كثيرة هي المبادرات ولكن ......

11:17 PM March, 28 2018

سودانيز اون لاين
محمد بشير عبادى-السودان/ولاية الخرطوم/أمبدة
مكتبتى
رابط مختصر

كثيرة هي المبادرات ولكن......
محمد بشير عبادي
المحليات عندنا تتفنن في جمع الرسوم والجبايات من المحلات التجارية والمرافق الخدمية ، إضافة إلى رسوم العوائد والنفايات من المنازل وجندت لذلك موظفين أشبه ب(الباشبوزق) في عهد الإستعمار التركي المصري للسودان ، الذين أشتهروا تاريخيا بقسوتهم وتعسفهم وتسلطهم عند جمع الضرائب ..فكم من صاحب دكان إشتكى من أخذ ميزانه رهينة وكم إشتكت (ست شاي) من رهن أدوات عملها وكم إشتكى صاحب مرفق تجاري أو خدمي من إقفال محله ب(طبلة) المحلية لحين سداده الرسوم المفروضة..متحصلو المحليات يجوبون الأسواق والأحياء ليل نهار للتحصيل ..لا أريد أن أتطرق للقانون الذي يبيح لموظف عام مدني (قلع) ميزان أو إغلاق محل دون أمر قضائي ودون تنفيذ بواسطة الشرطة والتي هي الجهة الرسمية والشرعية المناط بها إنفاذ القانون ، لا أود التطرق لذلك ، فأنا لست بقانوني مختص ولكن الذي أريد الحديث فيه هو أين تذهب أموال المحليات المتحصلة بكل هذا العسف وكل هذا الحرص من قبل موظفيها؟!..أين تذهب ونفاياتنا مكدسة حول المنازل!! أين تذهب وشوارعنا الفرعية وأزقة الحارات عندنا متربة متسخة غير مسفلتة ولا منارة!! أين تذهب أموال المحليات وكثير من المحال التجارية والمطاعم تفتقر لأدنى مقومات الصحة من نظافة وتخزين جيد وعرض أنيق للسلع والمواد الغذائية..أين تذهب الأموال والذباب يطن حوالينا نهارا والبعوض ينهشنا ليلا!..خذوا الأموال ولكن بصورة متحضرة .. خذوا الأموال لكن ردوها إلينا خدمات وإعمار..فدافع الضرائب في كل الدنيا يستمتع بعائد ما يدفع بخدمات جيدة في مأكله ومشربه وصحته وسائر شؤون معيشته.بمبادرات بسيطة كان يمكن لسلطات المحليات أن تنهض بمحلياتها ..مثلا يمكن فتح الإستثمار في جمع النفايات لكل من يمتلك (تكتك) ،هذا فيه فائدة إقتصادية للمواطن وفائدة عامة للمنطقة التي يسكن فيها..ماعادت النفايات تحرق كلها في المقالب ، أصبح هناك إعادة تدوير للبلاستيك والمعادن وحتى بقايا الأطعمة كغذاء للحيوان ، لما لا تنظم وتبرمج مثل هكذا مبادرات مع القطاع الخاص والأفراد..إنارة الأزقة والشوارع الفرعية لا تحتاج لأكثر من لجان لجمع المال من السكان وشراء كشافات للإنارة تربط على أعمدة الكهرباء لتضيء ليلا فتزدان الأحياء جمالا وتؤمن من (زوار الليل)..وكذا الحال بالنسبة لسفلتة الأزقة وفتح المجاري حتى نأمن من الغبار وهجمات الذباب والبعوض ، فنمزق بذلك فاتورة العلاج من (الحساسيات والأزمات الصدرية) وكذلك الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات..كثيرة هي المبادرات سهلة التنفيذ والتي من شأنها أن تنهض بأحياءنا وحوارينا ، إن كان القوم حريصين على المصلحة العامة كحرصهم على تحصيل الأموال.

كلام طيب واقتراحات ممتازة
ولكن من يسمع ومن ينفذ؟والكل مشغول بالمصلحة الخاصة،
ومين يقدر يقول البغلة في الابريق.