مقال الأستاذ مرتضى الغالي قرأته متأخرا.. على ضفاف الباطل

مقال الأستاذ مرتضى الغالي قرأته متأخرا.. على ضفاف الباطل


04-01-2018, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1522600479&rn=0


Post: #1
Title: مقال الأستاذ مرتضى الغالي قرأته متأخرا.. على ضفاف الباطل
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-01-2018, 05:34 PM

05:34 PM April, 01 2018

سودانيز اون لاين
Yasir Elsharif-Germany
مكتبتى
رابط مختصر

على ضفاف الباطل! .. بقلم: د. مرتضى الغالي
التفاصيل
نشر بتاريخ: 04 شباط/فبراير 2018
الزيارات: 801



في تامل كيفية إخراج السودان من أزمته الراهنة ينبغي مراجعة مسألة عالية الأهمية وهي: النظر إلى المجموعات المستفيدة من الوضع الراهن.. وقد سمع الناس كثيراً من الذين ليسوا من شيعة المؤتمر الوطني ولكنهم يقولون لك: نحن أصبحنا نعلم كيف نقضي حوائجنا في ظل هذا النظام القائم (يقصدون الفوضى القائمة) وهذا أفضل لنا من تغييره إلى وضع جديد لا نعرف كيف نتعامل معه..! والأدهى أن هذه المجموعات أضحت ترى أن وجودها وبقاءها يعتمد على فشل الدولة وهي (تستثمر في هذا الفشل) وتعمل على تكريسه واستمراره! وهي مجموعات سودانية من لحم ودم قد تكون في شكل أفراد أو عشائر أو بيوتات أو أحزاب أو شركات أو تجّار منغمسين في هذه الفوضى السائدة.. وكل هؤلاء يمكن تسميتهم كما تشير بعض الدراسات بـ(المستفيدين من فشل الدولة)!
أنظر حولك تراهم سعداء بفشل دولاب الدولة، ومغتبطين بإختفاء الرقابة، ومبتهجين لتفشي الفساد، و(منبسطين) لقلة حيلة القانون، ومنشرحين لانتشار المحسوبية، و(مزهزهين) لسهولة اختراق اللوائح وإمكانية الحصول على أي معاملة مُرادة عن طريق (لفة الكلاكلة)!
هنا مكمن الخطورة في عمليات التغيير والاصلاح إذا لم نلتفت إلى هذه المجموعات (غير المسيّسة) ولكنها قابلة للإغراء وبعضها معروض للشراء والبيع.. وننظر في كيفية (قرعها) عن هذا الطريق.. حيث أن جماعة الحزب الحاكم المسيّسة تعرف حجمها الصغير وتعلم ضآلة شأنها في الولاء القائم على المبادئ أو الضمير أو البرنامج السياسي، لهذا سعت (من قولة تيت) إلى ربط نفسها بمجموعات المصالح ومهووسي الثراء ونهّازي الفرص وعشّاق الظهور، والذين لا ينظرون (إلى ماذا يدوسون) عندما يسمعون كشكشة الدراهم..!هذا هو مكمن الخطر لأن طول الزمن يُغري بالتناسي، وحكم العادة يبطل العبادة، والولوغ في المكروه يقود لا محالة إلى تعاطي الحرام.. وهذه حكمة معروفة في سنن الدين وفي مقولات الإجتماع وفي الأحكام العقلية وأيضاً في التجربة الانسانية.. وقد أراحنا الشيخ العبقري (محمد ود الرضي) عندما جمعها في كبسولة صغيرة وأهزوجة لطيفة تسيرمع الركبان: "من تعاطى المكروه عمداً .. غير شك يتعاطى الحرام"!
هنا يمكن مصدر الإزعاج، فهذه المجموعات تعيش على الفشل القائم في إدارة الشأن الوطني وتبني حياتها عليه، وربما تقاوم أي محاولة لإصلاحه حتى لا تفقد ما تحصّلت عليه من ثراء حلال أو حرام أو (نص نص) أو ما تريد أن (تخمه) بليل من ريع او أراضٍ أو توكيلات او سلع فاسدة أو مناصب او عمارات وشركات ودولارات في استباحة كاملة لكل قانون وعُرف وأخلاق!
إذنَ على دعاة التغيير و(أحباب السودان النظيف)التفكير في أمر هذه المجموعات التي تبني آمالها على استمرار الوضع الراهن خوفاً من تغيير يغلق في وجوههم هذا السوق الاسود الكبير المنصوب الآن على ساحات البلاد وميادينها العامة!
المسألة ليست فقط في الحزب الحاكم والمستوزرين )ومن يعولون(..المعضلة في مجموعات (المنتفعين من فشل الدولة) الذين يمكن أن يكونوا من أكثر العوامل نشاطاً ضد التغيير، ومن أكبر العناصر التي تستند عليها الأنظمة القهرية الريعية التي تعمل على تكسير كل أساس للمحاسبة والرقابة والمساءلة والعدل الاجتماعي وسيادة القانون !
الفشل في مؤسسات الدولة وفي المستشفيات وفي الاستثمارات وفي الأسواق والجامعات وغيرها له أحباب ومريدون ومنتفعون...فأنظر لنفسك من تكون!!

[email protected]