المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه..

المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه..


07-13-2018, 12:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1531482520&rn=0


Post: #1
Title: المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه..
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 07-13-2018, 12:48 PM

12:48 PM July, 13 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر


Quote: المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه بقلم د.أمل الكردفاني

09:40 PM July, 09 2018
سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





▪امتلك المرحوم محمد عبد اللطيف كل ما يتمناه شاب من قوام فارع وعضلات مفتولة وامكانيات للتطور هائلة في دولة قطر التي تتوفر فيها كل وسائل التطور الرياضي والعلمي ، ربما كان الجيقي وطنيا وهذا ديدن من ترعرعوا خارج السودان وفي أذهانهم تصورات مثالية جدا عن الانتماء والجذور ، وهذا ما منع الجيقي من اتخاذ العديد من القرارات الصائبة واولها الحصول على الجنسية القطرية او الاستفادة من المراكز المتقدمة التي نالها في البطولات الدولية لكمال الاجسام ليحصل على جنسية من دول العالم الاول ليتمكن من بلوغ احلامه المشروعة ؛ فليس من العيب ان نسعى الى تحقيق احلامنا بقليل من التنازلات اذا كان مناخ بلادنا الأصلية مسموما هداما ومحاربا لكل طموحات الفرد. ربما عالمنا اليوم ليس عالم عضلات الاذرع والصدر ؛ إن عالمنا اليوم هو عالم عضلات العقل ، والعقل هو من انتج الأسلحة التي تقهر اصحاب الارواح الثورية رغم ارادتهم القوية وعزيمتهم ورجولتهم... ومهما امتلكوا من تكوين جسماني ضخم.
في حرب العراق الثانية كانت الفتاة الحسناء الشقراء تأكل الهامبرقر داخل الطائرة العسكرية وهي تضغط زر اطلاق الصاروخ فيتم تدمير مدرعات ومخازن الاسلحة العراقية ، هي لا ترى جثث من يقتلون ، هي فقط تستخدم التكنولوجيا التي حولت الحرب بالنسبة لها الى لعبة ساخرة. وعندما اطلقت امريكا صاروخا واحدا يتيما على مصنع الشفاء في الخرطوم ، وتم تدمير المصنع ، حمل الكثير ممن اعرفهم اكفانهم لمحاربة امريكا وانتظروا خطاب الجهاد الذي سيلقيه البشير ؛ لكنهم تعرضوا لصدمة بالغة حين قال الأخير: حنهزم الامريكان .. بي كلمة لا اله الا الله....
فرجعوا واعينهم تفيض من الدمع ، وهم لا يعلمون ان الله جعل لكل شيء سببا فاتبع سببا.(وحتى اليوم لا يعرف رئيسنا ولا اجهزته الامنية القمعية ولا الشعب من اي دولة تم اطلاق الصاروخ فلا تماري فيه الا مراء ظاهرا).
وقد قال الشاعر قبل الف سنة بيت شعر نبه فيه الى ان اتباع العقل اولى من اتباع الهوى وفتوة الشباب حين نظم ذلك قائلا:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو اول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى اقرانه
بالرأي قبل تطاعن الأقران

المرحوم الجيقي وربما كغيره من الشباب كان عليه ان يفهم أعراف المجتمع الذي يعيش فيه ويلتزم بها ، فإلى وقت قريب وربما الى اليوم لا تقبل الاسر السودانية تزويج بناتها من أجانب عربا كانوا او غير عرب ، ليس عنصرية بل لأن هذا ما جرى عليه عرف هذه المجتمعات ؛ ولربما خف الالتزام بهذا العرف كثيرا في زماننا هذا بعد ان ضاقت على الشعب الارض بما رحبت ؛ وصارت القيم المادية والاستهلاكية هي الأولى من اعراف لا تسمن ولا تغني من جوع.
شعوب دول الخليج وخاصة قطر هي شعوب محافظة جدا ؛ ولديها اعرافها ، ولديها خطوط حمراء ، والمرحوم لم يكن في حاجة للتمسك بزواج خاسر وهو الذي كان متزوجا اساسا من امرأة اجنبية أخرى. ولا يمكن ان يكون الحب مبررا على الاطلاق لهذه الانجرافة الخاطئة ؛ فالحب ان عطل العقل فليس شجاعة عاقلة بل يفضى بصاحبه الى الخسران وقد قال الشاعر:
الجود يفقر والإقدام قتال.
فالإقدام يكون بحساب والتقهقر بحساب ، وقد بين القرآن ذلك حين قال عن حل التولى يوم الزحف: (إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) الانفال 16. وهذه وصية لمن قاتلوا مع نبي من انبياء الله بدعم رباني مباشر ، فكيف الحال بنا ونحن بلا دعم الا عقولنا المحدودة في صراع الثقافات والمجتمعات.
لقد جنى الشهيد على نفسه ومستقبله بلا مبرر غير تعطيل العقل في موضع اعماله. ولو كان الواحد منا يتبع هوى نفسه وأشواقه لضل في غياهب السجون والمعتقلات حتى بلغ غوانتنامو او ابو غريب. ولكننا نعمل السياسة في كل شؤوننا ، فتارة نشد وتارة نرخي حبال الصبر ، نتجاوز حينا ونتصدر احيانا ، وهكذا تمضي بنا الحياة.
ارسل تعازي الحارة لأسرة الشهيد ؛ وأتمنى منهم الا يصعدوا القضية أكثر مما هي عليه ، فهنا يطلب منهم التعقل ايضا ؛ فمن كان غريبا بين تلك الأمم بلا ظهر ولا سند من شوكة السلطة او المال ، فعليه ان يتحرف عن مسالك المواجهة وذلك منه شجاعة وحكمة. وعكسه تهور واهلاك للنفس بلا طائل

Post: #2
Title: Re: المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه..
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 07-14-2018, 11:41 AM
Parent: #1

رحم الله الفقيد


الخطأ الثاني الذي ارتكبه في حق نفسه ان يعيش في بيئة يعلم مسبقا انه مهدد بالقتل في اي لحظة.

اذا كان يحب زوجته لذلك المستوى كان الأجدر به العيش في بلد يضمن له السلم والأمن.


تحية للاخ اسماعيل

Post: #3
Title: Re: المرحوم الجيقي.. البطل الذي جنى على نفسه..
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-14-2018, 12:13 PM
Parent: #2

سلام يا اسماعيل
يقول الكاتب في ختام مقاله:

ارسل تعازي الحارة لأسرة الشهيد ؛ وأتمنى منهم الا يصعدوا القضية أكثر مما هي عليه ، فهنا يطلب منهم التعقل ايضا ؛ فمن كان غريبا بين تلك الأمم بلا ظهر ولا سند من شوكة السلطة او المال ، فعليه ان يتحرف عن مسالك المواجهة وذلك منه شجاعة وحكمة. وعكسه تهور واهلاك للنفس بلا طائل

الوصية بعدم تصعيد القضية معناه التنازل عن الحقوق، وهذه وصية بائسة، بغض النظر عن أخطاء المرحوم.

ياسر