جمهورية استهبالستان

جمهورية استهبالستان


01-25-2018, 08:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516863651&rn=0


Post: #1
Title: جمهورية استهبالستان
Author: عمر التاج
Date: 01-25-2018, 08:00 AM

07:00 AM January, 25 2018

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر

مقال جميل للكاتب هيثم الفضل:
هذه البلاد ورغم إرتباط إسمها بوجداننا وعُمق إيماننا الوطني ، إلا أننا وإنطلاقاً من إنحيازنا المُطلق للحقيقة الماثلة وكرهنا للتزييف والدجل ، أقترح أن نسميها إستهبالستان ، لأن معظم مسئوليها وقياداتها ضربوا الرقم القياسي تفوَّقاً وإبداعاً في مجال الإستهبال واللعب على الذقون ، وذلك في غيابٍ تام لفضيلة الحياء والخجل الذي عادة ما يُلازم (الصالحين) من المُستهبلين ، ففي الوقت الذي يتجاوز فيه الشعب السوداني مرحلة مُر الشكوى من غلاء المعيشة وإنعدام أبسط مُعينات الحياة التي إُخترعت من أجلها فكرة إنشاء الحكومات في عقدٍ إجتماعي مع الأمة ، ووصل به الأمر أيي الشعب إلى مرحلة إنهيار القوى البدنية والمادية والنفسية بالقدر الذي أخرجه ثائراً في الشوارع ليستنفذ آخر ما تبقى له من رمق علهُ يحقِّق أملهُ في الإنعتاق ، ينبري السيد إبراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية مُبرراً ما تعانيه البلاد من ضائقة إقتصادية ومؤامرات خارجية على أنه ناتج من تمسُّك الدولة براية لا إله إلا الله ، ومن هنا أسمحوا لي أن أطرح سؤلاً إستهبالياً مشروعاً مفاده وماذا عن دولٍ أخرى ظلت ترفع راية لا إله إلا الله فلم يزدها ذلك إلا غنىً و تطوَّراً ونماء اً وإحتراماً ورفاهيةً لشعبها ؟ ، أنظر إلى دول الخليج وتركيا وإندونيسيا ومملكة بروناي وغيرها ، اللهم إلا إذا كنتم قد رفعتم يا سيدي هذه الراية (مقلوبة) ، بمعنى أن رفعها لم يكون مدعوم بشرط النية الذي لا تُقبل بغيابه الأعمال ، على ما يبدو سيدي أن هذه الراية السامية رفعت كشعار فضفاض مثله مثل شعارات كثيرة أذهبها اللهث وراء الجاه والسلطة والإستبداد ورعاية الفساد أدراج الرياح ، راية لا إله إلا الله لا يقبلها رب العالمين بمُجرد إنبثاقها كلاماً وهتافات و(زخارف) مهرجانية ، هي راية أنزلها الله لعبادة لتُبسط في أرض الواقع عدلاً وأماناً ورحمة ، هي رايةً لا يستقيم أمر الإيمان بها وتأكيد تأثيرها على مجريات ما تعانيه حكومتكم دون أن تكون ماثلة في شكل ومضمون المجتمع ، الذي أصبح وعلى مرمى من أعينكم وعلمكم وإنتم تحملونها (مُرفرِفه ) قاب قوسين و أدنى من الإستسلام والكُفر بالحياة نتاج ما نشرتم فيه من أوجاع وهموم بسبب الفشل والإنانية وحُب الذات والسلطة ، فضلاً عن إلجامه بالفقر والجوع والدفع به إلى مهالك الموت بتجريده من المقدرة على الإستشفاء والحصول على الدواء ، هذه ليست راية لا إله الله التي قدَّر الله سبحانه وتعالى بسطها في أرض المؤمنين عبر تكريمهم ببعثها بين يدي من كان (رحمةً) للعالمين ، محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين الذي كانت أبرز صفاته العطف على من حوله وتفقد أحوالهم والقرب من همومهم وأحزانهم ، ثم حين يأتي يوم الحساب والناس جميعها تقول نفسي نفسي ، يقول صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي ، أين أنتم من البسيط اليسير من ما إستهدفه في رفاهية المؤمنين سيدنا رسول الله حين رفع راية لا إله إلا الله ، دعونا من هذا ولنعود إلى سؤال (إستهبالي) آخر متعلِّق بتصريح نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن الذي يقول أن ما إستشرى من غلاء الآن بالأسواق الآن إنما هو (مصطنع) ومُجرَّد جشع تجار ، السؤال الإستهبالي المطروح ألا يرى نائب الرئيس أيي علاقة بين ما يحدث في الأسواق ووصول سعر الدولار إلى مايُقارب الأربعين جنيه ، أو بين ذلك وبين رفع سعر الدولار الجمركي بنسبة 300 % ، أو ما بين ذلك ورفع الدولة دعمها كُليا عن كافة الضرويات والأساسيات ، كل هذا سيدي لا يستحق التعليق والإلتفات عندما يحين وقت الحديث عن الغلاء .. عجبي.