أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل

أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل


07-21-2018, 03:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1532139573&rn=26


Post: #1
Title: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-21-2018, 03:19 AM
Parent: #0

كانت أجواء تلكم الأيام لا تشبه سابقاتها في ذاكرتنا ولا لاحقاتها
لم نكن في ذلك العمر نعي حقيقة ما يحصل
لكن الأمر ما كان يتطلب أكثر من التمتع بحواس عادية
لنشتم رائحة القلق في الجو أو نرى التوجس في الوجوه
أو نسمع وسوسة الأهل مع بعضهم في الأحاديث العابرة
وهم يصطدمون ببعضهم أثناء سيرهم المتعثر بسبب الخوف من القادم الوشيك..

كان ذلك في أعقاب حركة 19 يوليو 1971 حين شن نظام النميري حملة شعواء عشواء
على كل من يشتبه بصلته بشيوعيين (عم، خال، جد، إن شاء الله انت زاتك شيوعي).
بعد فترة من الحرمان سمحت إدارة السجون بمدينة كوستي بزيارة المعتقلين
وفي أيام الجمع تحديدا.

شكل لنا ذلك -نحن الصبيان- برنامجا ترفيهيا جديدا
خاصةً بعد أن ذابت فرحة التحاقنا بالمدرسة في تلك السنين.

فوق اختلافه العادي، تميز يوم الجمعة في تلك الفترة باختلاف آخر:
نشاط الأمهات من الصباح لتجهيز الأكل الخاص بغداء يوم الزيارة
ارتداء ملابس المناسبات وربما قص الشعر لإظهار الاعتناء بالأبناء في غياب "الرجال"

نهرع مبكرا لحجز المكان المناسب بانعزاله في الحوش الخارجي للسجن الكبير
يندفع المساجين خارج زنازينهم بزيهم الموحد في فوج واحد أول الأمر:
حرامية ومختلسون ومظاليم وشيوعيون قبل أن يتم فرزهم إلى (طبقات)
أعلاها ironically المعتقلون الشيوعيون.

سرعان ما يبدد عمي أحمد محمد الحسن حياء الزائرين وتوترهم
بقفشاته التي يقهقه لها الكبار فيما نحتاج للمساعدة بتربيتة مكررة سريعة على رؤوسنا
من يده بأصابعها الطويلة النظيفة دوما

قبيل المغرب، يعلن العسكري "الفَرّاق" فض السمر الغريب
ويعود التوتر ليحتل مكانه مُقسّما هذه المرة على وجوه الزائرين والمزوُرين

نتسابق (نحن الصغار) للملمة طاسات العمدان والفِرشات ونثار المرح.

والأمهات.. في الحقيقة كنّ زوجات محنتئذ، مترددات في التوديع مصافحة أم لا
والمساجين يطوون الصحف المسربة و"المنشورات"!
فقد علمت لاحقا أنها كانت تُسرّب لهم في حفاظات التلج وبطن الرغيف.
ثم -برفق فُسّر لي لاحقا بـ.."حتى لا تسقط وتنكشف المناشير"..
ينفضوا التراب العالق بملابسهم البيضاء القِصَيْرة تلك
و
كلٌ يمضي في طريق على وعد باللقاء في الجمعة التالية.. هنا (لحسن حظنا) أو في البيت.
كسرُ الخاطر كان عندما يقرر "ضابط السجن" منع الزيارة لأي سبب غير معقول
(محاولة انقلاب في إحدى دول أمريكا اللاتينية مثلا، كما درجت النكتة أيام النميري)
أو يكتفي الضابط بالسماح "للأهل" بتبادل السلام خلل الفتحات بين القضبان
ذلك في حال اقتصر الأمر (هناك) على مسيرة عمالية ما.

كعادتي في الادخار الـ(بإهمال) كنت أوفر ملاقاة عم أحمد م الحسن ليوم بعيد في مستقبل
أحتاج فيه لزاد ذكرى عن والدي وعن عمي عبد الفتاح رفيقيه في الحزن والفرح،
وكالعادة أيضا علمت بالرحيل بعد زمن طويل من وفاته ففاتني اقتسام الحزن مع المجموعة
وبالطبع ضاعت فرصة التزود بالذكرى.

في بوست جميل لصديقي عادل كلر ذكرت له أن زينب
هي الوحيدة التي نجت من إلحاق اسم نساء السكة حديد كوستي بأسماء أزواجهن
ولا أعرف سببا أكيدا لمصدر هذا التقليد الغربي
أظن للأمر علاقة بالسكن الحكومي الفئوي
حيث اعتادت النساء في ونساتهن مع الأزواج
وأثناء إعداد وجبات الفطور لعمال السكة حديد المتعجلين،
الإشارة لصويحباتهن بأسماء أزواجهن (رفاق العمل الذين لا يمكن الخلط بينهم)
لاختصار التعريف قبل أن تداهمهن\م صافرة العودة للوِرَش

فهناك زينب الفضل وآمنة السر ونفيسة تاج السر وزينب مرغني
ومريم طه ومريم بخيت وبتول عباس وفاطمة عبد الجبار.. وهكذا،
إلا هي (زنوبة هذه) خلعن عليها اسم مدينة ترعرعت فيها
قبل أن تستقر معهن فصارت زينب "القضارف"
لها الصحة وطولة العمر ولعم أحمد الرحمة.
والسلام للبنات "مكتملات الإعداد" وللشاب محمد
وطبعا لأولئك الذين بفضلهم كان هذا
وسيكون الآتي المؤمَّل

Post: #2
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-21-2018, 03:39 AM
Parent: #1

شكرا يا باشمهندس
انت زول متسامح مهما قسينا عليك

Post: #3
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Hassan Farah
Date: 07-21-2018, 08:32 AM
Parent: #1

صباح الخير قريبى
ذكريات جديرة بالتأمل لصبى وقتها صار الآن كهلا ادعو الله ان يمد فى ايامه
وقتها كنت انا فى قلب الاحداث على بعد عدة امتار من دار الضيافة...فى ميز الهبوب
مقارنة يصدق فى الوصف اليوم بالكهل تربيع

Post: #4
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: جلالدونا
Date: 07-21-2018, 03:02 PM
Parent: #3

ما عارف
لكن مهما اجتهدت فى تحرّى الصدق فى حقل ذكريات الطفولة البريئة
بمقاييس الكهولة المحاطة بتفسير اخر على الاقل من ناحية الاستيعاب
ما اظن تقدر تتجاوز ميل هوى الفكر رغم الاحساس بى متعة الحكى
على العموم ... ندخل معاك فى القراية الجديدة دى
و نقرا و نشوف

Post: #5
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-21-2018, 04:57 PM
Parent: #4

تحياتي معاوية
وضيوفه
لعلي أكون كاذبا لو تذكرت تلك الايام كما تختزنها ذاكرة عشقك المعذبة بالرحيل !
اعرف احمد محمد الحسن والسر فقد عاشوا حتي رأيناهم !
ورغم ذاكرة الطفولة فلازلت اتذكر صحف تلك الايام . ومطلوب القبض عليه .. وتم القبض عليه
ثم صورة شهداء بيت الضيافة
كنا نعالج القراءة معالجة وفهما وترسخ الصور في ذهني كأنني اراها الآن
ركزت صحف تلك الايام علي شهداء بيت الضيافة بشكل يومي ومتكرر
كما ركزت السينماء علي فلم مصور لقناني الخمر والملابس الداخلية علي حد زعمهم انهم وجدوها في سرايا الجزيرة ابا
لم نكن نحيا في حي به معتقلين .. حي شعبي معظم سكانه اعمال حرة وتجارة
ثم تذكرت كل ذلك وانا في عنفوان شبابي واقرأ عن ملامح البطولة الفذة لشهداء 19 يوليو . وتلك القصص الاسطورية
ثم لأقرأ كيف استغلت مايو مقتل ضباط بيت الضيافة . كعب اخيل الحركة اليسارية التي يفتا اعداؤها لا يملون حكيها ولا حكي كيف انهم ضربوا الجزيرة ابا
المجد والخلود لكل شهداء الحركة الثورية السودانية
وكل المناضلين عن الحرية والديمقراطية
واعذرني يا صاحب
اعذر خروجي عن النص
والتحية لدكتورة جميلة و دكتورة نجاة بنات عمنا المرحوم احمد محمد الحسن

Post: #6
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-21-2018, 10:20 PM
Parent: #5

Quote: ذكريات جديرة بالتأمل لصبى وقتها صار الآن كهلا ادعو الله ان يمد فى ايامه
وقتها كنت انا فى قلب الاحداث على بعد عدة امتار من دار الضيافة...فى ميز الهبوب
مقارنة يصدق فى الوصف اليوم بالكهل تربيع
أهلين قريبي ود فرح.. تلك الأيام لم أشهد بعدها أبداً مثل هذا القُرب للسُلطة من الشعب
وهي تمحطه بالسوط عشوائيا في كل جزء من جسده
لن ينسى جيلنا والأجيال التي سبقتنا تلك المِحنة

Post: #7
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-21-2018, 10:28 PM
Parent: #6

Quote: ما عارف
لكن مهما اجتهدت فى تحرّى الصدق فى حقل ذكريات الطفولة البريئة
بمقاييس الكهولة المحاطة بتفسير اخر على الاقل من ناحية الاستيعاب
ما اظن تقدر تتجاوز ميل هوى الفكر رغم الاحساس بى متعة الحكى
على العموم ... ندخل معاك فى القراية الجديدة دى
و نقرا و نشوف
تعرف يا جلال وصلني قبل ساعات (مساء السبت) تسجيل صوتي من زينب القضارف بنشرو لو قدرت
قالت لي ياهو الحصل بالضبط
الحكيتو أنا يا جلة كان حصاد سنتين وأكتر مش جُمعة جُمعتين لكن ضرورة الحكي شاءت ذلك
بعدين طبعا ح يكون مشوب بوعي الحاضر.. خاصة الجملة الهتافية في الآخر
عادي بنسى ما حصل الأسبوع الفات لكن ليس ما حصل قبل أربعين سنة

Post: #8
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-21-2018, 10:38 PM
Parent: #7

Quote: لعلي أكون كاذبا لو تذكرت تلك الايام كما تختزنها ذاكرة عشقك المعذبة بالرحيل !
اعرف احمد محمد الحسن والسر فقد عاشوا حتي رأيناهم !
ورغم ذاكرة الطفولة فلازلت اتذكر صحف تلك الايام . ومطلوب القبض عليه .. وتم القبض عليه
نعم هو عم احمد م الحسن من البركل
في ذلك الوقت كانت أسرته مكونة من سبعه بنات رباهن زي بت واحدة
ابنه محمد جاء لاحقا في منتصف التمانينات
علاقتنا بهم بدأت في بابنوسة قبل مولدي حيث ترافق والدانا في السكة حديد
ثم انتقلنا لكوستي في فترة متقاربة حتى رحلنا للخرطوم في التسعينات

أذكر تلك الأيام وقبلها لن أنسى أيام الفزع حين تساقطت القنابل على الجزيرة أبا
ناس السكة حديد والمرابيع هربوا من بيوتهم إلى حي النصر البعيد نسبيا
وين عبد الله عثمان (العجوز) يحكي لينا!

Post: #9
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-22-2018, 00:33 AM
Parent: #8

مكرر!!

Post: #10
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-22-2018, 00:37 AM
Parent: #8

تحية يا معاوية وأهل البوست،

وتحية للذاكرة الكريمة وهي تحمل الناس على هدب الرموش هكذا،
يفيض الدمع ولا تطرف عنهم ولو برمشة..
يا سلام على الكتابة بالقلب قبل القلم!
على الرغم من شقاء الأيام والوقائع، والذكريات مرهفة وشفيفة وشفوقة،،
ثم هي بالناس وعن الناس..
يا جمال الفكرة ويا لضرورتها؛ أنسنة "النضال" هذي،
واستعادة "أجيال التضحيات"
من قداسة الأيقونات إلى البراحات التي ما بين الحياة والممات ..
استعادنها إلى حيث فعلا، سيتجلى المعنى الأكبر!

ولكنني أيضا؛ أحيانا يعني، وكأنما أخشى عليك/علينا من هذا الحنين.
أو كما في تعبير عبد الحفيط، من {ذاكرة عشقك المعذبة بالرحيل!}

كونوا بخير!
ــــــ
لا حول ولا قوة إلا بالله، رأيت النعي وأنا بصدد الإرسال.
ألا رحمة الله وغفرانه على الفقيد د. حسين آدم الحاج.

Post: #11
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-22-2018, 07:47 PM
Parent: #10

Quote: ولكنني أيضا؛ أحيانا يعني، وكأنما أخشى عليك/علينا من هذا الحنين.
أو كما في تعبير عبد الحفيط، من {ذاكرة عشقك المعذبة بالرحيل!}
نعم يا هاشم بالتأكيد الحنين هو دافع الكتابة
لكن موضوعها أيضا هو ما شجعني على تنزيلها على الورق
يُشكر صاحبك ع ع إبراهيم لحثه لنا على تناول هذا الجانب
هكذا علّق في الفيسبوك، مما يدعو للاطمئنان على جدوى الكتابة:
Quote: هذه زاوية لم تُطرق في الكتابة عن 19 يوليو: يوم الزيارة.
واضح اننا لم نستنفد يوليو بعد كملحمة سياسية واجتماعية.
أرجو أن تتوسع فيها ما استطعت.
ربما بنبذة عن عمك وعن ذاكرة تلك الايام يعد إطلاق السراح.
هل الصورة صورته؟ شكراً لاطلاعي على هذا الكتابة الماتعة.
شكراً على التاق وكباشي شفوق بنا.
أريد ان احتفظ بالنص وربما احتجت لبروفايل لعمك
من جهة نقابيته أو شيوعيته وميلاده ووفاته وعمله ومرويات عنه.

Post: #12
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 07-22-2018, 08:52 PM
Parent: #11

يا سلام يا معاوية ياخي !!!

الله يحفظ قلمك وذاكرتك كمان ،، هذا أروع ما قرأت لك في هذالمكان ..


الناس دي أحياء أحياء ؟!! واللا أحياء قد رحلوا من الحياة ؟!!!

Post: #13
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-22-2018, 09:54 PM
Parent: #11

والأمهات.. ...زوجات محنتئذ!
------
من فترة وأنا منقطع عن الفيسبوك يا معاوية، وإلا
فقد كنت من متابعي صفحتك والبروف عبدالله..
ومرة قبل انقطاعي شكرته، على شيء مثل هذا
الشكرت كتابتك عليه بخصوص الأيقونة والذي تحتها
أدنى قليلا عن القداسة، وأقرب للحياة..
أو.. حاجة كدا
"حاجة فيها زي" معنى الحياة.
------
والأمهات... ..زوجات محنتئذ!

Post: #14
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-22-2018, 11:05 PM
Parent: #13

معاوية الزبير
تراكا ما قاعد في الواطة، وتحكي باسلوب جزل بديع ورائع، يعني اديب وكاتب بمعنى الكلمة، الحكي طاعم ومذاقه شهي زي الفول بالجبنة والطعمية ومترع بزيت السمسم،، وعلى الرغم من ان الحكي السياسي دائما جاف وغير مستساغ لكنك جعلته حكي مستساغ
وشهي وبذلك تشجعنا في مواصلة سبر اغوار السياسة السودانية المعقدة،،،
عليك الله استمر ...وشكرا ليك وما شاء الله عندك فعلا ذاكرة صبي يافع ذكي ،،،
ومع وافر التقدير والاحترام



Post: #15
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: يحي قباني
Date: 07-22-2018, 11:28 PM
Parent: #14

بتنا امتثال بعد التحية للصديق معاوية الزبير ...

أين هو الحكي الطاعم و الشهي هنا ؟

١٩ يوليو تاريخ مُر المذاق طعمه حنظل ...

كنت يافعا كما كان معاوية .. و لكن ظلت صورة الشهيد بابكر النور عالقة بذهني لا تفارقني أبدا

فقد كان صديقا حميما لعمي الراحل العميد مهندس عمر محمد سعيد .. فهما أبناء ود ارو و الملازمين ...

و لا أنسى غضبة عمي حينما ارتكب السفاح نميري جريمته ...

معاوية يا حبيب ...

كما اخشى على كل تاريخنا من النسيان ...

هاهو الحديث عن ١٩ يوليو اصبح طاعما كما الفول و الطعمية ...

Post: #16
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-23-2018, 01:06 AM
Parent: #15

الحكي الطاعم يا يحي لا اقصد به ما حصل من ماسي ولا القتل ولا الغدر ولكن اقصد به فقط وسيلة معاوية الزبير في توصيل ذلك التاريخ إلينا بأسلوب ممتع ...واذا حكى هذا التاريخ غير معاوية وبغير ذاك الأسلوب فلن أستطيع الاستمرار في قراءة سطرين ...هذا ما كنت أعنيه ولا اعرف عن تاريخ تلك الفترة شيئا سوى ما اقراه في الصحف وما يرويه لنا اعضاء المنبر...انا مهتم في هذا البوست فقط بالأسلوب وليس الحقائق
مع وافر التقدير

Post: #17
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-23-2018, 01:48 AM
Parent: #16

وما تنسى كمان مأمون مؤيد جمال الأسلوب وقال لمعاوية هذا أروع ما قرأت لك في هذا المكان...ولا أظنه يقصد ان الأحداث التي رواها معاوية هي الرائعة ولكن أظنه يقصد ان اسلوبه في الكتابة هو الرائع...اما أحداث الانقلابات العسكرية والتناحر والاقتتال بين العسكريين من أجل كراسي الحكم فهذا الأمر هو الذي جعل السودان في قائمة الدول التي تعيش تحت خط الفقر وفقا لقائمة الأمم المتحدة ...بس أدعو معانا الله ينهي حكم العسكريين من السودان حتى ينعم الشعب بالحرية والازدهار والرخاء والرفاهية ..

Post: #18
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: elsharief
Date: 07-23-2018, 02:02 AM
Parent: #17

تشكر يا معاوية للكتابة حول معتقلي يوليو وعن سيرة العم احمد محمد الحسن، تقابلنا فى مكان ما وكنت أصغرهم لاانسي سؤاله العميق لي حول كيفية الدخول الى بوابة العمل الثوري فى فترة بسيطة تعارفنا اكثر وحكي لى عن تاريخه السياسي وتجربته العملية وهو متوسط العمر مابين اخوانه وأخواته وكيف لجأ الى العمل الثوري عمل كعامل فى السكة حديد وبل اجتهد بتطوير نفسه بالقراء والاطلاع حتى على ما اعتقد اصبح موظفا فى بنك الادخار بكوستي وحكي لى عن أسرته وتربيته لابناته وأبنائه على ما أظن هنالك ثلاثة من بناته تخرجن طب من الاتحاد السوفيتي حزنت لما قراءات نعيه فى الميدان السرية فى الخالدين عليكم السلام عمي احمد

Post: #19
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Kabar
Date: 07-23-2018, 08:59 AM
Parent: #18


كل التحية والمحبة لزينب القضارف ،
كل التحية والمحبة احمد محمد الحسن..

مناغمتي ليك ، يا معاوية ، في 23 يوليو صدفة ساكت يا صديقي (أو كأنني اذكر هذا اليوم كيوم عبد الناصر)..!!

فما بالك بالصبي الثالث (انت الأول ، قباني الثاني)..؟

من عجب يا معاوية ، صاحبك الصبي الثالث ، قد يكون الأقرب للمشهد بكل تجليات لحظاته الحزينة..في بداياته البكر..!!

ضاحية اللاماب بحر ابيض ، عصر الإثنين 19يوليو 1971..الصبي الثالث ..يرى رتل الدبابات التي لم يكن يعرف ، حتى كيف يسميها ، منها صلاح الدين (من هو صلاح الدين)؟؟

الدبابات التي خرجت من معسكر الشجرة وهي في طريقها الى قلب الخرطوم..

ضاحية لا يذكر من ملامحها سوى انها محصورة بين النيل الأبيض وشارع الظلط القادم من الشجرة..وفي مكان ما ، على بعد منها الرميلة..القوز..الحلة..!!

على بعد مربوعين ، تجاه الزلط ، كان يسكن الضابط فضل الله برمه (من هو فضل الله برمه..)..؟؟؟؟؟؟

الصبي الثالث ، ابوهو واعمامو كانوا قاعدين يتغدوا..عصرية وكده..رسلوهو يجيب ملاح..جاب الملاح ..وقام جاري (كعادة الصبية وقتها)..بعد شوية لعلع صوت الرصاص والمدافع(تلك التي تسمع فقط في اوقات السحور ، ولكنها خلاف العادة كانت في زمان الفطر وبعيد عن شهر رمضان المبارك..وعصرية كمان!!!!)..

الأب (بدوي السافنا الأخير) كان مشدوها وهو يحمل صينية الألمونيم وصحانة الصيني..قادما نحو بيته وهو يصرخ في صنوه (نجمة الغفران) ويقول لها: خلي العيال يخشوا جوه..مافي زول يطلع الشارع..!!

وحينما تساله عن سبب الإنشداه ، يجيبها قائلا: الجيش اشتبك..!

ثم يرفع عقيرته بالصياح: محمد..محمد..!!..محمد وين؟؟؟؟

الحوش تسكنه اسر عديدة ، الغالبية في الجيش والشرطة ، والأقلية عمال في السكة حديد وعمال اعمال حرة (نجارين ، بناءين..الخ)..!

الصبي الثالث ، بشقاوة الطفولة يقول لصديقه فيصل..دعنا نستكشف الحاصل..!

طلقة عابرة جعلت رجل يرفل في جلابية بيضا ومكوية يسقط في مياه الغسيل فيعود ادراجه..!

ثم تم ضبط الأطفال الأشقياء..كف كفين..والحبسة الياها..!!

ثلاثة ايام محبوسين في الحيشان..!

في اليوم الرابع ، عاد والد فيصل ، وهو جندي في المدرعات..وعلى وجهه جرح من اثر طلق ناري..!

والدة فيصل ، من اهالي تندلتي ، لم تفرح بقدوم صنوها ، وانما اشعلت الدنيا بكاءا وعويلا..!!

المهم..

ايام المرحلة الثانوية ، بمدرسة كادقلي الثانوية..ضربت الصبي الثالث حمى الملاريا واخذا يهذى ويهذي..وكان بعض من زملائه الأذكياء (كباشي تاور) فكر في حيلة عمادها كتابة الهذيان..وكانت تفاصيل عصرية 19 يوليو1971..!

في زمان اخر ، وفي بقعة بعيدة عن ضاحية اللاماب بحر ابيض..في مدينة ابوزبد ايام الخدمة الإلزامية ، التقى الصبي الثالث ببعض اعمامه ممن عاصر عصرية الإثنين 19 يوليو 1971 ، العم الرقيب مدرعات فضل الله والعم الرقيب محمد حامد..وقتها قررت ادارة التعليم في غرب كردفان الإنصياع لضغوط اهل الحكم ففرضت على معلمي/معلمات/طلاب / طالبات المرحلة الثانوية في ابوزبد ان ينخرطوا في تدريبات الدفاع الشعبي (الصبي الثالث رفض ذلك وحرض البعض على الرفض ، وقد نال ما يبغي..!!)..

حينما تحدث للعم فضل الله ، فتذكر الصبي الثالث..اما العم الأخر فكانت سكة طويلة..!

تلك السكة هي تذكير ذاك العم بعصرية الإثنين 19 يوليو 1971..والتي تذكرها جيدا..ثم صار يعدد الشوارع..!

الجدير بالذكر ، الصبي الثالث ايام دراسته بجامعة الخرطوم انفق كثيرا من الوقت للبحث عن تلك البقعة (ضاحية اللاماب بحر ابيض) ومحاولة زيارتها..وزيارة ذلك الحوش والشوارع الصغيرة..وحتى اللحظة لم يوفق..(بعد كهولة طبعا)..!!

كبر



Post: #20
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 07-23-2018, 09:21 PM
Parent: #17

Quote: يا سلام على الكتابة بالقلب قبل القلم!
على الرغم من شقاء الأيام والوقائع، والذكريات مرهفة وشفيفة وشفوقة،،
ثم هي بالناس وعن الناس..
يا جمال الفكرة ويا لضرورتها؛ أنسنة "النضال" هذي،
واستعادة "أجيال التضحيات"
من قداسة الأيقونات إلى البراحات التي ما بين الحياة والممات ..
استعادنها إلى حيث فعلا، سيتجلى المعنى الأكبر!

ولكنني أيضا؛ أحيانا يعني، وكأنما أخشى عليك/علينا من هذا الحنين.
أو كما في تعبير عبد الحفيط، من {ذاكرة عشقك المعذبة بالرحيل!}

Quote: وما تنسى كمان مأمون مؤيد جمال الأسلوب وقال لمعاوية هذا أروع ما قرأت لك في هذا المكان...ولا أظنه يقصد ان الأحداث التي رواها معاوية هي الرائعة ولكن أظنه يقصد ان اسلوبه في الكتابة هو الرائع.

نعم عزيزتي امتثال ،، وما خطه الأديب الكبير هاشم الحسن أعلاه ، هو أصدق دليل وما أسماه ( أنسنة النضال واستعادة أجيال التضحيات ) !!

تحياتي

Post: #21
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-24-2018, 04:24 AM
Parent: #20

Quote: الله يحفظ قلمك وذاكرتك كمان ،، هذا أروع ما قرأت لك في هذالمكان ..
الناس دي أحياء أحياء ؟!! واللا أحياء قد رحلوا من الحياة ؟!!!
مأمون أنت إنسان ليس لهذا الزمان المؤذي
ما عارف ليه وإلى متى موفرين صحبتك
الحقيقة انت ما بتظهر كمان وكأنك طيف أو نسمة في هذه "االدوحة"
لكن - احتياطا للزمن المامعروف- فلتعلم أنني احبك في الله
إنت و عبد الغني كرم الله.. احتياطا برضو

Post: #22
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-24-2018, 04:35 AM
Parent: #21

Quote: معاوية الزبير
تراكا ما قاعد في الواطة،
امتثال، مداخلتينك جميلات واخترت منهما الحتة دي عشان أقول إنو:
نعم فأولئك الرجال لا يمكن وصفهم إلا إذا غادر الواحد الواطة ليصفهم من علٍ
أنتِ في كل مشاركاتك في المنبر تَكتُبين من براءة وصدق
ولا ترين في كتابات الآخرين بل لا تتوقعين إلا كل جميل
لهذا ربما يكثر حزنك وأسفك عندما تصطدمين بالقبح فيها
الجميل فيك أيضا أن زعلك لا يدوم طويلا فتعودين غافرة لهم \ لنا
تحياتي لرفيقاتك اللائي يشبهنك.. و شبهينا و اتلاقيتن
أشكرك

Post: #23
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-24-2018, 04:57 AM
Parent: #22

صديقي قباني
كل حدث في هذه الدنيا له جانبه الجميل
أحيانا أتخيل أن أولئك الرجال ليسوا حقيقيين إنما مجرد أمثلة
أمثلة على الصمود والصدق والثبات على المبدأ
ليس فقط الذين أُعدموا واشتُهِروا بموتهم على "الدروة".. بل كل رفاقهم
الذين لم يحفظ التاريخ حكاياتهم إلا في أضيق نطاق.. نطاقهم العائلي فقط
ثم رحلوا ماتوا موت الله ساكت و هم يرددون قول خالد بن الوليد
والله ما في جسدي شبر إلا و فيه طعنة رمح أو ضربة سيف أو رمية سهم
وهأنذا أموت على فراشي كما تموت البعير
فلا نامت أعين الجبناء

لم يحظوا بحجز مكان في تاريخ السياسة المكتوب ولا المحكي
فلا أقل من أن نشير إليهم في منبر ناءٍ ويَطّلع على حكاياتهم
قِلةٌ من الناس محصورة
أعجبني جدا وأراحني رد فعل زوجته (أرملته) وبناته الست وأحفاده
وشعرت بالأسف على تأخير الكتابة عن عم أحمد
قالت ليزينب القضارف في رسالة صوتيه: لو كان حيا لأسعده كلامك
أو حاجة كده

Post: #24
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-24-2018, 08:36 AM
Parent: #23

تعرف يا معاوية،
لا أفهم كيمياء ولا فيزياء الدموع
لكنني لأ أشك؛
أن أربعة عشر قمرا قد فاضت
جدولا رقيقا من حنين وامتنان
نبعه في قلب زينب بعيدة
وست بنات..
وهذا النم .. يجر لغاية بي هنـــا وبي غادي!
وإن في ذلك لعَبرة وعِبرة.
ياخي ان شاء الله تلقى مرادك والفي نيتك..
ـــــــ
أما أنا فطالب كتاباتك دمعتين،
الأولى تحدرت من غضوني
في يوم رميتني بـ (رأس الدولاب)
والثانية غصصت بها الآن
وأنا أقرأ مداخلاتك الثلاث الأخيرة..
ــــــــــ
وشكرا على كشفك عن حال الأخ مأمون في مقامات الندرة.
أو كما قلت: (إنسان ليس لهذا الزمان)
الآن عرفت لماذا كتب مأمون يصفني بما كتب، وحتما فلا أستحقه.
بل إنما، من فضله وفضائل صحبته، ثم يظن أن الجميع مثلهمو..

Post: #25
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: حمد عبد الغفار عمر
Date: 07-24-2018, 09:03 AM
Parent: #24

كيفك يا معاوية وضيوفك

في 22يوليو وما تلاه فُقد الحماس الوطني وفُقدت روح التغيير
وفي يوم 19 يوليو (ونحن صغار بالطبع) وفي حلتنا تلك النائية الصغيرة
لو رأى لينين كمية صوره وعبدالخالق والشفيع المعلقة على جدران البيوت الطينية لظل واضعا يديه على رأسه مندهشا إلى اليوم
بعد أن وعيت تيقنت أنه كان في هذه القرية الصغيرة وقتها ما لا يقل عن 19 شيوعيا


حاشية :
قد يأتي من يقول أن كلامي هذا يثبت علاقة الحزب الشيوعي ب 19 يوليو
فلتكن

Post: #26
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-24-2018, 11:56 AM
Parent: #25

سلام يا معاوية وضيوفك الأكارم وضيفتك الكريمة امتثال

بوست ممتع

شكرا

ياسر

Post: #27
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: عاطف عمر
Date: 07-24-2018, 11:56 AM
Parent: #1

ويروي الدكتور عبداللطيف البوني في ( إحتطابه الليلي ) قائلاً ...

" عمي رجل مزارع ، نظرته للسياسين فيها الكثير من الشك والريبة ،
لاحظت عليه تركيزاً لحضور مداولات جلسات برلمان الديمقراطية الثانية
وكان تركيزه الأشد حتى ليكاد يدخل داخل شاشة التلفزيون عندما يتحدث الأستاذ نقد ...
تكرر ذلك وأيقنته ...
شاغلته وهو الرجل البعيد عن السياسة ...
ياعمي شايفك مركز مع نقد دا ... شكلو ح ( يجندك ) على كبرك دا مع ناسو الشيوعيين ....
رد العم بعد أن أخد نفساً عميقاً ....

والله يا ولدي شيوعيتو ما بعرفها ، لكين الزول دا وجهو فيهو نضرة أهل الله الصالحين ...... "


إبن عمي الصادق عبدالله رحوم .....
فتى رفاعة وزينة شبابها والمتحدث باسمها في نهاية حقبة الستينات وبداية السبعينات
صبى ممتلئ صحة وشباب ...
أستاذاً مجيداً
شيوعياً قحاً
سكرتير إتحاد الشباب السوداني ...
تزوج رفيقته في التنظيم النسائي الأستاذة علوية محمد الحاج
علوية دي أول بنت تسوق عربة في رفاعة في فترة السبعينات ....

تزوج يوم 10 يوليو 1971 ....
ساقوهو من شهر العسل للمعتقل في سجن رفاعة ...

سرب رسالة من سجنه لزوجته بأن انتظريني عند ناس فلان .....
إدعى المرض فنقلوه للمستشفى ....
غافل حراسه ودكاترة وممرضي المستشفى وخرج ....

ذهب لحيث زوجته واختبأ في أحد بيوت رفاعة ....

يحكي ضاحكاً

" كملت الباقي لى من أيام شهر العسل ، رضيت على روحي ورضيت مرتي ، ووصلتها بيت أهلها ، ورجعت لى ناس الأمن بي كرعيني وقلت ليهم أنا زرعت البشيل إسمي ، بعد دا إعدامكم زاااتو ما خايف منو " ............



أستاذنا حسن جبارة
رجل فنان ...
فنان بمعنى الكلمة
يدرس ويغني في الأفراح ويرفض أن يأخذ أجراً بل و ( يخت في كشف ) الأعراس التي يحييها ...
برضك شيوعي ....
وزيو وزى ود الزين برضو هو كمان ( وحيد أمو ) وبرضو ( ماليها كان العين ) .....
كلما كركبت الخرطوم أو مدني أو عطبرة ناس البوليس يجوا يعتقلوهو .....

مرة جوهو الساعة تمانية صباحاً لقوهو نايم ....
قالوا لى أمو صحيهو لينا
أبت كلو كلو
قالت ليهم الولد مساهر
يادوبو غمد
أقعدوا أفطروا واشربو الشاي واستنوهو
طبعاً رفضوا
سألتهم إنتو عاوزين بيهو شنو
واحد منهم قال ليها
يا خالتي والله ما بإيدنا ، ولدك دا شيوعي ، والحكومة قالت لينا نقبض الشيوعيين ونختهم في السجن ....

قالت ليهم

بلحيل ، ولد شعوعي وأنا شعوعية وغنمايتي ديك زااااتا شعوعية ، يلا سوقنا كووووولنا واسجنونا ......




ود الزبير ياخ مشتاقين
أستاذنا هاشم ملك الكلمة
وحبيبنا المأمون

أريتكم طيبين


والسلام للجميع

Post: #28
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-24-2018, 12:50 PM
Parent: #27

معاوية ود الزبير
:" نعم أولئك الرجال لا يمكن وصفهم إلا إذا غادر الواحد الواطة ليصفهم من عل:"
..........
تعليق اوسكار...اوسكار....دون شك
مع وافر التقدير والاحترام

Post: #29
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 07-24-2018, 08:43 PM
Parent: #28


العزيز معاوية،
صدقت ... رأينا وعشنا الأحداث بعيون صبية لم يبلغوا الإدراك بعد، وصعب عليهم التفسير .... بالأمس وضع فتية مايو حداً لما أسموه (العهد البائد) ... عشنا حينها الأجواء الإحتفالية بالعهد الجديد .. لكن ها هو (العهد الجديد) ينقسم أفراده وتسيل الدماء، فكان صعباً على من هم في سننا تفسير ما يحدث.
رأينا كل ذلك في الخرطوم، فهذا بيت كمال سلامة الذي أصبح بعد الأحداث إسمه (شهيد بيت الضيافة) ... ولا زلت أذكر إطلالة سبدرات اليوم في التلفزيون يقتات من دم أخيه معاوية سبدرات وينظم قصيدة (على حد السكاكين إتّكأ).

جميل أن تحكي ما رأيت من كوستي ... وليت كل من رأى في البقاع المختلفة يحذو حذوك.

محبتي،

Post: #30
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 07-24-2018, 10:25 PM
Parent: #29


Post: #31
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 07-24-2018, 10:36 PM
Parent: #30

سلام يا معاوية وضيوفك الأكارم وضيفتك الكريمة امتثال
بوست ممتع
شكرا ياسر
----------------------------------------------------
د. ياسر الشريف ،، لك ألف سلام وتحية وشوق ،،طبعاً د. ياسر أتى بالكلام المفيد : ( بوست ممتع ) !! ،،، وسر إمتاعه هو هذا البوح الصادق المعبر الجاي من القلب !! وكأن معاوية كان بيسرد بمخيلة أي سوداني عايش تلك الحقبة من الزمان !! كان سودان حقيقي عجيب بحلوه ومره وتجاوزاته وآلامه !! ولكنه سودان حقيقي متوسد قلوب العاشقين الأوفياء !! ،، كتابة من ضمير أبيض ، حي ، وصاحي ،، ومن أعمق أعماق الوعي الإنساني ،، ويكفي أن جعلت العم أحمد محمد الحسن الذي لم نره في حياتنا رأي العين ، ولم نعاشره يوما ما ،، يمشي بيننا حياً يرزق ، ويتهادي بين الناس ، ويخالطهم من جديد بقفشاته وأنسه وظرفه وجمال روحه ، وصموده ، وشجاعته النادرة ، ونضاله المجيد ، ومحبته العميقة الصادقة للناس وللأهل ، وللوطن !! ،، كما أعادت نساء حي السكة حديد الحبيبات إلى حيز فضاءات أفئدتنا المسربلة بعشق أولئك الناس الأعزاء ، الأحباء !! ،، الأخ العزيز معاوية ، استعاد جمال تلك الأمكنة ، وبعث فيها الحياة فرأينا العزيزات ، زينب الفضل ، وآمنة السر ،ونفيسة تاج السر ، وزينب مرغني ، ومريم طه ، ومريم بخيت ،وبتول عباس ، وفاطمة عبد الجبار، وزينب "القضارف" (زنوبة ) !!فما أجملهن ،، وما أجمل نضالهن ،، وما أروع نضال أولئك الأبطال الأفذاذ الأحباء الكرام !!!بوست ممتع عزيزي د. ياسر ،، وثري كثراء تلك الحياة السودانية الرائعة ، وتنوعها عند ذاك الزمان !!
-------------------------------------
ما عارف ليه وإلى متى موفرين صحبتك الحقيقة انت ما بتظهر كمان وكأنك طيف أو نسمة في هذه "االدوحة"لكن - احتياطا للزمن المامعروف- فلتعلم أنني احبك في الله إنت و عبد الغني كرم الله.. احتياطا برضو
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وحبنا ليك يا معاوية لا تحده حدود !!! تسلم أبوي ،،، تسلم ،،،، وأعتذر من كل قلبي على التقصير فيكم ، وطول البعاد !

Quote: وشكرا على كشفك عن حال الأخ مأمون أو كما قلتالآن عرفت لماذا كتب مأمون يصفني بما كتب، وحتما فلا أستحقه.بل إنما، من فضله وفضائل صحبته، ثم يظن أن الجميع مثلهمو..

لا والله يا هاشم الحسن ،، فما تخطه بيمينك هنا يكفي أنه يعبر عن كثيرين ويرتقي بنا إلى مراقي الكتابة الحصيفة المبدعة الخلاقة لمعاني ومضامين لا تتأتى إلا لمن يملك ناصية ما ، من تلكم النواصي فيما وراء العبارات والكلام !!!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

سلام وتحية واحترام أستاذنا عاطف عمر ،، يا خي والله مشتاقين كثير ،، وجميل أن تضفي على هذا البوست شىء من الروعة والزخم المعهود .

تحياتي للجميع الأعزاء عبر هذا الخيط المنير : أستاذنا ، أبوسن ،، قباني ،، جلالدونا ،، حمد عبدالغفار ،، حسن فرح ،، إمتثال ،، كبر ،، الشريف ،، محمد أبوالعزائم ، وجميع المتداخلين الأعزاء .

Post: #32
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-24-2018, 11:25 PM
Parent: #31

حكى: " كملت الباقي لى من أيام شهر العسل، رضيت على روحي ورضيت مرتي، ووصلتها بيت أهلها، ورجعت لى ناس الأمن بي كرعيني وقلت ليهم أنا زرعت البشيل إسمي، بعد دا إعدامكم زاااتو ما خايف منو "... برواية موثوقة لعاطف عمر..
========
وإنت قايل شنو يا أستاذنا عاطف عمر؟ ما هو متل الحكي (المُكَبْرَت بالمعنى) دا هو البخلينا نقول: ((أدنى قليلا عن القداسة، وأقرب للحياة.. أنسنة "النضال" هذي، واستعادة "أجيال التضحيات" من قداسة الأيقونات إلى البراحات التي ما بين الحياة والممات.))..
بالله شوف جنس البراحات نحو الحياة، ومن براثن الموت، الاشترعها صاحبكم دا في عين العاصفة!!
وهكذا الحال؛ فثمة تجدنا نطرب، مع المأمون، بكتابة معاوية التي من (على بساط الروح) دي! لحد الثمالة، وبغض النظر، إلا قليلا، عن معرفتنا وعلاقتنا (بموضوعها) كما موضعه معاوية فيما شجّعه عليها..

Post: #33
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: تماضر الطاهر
Date: 07-25-2018, 08:33 AM
Parent: #32

تعود أرقام التواريخ في كل عام جديد تجدد بعض الذكرى..تنثر الملح على الجراح..وتمر ببرود على الذكريات السعيدة..ونحن نعلم أنه تاريخ لن يعود بتفاصيل الأحداث ..لكن الأحداث تتجدد بمكان ما في داخلنا..تثور كلما ارادت..وبعض ذكرياتنا كالحمى..تنشط ليلاً.
،
سلام لك ولزوارك أستاذي
،
متابعة
مع تقديري

Post: #34
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-25-2018, 12:47 PM
Parent: #33

معاوية ود الزبير
ممكن تحكي لينا الحكاية من اولها.لاني رجعت اعرف التفاصيل من عمنا قوقل ولقيت ان بعض من شركاء الانقلاب العسكري الذين كانوا مع جعفر نميري أرادوا ازاحته من السلطة بانقلاب آخر مع انه لم يغير فكرته ومبادئه في ذلك الوقت كما فعل عام ١٩٨٣م ولكن الانقلاب فشل ..ولا نعرف سبب الفشل..ولكن جعفر نميري عاد للحكم وانتقم من كل شارك في الانقلاب ...فهل هذا صحيح ...ولماذا حاولوا الانقلاب عليه بعد سنتين فقط..الحكاية ما مفهومة ..وبعدين هناك أقوال ان مجزرة قصر الضيافة نفذها جنود تابعين ل جعفر نميري ولم ينفذها الجنود الذين شاركوا في الانقلاب..ما حقيقة الأمر...وهل هذا كان تدبير منه كي ينتقم من الانقلابيين...ولماذا عاملهم بهذه الشدة وهو نفسه كان انقلابي وأنقلب على حكم ديمقراطي...
انت يا ود الزبير عاوز تقلبنا سياسيين ...
مع وافر التقدير والاحترام

Post: #35
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-25-2018, 01:15 PM
Parent: #34

وعندي كمان سؤالين آخرين اذا كانت هذه الأسئلة ما بتزعجك ...فإن كثير من أحداث التاريخ القريب والمعاصر يجهله الكثيرون من جيل الإنقاذ
مع وافر التقدير والاحترام والامتنان

Post: #36
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: elsharief
Date: 07-25-2018, 05:08 PM
Parent: #35

الأخت امتثال عبدالله
تحية طيبة
لحين عودة معاوية لاسئلتك انشر لك بعض الوثائق من عايشوا احداث يوليو
وكتب الراحل الخاتم عدلان هنا بالمتبر قبل رحليه كتب
Quote:
[وقد قرأت البوست وأرجعني إلى تلك الايام المأساوية وإلى بطولاتها الأسطورية التي تمثلت في مواقف شهداء 19 يوليو من أعضاء الحزب الشيوعي وأصدقائه. قرأت دفاع عبد الخالق محجوب عدة مرات سابقة في الصحف وعرفت من شهود العيان ومن السامعين كيف استقبل الموت، رابط الجأش سمح المحيا، وكان يهتف على طول الممر الذي قاده إلى زنازين الإعدام، بالجزء الشرقي من سجن كوبر: المجد لثوار السودان، المجد لشعب السودان، عاش نضال الشيوعينن السودانيين وعاش نضال الحزب الشيوعي. وكان المعتقلون جميعا، من شيوعيين وغيرهم، يرددون وراءه الهتاف واغرورقت بعض العيون بالدموع. وكان الجو مربدا وممطرا. وقد قال لي أستاذي المرحوم عباس على أنه في لحظة إعدام عبد الخالق في الساعات الأولى من الصباح لمع برق أضاء عتمة الزنازين الشرقية في نفس اللحظة التي أزت فيها المشنقة وارتفع الحبل، وكان يقف بالقرب من عباس الاستاذ جرحس نصيف وهو فنان تشكيلي معروف، وقال له الأستاذ عباس لا بورك في فنكم إذا لم تسجلوا هذه اللحظة. وقد رفض الأستاذ عبدالخالف تعصيب عينية عند لحظة الإعدام. أعتقد أن هذا كله جدير بالتسجيل. وجدير بالتسجيل كذلك دور عبد الخالف محجوب في الحياة السياسية والفكرية في السودان وأثره الباقي على الزمان. إرتباط موت عبد الخالق محجوب بانقلاب عسكري ربما جعل بعض المثقفين السودانيين يقللون من بطولته الأسطورية، ولكن هؤلاء مخطئون. فعبد الخالق لم يشارك في إنقلاب ضد الديمقراطية، بل ضد حكم عسكري يتفق الجميع الآن، وإن لم يتفقوا حينها، إنه اصاب البلاد بدمار هائل لم تفق منه حتى اللحظة. ولم يكن عبد الخالق محجوب يريد تكوين حكومة عسكرية، بل كان يريد أن يشرك كل القوى السياسية التقدمية والديمقراطية في الحكم، بمعنى أنه كان توسيعا ديمقراطيا لقاعدة السلطة وفق المفاهيم التي كانت ممكنة تاريخيا في تلك اللحظة وبحكم العلاقات التي كانت سائدة بين القوى السياسية في ذلك الزمان. وقددار الحوار مع البعثيين، والإشتراكيين بمجموعاتهم المختلفة، والمستقلين والشخصيات الوطنية، ومع بعض العناصر من الأحزاب التقليدية، ومع النقابات، والمنظمات الجماهيرية، بغرض أشراكها جميعا في السلطة. كل هذه قضايا لم تحد حظهامن الحوار المفتوح بين السياسيين والمثقفين في السودان.كما أن حياة وموت عبد الخالق موضوع خصب للدراما، وللشعر والفن، كما ألمح الاستاذ عباس علي.

Quote:
أنا أيدت 19 يوليو، وما أزال على موقفي. أعرف أن الحزب الشيوعي قادها سياسيا، وأؤمن بأنه فعل الشيء الوحيد الصحيح في تلك اللحظة التاريخية، بصرف النظر عما‘ذا كانت 19 يوليو ستنتصر أو تنهزم. فقد كنا سنواجه الذبح مقاتلين أو مسالمين، ولم يكن عبد الخالق من يقبل الموت مستسلما، فقد ترك مثل هذا الدور لآخرين.
19 يوليو،إنقلاب عسكري ما في ذلك شك، ولكنه ليس إنقلابا على الديمقراطية، بل كان إنقلاباعلى إنقلاب، ومحاولة لإعادة الديمقراطية وفق المفاهيم التي كانت سائدة وقتها. ومن هنا يجب إدراجها في سياق إعادة الديمقراطية في السودان.
أما السؤال الكبير حول ما إذا كنا سنقيم نظاما شبيها بالدكتاتوريات التي إقيمت في المنطقة حينذاك، باسم الماركسية أو الإشتراكية، فهذا مالا أريد الخوض فيه حاليا، وهو على كل حال محاكمة لوعي فترة تاريخيه كلنا شاركنا فيها ويجب أن تعامل على هذا الأساس. المهم أن مثل هذا النظام لم يقم ولا يمكن محاكمة الشيوعين باعتبار ما سيكون، أي أنهم إذا أمسكوا بالسلطة فقد كان حتما أن يقيموا دكتاتورية، ولن يغيروا موقفهم ويضطروا بحكم الظروف نفسهاإلى قبول مشاركة واسعة في السلطة من كل ألوان الطيف السياسي. وإلا لصح ذلك على الجمهوريين أيضا، فنقول أنهم كانوا سيقيمون دولة دينية إذا استطاعوا إسقاط نميري ونتعامل مع استشهاد الأستاذ محمود على هذاالاساس. والحقيقة إن موقف عبد الخالق من الشيوعية كان به بعض أوجه الشبه من موقف الأستاذ محمود من الإسلام،اي أن الرجلين كانا مجتهدين، ومبدعين، ولم يكونا من عبدة النصوص. ويمكن إدراج محاولة عبد الخالق لتكوين الحزب الإشتراكي، والتخلي عن الشيوعية ولو مؤقتا، في سياق اجتهاده كقائد سياسي ذي إحساس غير عادي بمشاعر ومزاج شعبه.
19 يوليو لوحة بطولية: إنقلاب بلا شاهد ملك. شهوده عدائيون كما قالت المحكمة عن حامد الأنصاري، لأنهم تمسكوا بمواقفهم في مواجهة الموت، وهذه البطولة مستمدة من خيرة تقاليد الشعب السوداني، ويجب إبرازها، كإرث سوداني أصيل.
بابكر النور وهاشم العطا، ومحجوب إبراهيم وكل الشباب الذين شاركوا،كانوا حزبيين أكثر إلتزاما بموقف الحزب، من واقع تربيتهم العسكرية، ومن واقع ولائهم لعبد الخالق محجوب شخصيا كزعيم وثقوا فيه ثقة مطلقة، من خلال التجارب والمحن،و لذلك رفضوا التعامل مع الآخرين، وجعلوا خطة إخراجه من المعتقل جزء من مخططهم لإستلام السلطة، ولذلك لا يمكن إتهامهم بالعصيان وبالتمرد على الحزب وتجاوزه كما جاء في وثيقة تقييم 19 يوليو، المفتقرة إلى الموضوعية بصورة كبيرة والغامطة للحقائق خوفا من الإدانات.
دفع الشيوعيون والديمقراطيون حسابهم كاملا عن 19 يوليو، إعداما وسجنا وتشريدا، ومن كان من القوى السياسية الأخرى بلا خطيئة فليرمهم بحجر. ومن لم يحاول تنفيذ إنقلاب، بما في ذلك الإتحاديون أنفسهم، وبشهادة الدكتور أحمد السيد حمد، وبأسثناء الجمهوريين، فليبرز إلى الساحة!

Quote:
شخصيا كنت بالمناقل عندما وقع الإنقلاب، وبعد أن أكتشفت أن كل قيادة الحزب هناك أعتقلت، خرجت من المدينة ليلا، وحافظت على سلامتي الشخصية لأكثر من شهر، كانت هي الفرق بين الموت والحياة. الصورة التي كانت في ذهني في تلك اللحظات هي صورة الشيوعيين الأندونيسيين الذين قتل منهم أكثر من مليون ونصف المليون في إنقلاب سوهارتو في الستينات. وعندما تجمعنا في كوبر وجعلنا نحكي قصصنا وجدت أن أغلب الناس اختفوا بطرائقهم الخاصة وبمبادرتهم الخاصة مستفيدين من أسرهم وعلاقاتهم الإجتماعية وبراعاتهم في التخفي، مثل الاستاذ إبراهيم جاد الله، الذي أضحك الناس كثيرابقصة هروبه في تلك الايام الماساوية.
* كل هذا ربما لا تكون له علاقة مباشرة بنوع التعامل الذي كان من المفروض أن يلقاه عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب، ووجهه، والمرشح للموت عند القبض عليه بصورة لا يرقى إليها الشك مطلقا.كان من المفروض بمجرد ظهور إرهاصات الهزيمة أن يأتي جهاز الحزب السري ويؤمن عبد الخالق ويضعه بعيدا عن المخاطر، وهو ما لم يحدث بالطبع. وهذا لم يحدث ليس لأن هناك مؤامرة دبرت في تلك اللحظات الحالكة للتضحية بعبد الخالق، فالحزب لم يكن قادرا وقتها حتى على التآمر. أقول هذا فقط لاستخدام الظروف السائدة وقتها في البرهان على مقولتي، وليس لأن هناك من كان يفكر في تلك المؤامرة ولم يستطع تنفيذها. اي أنه حتى إذا كان هناك من يريد التضحية بعبد الخالق، لأي سبب خاص به، فإنه لم يكن يملك أن يجتمع بالجهاز السري في تلك اللحظات ليبلغه بمثل هذا القرار!
* المسألة إذن لا تتعلق بقرار حزبي أو تآمر فردي أو جماعي على حياة عبد الخالق. ولكنها ببساطة إنهيار الأجهزة الحزبية في تلك اللحظات بما فيها الجهاز السري المسؤول عن تأمين القيادة. ونسبة لأني على معرفة ما بهذا الجهاز، فأرجو أن أقول كلمات قليلة، تكفي للبرهان على ما أقول دون أن تضير أحدا من قريب أو بعيد. والنقطة الأولى هي أن هذا الجهاز، مثله مثل بقية الأجهزة، ليس بالكمال الذي يظنه فيه البعض، سواء من قبيل الجهل بالشيء أو حسن النية في الحزب. وأعلم تماما أن قادة الحزب الآخرين، وتحديدا الأساتذة محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب باكر والجزولي سعيد وسليمان حامد، أختفى كل منهم بطريقته الخاصة، واجتمعوا فيما بعد، من فرط ضيق الإمكانيات في غرفة واحدة، أقاموا فيها عدة أشهر، في منزل لا يمكن أن يقال عنه بأية حالة من الأحوال أنه منزل "سري" وفي وضع بالغ الهشاشة كان يرشحهم فرادى ومجتمعين للوقوع في يد السلطة وربما الإنتهاء إلى نفس المصير الذي إنتهى إليه عبد الخالق محجوب. وهذه مسأئل تاريخية فوق الخلافات وفوق الكيد أو المكائد، فقد لعب هؤلاء الرجال في تلك اللحظات أدورا بطولية بالفعل. ويجب الأ تدفع الخلافات اللاحقة معهم اي شخص إلى التخلي عن المصداقية في وصف حالهم وأدوارهم، لأن من يفعل ذلك يكون هو الخاسر، وليس هم.




Post: #37
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-25-2018, 06:24 PM
Parent: #36

أهلا امتثال
استأذن الزملاء في الرد على مداخلتك ثم أعود لاحقا للرد عليهم
طبعا الأسئلة لا تزعجني لكن إجاباتي لن تكون الحقيقة المطلقة
إنما نابعة من معلوماتي التي استقيتها من مصادر مختلفة مكتوبة وشفاهية

- أولا الانقلاب العسكري الذي عُرف بثورة مايو وكان في 25\5\ 1969
قام به "تنظيم الضباط الأحرار" وهو تنظيم اقتدى بحركة الضباط الأحرار المصرية اليسارية
(التسمية نسبة لجمال عبد الناصر) وقد ساهم في إنشاء الحركة السودانية ضباط مصريون

- بهذه الصفة انقلاب مايو 69 هو يساري (قومي) وليس شيوعيا،
وقد انقسم الحزب حول رفض الانقلاب عملا بالمبدأ الشيوعي
الذي يؤيد الثورات ولا يعترف بالانقلابات
بينما طالب طرف آخر بتأييده كونه يحمل شعارات اشتراكية وغيره
خاصة أن الحزب كان مطرودا من البرلمان ومحروما من الحياة السياسية.

وقد نجح أصحاب هذا الخيار وأيد الحزب الانقلاب ببيان محايد
وتم تعيين عدد من الشيوعيين في الحكومة

- مع مرور الأيام اقتنع الشيوعيون بأن طريق مايو ليس طريقهم
فقررت مجموعة من الضباط الانقلاب على النميري خاصة بعد إعفائهم
من مجلس قيادة الثورة بسبب ارتباطهم بالحزب الشيوعي (اثنان منهم)
ورجوعهم إليه لاستشارته في أي قرار يريد المجلس اتخاذه وتسريب مداولاته
كما اتهم النميري الشيوعيين بأنهم يريدون الهيمنة على ثورة مايو

- عندما علمت قيادة الحزب بأن أحد هؤلاء الضباط المعفيين وآخرين ينتمون للحزب
يشاركون في تدبير الانقلاب (سموه الثورة التصحيحية) أعلنت رفضها له
لكنها عادت لتبنيه بعد أن وقعت الواقعة وكان لا بد من توفير حماية للمطلوبين
الذين ينتمون للحزب.

وفشل الانقلاب بعد ثلاثة أيام وعاد النميري وأعلن أنه سينتقم من الحزب الشيوعي
وقد حصل، فقد أعدم عددا من الضباط والمدنيين من بينهم السكرتير العام للحزب
وتم اعتقال الآلاف في أنحاء السودان.. ومنهم عم أحمد م الحسن عريس البوست

هذا اختصار حرصت ألا يكون مخلا، لكن ".. ولو حرصتم"

ملاحظة مداخلتي هذه كتبتها أثناء نشر عزيزي الشريف مداخلته ولم اطلع عليها

اخطأت في اسم الأخت امتثال فوجب إجراء التعديل اللازم (وأعتذر لك)

Post: #38
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-25-2018, 06:42 PM
Parent: #36

الشريف
شكرا لهذه المعلومات الغزيرة ...
والله ما قصرت أبدا...
مع وافر التقدير والاحترام والامتنان

Post: #39
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 07-25-2018, 11:53 PM
Parent: #38

كنّا برضو يا معاوية نذهب الى سجن عطبرة لزيارة عمي محمد سالم
وخالي زروق الياس. عمي ظل في المعتقل لثلاثة سنوات وكليهما لم يعودا
الى عمليهما في السكة حديد الا بعد سنوات وسنوات من المعاناة.
رحم الله الجميع.

Post: #40
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-26-2018, 01:02 AM
Parent: #39

شكرا معاوية ود الزبير للرد المفصل والوافي عن جميع الأسئلة تقريبا ..وباقي السؤالين في السكة..
وأظنك غلط في كتابة الاسم لان الاسم صعب شوية..والذنب ذنب الوالدة التي اصرت ان تنسيني بهذا الاسم الصعب بينما والدي اقترح ان يسميني شذى وهو اسم سهل ..ولكن أعمامي وقفوا مع امي وتغلبت امتثال على شذى ...
مع وافر التقدير والاحترام والامتنان

Post: #41
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Hamid Elsawi
Date: 07-26-2018, 07:11 AM
Parent: #40

بوست لطيف و جميل
ذكريات شيقة و تستحق التوثيق
الف شكر عزيزنا معاوية
الشكر للمتداخلين و توثيقهم الجميل
عاطف عمر: لك الشكر ما ذكرته يستحق التوثيق
إمتثال: واصلي بحثك فتاريخ السودان يحتاج لبحث صادق
و أمين فالحقيقة واحدة, و الروايات متعددة (كل حسب هواه)
الشهيد هاشم العطا عندما علم بتحرك الدبابات من الشجرة
كان رده لقائد سلاح الطيران (( عندما قال له ممكن نوقف الدبابات المتحركة))
قال هاشم نموت نحن و ما يموت أي مواطن
الشهداء بابكر النور و فاروق كانوا في لندن ساعة استلام الشهيد هاشم للسلطة
و كانت بثينة زوجة النميري تتعالج في احدي المستشفيات في بريطانيا
قاموا بزيارتها و في يدهم باقة ورد. و قالوا لها اختلافنا مع النميري ما شخصي بل
في كيفية حكم السودان و لن نمسه بأي سوء و قالوا للسفارة أن يتعاملوا معها باعتبارها
زوجة الرئيس. (( المرجع كتاب د.حسن الجزولي عنف البادية))
أرجو ان تتمكني من الاطلاع عليه فهو كتاب رائع و أسلوبه ممتع
ياريت القي وقت لمداخلات أخري في هذا المقام



Post: #42
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Hamid Elsawi
Date: 07-26-2018, 07:33 AM
Parent: #41



إمتثال ده واحد من الفيديوهات الكتيرة و بصوت الأستاذة نعمات مالك زوجة الشهيد عبدالخالق محجوب
و هناك كثير من الفيديوهات التي توثق لتلك الفترة . واصلي بحثك دون وصاية من أحد

تحياتي

Post: #43
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-26-2018, 12:53 PM
Parent: #42

شكرا كتير حامد الصاوي على الفيديو..ولقد طلبت من ناس السودان يفتشوا لي كتاب حسن الجزولي ويرسلوه لي مع بسمات بت عطبرة ولمن كلمت بسمات تفتش لي الكتاب قالت لي اذا ما لقيت الكتاب في مكتبات عطبرة بلد النضال والصمود والحركات العمالية فلن نجد الكتاب في اي مكتبة في مدن السودان الأخرى...اما تصرف بابكر النور وفاروق تجاه زوجة الرئيس الأسبق نميري انا لله هذا أنبل تصرف سمعت به في حياتي ..ولي عودة
مع وافر التقدير والاحترام والامتنان

Post: #44
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-27-2018, 04:11 PM
Parent: #43

يا أيها الصبي الثاني محمد النور كبر (طبعا قباني لا ثاني ولا حاجة، كان شابًا فتيا)
Quote: الأب (بدوي السافنا الأخير) كان مشدوها وهو يحمل صينية الألمونيم وصحانة الصيني..
قادما نحو بيته وهو يصرخ في صنوه (نجمة الغفران) ويقول لها: خلي العيال يخشوا جوه
غفر الله لنجمة الغفران وبدوي السافنا
جميل أن نروي لأبنائنا أين كنا إبان الحوادث الكبار في تاريخ السودان
فنحن لم نكن مجرد "نسمات" في تعداد السكان الذي بلغ حينئذ نحو 11 مليون نسمة و زقة
نحن الشعب ياخ مش كده! الشعب -خشب المنوال- الذي تُنسَجُ عليه الأحداث فيكون التاريخ

Post: #45
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-27-2018, 04:32 PM
Parent: #44

أهلا يا حمد لبد
Quote: لو رأى لينين كمية صوره وعبدالخالق والشفيع المعلقة على جدران البيوت الطينية
لظل واضعا يديه على رأسه مندهشا إلى اليوم
يُروى أن القيادة السوفيتية آنذاك طلبت من السادات
أن يتدخل لدى النميري ويطلب منه وقف تنفيذ الحكم بإعدام القادة الشيوعيين
(وقيل تحديدا الشفيع أحمد الشيخ نائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال وقتذاك،
والحائز على جائزة لينين 1964)
لكن السادات عمل العكس واتصل بالنميري طالبا منه الإسراع بالتنفيذ
ففاجأه الكرملين -في وقت لاحق- بمكالمة هاتفية فحواها "نحن نسمع دبيب النمل في القاهرة"

Post: #46
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 07-27-2018, 05:36 PM
Parent: #45

Quote: إمتثال ده واحد من الفيديوهات الكتيرة و بصوت الأستاذة نعمات مالك زوجة الشهيد عبدالخالق محجوب
و هناك كثير من الفيديوهات التي توثق لتلك الفترة . واصلي بحثك دون وصاية من أحد


نعمات مالك عضو في هذا البورد.

المشكلة إنها مقلّة جداً

Post: #47
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: يحي قباني
Date: 07-27-2018, 06:54 PM
Parent: #46

Quote: لشهداء بابكر النور و فاروق كانوا في لندن ساعة استلام الشهيد هاشم للسلطة

صحيح ... رغم صغر سني في ذلك الوقت لكني كنت حضوراً مع اسرتنا حفل محمد وردي في لندن ميوزك هول ( اعتقد انه الشهيد هاشم اعطا كان قد استلم السلطة ) ... في يوم الاتنين او الثلباثاء لا اذكر موعد الحفل ...

و كان الشهيدين فاروق حمد الله و بابكر النور حضور ... و لن انسى حينما دندن وردي بلحن ( مايو اتولد ) و غناها ( مايو انقرض ...)
سافر بعدها الشهيدين الى الخرطوم و كان معهم في نفس الطائرة المرحوم عزالدين علي عامر ... ثم حدثت خيانة القذافي لهم ...

كان الشهيد بابكر النور صديقاً لعمي عمر محمد سعيد و الراحل عزالدين علي عامر و شقيقه عزمي علي عامر صديقين مقربين لوالدي و لاسرتنا رحمهما الله جميعاً ...
لذا اعرف تلك التفاصيل لانها ليست مجرد تاريخ مدون ... و لكنها كانت قريبة لنا و منا اكثر من انها في ذاكرة الشعب السوداني ...

تاريخ مؤلم ... اكاد اجزم انه النقطة الاكثر عتمة في تاريخ البلد ...

مايو هي اس الفساد و هي المسبب الاساسي لما وصلنا اليه اليوم ...

Post: #48
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-27-2018, 07:59 PM
Parent: #47

فعلا قباني
مايو اعدمت اعظم الرجال والمفكرين والزعماء
غير انها السبب الرئيسي في تنامي تيار الاتجاه الاسلامي تقرأ الانقاذ حاليا
لن تجدي كل المساحيق المبثوثة في ثنايا النت عن مواقف نميري وتبيض وجهه في اظهاره كبطل

Post: #49
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 07-27-2018, 08:34 PM
Parent: #48

Quote: لن تجدي كل المساحيق المبثوثة في ثنايا النت عن مواقف نميري وتبيض وجهه في اظهاره كبطل


المساحيق دي يا عبدالحفيظ أحس أنها حملة منظّمة.
حكاوي ومواقف يعاد ترديدها تصوّر جعفر نميري وكأنه نصف نبي

Post: #50
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-27-2018, 08:49 PM
Parent: #49

ممكن يا ابوالريش تكون صحيحة لكن سياستو تجاه الوطن ودتنا وين ؟
موقفو من الديمقراطية وحقوق المواطن وعدالة التوزيع دة ياهو المحك
مرة جا كوستي في ميدان الحرية اول ايامه . وهو في المنصة قال داير سفة للجماهير القريبها منو
واحد اداهو حقة . سف ورجعها ليهو
المواطن قال ليهو خليها معاك ياريس
لامن كبرت وتفكرت في الموقف لقيتو مصنوع بعناية شديدة جدا انه مواطن سوداني زيو وزينا
التواضع الذي يشبه الكبرياء
وبعد دة كلو جاب جهاز امن الدولة
واعدم من كان يجلس معه في مجلس واحد وله معهم الذكريات
واعدم كهلا
ووووو
واستن سنة الديمقراطية الصورية 99.99%
وجاب الاتحاد الاشتراكي
وخت صورتو في العملة

Post: #51
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 07-27-2018, 09:05 PM
Parent: #50


حكاية السفة دي بصدقا، لأنها بتشبهو ولأنك حكيتها ما دمت شاهد عيان.

لكن - مثلاً - في الواتساب حايمة حكاية عن قرض صيني ولا في ألف ليلة وليلة .... لو حاولت تتحقق منو .... ما حتلقى زول من الشهود حي .... نميري وعمر الحاج موسى وماوتسي تونغ (باقي الوفد السوداني ما عارف لأنو نميري قال لعمر الحاج موسى مافي زول يعرف) ..... العارف هو بس الزول الحكى الحكاية في الواتساب ....... وحكاوي كتيرة.

مهما كانت الحكاوي .... حننسى إنو سفاح راح الآخرة غرقان في دماء الناس؟

Post: #52
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-28-2018, 02:47 AM
Parent: #51

Quote: سلام يا معاوية وضيوفك الأكارم وضيفتك الكريمة امتثال
بوست ممتع
أهلا ومرحبا بك دكتور ياسر الشريف يا صديق الجمهوريين
بحكم معرفتي بالحزبين هناك الكثير من أوجه الشبه بين المنتمين لهما
من هذه الأوجه:
النزاهة والتمسك بالمبادئ في أحلك الظروف والتضحية في سبيل الآخرين

Post: #53
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-28-2018, 02:51 AM
Parent: #52

باشمهندس عاطف عمر، سلام
Quote: رد العم بعد أن أخد نفساً عميقاً ....
والله يا ولدي شيوعيتو ما بعرفها ، لكين الزول دا وجهو فيهو نضرة أهل الله الصالحين ...... "
Quote: يحكي ضاحكاً
" كملت الباقي لى من أيام شهر العسل ، رضيت على روحي ورضيت مرتي ،
ووصلتها بيت أهلها ، ورجعت لى ناس الأمن بي كرعيني وقلت ليهم أنا زرعت البشيل إسمي ، بعد دا إعدامكم زاااتو ما خايف منو
Quote:
قالت ليهم
بلحيل ، ولد شعوعي وأنا شعوعية وغنمايتي ديك زااااتا شعوعية ، يلا سوقنا كووووولنا واسجنونا ......
ثلاث حكايات رائعات شهدت الكثير مثلها ولا تغادر ذاكرتي أبداً

شوف يا عاطف
لا أزعم أن الشيوعيين ملائكة، لكن ما أعرفه جيدا أن الانضمام للحزب
يمر باختبارات قاسية ثم يخضع العضو الجديد لتربية قاسية أيضا
وأي شكوك وأقل خطأ يعرضه للفصل مهما كان وضعه بعد ذاك
وبصراحة لا أدري ما إذا كان لا يزال في حاله

Post: #54
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-28-2018, 03:05 AM
Parent: #53

Quote: جميل أن تحكي ما رأيت من كوستي ... وليت كل من رأى في البقاع المختلفة يحذو حذوك.
مرحب أبو العزائم أبو الريش
19 يوليو وما تلاها من أحداث مأساوية لم تكن عبد الخالق والشفيع وجوزيف
وحسن أولئك رفيقا من الذين لقوا ربهم ثباتا على الحق بل وتضحية لإنقاذ الآخرين
أقول لم يكونوا وحدهم، هناك الآلاف ممن لم تُعرف قصصهم
وما نفعله هنا هو محاولة لتسجيل سِيَرهم العادية العظيمة
قبل أيام تواصل معي ع ع إبراهيم وطلب السيرة الذاتية لعم أحمد
ينوي ضمها لحكايات آخرين لتوثيقها بجريدة الحزب
هذا أقل ما نفعله لهم لتعرفهم الأجيال القادمة..
وبعدين هم أحرار حسب الظرف ومقتضياته

Post: #55
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-30-2018, 02:34 AM
Parent: #54

Quote: تعود أرقام التواريخ في كل عام جديد تجدد بعض الذكرى..
تنثر الملح على الجراح..وتمر ببرود على الذكريات السعيدة..
ونحن نعلم أنه تاريخ لن يعود بتفاصيل الأحداث..
لكن الأحداث تتجدد بمكان ما في داخلنا..تثور كلما ارادت..
وبعض ذكرياتنا كالحمى..تنشط ليلاً.
هو كذلك يا تماضر تنشط الذكريات مع حضور التواريخ
لكن لماذا تتأخر كتابتها، فهذه هي الذكرى الـ47 لذلك الحدث!

لا بد أن شيئا آخر غير التواريخ يلعب دورا هنا إنها كوامن النفس الغريبة
يخيل لي أن السبب في كتابتها الآن يعود إلى شخص عم أحمد وليس الحدث نفسه
أما لماذا عاد عم أحمد إلى سطح الذاكرة فهذا كامن آخر
بالمناسبة رواب البوست كان في أحد البوستات التي كتبتيها مؤخرا
أظن ذلك، ذاكرتي قصيرة جدا
***

سأعود لتكملة الردود كلما تيسر ذلك، فمعذرة

Post: #56
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: محمد الزبير محمود
Date: 07-30-2018, 06:15 AM
Parent: #55

Quote: حاشية :
قد يأتي من يقول أن كلامي هذا يثبت علاقة الحزب الشيوعي ب 19 يوليو
فلتكن

ود الزبير وضيوفه سلام
بوست يستحق الرفد والتغذية من كل الإتجاهات ، شهادة للتاريخ ، ليس لظلم أحد او تبرئة آخر
ولكن هل للحزب الشيوعي علاقة ب 19 يوليو ؟؟
شهود الحدث هنا





الرئيس الشيوعي المفترض للسودان بعد إنقلاب يوليو 1971 بابكر النور في مقابلة تلفزيونية من مطار هيثرو قبل توجهه الى السودان
يقول بالحرف الواحد ان انقلاب 19 يوليو من يكن مفاجئا له بل كان مخططا بإحكام .
طبعا الكلام دا قبل ان يعتقل في ليبيا ويسلم للسودان ويعدم بعد فشل الإنقلاب ....

..

تحياتي


Post: #58
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Nasser Amin
Date: 07-30-2018, 08:09 AM
Parent: #56



سلامات معاوية و ضيوفه الاكارم

19 يوليو الاسود و الدموي في تاريخ السودان.


بابكر النور عثمان سوار الدهب قريبنا من خنادقة امدرمان

و معاوية ابراهيم سورج نسيبنا وكنت معاهو اغلب فترة التسعينات في اركويت

واتونست معاهو كتير عن تلك الاحداث الجسام و كنت لا اخفي تعاطفي مع الجناح الآخر

بس في حاجة عايزه توضيح للحقيقة و التاريخ بخصوص ما قيل علي انها (مذكرات) لمعاوية سورج نشرتها صحيفة الوطن تقريبا في 2009

وقيل انه طلب نشرها بعد وفاته..

الكلام دا غير صحيح بالمرة وانها مجرد محضر تحري ولم يطلب معاوية نشرها ... ففي اخر التسعينات اتي المرحوم غازي سليمان

للمنزل و كنت اجلس مع معاوية في فناء المنزل و طلب اوراق و من ضمنها المحضر للاطلاع فقط و مكتوب بالآلة الكاتبة و الاصل معي

بعد وفاة معاوية فوجئت باعلان صحيفة الوطن و اتصلنا بعادل سيد احمد و اتي معه الصحفى منير دهب و اخرون

واواضحت لهم حقيقة ما حدث و وابرزت لهم اصل المحضر , اصروا علي النشر لانهم اعلنوا عنها وكان في حرج

نشرت سودانيز اونلاين بوست بهذا الخصوص

ترى ماذا قال معاوية سورج في محاضر التحري !!!!ترى ماذا قال معاوية سورج في محاضر التحري !!!!

رحمهم الله جميعا فقد قدموا حياتهم للوطن بكل شجاعة





Post: #57
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Hassan Farah
Date: 07-30-2018, 07:56 AM
Parent: #1

بصرف النظر عن حديث المرحوم بابكر النور فى لندن عن ان الانقلاب كان مخططا له من قبل الحزب
دعونى اطرح سؤالا ظل يؤرقنى منذ عصر 19 يوليو 1971 وحتى اليوم
اذا كان الانقلاب فعلا مخططا له من قبل الحزب لماذا اذن اتانا الرائد هاشم العطا فى عصر ذلك اليوم.... اوقف سائقه سيارة اللاندروفر امام شقتى بميز الهبوب وخرج هو وسألنى عن مكان سكن غازى سليمان؟؟؟
نعم يا اخوان عدت من العمل فى ذلك اليوم وفتحت التلفزيون كان المذيع يردد: انتظروا بيانا هاما من الرائد هاشم العطا...كانت الساعة الثالثة عصرا
وانا فى انتظار ذلك البيان الهام واذ بهاشم العطا بنفسه هنا
سمعت صوت محرك السيارة فخرجت الى البرندة التى تطل على الفسحة التى امام البناية المكونة من طابقين
فى الطابق الاول اسكن انا وفى الطابق الثانى يسكن المرحوم غازى سليمان
السيارة اللاندروفر العسكرية يقودها شاويش شايقى كما تدل شلوخه...
خرج منها هاشم وسألنى:اين يسكن غازى سليمان؟
قلت له فوق... و بدون ان اشعر سألته ماذا تريد منه؟
قال لى اريده ان يدلنى عن مكان التجانى الطيب...اى والله والله على ما اقول شهيد
بيان هاشم العطا اذيع تلك الليلة الساعة العاشرة مساء
على ماذ تدل تلك الاحداث؟؟

Post: #59
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-30-2018, 10:38 AM
Parent: #57

تحياتي يا بروفسير،
دون صرف النظر عن أي من أقوالكم؛
بل وبأخذها جميعا في الاعتبار،
الذي في تسجيل بابكر النور،
وما ذكرته أنت الآن،
وما قاله غازي عن بحث هاشم عن مكان الشفيع أحمد الشيخ
والذي قيل إنه استنكر أن ينادونه لأمر لم يشارك في تخطيطه أو لو يوافق عليه.
وغير ذلك مما قيل في غيرما محل؛

فسنجد أن الذي يتحدث عنه بابكر النور أو الذي يجب أن يفهم منه، هو؛
إنه كان يتحدث عن التخطيط المسبق والجيد لمن نفذوا الانقلاب،
وعن الاستعداد التام للمجموعة العسكرية التي قامت بالإنقلاب،
وليس عن تخطيط واستعداد الحزب الشيوعي...
وذلك التخطيط العسكري بالطبع فليس أمرا خافيا على أحد،
منذ أن تم تهريب عبدالخالق من محبسه في الشجرة..

أما السؤال هل وافق الحزب الشيوعي على الإنقلاب أو تبناه؟
هل وافقت بعض مكوناته أو بعض قادته ولم يوافق أخرون؟
ذاك سؤال لم تحسم اجابته بعد!!
الشيء الوحيد الأكيد تاريخيا هو أن الحزب
قد دفع ثمنا رهيبا جدا لذلك لإنقلاب.



Post: #60
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: elsharief
Date: 07-30-2018, 07:44 PM
Parent: #59

Quote:

* يوم ''''19 يوليو بالنسبة لك أنت ..كيف كان؟!

= كنت مختفياً في منزل بالخرطوم فجاءني صاحب المنزل وقال لي هناك صوت موسيقى عسكرية ودبابات في الشارع).. قلت له ''والله ما عارف الحاصل شنو؟'' لكن وضعت كل الاحتمالات...

* ماذا كانت هذه الاحتمالات؟!

= احتمالات أن اية جهة ما يمكن ان تقوم بانقلاب.. وحقيقة في ذلك الوقت لم أضع في ذهني ان التحرك خاص بهاشم العطا.. ومع بداية المساء خرجت مبكراً قليلاً وذهبت الى أحد الأماكن فعرفت ان هاشم تحرك واستلم السلطة.. فاضطررت أن أذهب الى المنزل الذي به عبدالخالق، أول ما رآني قال لي: (الواضح انو الجماعة انضغطوا لذلك تحركوا).. وعندما جاءنا هاشم - وكان قد بحث عنا في أكثر من مكان - في ذلك الوقت كان الناس قد بدأوا يعلمون أين نحن وكان الليل قد هبط... سألت هاشم (لماذا الاستعجال؟) فقال لي: هل ننتظر حتى يعتقلونا كلنا وكان هذا رداً...؟ ويبدو أن هناك تطورات ما قد حدثت في الجيش.

وأي كلام عن ان الحزب قرر الانقلاب أو ان عبدالخالق قرر الانقلاب بشكل منفرد ''دا كلام ساكت'' وأنا أحكي لك هذه الأشياء بتفاصيلها و بعض شهودها موجودون .


Quote:
كيف عايشت اللحظات الاخيرة لانقلاب 19يوليو؟

= في اليوم الثالث بعد انتهاء الموكب ذهبت الى منزلنا في بحري ''وطوال هذه المدة لم أذهب الى بحري'' وأخذت حماماً وغيرت ملابسي - ولم تكن زوجتي موجودة، وكان أخي الصغير معنا لكنه لم يكن موجوداً أيضاً، ثم رجعت الى الخرطوم وجلست في المكان الذي نعمل فيه على اعتبار ان نرى ما يحدث، وفي هذه المدة بدأ ضرب المدفعية..

* وماذا عن خبر احتجاز بابكر النور وفاروق حمدلله؟

= هذا عرفناه منذ الصباح الباكر.. منذ الموكب.

* طيب أحك لنا عن تلك اللحظة؟

= إذاعة لندن أذاعت أن ليبيا احتجزت بابكر النور وفاروق حمد الله، وأذكر أنني ذهبت لعبدالخالق في المنزل فقال لي إنه على علم بما حدث ، فقلت له: «الناس يعتقدون أنه لابد ان نعمل خطوة سريعة». قال لي: أولاً نجتمع لعمل تقييم للموقف لكن العمل يجب الا يتوقف والجماهير يجب ان تستمر في الموكب ولا ينشغلوا بما حدث حتى نحل المسألة».

* هل أحسستم بالخطر؟!

= طبعاً.. هذا هجوم.. وهذا يعني انه تمهيد لشيء فأحسسنا بالخطر وبدأت الاوضاع تتداعى، وأنا مكثت في الخرطوم الى ان سمعت ان نميري قد هرب وأنه سيقوم باذاعة بيان..

* أين كنت في ذلك الوقت؟

= في داخل الخرطوم.

ما ان رأيت نميري في التلفزيون ادركت تماماً أنه بدأ يمسك السلطة، فاستمررت ماكثاً في بيت معين منذ يوم ''''19 الى يوم ''''23 وخرجت يوم ''''24 بالنهار على أساس ان عبدالخالق كان يوم «22» في أمدرمان وأنا كنت انتظره في المنزل بالخرطوم على أساس ان نتحرك لبيت آخر - كان معداً أصلاً لاستقباله ومزوداً بكل التسهيلات التي تساعده على العمل وكان يفترض ان يتصل بشخص محدد الساعة الثانية ظهراً لينقله الى ذلك البيت - الطريف في الأمر ان هذا البيت ما زال حتى اليوم مؤمناً لكن أوضاع المنطقة التي حوله تبدلت كثيراً - ولم يأت.. وأحسست ان صاحب المنزل تضايق من وجودي و كنت لا اريد ان يتحمل مسؤولية أنني معه وهو نفسه مهدد ويمكن ان يأتوا لاعتقاله في أي وقت لأن نميري قال لا أحد يخبيء الشيوعيين. فخرجت وذهبت لمنزل آخر وخرجت الصباح.

= مقاطعة: هل خرجت متخفياً؟

= لا.. كنت ألبس جلابية وعمامة لكن كان لابد ان اخرج لأعرف أين عبدالخالق الذي كان من المفترض ان يعود من أمدرمان لمقابلة شخص معين يقوده الى بيت معد له...

* انقطعت الصلات التنظيمية بينكم؟

= جماعة نميري حاصروا الكباري وحاصروا كل مكان وكان هناك تفتيش وحظر التجول يبدأ الساعة السابعة فكانت الحركة صعبة وأصبحت القصة في كيفية وصولي الى ام درمان للالتقاء بعبد الخالق..

وفي الطريق الى ام درمان التقاني شخص وقال لي قالوا إن عبدالخالق اعتقل ). ولم يكن أمامي سبيل للرجوع الى ذلك المنزل الذى كنت فيه واصبحت اتجول في الخرطوم طوال النهار رغم كل التدابير الامنية لالقاء القبض علينا.

* ألم يقابلك أحد أو لم يعرفك أحد؟

= ربما يكون البعض قد رأوني لكنهم ''طنشوا''. لكن في الآخر تذكرت أن لدينا زميلاً مسافراً وزوجته غير موجودة وأنا أعرف كيف افتح المنزل فذهبت وبقيت هنالك وخرجت في المساء.

* أحكِ لنا عن شعورك في تلك اللحظات؟

= هذه تحتاج الى شعر.. ''يضحك بشدة''.. كنت أحس بالخطر لكن لم اكن مشلول التفكير، والمهم في الآخر خرجت من المنزل الذي كنت فيه وأنا أسير تبقت دقائق على الساعة السابعة وقت حظر التجول.

* كيف كان طعامك وشرابك في ذلك اليوم؟

= المنزل الذي دخلت فيه كان به بقية طعام في الثلاجة، قليل من الجبنة والرغيف، لكن لم تكن هذه هي المشكلة، لكن عندما خرجت الى الخرطوم ثلاثة وأنا أسير بدأ حظر التجول وكان هناك شخص أعرفه يدخل عربته فناديته ''يا فلان'' وقلت له: ''أنا فلان''. فقال لي: ''حبابك عشرة''. فدخلت معه فقال لي: لسوء حظك أهلي من الجزيرة جاءوا بالداخل وهم يعرفونك. فقلت له: فقط اريد البقاء معكم حتى الساعة الخامسة صباحاً مع نهاية حظر التجول سأخرج. وفعلاً خرجت مبكراً ومشيت الى داخل الخرطوم ونقرت باب شخص. ودخلت ومكثت عنده يوماً.

- كنت حزيناً على إعدام هاشم والجماعة الآخرين. وفي المساء خرجت لأن بيت الرجل مفتوح وأصبح لابد ان أذهب الى أمدرمان لأن هناك لدى إمكانات اكثر للاختفاء وكان لابد ان اصل قبل حظر التجول الى داخل أمدرمان .




محمد ابراهيم نقد... حكاوي المخابئ وأحاديث العلن


Post: #61
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: يحي قباني
Date: 07-31-2018, 01:29 AM
Parent: #60

Quote: الشيء الوحيد الأكيد تاريخيا هو أن الحزب
قد دفع ثمنا رهيبا جدا لذلك لإنقلاب.

حقيقة ينكرها الكثيرون يا هاشم ...

و لكن كما قلت ... هي الشئ الوحيد المؤكد ...

سكبت دماء طاهرة من اجل الوطن ...

Post: #62
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: معاوية الزبير
Date: 07-31-2018, 03:53 AM
Parent: #61

Quote: وأي كلام عن ان الحزب قرر الانقلاب أو ان عبدالخالق قرر الانقلاب بشكل منفرد ''دا كلام ساكت''
وأنا أحكي لك هذه الأشياء بتفاصيلها و بعض شهودها موجودون .
شكرا يا الشريف
قال لي الراحل نقد كلاما بهذا المعنى وأكثر كمان عن حادثة بيت الضيافة وغيرها من القضايا
كان ذلك خلال آخر زيارة له للدوحة وأثناء نقلي له بسيارتي من الفندق الذي كان يقيم فيه
إلى منزل صديقنا عبد الله البشير الذي أصر على إحضار نقد
لحضور الاحتفاء بكتاب الصديق النور حمد "مهارب المبدعين"
على الأقل يستطيع عبد الله والنور تأكيد هذه المرافقة،
ثم العديد من الزملاء بالدوحة
كنت أرافقه في تلك الزيارة بصفتي صحفيا وكان نقد يشارك في
"المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة حول دارفور" مايو\2011

مسألة انقلاب 19 يوليو وأحداث بيت الضيافة تحتاج إلى حسن نية
للاستماع إلى صوت العقل والمنطق والتحليل الواقعي
وهذه أشياء لا تتوفر عند المُنكِرين

Post: #63
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: elsharief
Date: 07-31-2018, 04:00 AM
Parent: #61

Quote:
وصية الشهيد بابكر النور عثمان

Quote: عزيزتى خنساء

لك حبى للأبد ،وحبى لأبنائي خالد، هدى، هند ، هالة و كمالا.
لا أعرف مصيري و لكني إن مت فسأموت شجاعا و إن عشت شجاعا. أرجو أن تكرسي حياتك لفلذات أكبادنا وربيهم كما
شئت و شئنا و أحكي لهم قصتنا. أرجو أن تصفحي لي لو ألمتك يوما. و كما تعاهدنا فسأكون كعهدي للحظة الأخيرة. أمي،
بلغيها حبى و تحياتي و لجميع إخواني و الأهل. مكتبتي تبقى لأبنائي و لخالد، تصرفي كما شئت و أن يعيشوا في عزة و كرامة.
الشنط تركتها بالطائره ابحثوا عنها. قولوا للجميع إني عشت أحبهم و سأموت على حبهم.أشيائي الخاصة لخالد و سلامي له.
هدى، هند،هالة وكمالا تحياتي و حبى لكم.
أبوكم بابكر
السبت 24 -7 الساعة 4:51

الساعة التاسعة مساء الأحد و لم يعلنوني بالحكم ولكني واثق من أن حكمهم الإعدام و سينفذ غدا فالمحاكمة صورية فقط.
ابنتي هدى لك حبى و سلامي حتى اللحظات الأخيره يجب أن تجتهدي و تهتمي بأخواتك و خالد ما أمكن. اذكري لهم أن أباك مات شجاعا و على مبدأ.
إبنتي هند لن أنسى وداعك في القاهرة حبى الدائم لك.
حبيباتي هالة و كمالا لكما قبلاتي و سلامي.
ابني خالد عندما تكبر تذكرى ان اباك مات موت الشجعان و مات على مبدأ حبى لك
و دمتم ، وأرع أمك و أخواتك.
أبوكم بابكر
خنساء لك حبى، بيعي أثاثاتي و كل شيء لبناء المنزل، سأموت ميتة الابطال الشرفاء. سلامي لعمر صالح وزينب وسلمى مصطفى ومعاوية وكل أهلي. أنا في حجرة مظلمة و حارة فمعذرة للخط.
أحمد البلة لك حبى و تحياتي وراع أبنائي سلامي لحمزة.

Post: #64
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-31-2018, 11:59 AM
Parent: #61

Quote: الشيء الوحيد الأكيد تاريخيا هو أن الحزب
قد دفع ثمنا رهيبا جدا لذلك لإنقلاب.
======
حقيقة ينكرها الكثيرون يا هاشم ...
و لكن كما قلت ... هي الشئ الوحيد المؤكد ...

سكبت دماء طاهرة من اجل الوطن ...
تحياتي يا قباني،
قبل أن أقرأ تعليقك وبعده، كنت اتنقل بين فيديو اللقاء الصحفي لبابكر النور، ومداخلات البوست التوثيقي
عن افادات معاوية سورج الذي أضيف رابطه بالأعلى هنا، ورسالة بابكر النور للخنساء والأبناء!
لا أعرف، ربما كنت أبحث عن أكيدة نهائية لهذا الحدث ذو الأثر الأكبر في كل المسار السياسي السوداني فيما بعد الاستقلال.
ولكن المؤكد هو إنني كنت أبحث في وجه بابكر النور عن ملامح صديقي خالد ووجهه شديد الشبه بوجه والده،
ولأول مرة ربما، على قدم معرفتي بخالد، فقد فكرت في حجم ومدى وفداحة وثقل هذا الفقد والعبء النفسي والعقلي
الذي وقع على والدته وعلى إخواته وبالذات الأكبر سنا منه، وثم امتد على طول هذه السنين، لدرجة لم أجرؤ حتى على تخيله!
وحتى مع علمي بتباعد ذلك الزمان عن هذا الراهن، فقد شعرت بالحزن الشديد كما لو أن مصاب خالد يحدث الآن وهنا..
وخالد بابكر النور ليس هو الوحيد الذي أعرفه من أبناء شهداء يوليو، ففي المدينة حيث نقيم، أقام فيها قبلي ولا يزالان،
صديقان شقيقان هما ابنا محمد أحمد الريح السنهوري (ود الريّح).. وفي يوم ليس ببعيد، سألت أصغرهما عن تلك الأحداث،
فذكر لي إنه كان جنينا في بطن أمه وأن شقيقه قد كان صغيرا بعد، وإنهما لم يعيا ما يحدث إلا بعد أن شبا كلاهما قليلا،
ولكنه أيضا، حين بدأ يتذكر في والدته، فإن رجفة في فكه ولمعة من بلل في عينه، أجبرتني على التشاغل عنه
بشيء آخر لأشغله بذلك عن مشاعره، وثم لم نسترسل...
وهكذا الأحزان!!
++++
لا أعرف ما الحقيقة التي ينكرها الكثيرون بالضبط؟ هل هي مشاركة الحزب من عدمها؟
قرأت افادتي نقد وفاروق محمد ابراهيم ومن قبل قرأت للجزوليين ولغيرهم، وسمعت الكثير،
ولا ازعم اي من مقدرة المؤرخين للترجيح بين كل هذه الشواهد والشهادات..
ولكن، الذي لا شك فيه فهو فداحة الثمن الذي دفعه الحزب الشيوعي، تنظيما وأثرا،
بل ودفعته السياسة السودانية كلها، من جراء السنتين بين مايو ٦٩ وحتى يوليو ٧١،
فهذا مما لا يمكن انكاره.. وقد لخَصتَه بأقسى ما يمكن للغة، تلك البلاغة الفادحة هي الأخرى،
في عنوان الكتاب الشهير لفؤاد مطر (الحزب الشيوعي السوداني: نحروه أم انتحر)!!
وسواء اختلف أو اتفق المرء، فكريا أو سياسيا أو في الموقف من الثورات أو الانقلابات، مع آخر،
فبالطبع لا ولن يمكن لعاقل أن يشكك في وطنية وإخلاص وبطولة من شارك في انقلاب يوليو أو لم يشارك،
ثم واجه كلهم موته بتلك الطريقة التي أكبرها الوجدان الوطني وخلدتها الأشعار،
بل ولا يعقل حتى أن يشكك أحدهم في بطولة من عداهم ممن أعدم في أي الانقلابات الأخرى،
منذ انقلاب على حامد وحتى محاولة الانقلاب في رمضان.. كلهم مضوا ولم يتركوا، حتى للعدو،
خيارا غير خيار الأعجاب بهم وبخيارهم الشجاع جدا لصنع مستقبل أملوا إنه الأفضل وطنيا..
ولكن، ولأنها كلها دماء أهرقت من أجل الوطن وباسم الوطن، فللأسف الشديد أيضا،
فحتى مع هذا الإعجاب والتثمين لقيم الإثرة والشجاعة والمبادرة والفداء والوطنية،
فإنك لن تجد اجماعا وطنيا تاما على صحة الموقف السياسي لأي من هؤلاء الأبطال الانقلابيين..
بل، وهو أنكى، لا أظن أن الشعب السوداني قد اتفق ابدا على قيمة وطنية مطلقة
لأي دماء بنيه المراقة فيما بعد مقتلة كرري!!
وحتى دماء كرري، فهي الأخرى لم تكد تحوز على الأجماع إلا بعد ملايين حصص التاريخ
وعديد الأناشيد واستعادات الذكرى السنوية..
وهكذا السودان!!



Post: #65
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: Nasser Amin
Date: 07-31-2018, 01:07 PM
Parent: #64


Quote: الشيء الوحيد الأكيد تاريخيا هو أن الحزب
قد دفع ثمنا رهيبا جدا لذلك لإنقلاب.


سلامات الاخ هاشم

مفروض الدرس المستفاد من انقلاب 69 و الحركة التصحيحية 71 انو السياسيين و الاحزاب السياسية
بعتبروا انفسهم اذكياء و بستعينوا بالعسكر لايصالهم للسلطة ولكن اتضح انو العسكر بستخدموا
السياسيين و احزابهم كواجهات و غطاء الي حين حتي يتمكنوا و بعد ذلك يستولوا حتي علي الحزب الذي استعان بهم
واول ضحايا العسكر بكون الحزب الاستعان بهم.

نميري وصل للحكم بمساعدة الشيوعيين و استفاد من انقسامهم فتخلص من جزء بالمجازر
ورمي و استغني عن الجزء الاخر.

الترابي لم يستفد من الدرس , نفس السيناريو تكرر في مفاصلة رمضان 99 المشير استعان بتلاميذ الشيخ (مزكرة العشرة)
وبعد فترة تخلص منهم جميعا و هو الان رئيس المؤتمر الوطني و الحركة الاسلامية.














Post: #66
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 07-31-2018, 02:49 PM
Parent: #65

تحياتي أخي ناصر أمين؛
Quote: انقلاب 69 و الحركة التصحيحية 71

وتسليم عبد الله خليل وحزب الأمة لعبود وصحبه في ٥٨ أيضا.. ثم استغنى!
ولعبد الله علي ابراهيم دراسة عنهم راصدة لتحولات ومآلات استفراد العسكر بالأمر ما أن يقع لهم في عبّهم..
ولكنني لا أجزم بأن ضباط ٧١ كانوا يخططون للانفراد بالسلطة عن الحزب الشيوعي في حال نجاحهم.
بل لم يثبت ابدا وحتى الآن، إنهم قد اتفقوا مع هيئة الحزب على حركتهم قبل القيام بها، حتى لو علم بها حزبيون..
ببساطة لأن علم البعض في الحزب لا يعني موافقة المؤسسة الحزبية أو مشاركتها في التخطيط!!

Post: #67
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: يحي قباني
Date: 07-31-2018, 02:55 PM
Parent: #66

Quote: لا أعرف ما الحقيقة التي ينكرها الكثيرون بالضبط؟ هل هي مشاركة الحزب من عدمها؟

الحقيقة يا عزيزي هي فداحة الخسائر البشرية و المعنوية التي تعرض لها رجالات الحزب الشيوعي ...

حاول المتأسلمون عبر التاريخ تشويه تلك الحقيقة و اظهارهم بمظهر الخونة و الملحدين و اوصلوهم حد الكفر باستخدام تلك الكليشيهات التي ترهب المواطن البسيط و الذي يخاف ربه بالفطره ...

Post: #68
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: تماضر الطاهر
Date: 07-31-2018, 04:47 PM
Parent: #67


تحياتي أخي معاوية
جيت اقول ليك إنه كان لي الشرف بوجود رواب البوست ده في البوست حقي.
ح افتشو وارفعو..إكراماً للذكريات..
،
صادق مودتي

Post: #69
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 08-01-2018, 01:45 AM
Parent: #68

Quote: الحقيقة يا عزيزي هي فداحة الخسائر البشرية و المعنوية التي تعرض لها رجالات الحزب الشيوعي ...
حاول المتأسلمون عبر التاريخ تشويه تلك الحقيقة و اظهارهم بمظهر الخونة و الملحدين
واوصلوهم حد الكفر باستخدام تلك الكليشيهات التي ترهب المواطن البسيط و الذي يخاف ربه بالفطره ...
فداحات عددا يا قباني، لا أول لها ولا آخر.. حتى إكليشيهاتهم المعادية هي ذاتها فادحة في كذبها وفي استمرائها الكذب! يعرفون ذلك في أنفسهم وفي عقولهم ولكنها "ضرورات" السياسة و"التمكين" وما أملت من عدم الأمانة.. أما الشعب السوداني فهو من كل بد، يقدر الشجاعة والإقدام والتضحية، وكذا يستشعر الحقيقية أو يعرف جلّها، أو ما استطاعت إليه نفاذا..

أحكي ليك؛ عن انقلاب سبتمبر ١٩٧٥، المشهور بانقلاب حسن حسين؛ كنت طفلا بعدي وكان صباح جمعة ندي بمطر باكر، أم هل كانت إجازة المدارس؟ بينما نطمبج في الماء والطين خرج جد لي في الحسبة (عليه الرحمة) من باب منزله مستعجلا، وكان من رعيل الإخوان المسلمين الأولين جماعة الحلم العُمَري.. يا هاشم يا ولد ياهاشم، أمشي شوف ود عمتك فلان (الشيوعي وعضو هذا المنبر أطال الله عمره).. أمش شوفو وين وقول ليهو البلد فيها انقلاب تعال مارق هنا قدام بيت فلان عشان نتابع الحاصل!! ركضت إلى حيث ود عمتي الذي كان نائما فأيقظته جلبة ركضي وصراخي حتى كاد يكسر العود الدمشقي أثيره المتكول على كرسي بجانب السرير.. فلان قوم قوم يا فلان في انقلاب وقالو ليك تعال مارق برا!هبّ من رقدته كعاصفة من الانتباه ولأول وعلة فقد ارتسمت على وجهه ملامح فرح لن أنساها أبدا، بل كان يصرخ في أسئلته المستثارة المتوالية؛ كيف عرفت؟ منو القال ليك؛ الإذاعة شغالة ولّ مقطوعة؟ العمل الانقلاب منو؟ الكلمك منو؟ ما أن ذكرت له اسم جدي (الكوز) حتى خمدت كل تلك الأحاسيس وبدا يهمهم؛ ان شاء الله ما يكونوا عملوها الناس ديل؟ حيخربوا البلد دي ويطلعوا ....، حيسقطو حجرها وحجر والدينها، أخير منهم البليد القاعد دا، وكلام أخر فيه سب لم استبنه.. بحث عن سفنجته تحت السرير وخرج إليهم.. وهكذا لا يزالون، بعضهم فرح لحين، وبعضهم حزين لأحيان.. أتحدث عن الصادقين منهم، الجميع يتحدث باسم الوطن ويبحث عن مثال الوطن، وللأسف يخيبون أكثر مما يصيبون، وهكذا لا نزال..

+++++
بت الطاهر تماضر سلام؛
هل كنتم تكتبون هذا (المداد) بمداد سري؟ أم ختمتم عليه بأسراركم وضننم به على غير أهله؟
شكرا على اكرامنا برفع البوست العجيب ( ميم دال ألف دال: وأختِمُ قَولي) بما فيه من عجائب الأمداد.
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1529048681.html
قرأت الآن وفكرت؛ ربما سأحتاج إلى كراسة خاصة أملأها بالاقتبتسات منه..

Post: #70
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: تماضر الطاهر
Date: 08-01-2018, 04:20 AM
Parent: #69

أستاذي العزيز جداً جداً هاشم الحسن
أندى التحايا لك،
والشكر من القلب إلى القلب على جميل الثناء وحسن القراءة،..
البوست بدأ عادي..مجرد تنفُس، وكما قال المادح:
(جو الأحباب..حسسوهو)
اقول جو الأحباب احيوه وجملوه بمدادهم العطر.
حديث الذكريات والخواطر عن ماضيها وثأثيره الممتد يطيب ويحلو بالتبادل..وربما هي عزاءات مخبأة..أو لفظ أحزان نحس بعدها بالراحة كأنها توزعت على المشاركين.
وشوف ذكريات معاوية .. بروح الصبي..أتتنا معتقة وقد أخرجت للتاريخ الحكايات برؤى متنوعة.
شكراً سيدي..وأتمنى أن تجد في البوست ما يطيب لك، وثِق أن وجودك أو حتى مرورك بما أكتب..يطيب لي والله.
،
مودتي

Post: #71
Title: Re: أجواء 19 يوليو في ذاكرة صبي بقلم كهل
Author: هاشم الحسن
Date: 08-01-2018, 05:06 AM
Parent: #70

أفّو ولو يا تماضر، صدقيني لا يمكن ولا يجوز أكون أستاذك،
حرّم نحن هم المدينون لك، ومن كل بد،،
و(للعزاءات المخبأة) كما في تعبيرك المعزِّي الهناك...
أو، لمثل هذه الكتابة من معاوية حيث انخلقت كتابة الهنا.. من سيرة الأمهات!
Quote: البيت الكنت بمشي بهرب فيهو في الأعياد داك، كان بيت قريبنا في السكة حديد (كوستي طبعا)
بعد أيام من حركة 71، نميري قام باعتقال عشرات من الشيوعيين من أهلنا (شديد) بينهم م محمد الحسن ده
أها كانت (خالتك) حبصة تجهز الأكل يوم الجمعة وتسويهو في عمدان ونمشي كعائلة نقيّل في حوش السجن،
في النهارات الخريفية ديك نقعد تحت شجرة كبيرة مع أهلنا المعتقلين (المساجين كما كنا ندعوهم)
وبدل الحزن اللابد منتظر الهطول من السحاب الشايل في السماء و في العيون
يقوم عمك محمد م الحسن يقلِبَا لينا ضحك بقفشاتو التي ما كنا بنفهمها لكن الضحك بـ يعادي.
العِصيير كده، العسكري كسار الجبور يعلن فض السمر الغريب
نقوم (نحن الصغار) نلملم طاسات العمدان والفرشات
والمساجين ينَفِّضوا التراب العالق بملابسهم البيضاء القِصَيْرة ديك
وأمهاتنا (يا ربي كيف أوصف حالتن)
وكلٌ يمضي في طريق على وعد باللقيا في الجمعة التالية
أسوأ ما في الأمر كان عندما يقرر "ضابط السجن" منع الزيارة
ونشيل عِمدانّا حردانين و درب الرجعة ما نعرفو
إياهو بريق العِينة الما طلّق السحابة!!