الشـَّــعب السوداني يُــريـد حــَـلَّ البرلمـــان ..!

09:55 PM February, 19 2018

سودانيز اون لاين
محمد أبوجودة-الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

الشـَّــعب السوداني يُــريـد حــَـلَّ البرلمـــان ..!

ولا أُبالغ إن قلتُ إن عدداً كبيراً من نوّاب برلماننا الحالي، يطمحون حقيقةً إلى هذا الحَلُّ الذي يُريحهم ممّا هُم فيه من ضَنَك وَ طقِّ-حَنَكٍ، لا يؤدِّي للتي هي أعدل، بل ضَنَكٌ يكاد يسوق السودان ممّا جميعه، سَوْقاً للهلاك الذي لا بعدٍ بعدُه ولا قبلُ..! سِيَّما وأن الكثيرين ضمن هذا العدد الطامح من البرلمانيين طُلاّب الحلّ معنا، قد ثبتَ عندهم دون شكٍّ، أن نشاطهم البرلماني طيلة هذه الفترات السياسية القاحلة، لم يكُ بذي نفعٍ لهم، ولا للمواطن الذي أضنته الثلاثة عقود في اللاّمبالاة السياسية وأخطاء سوء الإدارة التي انتظمتْ كافة وجوه الحكومة منذ ثلاثين-يونيويها الكالِح في العام 1989م.



ـــــــــــــ
يتواصل..

فالشعبُ الواعي في معظمِه يُريد حَلّ البرلمان، لأجل أن تنتظم الأحوال العامّة في البلاد، وينجو شعبنا من سوء إدارةٍ فاشٍ ولامُبالاة سياسية عارمة، تكاد تزهق روح أفرادِه زهقاً زَهَقا. فالشعب الواعي في معظمه، يُريد حلَّ هذا البرلمان الوسنان، ثم الاستعاضَة عنه بِـبرلمانٍ صاحٍ لللّون مُفَتِّح..! وأفضل قارِحة في القيام بدوره التشريعي الرِّقابي الكبير. ذاك الدّور، وأيّ دورٍ وطنيٍّ خلّاق، هو ذات الدّور الذي فشلتْ فيه جميع برلماناتنا المتأخِّرة؛ أكادُ أقول عن بَكرةِ أبـيها. بصرف النظر عن القوى السياسية التي حازت في تلك البرلمانات على الأغلبيات الميكانيكية، وقدّمتْ ما تستطيعه من "طَشاش" تشريع ورقابة لم يكن لهما، طيلة العَكِّ، ولو أدنى مردودٍ إيجابي. ثم لمّا أُضيفت إليها ملاحق برلمانية عجولة من المعارضة السياسية، كان الناتج الجديد بذات المستوى من المردود التشريعي والرِّقابي البائس، بل أشدّ بؤسا.



ـــــــــــــــ
يتواصـَــل..

بـالطبع، ليس من حريصٍ أكثر على استمرار هذا البرلمان بكل عِلله وعِلّاته، من الحكومة ..! بل لا نُبالِغ إن قلنا إنّ الحكومة – في ما يبدو - لن تقبَل بسهولة، أن يكون عليها برلمان كبرلمان دولة "جنوب أفريقيا" مثلاً ..! بالتالي، فكثيراً ما احتفت حكومتنا بعلاقات وزيارات قيادات "برلمانها" هذا وَ ذاك، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لمقابلة رصفائهم "البرلما-أميركان" من الكونغريسيِّين الضّالعين في القيام بما يَسُــرّ إدارتهم الأمريكية، وأحياناً قـد يَضُرّها بموجب دستورهم. وفيه أنّ الأمّة هيَ مصدر السُّلطات، لا أسياد ولا دُعاة ولا مشايخ ولا فُرَيْقينيز كالمارينز؛ إنّما للشعب تُعمَل الديمقراطيات وبالشعب تحيا الديمقراطية وعلى الشعب فلتحكُم البرلمانات بالحقّ الاعتباري للتمثيل النيابي القويم، أو تـُحَلّ حلّ البُنْ دَقّاً وَ حَرْقا.



ـــــــــــــــــ
يتواصــــل..

ربما تساءل القارئ: هل حكومتنا هذه لا تخشى على برلمانيِّيها أن يبغروا من الكونغرس..؟ فيأتون لها وأفئدتهم البرلمانية ملأى بالحُرِّيات والكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة والانضباط السياسي والخوف للشعب ومن الشعب وعلى الشعب؛ والأهم أن يأتوا لها وفي جُراباتهم ألاّ تُمَرَّر فيهم "ميزانية" عجفاء إلّا على رِقابهم ..! فيجيزونها بدءاً ثم يأتون بأُخْرَة يقولون: لقد خُدِعنا. ذاك ســؤال موضوعي جداً، لولا أنه يضحى غير ذي مغزى، طالما أنّ "لامبالاتنا السياسية" ضاربة بأطنابها، لا تُنتِج إلّا سوء الإدارة العامة، فالغلاء وإرهاصات الخراب الاقتصادي وهكذا دواليك.



ـــــــــــــ
يتواصل..

إلى ذلك، فالحكومة وأنصار استمرار برلمانات المظاهر الخَدَّاعَة، مُطمئنّون إلى حَدٍّ كبير من برلمانيـِّـيهم، أن تأخذهم في الهَمِّ العام نشوَة حازمٍ. أو تأخذهم إلى التّحلِّي بالعدل لومةَ لائم ..! وإنّما هم برلمانيّون أليفون على مناصبهم حريصون، وعلى كراسيّهم يُكنكشون لا يتزحزحون بـــ"أخوي واخوك". بل وإنّهم للأسرَع في الأخذ من البرلمانات الشّبيهة لنسق برلمانيّتهم. من إقليمية وقارّية واتّحادية-دولية، بأكثر مما يُتَوَقّع منهم أن يأخذوا من برلمانات ذات فرادة وجسارة كبرلمانَيْ جنوب أفريقيا أو أمريكا.



ــــــــــــــــ
يتواصل ..

تكرّر .. فعُذراً

الحكومة عندنا، تطوِّل لسانها بأنها دولة مؤسّسات! وأنها تعمل بمؤسّسية جداً، ولكن النتائج الماثِلة تُكَذِّب هذا القول أبي-لسانٍ طنّان. كذلك فالحكومة وأنصارها وحزبها الكبير، كثيراً مــَا يقولون للبرلمانيِّين منهم: لقد جئتم بموجب انتخابات نزيهة شَهِد بنزاهتها الرّكبان، فلا تأبهوا للنقد..! وَ "لا تشتغلوا بي زول". لكن البرلمانيِّين لا يُصدِّقون هذه النزاهة المزعومة..! وبالتالي، فقد يرغب منهم عديدون إلى حَلّ البرلمان وهو بتلك النزاهة الطّنّانة.





ـــــــــــ
انتهى..