لكم نيلكم و لى نيل

لكم نيلكم و لى نيل


01-18-2018, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516297188&rn=0


Post: #1
Title: لكم نيلكم و لى نيل
Author: أبوذر بابكر
Date: 01-18-2018, 06:39 PM

05:39 PM January, 18 2018

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

فى كل مرة، أتحايل على عشقى، كي أخالف وصية أبى العلاء، ولا أخفف الوطْ، قليلا أو كثرا، على تلك الشوارع والدروب القديمة، ثم ينبهنى الهواء حين يلامس جلد الروح، حين تقطب المدينة وجهها الأزرق الحزين

والشارع هناك، مثل "إيكاروس" كما يقول أدونيس، يطير ويحلق بجاحيه المفردين، لكنه لا يحترق بنور الشمس، بل بآهات الموجعين الممسكين بعنق الأرض

أحاول وأنا أسير قرب حبيبتى الخرطوم، أن أصدق المعرى، لكن وفى كل مرة يحرجنى تصديقى

ما أنتِ بحبيبتى التى أعرف، هل غطى الغبار قسمات نوافذك العتيقة، أم هى حصى الدموع تراكمت فوقها وعليها؟

ألا يزال "النيل" يبعث رسائل غرامه إليكِ مع أطيار الأصيل؟ أم أنه أدار وجهه وصار يمارس الركض شمالا غير عابئ بأغنياتك المطرزة بطعم الأمسيات الندية؟

نيلى أنا

هو ذاته، ذلك "الصلاحى" البهى، بكل وقاره ووسامته التى نقشت تفاصيلها بين أرجاء الفراديس، ويلوح وجه "التجانى" بتلك السمرة المشبعة بخمر الألهة الودودة

هو ذاته

ذلك الذى يلمع فى الظلام مثل حسام جوهرته النجمات دونما نظام

هو ذاته

أنيس الجروف وصفى الحروف

أسير قريبا منه، لكن يتوحد النبض مع دندنات الموجات النحيلة، أسير وكأنى أير تحت سقف المخيلة، أغوص فى تفاصيل الصورة/الوهم، والحقيقة/الحقيقة ليصدمنى واقع محبوك بخيوط الوقت القاسى وما تبقى من ذكريات وأدتها أيدى المرارة وداست عليها سنابك الغفلة

فيا ايها الصديق
سوف أستدرج الليل لينضم إلينا، فهو الوحيد القادر على غواية الحزن فينا، وهو الوحيد الذى لديه مفاتيح اسرار هذا اللهاث الذى لا ينتهى

يا ايها النيل
دعنى أرسم حزنى واشكله قمرا تنزف خاصرة العشق فيه وردا وأغنيات، دعنى أودعك ونفسى أيضا، فما عاد فى الضوء متسع للحلم ولا أمست الضفاف مناديلا رسمت الأنسام على أطرافها قلبا من الحنين والمحبة، يخترقه سهم من الوجد القديم

Post: #2
Title: Re: لكم نيلكم و لى نيل
Author: أبوذر بابكر
Date: 01-19-2018, 11:06 AM
Parent: #1

أيُّــهَــا الـنِّــيــلُ فِـي الْـقُــلُــــوبِ سَــــلامُ
الخُلْـدِ وَقْـفٌ علَى نَـضِـيرِ شَـبَابِكْ
أَنْتَ في مَـسْـلَكِ الـدِّمَــاءِ وفي
الأنْفَاسِ تَجْرِي مُدَوِّيًَا في انْسِيابِكْ