اِحتِطابُ الوحشةُ

اِحتِطابُ الوحشةُ


12-04-2017, 08:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1512372986&rn=0


Post: #1
Title: اِحتِطابُ الوحشةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-04-2017, 08:36 AM

07:36 AM December, 04 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



1
غِبتَ، فأسرَّ الغِيابُ إلى النّوافِذِ:
تداعِي، ليسَ لِغِيابِهِ عِندي من مَحلٍ واِحتِمالٍ.

2
كَبُرتِ المتاهةُ والحواجِزُ، تتمايلُ وسيرِنَا المُتخفّيَّ بينَهَا حتّى تحجُزُنَا عن قُرصِ الشّمسِ
لكنا سنغُذُّ في السِّيرِ حتى تنكشِفَ المسافةُ، ثم نعدوَّا خِفافا

3
مُوسِيقَى النّارُ
----------
المُوسِيقَى بُركانٌ هادِرٌ
يُرتِبُ حِممِي.
**
في مرايا القلبِ
المُوسِيقى محضُ خُيُوطٍ رفِيعةٍ
تنعقِدُ بها أشجانٌ ناريّةٌ.
**
أخبرتُ الكلِماتَ النّاهِلةَ عِطرَ أورِدتِي
الماءُ مُوسِيقَى، الضِّحكةُ مُوسِيقَى، الأشواقُ، الجُنُونُ...
فتعالِي بِالألحانِ المُجنّحةِ كفراشاتٍ.
**
كيف تسنَّى لِكونٍ كائِنٍ في الأخيلةِ، لم تنلْهُ أرضٌ..
أن يجِيءَ كُلُّهُ مُوسِيقى كأنتِ؟
.
.
.
أُغنِي، والمُوسِيقَى نارٌ، المُوسِيقَى براءٌ من خطُوٍ عالِقٍ في الهشِيمِ،
المُوسِيقَى كيف أكُونُ فيكِ وأسّاقطُ في برِّ الشّارِعِ بحراً أُجاجا؟

4
اِتّخذتُ أوراقَ الشّجرِ المُتساقِطِ
مجالَ تدفُّقٍ رحِبٍ لخَطراتِ رُوحِيّ المُتعَبةَ
قُصّتْ أجنِحتَهَا في شارِعِ المرايَا
وعلى رصِيفِ المسافةِ بين قلبيّ وعينيكِ
أشعلتُ قصبَ الأشواقِ
غنّيتُ بِاسمِكِ العطِرِ.

5
حين كُنتُ أحرُسُ الغِيابَ
كان الغِيابُ مشغُولاً بِغِيابِكِ.

6
يتِيمٌ هذا القلبُ الهازِئَ
كُلّمَا لكزَهُ حُلمٌ
ظنّهُ أصابِعَ حبِيبتِهِ
تُشاغِلُ نبضَهُ..

7
اللّيلُ ثُقبٌ
ترى عبرَهُ الرُّوحُ
مسافاتَها..

8
اِذهبْ إلى غابتِكَ
يا قلبُ
واحتطِبَ وحشتَكَ..
4/12/2016