قليل من الابتسام, قليل من الإحسان يظلان في الذاكرة سنين عددا:‏

قليل من الابتسام, قليل من الإحسان يظلان في الذاكرة سنين عددا:‏


01-10-2018, 06:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1515561221&rn=0


Post: #1
Title: قليل من الابتسام, قليل من الإحسان يظلان في الذاكرة سنين عددا:‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-10-2018, 06:13 AM

05:13 AM January, 09 2018 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر:

قليل من الابتسام, قليل من الإحسان يظل في الذاكرة سنين عددا:‏ة

:‏الا رحم الله من بذر تلك البذرة في داخلي... و هو لا يدري..بما تركه في النفس من تأثير و فرح طفولي....و أنه رصف طريقا للقلب.

‏الا طيّب الله ثراها ....و هو لا يدري أنني أدع له من خلف الحُجُب كلما تذكرته....

كما التناص في لغة النقد الأدبي ..... أو الاقتباس أو تقليدا لما حفظته الذاكرة الطفولية ....بالأمس اشتريت للطفل ابن جارتنا ( يعيش زوجها في السودان مع زوجة ‏أخرى)

و الطفل الذي لم يتعدى العاشرة صندوق من البسكوت....صندوق بسكويت لا يتعدى سعره العشرين ريالاً...أخذه في فرح و سرور و هو ‏دخل و هو يصيح لأمه:‏‏

-...أمي..أمي....(و لم اسمع باقي الكلمات و لكني تخيّلتها)‏و ماذا سيقول لها؟

باختصار هذه الهدية الصغيرة من المؤكد و كما توقعتُ سيكون لها أثرا طيبا و عميقا و لربما لن ينساها ‏حتى حينما يكبر و يصير رجلاً.......

و لربما بتأثير الفرحة التي تركته فيه هذه الهدية الصغيرة سيهدي طفلا صغيرا هو بدوره ‏عندما يكبر..‏ليست هذه المرة الأولى أفعل ذلك معه ..

لم أفعل و لا أذكره ذلك منّا و لا أذىً و لا هو شيء يستحق الافتخار به... و لكن ذكرته ‏لكي أشير إلى كيف يفعل المعروف أو الإحسان (مهما كان بسيطا) في نفس الإنسان...

و أنا لم أفعل ذلك إلا لأن هدية صغيرة تكرّم بها علي جارنا عندما كنت صغيرا....

بالطبع هو لم يتوقف عند هذه المكرمة لكي يذكرها ...ولكني توقفت أنا عندها مرات و مرات..

و سردتُ هذه الحادثة اليوم لزوجتي و نحن نرشف شاي الصباح... و ذلك أيضا للفت الأنظار لنثر ‏الابتسام و الفرح و بأقل التكاليف..‏

Post: #2
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-10-2018, 06:45 AM
Parent: #1

هذا الرجل كان يسكن جوارنا...و كان يعمل في محل في السوق و لا يأتي إلا ليلا..و لا نراه بالنهار مطلقا إلا في ‏الأعياد...‏

أذكر زارنا في أحد الأعياد و أعطاني شلن و قال لي: يلا أمشي للسينما

فكانت لفتة منه بارعة لم يكن يتقنها الكثيرون...خاصة مع ضيق ذات اليد للأسر في ذلك الزمان..

كانت فرحة طاغية لم انساها مطلقا...‏

ثم كانت حادثة أخرى منه في بداية العام الدراسي أهداني شنطة مدرسية فاخرة لم أكن أحلم بها و قد تعودت على شنطة ‏القماش..‏

و الآن بعد أن صرت أكبر منه في العمر الذي كان هو فيه عندما أهداني لا أنسى تلك الحادثة و أدعو له كلما ذكرني بتلك ‏الحادثة مذكّر.‏

Post: #3
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-10-2018, 07:17 AM
Parent: #2


أذكر أن شقيقي بابكر و هو يحب الشاي حبا جما منذ أن كان صغيرا.. ..

..........حيث لا ينسى حتى اليوم تلك المرأة التي قام ‏بزيارتها بصحبة إحدى قريباتنا لمنزل إحدى النساء التي لم تعطه شايا مثل ما أعطت الآخرين....

............فجاء يشكو لوالدتي إنه ‏فلانة لم تعطه شايا... و لا زال حتى اليوم تنذكر تلك الحادثة و نضحك..رغم أن عمره لم يكن يتعدى الثامنة.‏

فتصوروا يا احباب أي حب نحن نزرعه في قلوب الصغار و أي نفرة قسوة و غلظة نزرعها بتجاهلنا و غلظتنا و أنانيتنا.‏

Post: #4
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: نعمات عماد
Date: 01-10-2018, 07:31 AM
Parent: #2


سلام أستاذنا محمد عبدالله الحسين

علموك حب العطاء، و انت بدورك تعلم هذا الطفل ليتواصل عمل الخير الى قيام الساعة. إنه الغرس الطيب و الإستثمار في ما يعمر دنيانا الزائلة .
تحياتي.

Post: #5
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: Asim Fageary
Date: 01-10-2018, 08:03 AM
Parent: #4


سلام مربع

حقاً إنه إحساس رائع



Post: #6
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-10-2018, 09:28 AM
Parent: #5

سلام مربع أختنا نعمات

سلام مربع أخونا عاصم فقيري

شكرا على تطابق وجهات النظر و على التوافق في النظرة الإنسانية...

فالشعور بالآخرين هو ما يضفي على مشاعرنا و سلوكنا معاني الإنسانية و روابط الإخاء...


لكم من الود أطنانا

Post: #7
Title: Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-11-2018, 06:15 AM
Parent: #6

مواصلة لسرد الذكريات التي لا تنسى رغم بساطتها:‏

لم أنس و حتى أنا في السابعة من العمر وجه ذلك الرجل من جبال النوبة ...

لا زلت.أذكره ..كأنه حدث بالأمس رغم مرور كل هذه السنين..وجه باسم و ‏تعبيرات مواسية في الوجه ذو العيون الضيّقة المحببة ...‏

الساعة حوالي السادسة أو السابعة صباحاً...جيراننا مصريين مولّدين لديهم كلب أبيض بلون أحمر لا زلت أذكر شكله ‏‏..اسمه بيجو..‏‏ كنت اعتبره صديق.

و لكنه ذلك الصباح نسي الصداقة فجرى خلفي مخربشا و ناهشا لرجلي و أنا أصرخ صرخة طفل مرتعب ملأ الرعب كل ‏كيانه و ملك عليه الأفق.....

... لم ينقذني إلا ذلك الشاب الذي كان ذاهبا للعمل في تلك الصباحية ..‏

للآن كلما أذكره ادعو له ..أغلب ظني أنه قد توفي الآن الا رحمه الله..‏

و هكذا يا احبائي تذهب الوجوه و تختفي خلف الزمن و لكن تبقى الأفعال و السجايا و الذكريات..‏