أشاعرة و لكن لا يعلمون ..

(.)
أأشاعرة .. و لكنكم لا تعلمون ؟
من هم أهل السنة و الجماعة ؟

مقدمة لابد منها :

رحم الله أبا الحسن الأشعري .. يتبع مذهبه ٩٠ بالمائة من المسلمين و ليس له ذكر إلا حين قيام مؤتمر الشيشان .. الذي صوب نحو هدف بعيد ، قريب و هو محاصرة الوهابية الحنبلية ، الضلع الثاني للإسلام و التي تستأثر بما نسبته أقل من ١٠ بالمائة من المسلمين بفضل الحلف القديم المتجدد بين مال البترول السعودي و أئمة الوهابية و أقليات متفرقة من الشيعة الإمامية في العراق و إيران و الزيدية في اليمن و الأباضية في الجزائر و سلطنة عمان والعلويين النصيرية و الدروز في الشام .
يستغرب بعضهم حين يعلم أن أغلب أهل العالم الإسلامي من مغاربه حتى مشارقه ، جميعهم أشاعرة و ماتريدية .. و لكنهم أخر من يعلم ..
و يحمد لمؤتمر الشيشان أنه رمى حجراً في بركة ساكنة و جعل الأشاعرة و الما تريدية ، يعرفون أخيراً كنه مذهبهم الذي طمر التاريخ ذكره و صاروا يكنون صوفية و مالكية و شافعية و أحنافاً ...تحت عنوان :
من هم أهل السنة و الجماعة ،،،
, إستضافت مدينة غروزني الشيشانية مؤتمراً جمع علماء مسلمين من كل أصقاع البسيطة و الذين أستهدفوا سحب البساط من تحت أقدام الوهابية التي أتفقوا جميعهم أنها مذهب لا يمت لأهل السنة و الجماعة بصلة و تأتي أهمية المؤتمر , لأنه الحالة الأولى من نوعها التي تنعكس فيها الآية و يقوم المتصوفة و المالكية و الشوافع و الأحناف بعمل منظم مناهض للوهابية و هم جميعهم يتبعون مذهباً أشعرياً ماتريدياً متوالفاً منذ نهاية سيطرة الشيعة البويهيين على الدولة العباسية و سقوط الفاطميين على يد صلاح الدين الأيوبي و إعادة تأسيس المعاهد الدينية في نجد و مصر و الشام و المغرب على مذهب الأشاعرة - الماتريدية حتى يوم الناس هذا ..
————
المذهب الأشعري - هو المذهب الرسمي للأزهر الشريف و كل مشاهير علماء الأمة منذ مالك و أبا حنيفة و الشافعي و الباقلاني و الغزالي و النووي و الجرجاني و من تلاهم هم أشاعرة و ماتريدية، بل قد يدهش البعض أن شيخ الاسلام تقي الدين إبن تيمية نفسه كان أشعري المذهب .

نواصل ،،،

(.)

أأشاعرة و لكن لا تعلمون ؟ - ٢

يقول العلامة ( طاش كبري زاده ) صاحب ( مفتاح السعادة و مصباح السيادة ) :
أن رأس أهل السنة و الجماعة رجلان ، أبومنصور محمد بن محمود الماتريدي ، و أبوالحسن علي بن إسماعيل بن أسحاق الأشعري البصري .

و الأول ينتسب إلى مدينة ( ماتريد ) في أوزبكستان و هو حفيد الصحابي أبو أيوب الأنصاري .

و الثاني ولد في البصرة و لقب بالأشعري نسبة إلى جده الصحابي أبي موسى الأشعري .

لذلك فإن هنالك وحدة في مذهب أهل السنة و الجماعة تجعلنا نستطيع القول أننا :
أشاعرة و ماتريدية ..
و نحن هذه أعني بها كل مالكي و شافعي و حنفي و حنبلي ، عدا السلفية الحنابلة الوهابية ..

نواصل ،،،

(.)
نحن أشاعرة و ما تريدية - ٣

كان ناصر الدين علي أبو الحسن الأشعري معتزلي المذهب لأربعين عاماً ، بحكم أن زوج والدته هو أبو علي الجُبائي أحد أبرز أئمة المعتزلة ، و لكنه ترك الإعتزال و أراد التوفيق بين مذاهب أهل السنة ، و عمل على التوفيق بين مذاهب المالكية و الشوافع و الأحناف التي تعتمد على علم اللاهوت أو علم الكلام الذي يقوم على علم الألوهية و أصل النبوءة و السمعيات و مذهب الحنابلة المتحدثين الذي يرجع إلى شيخ شيوخ المتحدثين أحمد بن حَنْبَل ، شيخ البخاري و مسلم ، فأتخذ طريقه بين المتكلمين و المتحدثين لينشأ المذهب الأشعري الما تريدي الذي جمع بين كليهما مع إندماجه مع فكر الامام أبو منصور الماتريدي ، ليشكلا مذهب غالبية أهل المشرق و المغرب ، عدا أقلية من أهل السنة الحنابلة الوهابية و الشيعة الأمامية في العراق و فارس و الشام و الإسماعيلية و الزيدية في اليمن و الاباضية في عُمان ..
لذلك شبهه علماء الدين المقارن بالديانة السيخية في الهند ، لأن مبتدعها أراد التوفيق بين الديانة الهندوسية و الديانة الاسلامية و نشأت عّن تلك المحاولة التوفيقية ما تعرف اليوم بالديانة السيخية ..
و هذا حديث آخر ...

———-
المتكلمين هم علماء الكلام و علم الكلام هو علم العقيدة .
المتحدثين هم علماء الحديث النبوي الشريف .

نواصل إن شاء الله ،،،

(.)
نحن أشاعرة و ما تريدية و هم وهابية - ٤

كان شيخ شيوخ المتحدثين أحمد بن حَنْبَل قدس الله سره ، يخالف الأشاعرة و الماتريدية و المتصوفة في شأن صفات الله ، هذا إضافة إلى قضيته الشهيرة حول قدم القرآن و حداثته و خلقه ..

ظل الخلاف محتداً في عهد الخلفاء العباسيين ، الأمين و المأمون و المعتصم ..
حتى عهد الخليفة المتوكل ، الذي جاء و حسم الخلاف بانحيازه للمذهب الأشعري الماتريدي و للقائلين بمجازية الصفات و وقوفه ضد آراء إبن حَنْبَل حول قضية هل القران قديم أم مخلوق ؟

أستقر الأمر هكذا لعقود طويلة ، و ساد المذهب الأشعري الماتريدي و صار مذهب غالبية أهل السنة و الجماعة ، حتى جاء محمد بن عبدالوهاب النجدي التميمي ١٧٠٣ - ١٧٩٢ م ،
و أعاد أحياء مذهب إبن حَنْبَل على نهج إبن تيمية و أستطاع نشره بحد السيف هو و حليفه سعود بن مقرن بن مرخان أمير قرية الدرعية و ساعدهما على ذلك جيشهما الذي عرف بجيش أخوان من طاع الله ، ثم بعدها لعب مال البترول دوراً هاماً في دعم إنتشار المذهب ..
رغم ذلك ظلت معاهد الدين الاسلامي الشهيرة تعتمد المذهب الأشعري الماتريدي حتى يوم الناس هذا ، الأزهر الشريف - القيروان - القرويين - معاهد العراق و الهند و غيرها ..

نواصل إن شاء الله ،،،

واصل يا هداك الله ورعاك وامدك من فيض علمه
ما في مخارجة من غمة السلفية الوهابية إلا بقدر كبير، بل ولا متناهي
من العلم والمعرفة

الكهنوت وهو يعمل في خدمة السلطان
(كما هو حال الوهابية في خدمة آل سعود)
له أدوات وإستراتيجيات
أولها تجهيل العامة وإحتكار المعرفة ووسائلها

فلنحول هذا المكان الرائع لحقل معرفة يرعي فيه الجميع

بوركت أخي نصر ..