أدّخِرُ بحراً بِعينِيّ

أدّخِرُ بحراً بِعينِيّ


12-09-2017, 09:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1512807980&rn=0


Post: #1
Title: أدّخِرُ بحراً بِعينِيّ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-09-2017, 09:26 AM

08:26 AM December, 09 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


○○○○○○○

1
أنهالُ بِالنِّسيانِ على قلبِي
فيُضرِمُ في شفتيهِ نزقِهِ.

2
قالَ:
أنا أكتُبُ الهواءَ
قالتْ:
هيهات، سأُخرِجُ إلى حُدُودِ السّماءِ الماءَ
.
.
.

3
يستمرُّ العُمرُ في الهرولةِ
ونستمِرُّ في التّنشِينِ بِالجِراحِ على الأرواحِ!

4
هل ضيّعَ الحَزنُ كُلَّ شوارِعِهِ
ليُعمِّرَ بعينِيكِ بِلادِي؟

5
لستُ موهُوباً في النّحِيبِ
لكِنّي أدّخِرُ بحراً بِعينِيّ
لأبسِطهُ قُبالتِي، على الشّارِعِ، حين غِيابِكِ.

6
فلما غَمرتِ الخمرُ نبضِي
ورقصَ الضّوءُ على تموُّجِ التّيّارِ
شهرتُ الهمسَ اللابِثَ في غورِ قصيٍّ من النَّفسِ..
اِحتسيتُ على سطحِ الماءِ، على مرأىً من الغمامِ:
العِناقَ والقُبل.

7
<
سأُغادِرُ، وفي القلبِ بيتٍ مُذابٌ بقهوتي
وشبابٍ بدّدَتُهُ في السّرابِ.
<<
سأُغادِرُ، المرافِئُ شجني
والحرائقُ نوافِذُ حدائِقِي والثّياب.
<<<
سأُغادِرُ، مُهندماً بِالعتمةِ، ترشُقُ أقواسِي الشّارِعَ، وُسعَ كِنانتُهَا، بِالحنِينِ المُذابِ.
^
س
أُ
غ
ا
دِ
رُ.

8
من قرأَ تعليماتَ القُبلةِ
قبل أن يُصغيَّ لإيقاعاتِ قارِبٍ
على وجهِ الرِّياحِ؟

9
شَلاّلٌ في القلبِ
إذ أنكِ زيتُ النّبضِ، فلا مندُوحةَ من اِكتِشافِ حقلٍ مُخصباً بِشرايينِي
لا ريبَ سأتودّدُ لِليراعِ.

10
آهٍ من الصّباحِ الذي كُلَّما أيقظتهُ
أنكرك...

11
أطلِقي سراحَ قلبِهِ
رأيتهُ يتقافزُ في الشّارِعِ مُنهمِرِ الحنينَ
وقلبُهُ ليس بقبضتِهِ المُشرعة..

12
قال:
نسينَ ثلاثتُهنَ بابَ قلبيّ موارباً
فجاءتْ رابِعةٌ وغزتْهُ..
إلى Azzam Farah

13
العربةُ التي تجرُّ الحِصانَ
ذاكِرتُكَ
بحنِينِهَا المكسُورِ
والصُّورِ المُدماةِ بِالغدِ.

14
على جُدرانِ هذا اللّيلَ
قرأتُ نشيدَكَ القرويِّ
حفِظتُ المقطعَ الأوّلَ
شبيهُ النّايُ في قلبي
يمرُّ العامُ فوقَ العامِ
لعبقِ نشيدِكِ الثّوريُّ
غداً يجتازَنا الزّمنُ
نصيرُ الطوطمُ الكرويُّ
غداً يقرأُكَ هذا اللّيلُ
أنيسُ العاشِقِ الورقيّ

15
تعرقُ الكِتابةُ في القلبِ دمِها
لتضلّلُكَ بياسمينِ المِدادِ
عن ثُقُوبِهَا.

16
إن كُنتَ ستقطِفُ لِلقصِيدِ
من حديقةِ الجِوارِ
فخُذْ حَذرَكَ
من سِباعِ الوهمِ التي ستزأرُ
باسمِ البُستانيِّ
متى اِقتربتَ من الفريسةِ.
لا تذهبَ
إنما أنظُرَ لِلغريبِ السّائرِ
في مرايا دمِكَ
دوِّن أنخابَ نحيبِهِ.

17
في أصابِعِي المُضمدةِ
جنّتانِ
وُحُوشٌ كاسِرةٌ
شارِعٌ
أُغنِيّاتٌ ذائِبةٌ
بحرٌ
قُبلةٌ وحبِيبةٌ
في أصابِعِي ال
شجرتانِ
عُرسٌ
إنسانٌ وأشجانُ...
7/12/2016





Post: #2
Title: المساراتُ الشّاقّةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-09-2017, 09:55 AM
Parent: #1




المساراتُ الشّاقّةُ
~~~~~~~






1
أراكِ وأنتِ هُناكَ
تُلوِّنِينَ اِسمِيّ بِالصّمتِ
تتلِينَهُ سبعَ مرّاتٍ مُتباعِدةٍ
ثم تُلقِينَهُ بِالجِدارِ فيرتدُّ إليّ
يصنعُ خَيطاً رفِيعاً من الحنِينِ
تُمسِكِينَ بِطرفِهِ.

2
الشّارعً على قدميهِ وبيدِهِ مِظلّتَهُ
اِتِّقاءَ هذا الصّمتَ الحمِيمِ
سيدُورُ لِيستقِرَّ ببيتٍ مُشرِعٍ على الأملِ الدُّؤُوبِ...
الشّارِعُ إنسانٌ حُرٌّ من أيِّ أثِرِ قدمٍ قبيحُ

3
أنا حيٌّ جدّاً بِكِ حبِيبتِي
هذه الحياةُ التي قِيلَ أنّهُمْ
ألفُوهَا مُختنِقةً تحتَ البابِ بينما تُحاوِلُ العُبُورَ لِتُعبِّئَ الأرواحِ الميتةِ.

4
هل رأيتِ مرّةً سيّدتِي
كُرةَ نارٍ تهوي على الشّارِعِ
الحدائِقُ اِرتكبتْ حرائِقَهَا
اللّيلُ اِستضاءَ و رقَّ
والماءُ هاجتْ عناصِرُهُ
والبُيُوتُ اِستيقظتْ من حنِينِ نوافِذِهَا
.
.
.
أرعدَ كُلُّ شيءٍ وأمطرَ صمتاً مشجُوناً
الكُرةُ قلبِي يا سيّدتِي
والشّارِعُ موعِدُنَا الذي أغفلتُهُ.

5
أحاولُ جاهِداً تعلُّمَ السِّبّاحةِ
لكن الماءَ لا يرضَى بِطرِيقتِي في اِلتِهامِ الموجِ...

6
هل أقسمَ الشّارِعُ ألا ينكسِرَ لِلشّبابِ؟
تعالى بالنّوافِذِ، تعالى بِالغِيابِ؟

7
لِم يّتُهَا الكلِماتُ المعجُونةَ ببعضِ بريقِها
تنتحِبينَ حالما أصافِحُ مسافاتَكِ؟

8
هي امرأةٌ تعرِفُها
أغلبُ الظّنِّ أنها جانِبُكَ الأيسرَ
أو كما تثِقُ هي: قالِبُ قلبِكَ النوّاحَ
أو كما يؤكِّدَ حارِسُ الحصى في الشّارِعِ:
مُجرّدُ عابِرةٌ في دمِ اللحظة.
لكني رأيتُها لما التقينا
تضعُ ابتسامتَها المُسترسِلةَ بعينيكَ
لتأخُذَ شكلَ اِلتفاتةٍ مُبدَّدةٍ.

9
سيخدعُكَ المساءُ، كُلُّما مرّ عليكَ
وأنتَ تُطالِعُ سيرتَكَ في الظِلّالِ
بنجمتينِ في الأصابِعِ
تمرُّ واحِدةٌ بنافِذةِ الرُّوحِ
وتضعُ الأخرى حَبلاً على جُرحِكَ.

10
الحواسُّ على أسِرَّتِها بالجسدِ
مُهيَّأةً لِزوارِقِ الصَّمتِ
فكيفما حَلَّ شاطِئٌ
على مَقرُبةٍ من برقِها
اِلتقطتهُ..
لتمدِّدَ بطولِ المَدى:
عِطرَهُ..
الحواسُّ راداراتُ الرُّوحِ المُحلِّقةِ
في سَمواتِ التِّيهِ..

11
سماءُ جدّتِنا العرُوسَ هذا الصّباحَ
أشبهُ بمحطّةِ قِطارٍ
غُيُومٌ لابِثةٌ لمآرِبِها
وأُخرى تُغادِرُ..
والشّارِعُ
كأني به يبتهِلُ
ليحظى برقصةِ المطرِ..

12
حالما تنهضُ
يلتفُّ بقدميكَ الشّارِعُ
لاهِثاً بالمساراتِ الشاقّةِ
المرسُومةُ في رهقِكَ اليوميّ.
8/12/2016



Post: #3
Title: بيتٌ عتادُهُ اللُّهاثُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-09-2017, 10:12 AM
Parent: #2



بيتٌ عتادُهُ اللُّهاثُ
++++






1
قلبُكِ شجرةُ جنّةٍ
نبضِي عصافِيرُهَا.

2
إن اِنتصرَ عليكَ الأسى
يا سيّدةَ النّوافِذِ
فاِتّخِذِي وِسادةَ السّهوِ قارِباً
واِنزعِي المرايَا من الزّمنِ.

3
أدِرتُ اِنتِباهِيّ ببعضِكِ
فسبقَ قلبِيّ البصرَ.

4
لم ترُمْ غيرَهَا لِتقتصَّ من الوحشةِ
أغرُبِي عن دمِي
اِبتدعتَ لِحرائِقِهَا:
مُوسِيقَى القُبلِ، نقصَ العِناقِ مهما اِشتدَّ
اِبتدعتَ ثرثرةَ الصّمتِ، عماءَ الرُّؤى
اِبتدعتَ.....
لكِنّكَ لم تُجرِّبَ أحدُ طُرقِ الحُبِّ الشّائِعةِ
كأن تُقبِّلَ الضّوءَ، تحُلَّ إِزارَ الضِّحكةِ.

5
تزحفُ نحوكَ الحيّاتُ من كُلِّ حدبٍ وصوبٍ
كأنّكَ أيُّهَا المشدُودُ بِإِرثِكَ الرُّوحِيّ
أيُّهَا السّاحِرُ العظِيمُ
كأنّكَ اِلتفتُّ بِعينٍ مفقوءةٍ
فألفيتَ أنّهَا تلدغُكَ
وأنّهَا سِيقتْ إِليكَ بِأيدِي البشرِ.

6
وأنتِ قصِيدةٌ مُشرعةٌ
لا بابَ لها، أو نوافِذَ
يطهُو الكلامُ، على الدّوامِ
لِرُوحِهَا:
زهراً وعِطرا..

7
سينفعِلُ القمِيصُ
فيما قلبُكَ في اِضطِرابِهِ
لن يُملِي عليكَ
أن تقبلَ الاِبتِسامةُ السّابِحةُ
في بحرِ خيالِكَ المُتلاطِمِ.

8
كُلُّ الذي فعلهُ القمرُ
رافقَ حيرتِي إلى البابِ
وفي سِرِّهِ اِعتذر.

9
هكذا أيها الشّارِعَ أرى أن تصبّرَ على هجرِ الأقدامِ الحميمةُ لأرصِفتِكَ
وانشغِلَ، حتى ينحُّونَ عن قلبِكَ الرؤومِ كُلَّ الدّمامةِ، أنشغِلَ بِغرسِ شجرٍ على جانبِيكَ
أو بِالغِناءِ المُجلجَلِ للمُعتصِمين
أو أنفتِحَ على حين غرّةٍ وابتلِعَ كُلَّ عفنٍ يمشِي على قدمينِ جائعتينِ
.
.
.
كُنْ مُلهِماً وابتكِرَ صُمُودَكَ.

10
الذي أنقذكَ من براثِنِ حلمٍ
كان يتهجأَ قمِيصُ رُوحِكَ الضّوئِيِّ
يرفعُ ياقتَهُ لِيُلاعِبَ أوتارَكَ
كان يدخُلُ ساقيةَ نبضِكَ
بِملاعِقِهِ النُّورانِيّةِ
يغرِفُ مِنكَ
يكِيلُ لكَ
كان -لِلأسفِ-
سيحمِلُكَ كبيتٍ عتادُهُ اللُّهاثُ
نحو الاِلتِئامِ / الدِّفءِ / الهوى
.
.
.
لِما اِلتقيتَ البتّةَ بِالنّعِيمِ
لِما شملتكَ بِرحمتِهَا العتمةُ.
9/12/2016