هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام والأسلوب المتفرّد في الكتابة ‏السياسية

هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام والأسلوب المتفرّد في الكتابة ‏السياسية


12-07-2017, 08:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1512632007&rn=2


Post: #1
Title: هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام والأسلوب المتفرّد في الكتابة ‏السياسية
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-07-2017, 08:33 AM
Parent: #0

07:33 AM December, 07 2017

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام والأسلوب المتفرّد في الكتابة ‏السياسية
تذكرته اليوم..أول مرة أقرأ له عند زيارة لي للسعودية في نهاية التسعينات . كان و لا ‏زال يكتب في صحيفة الشرق الأوسط التي كان يغمز إخوانيوا الإنقاذ في مبتدأ حكمهم من قناتها ‏مطلقين عليها تهكماَ اسم(خضراء الدِمَنْ)..‏
غسان الإمام يكتب الموضوع السياسي كأنه يحلل أغنية عاطفية.و ينقلك سريعا كلاعب ‏سيرك بهلواني أو كمرجيحة الطاحونة من أعلى لأسفل و من أسفل لأعلى و انت لاهث ‏الأنفاس و الاحساس إلى أن تصل إلى نهاية المقال..‏
فأظن لابأس من أن اقتطف بعضا من كتاباته..‏
لاحظوا عنوان المقال : هذه الطيور المغردة خارج السرب..ثم لاحظوا تفاصيل وصف الطيور التي أظن أول من فكر في أن يذكر تفاصيلها:‏

Post: #2
Title: Re: هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-07-2017, 08:35 AM
Parent: #1


هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام ،كاتب سوري
من هي هذه الطيور المغردة خارج السرب؟ هي، في غالبيتها، طيور السياسة: نسور. صقور. غربان. عصافير. بلابل. بوم. حمائم. شواهين... إذا راقبتها وجدتها تطير. تحلق. تنقض مفترسة. تنهار. فتهوي منفردة. فيكون لتحليقها انبهار يصل أحياناً إلى الإعجاب والتعلق بها. وأحياناً يكون الانبهار من نوع السخط. والغضب عليها. والنأي عنها.
السياسة علم لكن السياسات فضاء مزدحم. يتوسع. يتمدد أمامنا نحو المجهول. إذا تابعت ليالي السياسات، لرأيتها حبلى بالمفاجآت السارة والمفجعة، تماماً كما إذا راقبت ليل الفضاء البهيم، لرأيت الانفجارات والصدامات النارية بين النجوم، مجرد إشارات ساطعة. متوهجة، لبعدها عنا عشرات ومئات السنين الضوئية.
تابع

Post: #3
Title: Re: هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-07-2017, 08:36 AM

أنشأ مثقفو الجيل الثاني من القوميين العرب «حزب البعث» بالحوار الحر بين الأساتذة والطلبة. فخطفت الحزب الطائفية البغيضة في سوريا. والعشيرية المتخلفة في العراق. غرد صدام خارج السرب. فمات مليون عراقي في حروبه المشؤومة ضد العرب. والأكراد. والفرس. لم يعرف الغراب كيف يصون الاستقلال. وكيف يحمي الجدار الشرقي للعالم العربي. فأخرجه بوش الأصغر من الحفرة التي اختبأ فيها، ليسلم العراق إلى أعوان إيران.
صبر فيصل الأول. تمهل فصالح العراقيين مع العراقيين. خرج نجله الملك غازي من السرب. فسارع إلى العرب بالنداء القومي، من إذاعته في قصره. فمات تحت دواليب سيارته الإنجليزية (1939). وحلق آل الصدر حائرين بين الدين والسياسة. وبين النجف وقم. فنكبهم صدام حسين. نجا مقتدى الصدر. فحلق خارج السرب. دعوتُ العرب في هذه الجريدة باكراً إلى استضافة الصدر. زار مقتدى الصدر أخيراً السعودية. ويتأهب لزيارة مصر. لعله اختار العودة إلى السرب الحقيقي.
تابع

Post: #4
Title: Re: هذه الطيور المغردة خارج السرب:غسان الإمام
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-07-2017, 08:37 AM
Parent: #3

الحكمة في السياسة أن تعرف متى تكر. ومتى تفر. متى تقدم. ومتى تعتزل. غرد الحبيب بورقيبة داخل السرب. ناضل. فحكم. قدم المتوسطية على العروبة. والفرانكوفونية على الهوية. والفردية على الديمقراطية. والأنثى على الذكور. وساوى بين حق إسرائيل وحقوق الفلسطينيين.
أوغل بورقيبة في العمر. فما عرف متى يعتزل. عجم الحبيب عيدان الأحباب. فأبعد أكثرهم حكمة واتزاناً. وقرّب أشدهم وطأة على الناس. عندما خرج السرب ضده، انقض زين الأمن على الحبيب. فألزمه القصر حمايةً وتأديباً له. وألزم الملايين بيت الطاعة، إلى أن احترق الولاء باحتراق البوعزيزي. حكم «مرشد النهضة»، فثارت النساء على الرقباء. وحكم السبسي. تذكر الحبيب. فما الحب إلا للحبيب الأول... فتمرد العُذَّال مع الأحباء.
طار ترمب من المال إلى السياسة. ومن المقاولات والعقارات، إلى «البيت الأبيض». أثبت للعالم أن الطبقة الوسطى البيضاء والعاملة هي الأغلبية الفقيرة في أميركا الملونة ببشرٍ بألوان «التِكنيكَلَر». غلب ترمب هيلاري ساكنة صناديق «وول ستريت». عليه أن يغالب الصبي المراهق الكوري. إن ألقى كيم جونغ أون علبة كبريت نووية على سواحل كاليفورنيا، اختفت كوريا الشمالية من خرائط الجغرافيا البشرية. فماذا تفعل حليفتاها النوويتان روسيا والصين؟ هل تفجران العالم؟ أم تكتفيان بالتلاعب عبر الأثير بالانتخابات الأميركية، ضد رجل يحكم العالم، بالتغريد عبر «تويتر»؟!