عادل الباز:سيدي الرئيس.. الركابي بحاجة لبركاوي!!

03:33 PM May, 23 2018

سودانيز اون لاين
عماد الدرديرى-
مكتبتى
رابط مختصر

1

أي محاولة لوصف ما وصل إليه حال الاقتصاد يصبح حديثا مكرورا ومملا لا جدوى منه، أحيانا أحس بأننا حين نكتب عن الأزمة الاقتصادية نكتب كلاما فارغا.. ويا ترى لمن نكتب أصلا؟.. فالجمهور الذي يكابد هذا الضنك صباحا ومساء ليس بحاجة لنا لنصف له حالته، هل نكتب لنسمع الحكومة آراءنا؟، نعلم أنها لا تسمع ولا ترى، هل نكتب لأن الكتابة تريح الضمير ولنوهم أنفسنا بأننا أدينا ما علينا ثم نمضي إلى أهلنا نتمطى؟، أم أننا نكتب لأن الكتابة أصبحت لنا أكل عيش ولا نقدر التفريط في أكل عيشنا حتى لو كان ما نكتبه أغبر من زماننا هذا..!!.

2

ما قلته أعلاه هو إحساسي وإحساس كثير من الكُتاب.. والحمد لله على هذا الإحساس الذي لا نزال نتمتع به. في الأسبوع الماضي ذاع خبر استدعاء السيد وزير المالية الركابي من العمرة، فاستغربت أن يكون وزير معاش الناس في هذا الوقت خارج الزمان والمكان. هل فقد المسؤولون الإحساس بالمسؤولية لهذه الدرجة؟. هل نحتاج لنرسم له صورة الوطن وهو يغادره متمتعا بالعمرة مع صاحبته وبينه؟. من المؤكد السيد الركابى يعرف أكثر منا عن البؤس والضنك الذي حاق بالناس منذ أن تولى هو مسؤولية وزارة المالية، المعلومات لا تنقصه ولكن ينقصه الإحساس.

كيف لوزير مالية مسؤول عن عباد الله الصائمين أن يترك شعبه بلا غاز ولا بنزين والحياة تكاد تتوقف ويسافر، عوضا من أن يجد مخرجا من تلك المشاكل يهرب ليتمتع بالعمرة..!!. تراجعت واردات الجمارك والضرائب إلى النصف، إذ لا وارد ولا صادر فزادت الميزانية المعجزة أصلا عجزا. يعرف الركابي أن الموسم الزراعي الآن مهدد تماما بسبب انعدام الجازولين، أي أن البلاد مهددة بمجاعة في العام المقبل بعد عام الرمادة هذا، فكيف له من ناحية دينية أن يترك مسؤوليته عن تلك الكارثة فيسافر بحثا عن الأجر فى العمرة وملايين المسلمين يتهددهم الجوع هنا. بالله ده في ياتو دين..!!.

3

سيدي الرئيس لقد ثبت لك ولنا بما لا يدع مجالا للشك بأن السيد الركابي كان هو الخيار الخطأ لإدارة الاقتصاد في هذه المرحلة الحرجة، وأعتقد أنه سيكون خيارا خاطئا في أي مرحلة من المراحل والدليل أهو، النتيجة التي حصلنا عليها منذ إجازة ميزانيته الكارثية إلى الآن تثبت ذلك. فوق كل ذلك اتضح أن وزير المالية بلا ذوق ولا حس إنساني سليم، فليس ثمة سبب واحد يبقيه في كرسيه يوما واحدا، سيدي الرئيس أصرف ليهو بركاوي بأسرع ما تيسر وريحنا..!!

سيدي الرئيس : الركابي بحاجة لبركاوي،
وختم مقالة قائلاً:

فليس ثمة سبب واحدٍ يبقيه في كرسيه يوماً واحداً

فقد عازه أن يجهر بالحق أي الاخ الاستاذ عادل الباز
فكان حري به أن يقول:


فليس ثمة سبب واحدٍ يبقيك سيدي الرئيس في كرسي الرئاسة ويبقيه في كرسي الوزارة ولو ليومٍ واحدٍ