***الثورة خيار الشعب***

***الثورة خيار الشعب***


01-20-2018, 09:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516435454&rn=0


Post: #1
Title: ***الثورة خيار الشعب***
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-20-2018, 09:04 AM

08:04 AM January, 20 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

الثورة خيار الشعب
لقد فعلها الحزب الشيوعي السوداني ,
و قام بكسر حاجز الصمت الذي دام طويلاً ,
ومعه مجموعة الاحرار من الصحفيين و ناشطي الاحزاب و التنظيمات السياسية الاخرى ,
وهم يقودون الحراك الثوري الرافض للذل والهوان والاستكانة لقهر نظام الانقاذ ,
سعياً لتخليص الوطن من انياب هذه العصبة الغاصبة , فلم تقدم هذه الجماعة المهووسة دينياً لشعبها تبريراً واحداً ,
يمكن ان يدعها تواصل سيرها في ادارة دفة دولاب الدولة , هذا السير الهادم للوطن وانسانه ومؤسساته ,
لقد اشعل رجال الانقاذ الحروب في جميع بقاع السودان , وشرّدوا وقتلو ونكلوا بالانسان السوداني بكل فئاته و شرائحه ,
الطفل و المرأة والطلاب وقادة الرأي العام , و الناشطون و رموز التنظيمات السياسية , ثلاثون عاماً من الدمار و الخراب ,
و ما يزال حداة ركب سفينة الانقاذ يستمرئون تسفيه احتياجات المواطن الاساسية ,
كيف سمح هؤلاء الانقاذيون الذين تجري في عروقهم هذه الدماء الباردة ,
لانفسهم ان يأملوا في استمرارهم في الامساك بعجلة القيادة ,
وشعبهم جائع ومريض يتدحرج نحو القبر ,
وفي هذه الايام قام بعض المواطنون البسطاء بتداول موضوع شغل احاديث المدينة ,
يتعلق بضرورة حل المشكلة الاقتصادية الذي يكمن في ارجاع الاموال التي طالها التجنيب الخارجي ,
في البنوك العالمية الممتدة من دبي وماليزيا وانتهاءً بالاموال المهولة التي كشفها ويكليكس , والمودعة بالبنوك السويسرية ,
ان حديثاً مثل هذا لا يصدر الا من اصحاب النوايا الحسنة اللذين ما زالوا يذرفون الدموع الثخينة في مأتم الميت الذي لا يمت اليهم بصلة ,
مثل هذا الحديث لا يعدو كونه واحداً من السوائل المخدرة , التي درجت هذه الطغمة الفاسدة على حقنها في جسد هذا الشعب الصادق والصدوق ,
حتى يتسنى لها المكوث اطول فترة ممكنة , على ظهر هذا الانسان المقهور الذي اكتوى بنار بطشهم الجبّارة.
ومن سيناريوهات إلهاء الناس عن تفعيل تظاهراتهم التي بدأت قوية داوية ,
بث اخبار التعديلات الوزارية العاجلة في دهاليز الانترنت و شبكات التواصل الاجتماعي ,
من شاكلة الإتيان بعلي عثمان بديلاً لبكري في رئاسة مجلس الوزراء ,
ما يعني الخلاص من احمد و الاستعانة بحاج احمد ,
في مسرحية بلهاء لا تنطلي على عقل طفل في السابعة من عمره ,
لقد وصل الفشل و التردي منتهاه ,
و لن يصلح الدولة ونظامها ذات الشخص الذي تسبب في هدم مؤسساتها , بمنهاج التمكين وما يسمى بالصالح العام ,
أين كان عقلك يا شيخ علي عندما كنت وزيراً للتخطيط الاجتماعي ,
في زمان ريعان شباب حسنائكم الانقاذ ؟
لقد فصلتم الناس من وظائفهم و مكنتم لمحسوبيكم و اخوانكم في اللاة , وليس في الله , كما تدعون ,
لان الاخوة في الله لا تستثني من ينطق الشهادتين , وبفعلتكم تلك قد جئتم شيئاً إدّا يا استاذي ,
وقسمتم الناس الى ملل ونحل و قبائل و بطون , فقضيتم الايام و الليالي على ارائك حكمكم تتآمرون و تكيدون لابناء شعبكم ليلاً ,
وتقابلونهم في صباح اليوم التالي بابتساماتكم الصفراء الشائهة , لتلفظوا عليهم خلاف ما استبطنتم من مناجاة في ليلتكم البارحة ,
هذا بحسب الاعتراف الذي ادلى به كاهنكم الاكبر الراحل حسن الترابي ,
في تلك المحاضرة الشهيرة التي قدمها في جامعة القرآن الكريم , في الايام القليلة التي اعقبت المفاصلة الشهيرة بينكم وبين اخوة الامس.

الانقاذيون يتخبطون ولا يدرون اي الطرق يجب عليهم ان يسلكوها ,
حتى تمكنهم من انقاذ انفسهم من الانقاذ نفسها , وكما يقول المثل : (الدرب راح ليهم في الموية ) ,
فاصبحت منظومتهم اليوم عبئاً ثقيلاً يحملونه على ظهروهم ويستديرون به يمنة ويسرة ,
ليقذفوا به في اقرب مكب للنفايات , ولكنهم ما دروا ان الشعب لهم بالمرصاد , ولن يدعهم ينبذونها بهذه السهولة ,
سوف يحملون وزر انقاذهم معهم الى يوم الحساب امام محكمة عدل الملك الجبار ,
فالانقاذ تمثل بقعة دم من دماء ضحاياها المقتولين ظلماً , الملتصقة بياقات قمصان رموزها الانيقة ,
والموسومة على جلابيبهم وعمائمهم البيضاء ,
ومعلوم انه في جميع الموروثات الدينية و التراثية للامم و الشعوب ,
انه وفي اواخر ايام اعمار جميع القتلة و مصاصي الدماء ,
تتحلق ارواح الضحايا الذين قتلتهم مقاصل هؤلاء الطغاة الجبابرة,
حول اعناق و رقاب هذا النوع من الجبّارين والطاغين الذين يتكبّرون في الارض ويكثرون فيها الفساد ,
فالانقاذيون سجنوا و عذّبوا وقتلوا وذّبحوا و استحييوا النساء , وعاثوا في الارض فساداً ودماراً وخراباً ,
فلا جريمة بلا عقاب , وان اشد اصناف هذا العقاب , هو القصاص الذي تنفذه هذه الشعوب المقهورة بحق حكامها ,
اولئك المتسلطون و الفاجرون الذين لا يقيمون للعدل و لا للحق بالاً ,
و ما تزال ذاكرتنا الحديثة حيّة و حافظة لاثنين من الفيديوهات المسجلة حول نهاية كل من فرعون ليبيا و طاغية اليمن ,
هذان التسجيلان المرئيان ما زالا مطبوعين على جدار هذه الذاكرة.

إنّ شعار (الثورة خيار الشعب) المزين لصدور شباب الثورة ,
ما زال يلهم الثائرين من اجل الحرية و العدالة و السلام ,
ويبشرهم بقرب وصول قافلة الاحرار من ابناء الوطن المكلوم ,
وان هذا الشعار سيظل بعبعاً مرعباً للطاغية , وقاضّاً لمضجعه وحارقاً لمهجعه في الليل و في النهار ,
حتى تنقشع سحابة الظلم الداكنة من سماء الحرية و الانعتاق ,
فشعب السودان قد اراد الحياة و ما على الاقدار الا ان تستجيب لمطلبه المقدس هذا ,
لانه شعب يستحق العيش الكريم و الرفاه , بما يملك من ثروات تكاد تتفجر من اعماق باطن ارضه ,
و لان سطح ترابه تكسوه الخضرة و المياه الجارفة و الوجوه الطاهرة , فأمة بمثل هذا القدر من الجمال حفيّة بأن تسود و تجود على العالمين بخيرها.

سوف تكتسح جرافات شباب هذه الثورة كل عراقيل الانقاذيين ,
مهما افسد هؤلاء الظلمة ميادين الكفاح الثوري بمياه الصرف الصحي ,
فجذوة النضال سوف تظل مستعرة , و شعاع شمس الحرية سيظل مسلط على بقعة من الارض اسمها السودان ,
ونظل ننشد مع شاعرنا الوطني الغيور الصاغ محمود ابوبكر , ابيات من شعر ملحمته الوطنية الشهيرة (صه يا كنار) ,
انا لا اخاف من المنون وريبها ,
ما دام عزمي يا كنار مهندي ,
ساذود عن وطني واهلك دونه ,
في الهالكين فيا ملائكة فاشهدي.