية..
وحيثيات طويلة .. فعلا..
ولكن، فيه أشياء أخرى عن حراك وتفاعل (الآيدلوجيات)
وهي ستفيد أيضا..
ثم
طيب ما تقول شكرا ياخي:)


Post: #133
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 10-15-2018, 04:03 PM
Parent: #132

Quote: طيب ما تقول شكرا ياخي:)


هههههه ياخ أنت ناقص شكر :). ولو عايزنا نكتب معلقة ما بتكفيك. . مع أنو شكرتك في مكان الاصل على الالتقاط المناسب للحوار كما هي عادتك والحق يقال.





Post: #134
Title: Re: الأوهام الخالدة andquot;هذه المرة د. النور حم�
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-16-2018, 00:36 AM
Parent: #133

كانت حوارات رائعة في ثنايا هذا البوست.. شخصياً أفدت منها كثيرا.. شكراً جزيلاً لجهدكم صحاب..
نلتقي في البوستات الأخرى بالجوار.. طابت أيامكم