كتاب "أزمنة الريح"..سيرة ذاتية لـ د.حيدر ابراهيم..من اجمل ما قرات

10:15 AM April, 24 2018

سودانيز اون لاين
احمد سيد احمد-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

السلام عليكم
اول شي رغم اني ما بحب العلمانية والعلمانيين الا انو الصراحة والحق يقال انو د.حيدر ابراهيم علي كتاباتو عميقة وزول مطلع شديد وبينتقد بمعرفة ...
عرفته من خلال كتابتو في الجرايد السودانية وكنت بحرص اقرا ليهو اي موضوع بيقع في يدي وما حصل ما طلعت بفايدة ومعرفة جديدة من مقالاته
فغايتو رغم اختلافي الفكري معاهو الا اني بحس انو زول صادق مع نفسه وجادي في حياتو وما فاسد او عميل...فعايز اعرف رايكم فيهو لو سمحتو...؟

في الاونة الاخيرة بقيت بحب قراية كتب السير الذاتية والمذكرات الشخصية وقريت منها كمية وبقيت احرص على اقتناءها لانو فيها خلاصة التجارب والحكمة...
في معرض الرياض الدولي قبل شهر في جناح دار المصورات للنشر (وهي دار سودانية) كنت ببحث عن "ملامح من المجتمع السوداني" لكن ما لقيتو والمسؤول عن البيع رشح لي كتاب "أزمنة الريح والقلق والحرية" لــ د.حيدر ابراهيم علي
ولمعرفتي بمقدرات د.حيدر ما اترددت في اني اقتنيه...وفعلا ما خذلني ...كتاب ممتع جدا حكى فيهو بكل شفافية وصراحة عن حياته وعن ابوهو وامه واخواتو واخوانو وعن قبيلتو وعن نفسه اكيد وكل تقلباته في الحياة ....
لو مسكت الكتاب ما اظن تقدر تفكو من يدك الا تكملو...على قلة المذكرات الشخصية السودانية فاظن ان هذا من اجملها على الاطلاق....
ممكن اقتطف منه بعض المقتطفات التي اعجبتني ولفتت انتباهي وفي الحقيقة كل الكتب جميل ويستاهل يتنقل كامل هنا

اتاح لي العمل السياسي في الخارج, فرصة للتعارف والاحتكاك بالقيادات والكوادر التي كانت تحدد مصير البلاد والعباد. وقد فهمتهم جيداً, مما اوصلني لحقيقة واحدة مُرّة, وهي ان الشعب السوداني يتيم فعلا. فقد رفعتهم الصدفة البحتة لانهم لا يملكون حكمة رجال الدولة ولا فظنة الانسان العادي حتى.
__________
د.حيدر ابراهيم علي - ازمنة الريح والقلق والحرية ص 195


وبقية الكلام في هذه الصورة

يقول د.حيدر ابراهيم علي في كتابه "ازمنة الريح والقلق والحرية" ص 123 :
إنّ الشيوعية السودانية ظلت حركة سياسية اكثر منها فكرية. فقد غلبت عليها الفنون التنظيمية والبراعة في الانضباط بين الاعضاء مع عجز في العمل الجبهوي المستمر. وقد كان موقف الشيوعيين من الدين فيه الكثير من المساومة اكثر من التأصيل والتنظير. وفي بعض الاحيان نجد احيانا بعض التملق. فقد راج القول بأن الحزب لم يعقد اجتماعاته الا بعد صلاة العشاء, او ان بين عضويته بعض كبار علماء الشريعة والفقه. وقد جاء اهتمامهم بالفكر الديني متاخرا, قد تكون بدايتهم مع كتاب (حسين مروة) عن النزاعات المادية, ثم محمود محمد طه.

وفي ص 146 يقول :
فكثير من الشيوعيين ليسوا ماركسيين لانهم غير مرتبطين بالواقع ولا يفهمونه لاعتمادهم على الايدلوجيا وليس المعرفة العلمية. فقد اكتفى الشيوعيين بالشعارات وتحويل التنظيم الجيد الى غاية في حد ذاته وليس مجرد وسيلة سياسية تساعد في إحداث التغيير. ولم يقدم الشيوعيون خريطة اقتصادية طبقية .

ومن اشكال قصور السودانيين الفكرية عدم ميلهم للتأليف والكتابة والتوثيق.
اثرنا نقاشات في "مركز الدراسات السودانية" حول كسل الكتابة وغياب ثقافة الانقطاع للتأليف خصماً على وقت القعدات والسهر.
وتكاد المكتبة السودانية تخلو من الاسهامات السودانية التي يمكن ان نطلق عليها "تراثية", عدا : "طبقات ود ضيف الله" وكاتب الشونة و "تشحيذ الاذهان" , ومنشورات المهدي , وهناك المدائح والاوراد الصوفية, والمختصرات , ودواوين الشعر وكتب النقد.
ومن المؤسف ان السودان كتب عنه الاجانب من غير ابناءه, وهذا عيب فكري وحتى وطني, لازم الانتليجستيا السودانية الغارقة في الشفاهة والحكي. فقد اهتم الاداريون البريطانيون واغلبهم من خريجي "كمبردج" و "اكسفورد" ولبعضهم معرفة باللغة العربية وتاريخ المستعمرات. وقد بدأوا في نشر المجلة العلمية الرصينة (Sudan Notes and Records) منذ عام 1918 وحتى عام 1956, حيث توقفت - للمفارقة - عن الصدور المنتظم. وهذه افادة لا تحتاج الى تعليق, وتكفي لفضح جدية المثقفين السودانيين واهتماماتهم وقدراتهم الفكرية الحقيقية. وقد تعلم عدد من الاداريين, اللغات المحلية في المواقع التي عملوا فيها , وألّف بعضهم قواميس في تلك اللغات, وهذا ما لم يحدث بعد السودنة. ومازلنا نعتمد على كتاباتهم في التاريخ والانثربولوجيا, كأسس لهذه العلوم. ففي التاريخ تظل اسماء شخصيات رائدة, مثل (آركل) و (آدمز) و (شيني) والاب (فانتيني) , وذلك في التاريخ القديم والوسيط. وتظل كتب (ماكمايكل) الموسومة ب (The history of the Arab in Sudan) , هي المصدر الوحيد المعاصر لتاريخ العرب في السودان, حتى جاءت كتابات (يوسف فضل) و(مصطفى مسعد) في نهاية ستينيات القرن الماضي.
الباقي في الصورة في اول تعليق
___________
د.حيدر ابراهيم علي - ازمنة الريح والقلق والحرية ص 119-120

ومن الواضح ان الثقافة العربية- الاسلامية التي يحاول سودانيو الشمال الانتساب اليها واتخاذها هوية ثقافية , لم تحمل معها مكونات العمران التي تحتاجها المجتمعات. ويعود ذلك لنوعية القادمين , ولأسس شكل العلاقة بطابعها الحربي , فنحن اليوم لا نجد في السودان مدينة اسلامية قديمة مثل (القاهرة الفاطمية) او (الجامع الاموي ودمشق الاسلامية) ولا مدن مثل (فاس) او (القيروان) او (قرطبة). ولا نصادف في السودان (دار الحكمة) او (جامع الزيتونة).
وتقول كتب التاريخ : "دخل الاسلام الى السودان بواسطة التجار وليس العلماء والفقهاء. ولم تعرف بلاد السودان الشرقي معاهد تعليم ديني مثل غرب افريقيا فقد كانت تمبكتو عاصمة ثقافية كبرى خلّفت عشرات العلماء المرموقين والآف المخطوطات.
____
د.حيدر ابراهيم علي - ازمنة الريح

شكرا أحمد على هذا التنوير
د. حيدر من المستنيرين القلائل الذين لا يدمنون المشافهة
يركن إلى الكتابة مثل المستنير الاكبر منصور خالد ليدون شهاداته على عصره (البائس)
ربنا يمتعه بالصحة والعافية ليرفدنا بمزيد من الكتابات التي ستحفظ سيرته عبر الأجيال

تسلم يا اخونا حيدر
وانا سمعت د.منصور خالد ود.غازي صلاح الدين قبل سنتين قالوا انو مذكراتهم على وشك الانتهاء لكن للاسف ما ظهرت لسع

http://sudaneseonline.com/board/490/msg/(ازمنة-الريح-والقلق-والحريه)-السيرة-الذاتيه-للدكتور-حي�...ى..-1449943445.html

الأخ أحمد
شكرا على عرضك لكتاب د.حيدر..و هو من المثقفين القلائل الذين يُستحق أن يُقرأ لهم و أن يُحتفى بما يكتبون..

و هو خير من يشخص المشكلة السودانية المتمثلة في انسانها الذي لا يريد أن ينظر إلى عوجة رقبته:

و لنقرأ كلاماته:

(اتاح لي العمل السياسي في الخارج, فرصة للتعارف والاحتكاك بالقيادات والكوادر التي كانت تحدد مصير البلاد والعباد. وقد فهمتهم جيداً,

مما اوصلني لحقيقة واحدة مُرّة, وهي ان الشعب السوداني يتيم فعلا. فقد رفعتهم الصدفة البحتة لانهم لا يملكون حكمة رجال الدولة ولا فظنة الانسان العادي حتى.)

Quote: انو زول صادق مع نفسه وجادي في حياتو وما فاسد او عميل

هذا كذلك رأيي فيهو وأضف كذلك إنه زول عظيم بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

اأحمد يا ريت تواصل عرض بعض الفقرات و العبارات الهة من كتاب د.حيدر.

د. حيدر تشرفت بأن أكون طالبا له.و من الاساتذة القلائل الذين تركوا بصافي شخصيات طلابهم .و هو من شجعنا على القراءة و النقاش ..

كان يدرسنا مادة التاريخ في المرحلة الثانوية..و في يوم و أنا في خلال امتحان تمهيدي ماجستير أتفاجأ به استاذا زائرا للممتحنين في جامعة الخرطوم..

ثم قابلته في مركز الدراسات السودانية بشارع شامبليون في القاهرة.

يفخر السودان بأن له مفكر شامل مثل حيدر ابراهيم ..

شكرا الاخوين محمد الامين موسى و محمد عبدالله الحسين على المداخلات وياريت يا محمد عبدالله لو تحكي لينا عن فترة تدريسه ليكم التاريخ في الثانوي ...ماذا علق في ذاكرتك عنه وماذا ترك من انطباعات عليك؟بزيدك حتة ظريفة بيحكي فيها عن تجربته في جامعة الفاتح في ليبيا ...ارجو تكون واضحة صورتها بالموبايل :

عقد فصل كامل في الكتاب عن المرأة وقد لفت نظري تحليله البارع هذا :

ومن قوانين المرأة ألا تستمتع بثناء المعجبين ولكن بهزيمة الخارجين عن الإجماع حول سطوة جاذبيتها والتغني بالفريد في عصره. تعتبر إعجاب الالاف امر طبيعي ومن سنن الحياة، ولكن ما يزعجها نشوز شخص واحد، ومن خرج عن الجماعة فاقتلوه". وكم من شهيرات الغواني، طلبن رؤوس مخالفين على طاسات.

د.حيدر إبراهيم علي بيحكي عن ابوهو انو كان شرطي في السكة حديد من الأربعينات وفي سنة 1954 تمت ترقيته لضابط بوليس بعد كورس بمدرسة البوليس وقد استوجبت ظروف الاستقلال اعادة هيكلة جهاز الخدمة المدنية بمجمله،وكان دا بسبب دواعي السودنة. وقد تسببت حقبة السودنة هذه في حراك اجتماعي غير مسبوق، فقد بدأت فئة الافندية تتحول الى برجوازية صغيرة في نمط حياتها، وطريقة تفكيرها وثقافتها. وبرزت تناقضاتها في مجال التحديث مقابل التقليدية والمحافظة، فهي قد اكتسبت كل مظاهر التحديث الشكلية، ولكن ظلت ثقافتها وعقلها الباطن اسيرين للماضي والتقاليد الراسخة.
وتمكنت فئة كبار موظفي الخدمة المدينة (اطباء، مهندسون، محامون وغيرهم) وفيما بعد الضباط ، من بداية الخمسينات في امتلاك العقارات في المراكز الحضرية ، ودخل بعضهم في استثمارات مشاريع الطلمبات والمقاولات، ورخص الاستيراد والعمولات.
وتقع حقبة ما بعد السودنة, في اطار ما يطلق عليه علماء الاجتماع, حقبة غلبة (اللامعيارية) او (anomie), وهي حالة تهتز فيها المعايير القديمة وتتغير, ولم تحل مكانها معايير جديدة بعد. وقد مثلت فترة الانتقال السياسية, فترة انتقال اجتماعية تسببت في كثير من المشكلات وخلخلة سلم القيم السائدة. وامتدت هذه الفترة القلقة حتى اليوم.
وكثيرا ما اتامل في تجربة والدي واتخذها كدراسة حالة للصدمة الثقافية / الاجتماعية التي طالت قطاعات واسعة من الفئات البسيطة والعادية. فقد حتمت عليه الوظيفة الجديدة ان يقتني نوعا معينا من الملابس, وبالفعل قام بتفصيل عدد من البدل لمناسبات مختلفة وربطات العنق. وبدأ في استخدام عربات الحكومة, والانتقال الى درجة عليا في القطار, مع وجود مضامين (هم المساجين المسموح لهم بالخروج خلال اليوم من الحبس حتى المساء, تحت شرط وجود ضامن لهم), يخدمون بمنزله, وتتغير حتى صيغة المخاطبة, فهو (جنابو) ثم (سعادتو), وسلام التعظيم من الجنود الاقل رتبة, حين يدخل المركز بالمكتب.
صار لوالدي تصيب في سلطة ما بعد الاستقلال, واصبح مشاركا فيها بسهم, فقد كان مفوضا بحفظ الامن في مواقع كثيرة, خاصة النائية.
وقد اصبح والدي من الشخصيات الهامة ويتوقع منه حل المشكلات قرية بوسائل رسمية وغير رسمية. وهذا اشكال ما يسمى بــ "النفوذ" الذي صارت تمارسه نخب ما بعد السودنة, والذي حل محل سيطرة وغطرسة المستعمر.
اثّرت هذه النقلة الاجتماعية- الثقافية على والدي, والذي تغير كثيرا على المستووين : الاجتماعي والخاص, ووصل حد الارتباك, ولم يعد مقتنعا بوضعه السابق ويسعى لخلق وضع جديد. وكان اخطر ما اصاب شخصيته, انه بدأ في مراجعة حياته في اسرته الصغيرة و ويبدو انه وصل درجة عدم الاقتناع بالطريقة التي تزوج بها. وهي بالفعل طريقة مصطنعة خاليه من التفاهم والمودة. ولكن هذا هو العرف والذي نفخر به لانه : "عاداتنا وتقاليدنا". ونُقِل الضابط الشاب ذو الاصول القروية الى العاصمة الوطنية (امدرمان), كأول مكان عمل بعد الترقية, وكانت هذه قفزة كبيرة. ورغم انه عمل من قبل بمدينة الخرطوم بحري, ولكن ذلك كان في زمن اخر, وفي موقع ادنى. كانت نخبة السودنة قد اكتشفت عددا من سلالم الصعود الاجتماعي, وبعضها مازال ساريا حتى اليوم, ان لم يكن قد انتشر اكثر. فبالاضافة للتعليم والوظيفة, تعتبر مصاهرة الاسر العاصمية العتيقة والمشهورة او الغنية, من اسرع المصاعد الاجتماعية الى اعلى. ويكون الريفي المشتاق للصعود, اكثر حظا لو كانت الزوجة المبتغاة بيضاء اللون.
وضمن هذا المناخ الاجتماعي, لم يكن والدي استثناءا. ولكنني اميل للقول ان دافعه كان عاطفيا, فقد سمع في هذا المجتمع المتغير, لآول مرة بكلمة اسمها : الحب, التي صار يسمعها ويراها في الافلام وحياة المدينة. ولذلك لم يفرط في اول دعوة حب قطعت طريقه, وكانت قد اطاحت بتوازنه الوجودي, وتعطل المنطق لتتحدث لغة الهوى.
كُلّف الضابط الشاب القروي, مفتول العضلات والمبتسم دوما, بالتحقيق في قضية سرقة ذهب من اسرة امدرمانية ثرية. وسجل والدي اول نجاحاته المهنية بالقبض على السارق, ولكن بتردده على المنزل والتعارف الوثيق بافراد الاسرة, حدثت سرقة من نوع اخر ولكنها متبادلة: سرقة القلوب. فقد انشب (كيوبيد) سهامه في قلب ابنة الاسرة الوحيدة, وفي قلب الضابط الشاب. وعشا قصة حب اقرب للروايات الفرنسية في القرن ال19 عن معشوقة الرجل المتزوج, وتشاء الظروف ان يتزامن ذلك مع تعقيدات سياسات الاسرة التقليدية فهي تختلق مشكلات كادت ان تطيح بالاسرة الصغيرة. وقد اوشك ان يطلق والدتي وجاءته هذه الازمة من السماء فقد كان يبحث عن مبرر مريح يخلصه من عبء تلك الزيجة الجزافية.وقد جاء الفرج في اخر لحظة ولم يحدث الطلاق.

السلام عليكم

بتلقي وين الكتاب ؟؟

هل هناك أي طريقة للحصول عليه ؟؟

وعليكم السلام اخونا الهادي

اشتريتو من معرض الكتاب في الرياض السعودية - من جناح دار المصورات ومقرها في السودان شارع الشريف الهندي - شمال شرق مجمع الفيحاء التجاري- شرق صحيفة الراي العام... تلفوناتهم : 0915465109 - 0122364460 - 0912204714...
وكمان عندهم صفحة في الفيسبوك ومتفاعلين مع رواد الصفحة وبيردوا على الاستفسارات لو بحثت بدار المصورات في الفيسبوك بتجيك صفحتهم

الأخ أحمد سيد أحمد
شكرا على مواصلتك عرض كتاب أزمنة الريح..‏

نحن فعلا في حاجة لمثل هذه الكتابات العميقة.‏

لقد قرأت بمزاج تحليله السهل الممتنع و العميق في نفس الوقت و هو يمزج في سلاسة و براعة بين فكره الاقتصادي و ‏تحليله الاجتماعي لسلوكيات (والده مثالا فقط)

و سلوكيات الأفراد حينما ينتقلون من مستوى اجتماعي لمستوى آخر..‏

منتهى الابداع...ارجو المواصلة ‏

مودتي

حبابك اخونا محمد
وبالجد في ناس لابد من يكتبو تجربتهم في الحياة خاصة امثال د.حيدر لانه التخصص الاكاديمي والتجربة الحياتية والقدرة على التعبير والتعمق في الافكار دي كلها لابد ان تنتج كتابة عميقة

فعلا قدر يحلل شخصية ابوهو ويربطها بالفترة الزمنية العاش فيها والتغيرات الحصلت في البلد ...ربط محكم وتحليل مبدع

تعرف انا قريت هندسة لكن كتاب د.حيدر وتخصصه دا حببني في علم الاجتماع والانثبولوجي والفلسفة وعلم النفس والدراسات الانسانية عموما مجالات خصبة جدا وما زي التخصصات المهنيية والتطبيقية ديك ما فيها اي متعة

كمان انا اختصرت كلام كتير عشان الكتابة متعبة بالكيبورد والا الحتة بتاعة تحليل ابوهو دي اخدت منه قريب عشرة صفحات وكذلك حلل امه تحليل برضو جميل وذكرني السيرة الذاتية لتوفيق الحاكم - سجن العمر- فمن بدايته توفيق الحكيم قال مادام الانسان لا يختار والديه ويظل اسير في الطباع التي ورثها عنهم فلابد اذن من تحليلهم تحليل انساني بعيد عن الصورة المثالية التي نحيطهم بها...فدكتور حيدر كتب بصراحة شديدة عن والدينو ...
المشكلة اني ما بعرف ألخص كويس عشان كدا ح احاول انزل صور من الكتاب لبعض الصفحات

بيحكي د.حيدر ابراهيم علي عن ابوهو الكان ضابط بوليس وانو كان بيحب الناس بلا حدود وقادته هذه الخصلة الطيبة الى التدخل والوساطات وحل المشاكل والاجاويد ومن زمن كان ساكن الاشلاق كان بيحل مشاكل نسوان الاشلاق الضربها زوجها بشبشب خشب لمن جابت الدم ولدرجة انها تحرد بيتها وتقعد يومين تلاته في بيت ناس حيدر لغاية ما زوجها يراضيها بتوب تجنبا للاعتذار اللفظي الذي يعتبره الزوج انتقاصا لرجولته في ذاك الزمان وكان والد د.حيدر يضرب الزوج المعتدي بالسوط تأديبا له...وبعد ما اصبح والد د.حيدر نافذ وله كلمته المسموعة بقى يتوسط لاهلو والاخرين في الدخول للبوليس والسجون ومصنع البيرة والنسيج..ومن الطرائف قال لمن ابوهو اشتغل في الحيصاحيصا وكان بعض اقاربهم بيطلبو منه انه يحصل ليهم على سلاح مهرب من (تمبول) واظن كان يفعل اي شيء مجاملة لأهله واثباتا لسلطته وكان كابناء جيله يرتاح للمديح والشكر, فقد تربوا على كلام الحاردلو "دا الاداك وكتر ما بيقول اديت" او " البشيل فوق الدبر ما بميل"

*

شكرا يا احمد على هذا البوست الرائع
فعلا دكتور حيدر له اسلوب فريد بلغة بسيطة وعميقة
وأعتقد لو كتب الرواية لكنا فزنا بطيب صالح آخر . لأنه تقريبا لغة الكتابة عندهم واحدة لا يميلوا للتعقيد اللغوي وبهرجة الالفاظ . فيتحفوننا بهذا السهل المتتنع والممتع .
انشاء الله نبحث عن الكتاب أو مضطرين ننتظر معرض الرياض القادم

تسلم يا استاذنا درديري وفعلا الكتاب يستحق وجدير بالقراءة ودكتور حيدر محنك وموسوعي المعرفة

من الشخصيات المشهورة التي دخلت معها في علاقة شديدة التعقيد والتوتر، كان الروائي الكبير (الطيب صالح). فالطيب مجامل لدرجة تكاد ان تختفي معها شخصية اسمها "الطيب صالح"، لأن إرضاء الجميع مستحيل. وقد كان يحاول ان يكوّن انطباعا لدى اي شخص يقابله انه فعلا "طيب" و "صالح" . لذلك جمع حوله عدد كبير من أناس مستهلكة الروح وعديمي المروءة والفائدة، طبعا بالإضافة لناس عظيمين ونبلاء. ولكن المشكلة انه لم يكن"نقّادا" للبشر. وخشيت ان ينطبق عليه القول :"لا تسأل عن المرء بل سل عن قرينه" وهذه الخصلة جعلته يضيق بالاختلاف والنقد لأن اذنه تعودت على المديح فقط. وقد تكونت فكرته عني من خلال (حسن أبشر الطيب) وآخرين. وقد اخذت عليه تعمد تجاعل دور (مركز الدراسات السودانية) والذي اقام له تكريما رصينا بمناسبة بلوغه السبعين في (المجلس الأعلى للثقافة) بالقاهرة وكان يذكر في المقابلات كل من كرموه عدا اسم مركز الدراسات السودانية.
........
ازمنة الريح والقلق والحرية...د.حيدر إبراهيم علي ص229~230

وجدت في (محمود درويش) شاعر في تعامله _ صنعة وخلقا _ ولكن نرجسيته تشبه النرجس نفسه ولذلك محببة وتضيء الهالة اكثر. فهو يتربص باشعاره المعجبين ويصطادهم في شراكه. ومن جانبه يسكر بالانصات والتجاوب، ويحترم الناس كثيرا، خاصة حين لا يكونون في موقع المنافسة والعداء.
وهذا عكس (ادونيس تماما)، فمن الافضل ان تقرأ له او تسمعه فقط ولا تراه او تقترب منه، شعره اقوى من انسانيته واجمل. وقد احرج (ابو ماضي) القائل:" والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا". فقد دعاه (مركز الدراسات السودانية) ورتبنا كل شيء مع المركز الثقافي الفرنسي، واستجبنا لكل طلباته ابتداءا من انه لا يركب غير الدرجة الأولى في الطائرة، كما علمنا انه لا يطلع المنصة اذا لم يتأكد من الألفين دولار في الظرف،
وبالمقارنة ، حين زار (درويش) السودان بدعوة من المركز، حاولت ان ادس له هذا المبلغ فغضب ووبخني قائلا:" أنا حصل أسأت لك قبل ذلك يا فلان؟.
.......
د.حيدر إبراهيم علي..ازمنة الريح والقلق والحرية ص231~232

يحكي د.حيدر إبراهيم علي عن شقيقته كوثر ويقول انها كانت ذات موهبة في الرسم وتخرجت في كلية الفنون وكان يمكن ان يكون لها مستقبل كبير ..ثم يضيف:
لكن كوثر تشبه وطنها السودان تماما، قدرات كامنة غير محدودة وواقع مزري وشديد التواضع.
وقال انني اطلق على اسرتنا المحدودة او بيتنا، اسم (السودان الصغير)، فالسودان الاصل "ممحوق" ولم يستفد من قدراته كما يجب، وما انجزه اقل كثيرا من الممكن. وكثيرا ما اقول ان السودان الكبير ما هو الا حاصل جمع هذه السودانات الصغيرة، لذلك علينا الا نتعجب من مصيره الراهن وهذا المآل التعيس.
____________
ازمنة الريح والقلق والحرية ص 60~61