ثلاث رسائل

ثلاث رسائل


07-19-2018, 03:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1532009553&rn=0


Post: #1
Title: ثلاث رسائل
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-19-2018, 03:12 PM

03:12 PM July, 19 2018

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

الأولى

الى م. سند
فى ذرى خلود الشدو
==============

الأولى

إلى مصطفى سند

صوت أخضر

تلك هى سمة الذين ليسوا مثل غيرهم، هى العلامة التى يتولد منها الضوء لتفتح الدرب الى سماء الصوت، هناك حيث الألوان بقع نشوة على جسد الإنشاد، وللحرف هيئة النجم
تلك هى سماء الصوت، سماؤك المليئة بالبهاء والغنى

صوت أخضر 
تماما مثل غابة صبية
إستوائية الطعم
ترتاح على مقربة من باحة أغنية عاشقة
تهمس بها أمسية وحيدة خضراء
فى "توريت"

الداخل الى عوالمك يا شيخى البديع
يتبلل بماء مصابيحك النمير 
يتعمد به ليتدرج فى سلم الجمال
إنسانا وإنسانا
ماء مصابيحك التى
تغرس فى جسد الطين ضوئها
ليشع معنى العالمين

الداخل الى عوالمك 
رحبة العطر
يصوب قدميه تجاه أفقك المحتشد
بصلوات القصائد
ويكون الإرتواء منك قِبلة لصلاة العطشى إليك
والعاشقين

لطالما عدناك

* من ذرى الآفاق آلاف السلاسل
لشفاه البحر والصيف الذى
يدمغ بالحمى ورود الثلج
ينمو فوق أحداق المشاتى
مثلما الطحلب ينمو
مثلما النار التى فى الكأس تطفو
عبر آهات السقاة *


لكن
يظل الظمأ رفيقا فى رحلة دخولنا إلى بهو سلطانك المكين
ليس إمعانا فى إطالة أمد عطشنا
بل تكريسا لشوق الإرتواء
فى خاطر العشاق المجاذيب
أو ربما قد استشعر الحاجة للبقاء طويلا 
قريبا منك وفى حضرة سقياك 
سقياك إلهية العطاء

ثم نرتل سويا

وجعلنا من الشعر
كل شئ جميل

فالجمال يا شيخنا
هو كما قال أدونيس
الخيط الأول فى نسيج الحياة
هو سرها العتيد
وهو رهق العاشقين السرمدى

هب لنا يا سيد البهاء
ما اخضر فى قامة السمو لديك

هب لنا الشعر
وكن كما كنت فى سالف أيامك الزرقاء
نخلات صبية أسلمت خصلاتها لأصابع الريح المقدسة
تلوح من على ربى الصدق
لمنارات بحرك القديم

فهو أقدم البحار حقا
قدما يختزن أكثر مما فى كنوز السبعة الباقية
بلججها وموجها
بنوارسها وزبدها
بأغنياتها وبحارتها المتعبين
الذين يمتطون ظهور الشوق

بحرك العذب يا شيخ العذوبة والصدق

يا سيد الشعر

كن كما كنت
وهب لنا من لدنك الشعر

فالشاعر الفذ
مثلما أنت

بين الناس
كل شئ
كل شئ

------------------------------------------
المقطع بين العلامتين * *
من قصيدة سند "العودة إلى البحر"


Post: #2
Title: Re: ثلاث رسائل
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-19-2018, 03:21 PM
Parent: #1

الثانية

إلى التجانى سعيد

غشيت لليلى بالبرود مساكنا -- تقادمن فاستنت عليها الأعاصر
وأوحشن بعد الحى إلا مساكنا -- يرين حديثاتٍ وهن دوائر
وكانت إذا أخلت وأمرع ربعها -- يكون عليها من صديقك حاضر
فقد خف منها الحى بعد إقامة -- فما إن بها إلا الرياح العوائر
كأن لم يدمنها أنيس ولم يكن -- لها بعد أيام الهدملة عامر

هو ذا كثير بن عبد الرحمن بن الأسود "كثير عزة" يحدث عنا وعنك

فالسلام عليك يا سيدى أحمد التجانى
وعليك المحبة ما وسع القلب وما حوت الروح

يا قابضا على ريح الوجد
ويا ساعيا فى مناكب العشق، معراجا الى سماوات الكلام
لتأتينا بخبر النور
شعرا وسموا وجذبا ملائكى الصفاء

السلام عليك

الذى يعشق
يمتزج بالهواء، يتحد مع الواقع فيكون
الذى يعشق
يرفع الواقع الى مصاف الخيال
الخيال الحضور
لتتجرد الأشياء من معانيها القريبة
لتلبس وهج الذى لا يطال من المعانى

السلام عليك

يا من بمس حرفه
صحا فى النفس الوجود
ورجع إلى عيوننا النهار

وجود البهاء ونهار الشعر وسمو الكلام
فلماذا تركت الشعر وحيدا؟

لماذا يا سيدى

فالشاعر مقدم على القوم، وهو "رأس القايده" 

قال "لينين" مرة وهو يتحدث عن الشاعر "ديميان بيدنى"
Demian Biedny
قال أنه "شاعر مبتذل بعض الشئ، فهو ينقاد للقارئ، فى حين ينبغى أن يتقدمه"

يعنى أن الشاعر الحقيقى، هو الرائد المستكشف الذى يغنى ويسمن، الذى يفتح آفاقا للحس والفكرة ويسير صوب الحياة

فلماذا تركت الشعر وحيدا؟

ولمن تركتنا

والسلام عليك يا سيدى
أحمد التجانى

Post: #3
Title: Re: ثلاث رسائل
Author: أبوذر بابكر
Date: 07-19-2018, 03:24 PM
Parent: #1

الثالثة

إلى محجوب سراج

يا قصيدة الأسى فى أقصى معانيها 

أعرف أنك لم تحتمل كثيرا، الجلوس على حواف الأشياء طويلا
لذا فقد ذهبت الى آخر محطات السفر مزمعا عدم الرجوع ولو قليلا، وأعرف أنك قد أدمنت منادمة شوارع أم درمان بخطوات فيها 
تكملة الحكاية. 
هل أيامنا هى ما يقرر هزيمتنا دائما؟

انت لو فكرت تتذكر غرامك
وتطرى ماضيك البعيد
برضى زيك كنت عاشق 
وكانت ايام عمرى عيد

محاولة لتلخيص الخلاص، أو ربما سعى لإرضاء الذات
تلك الذات العاشقة
وهل العشق إلا الموت يا محجوب

و
ما بغيرنى صدودك عنى
وما بحولنى نفورك يوم
سيب نيران الشوق تحرقنى
واملا ليلى عليا هموم

الوصول الى خاتمة القصة المتوجة بالوجع

لو نعيم الدنيا عند احرمينى
ولو جحيم الآخرة ملكك عذبينى
انا يا ضناى يا وهجة اشواقى الحبيسة
جرحى اصبح ما بسيل لو تجرحينى
انا لو شقاى لو حالى سراك
للعذاب ايه جابنى لولاك
سرت دربك ودربك اشواك
لا قادر تانى ارجع
ولا مشاعرك راضية تسمع


ثم هاهو الباب يوصد نفسه، ليتحد مع صمت الجدار

كان امل كان امنيات حبى ليك وغدرتى بيهو
كان شبابى انا غالى عندى وياما كنت بخاف عليهو
كيف تطفى نارو وتطفى نورو ومن حنانك تحرميهو

ثم التلاشى
وراء غياهب السفر الغريب 

لك المحبة وأنت خالد بسمو روحك
ولك منا الأمنيات خالصة لوجه المحبة

بما نجهر به سرا
أو ما نسره فى قرارة الوجع فينا

تمنى بعدمه فيك
ولديك