بَيْنَ تَناحة الإنقاذِ، و أَحْلَامِ قَِوَى العِصْيَانِ بِالنََّظَرِ

05:22 AM November, 26 2017 سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
طَوْطَحانيةٌ بَيْنَ (عَسْكَرٍ و حَرَامِيَّةٍ)
مكتبتى
رابط مختصر
(((1)))
ما بَيْنَ تَناحة الإنقاذِ، و أَحْلَامِ قِوَى العِصْيَانِ بِالنَّظَرِ
و نحن بينهما في وضعٍ لا يُحسد عليه ، كشان كمن يدافع
الأخبثين؛ أو الأسوأ ، كمن من يسعى عبثاً ليضع قدمي لِنْتَعِلَ
بِكِلْتَا خُفَيْ حُنَين ، أو إن شئتأظرط الألعن ، كبالع شفرة موس
حلاقة ٍ سنينةٍ على حدَّينِ؛ أو الاحرى كطفلٍ غشيمٍ باسطٍ كفيه
لالتقاط فلإَّع رغوة الصابون ليبلغ بها شفتينه ، و ما هو ببالغٍ
# إلى متى سنظل نتشدقُ بأننا (شَعْبٌ مُعَلَّمٌ) .منذ نلنا أو منحونا
استقلالنا، و نحن ركوبٌ على طَوْطَحانيةٌ بَيْنَ (عَسْكَرٍ و حَرَامِيَّةٍ)
و ليتَ مؤتمر خريجينا لم يستعجل بذلك، و لم ننعم بطعم الاستقرار في
وطن يظل جريحاً طريحاً،كنعش غَرِيقٍ يحملُهرهطٌ متشاكسون مشبوحاً
بين ضفتي نهر.و منذ يومِ أعلنا استقلالنا من داخل قبة برلماننا في 19/
ديسمبر/ 1955م و كل مِنْحَةٍ ننالها لاتنطوي إلا على مِحْنَةٍ، إن لم يكن
على بلتون من المحن. ففي ذاك اليوم تذمرتْ كتلة أبناء الجنوب لتنشأ
بيننا خميرة عكننةٍ لم يهدأ أوارها، و لم تضع أوزارها إلى بانسلاخ
جنبوبنا الحبيب عن سائر الجسد، و لم يتداعى له أحدٌ بسَهْرٍ و لا
حُمَّى ، بعد نحو خمسةٍ و خمسين أعواماً حُسوماً.

* ود الحيشنان الت لا ت ة ،،،

* رافع الأذان عالياً بهنا في جزيرة مالطة

(2)
متى نكفُّ أيضاً عن غمرة تباهينا
بتجاربنا الديمغراطية (الموءودة) في مهدها،
منذ فجر الحُرِّية، و هكذا كلما قامت لها قائمة.
[} ألا رحم الله شاعرنا الفحل الثائر/صلاح أحمد إبراهيم،
يوم أطلقمرثيته الملحمية الخالدة تلك كصوت مناحةٍ و بكاء على
ارواح ضحايا مجزرة(كَتْلَةْ) عنبر جودة على أيدي سلطات الاستقلال
بُعَيْدَ نيلنا إياه في شتاء 1956م. لگانما كان ينعي لنا أيضاً مجازر دامية
أخرى، نذر بؤس و فواتح شر لمآسي ظلت تتلاحق تترا، و ضحاياها
تتقاطر أرتالاً من عامة بني شعبه على فتراتٍ من سلطات القصر بين
غلوتية (عسكرٍ و حرامية).فمن لم يمت منهم بسيف العنف،مات كمداً
و لم تزل أرواحٌ تزهق جوعاً أو مرضاً أو جهلاً أوتهميشاً أو بيعاً
و شراءً بثمن بخس، في باحات أسواق نخاسة الرقيق.
ننوه، فقط، إلى أن ذلك وقع , وللأسف، على
مرأى و مسمع من قاماتٍ و رموزٍ وطنية لا يشق
لها غبار في مضاميرها لا نزال نفاخر بصور رفعها
لبيارق الانعتاق من نير الذل و الاستعمار الغاشم . كأمثال
الزعيم الثائر/ إسماعيل الأزهري و الأفندي الخائن/ عبد الله
(بيك) خليل ؛ المحامي البارع مبارك زروق ، و رفيقه الشاعر الفلتة
و السياسي المحنك محمد أحمد المحجوب والذي نُفاخر بأن كلمته
العصماء التي ألقاهاأمام الجلسة الافتتاحية لقيام الجامعة
العربية صارت، فيما بعد نصاً مرجعياً لصياغة
بنود و فقرات ميثاقها الأساسي.

(... أو كبالعٍ شفْرَ مُوسٍ على حدين)
{3}
(فولة مأكولة)
قَدَرُنا أن نَظلَّ رُكُوْباً عَلَى
صَهْوَةِ لعبة طَوطَحانيةٍ صَهْبَاءَ، بيْنَ
(عَسْكَرٍ و حجَرَامِيَّةٍ) ، كما بين غُرْبةٍ و وَطَنٍ:
تَمَامَاً، كعَبْدٍ فيْهِ شُرَكاءُ مُتشَاكِسُونَ، و ليسَ سَلَماً
لرَجُلٍ ؛أو كبالعٍ شفْرَة مُوسٍ على حدَّيْنِ
+++(((+++)))+++
بل ، إن قدرنا و مصيرنا
قد صار مع مرافئ الغربات أشبه
بحالة طفل بريء في زفة صباحية يوم عيدٍ عاصفٍ،
و قد أطلق ساقيه مع الريح يطارد (ورقة حلاوة ريَّا أو گِرَيْگاب)
مأكولةٍ. و هو يعلم يقينا أنه حتى و لو قدر له و لحق بها ، فسوف لن
يجدها شيئا، بل، إنها خالية الوفاض, أو (گسرابٍ بقبيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً).
أو (گشأن باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاهُ و ما هو ببالغِه). و لكن يكفيه فقط
أن يظل نُمَنِّي النفسَ منها بشمة نكهة خليط زبد و عسل لم تعانق أرْنَبَةِ
أنفه منذ عهود ؛ ذلك فضلاً عن أمل استمتاعه بمنظر نقوشٍ زاهيةٍ
عادةً ما يُزركِشُون بها وريقات الحلوى. نقول قولنا هذا؛ علمأً
بأن: {ضل الدليب هو أررريح سكن، و رغم المحن}

(4)
إلامَ نظل نُجَعْجِعُ(خارجاً)، و لَكِنْ بلا طحين
على أمل العَوْدِ و ليس العود أحمدَ،بل هو أدهى و أمرُّ)
إلامَ نظل نوهم أنفسنا بأن سنين الغربة مجرد خطى ضائعة
عبر صالة للانتظار في محطة ترانزيت؟!و لا بد سنضع عصا الترحال
عائدين إلى مراتع الصبا و الشباب يوماً ما، لنتمتع بحياة و لا ألف ليلة و ليلة.
يا له من شعور وطني دافئ. أم أنه يا ترى وهمٌ ضحك على الدقون. فكم منا قضى
نحبه (مُعَارِضاً) طافشاً. و كم منا لا يزالُ ينتظر شر مصير يُنْتَظَر، ألا و هي ربما العودة ،
و العودة حينذاك قد تكون أدهى و أمر! تباً و عجباً لأمر أولئك الذين آثروا أن يعيشوا في
غربتهم عيشة البؤساء، مع وقف التتفيذ. و يؤجلون إلى مستقبلٍ غامضٍ غائبٍ قد يأتي إلا
متلكئاً جداً ، أو قد لا يأتي أصلاً، إلا بعد ذهاب زهرة الحياة الدنيا ،بل الأرجح في أغلب
الأحوال أن قد لا يأتي بتاتاً!! كم يذكــّرني ذلك بسذاجتنا و نحن صبيةٌ. كنا حين نسمع
أغنيةً نهواها، نغلق عليها مؤشر المذياع لحين اجتماع شملنا لتكتمل متعة الطرب
الرصين على أنغامها. و لكن هيهاتَ؛ فإذا بنشرة أخبار الثامنة مساء؛ تذيع
الوفيات. إن حال الكثيربن منا أشبه بحال ذلك المخلوق الذي و ضعوا له
على عرنين أنفِه شيئاً من دسم ِزبدٍ و عسلٍ. فيتصورُ أن نكهة الدسم
تأتيه على بساط الريح من مصدرٍ سحيٍق .فإذا به يُهْرَع للحاق لها.
حيث لم يجدهاشيئاً ، سوى سراب بقيعة إذ يحسبه الظمآن ماءاً.
و لم يكن يدرك أنها منبعثةٌ أصلاً من أرنبة أنفه.
++++++++++)))))(((((+++++++++++
ياخ لدرجة بقينا الواحد أكان جاتو ضحكة ساي،
بدل يفرها لآخر ضرس. يقول ليك لا لا؛ لازم يمسكا
طول السنين ؛ عشان يكملا بعدين مع لمة الأهل و الحبان،
فوق عنقريب هباب ، و تحت همبريب ضل نيمة مرشوشة و كدا.
طيب و مالو ياخ ؛ إن شاء الله دايمن تامين و لامين!!
+++++)))))(((((+++++

(5)
[} ما نخشاه أن نظل كمعارضين (بالنظر)،طول عمرنا شايتين ضفاري و لافين في الفاضي.و أبرز مؤشِرٍ على تخبطنا هو تشزُم أقطاب المعارضة أيدي سباً إلى خُرْتُمِيَّة(لوردات حرب). فمن أوجد أمثال "هؤلاء: كبدلاء لكبيرهم الذي علمهم السحر ، دكتور/ جون قرنق؟!

[} فَهُم عبارة عن مسوخٍ مشوهةٍ و هم أتعسُ خَلَفٍ لأشوم و وأظرط وألعن سَلَفٍ. بدءاً بسلفاكير/رئيس جمهورية الموز الكاذب , و مروراً بالرفاق/ باقان و عرمان الذي كان ابناً عاقَّاً من جلدتنا ثم فسق عنها ليتخذوه زعيماً. فبئس للجنوبيين بدلاً؛

[} و ليس انتهاءً بالوجيهة/ تابيتا بطرس (مقاولة الحركة بقطاع الشمال)، بلفافة شعرها المستعار و هي تُبدي حرصاً لافتاً على أنها(لا تكذب و إنما فقط تتجمل), بمظهرها اللائق ك(حنكوشة) من بنات (عز) أمدرمان لتحظى بدلقون حقيبة (إنقاذية) ، على حساب كونها قسيسة نوباوية مفترض أنها (مهمشة) كغيرها بامتياز .

[} عمومن، نقول: برضو برافو عليها و لگن ، هارد لگ للمناضلة الجسورة و المتحدثة المفوهة/ خالتو الحاجة/تراجــي مصطفى، و التي فشلت ،للأسف، في أن تعود من مخرجات الحمار الوطني و لو بي فردة واحدة من خُفَّّيْ ُحَنَيْن.

[} إذاً، فهل غاب التمساح ليقدل الورل؟ و أين أنت يا جون، من كل هذا؟لعلك تأتي و تفرك عينيك فتنظر بأمهما ما أسفرت عنه سودُ الليالي من مهازلِآخر زمانٍ!؟إنها حركتكم التَحَرُّرِية القومية كما كنتم تبشرون بها . صارت قطةً سعرانة ً نهوماً، بحيث تأكل بعض أولادها و تنكر بعضاً حتي لم يكد يبق منهم سوى حفنة أشباه من هؤلاء الفتية المزهوين بأنفسهم منذ خروجهم من بطن الغابة و خلعهم جلود الذئاب و الضباع و إلى حينه لم يوفقوا في إيجاد أي خرقة على مقاسهم من نسيج أقطان بلادي الفسيحة فيرتدوها حتى يخرجوا علينا في عباءات الواعظين.

[} إننا بصدد ظروف مخاض عصيبة و حاسمة لدرجة تقترب من لفظ الأنفاس,فيما الوطن مثخناً بجراحة و نحن نعود في كل مرة أجنةً نتولد من جديد من عنقرحم تظل تستحكم حلقاته و يضيق و يضيق فلم تزل عصبة منهم منشغلون بمناظر الطريق عن بلوغ النوايا.

[} فيا ليتنا ننتصر و لو لمرة واحدة في تاريخنا على شيطان ال"أنا و أنت"ظل ساكننا و متلبسنا فحائل دون إجماعنا على كلمة سواء: ألَّا يلتفت أحد بعد اليوم لما وراء نيفاشا. و لكن الحركة تمعن في تظهارها بالزهد و تدمن الانصراف و كأنيبمومس عمياء أُذُن مع شريك الفِراش و أُذُن مع طارقٍ آخر على الباب. لعمري, كأننا في مهرجان للمراهقين: يصرون على إطلاق الفقاعة تلو أختها؛حتى كان اشتباك (دينكا و نوير)كأخر أسفين يدقه القوم في نعش الدولة (الخديجة) و (يا حافِر حُفَر السوء وسع مراقدك فيهن).
***************************

حبيبنا دفع الله ..
حروفك جميلة .. ولك عمق في التعبير
جميل مثل هذا النقد فهو الذي سوف يضعنا على المسار الصحيح
بعيداً عن القداسات السياسية والبكاء على التاريخ ( إذا كان هناك تاريخ )
شكراً دفع الله ..
واصل ..

{ 6}
[} والله إن مرور موگبگ المهيب من هنا لتنزل ساحتي لهو الذي و لا أمتع، أخي الحبيب أبو علوة. و لگأن أبواب السماء الدنيا قد فتحت لي بسبعين ألف مرحب على رأسهم شخصگم الگريم.[}

[} لقد سئمنا حتى هرمنا من حالة اللاحرب و لا سلم التي نعيشها عشقا عذريا لا رنجب أطفالا، و كحال دون گيشوت في صراعه العبثي مع طواحين هوائية تجعجع و لكن بلا طحين يذگر.

[} قلته بلسان حال تجاني سعيد: رحلت و جيت في بعﺪك لقيت كل الأرض منفى}ﻭ ﻟﻤﺎ ﺭﺟعت حتى اﻟﻄﻴﺮ ﺭﺣﻞ ﺧﻼﻧﻲ ﻭ أمل التمرجية بقت(مؤتمرجية)و عرست أكبر ﻣﻘﺎﻭﻝ ﻣﺒﺎني؛ من بياع ترمس و كبكب و دخن الدخدخاني {أكل الحمار و العاني}. الساحر ﻭ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ مرق و لحق ﺑﻠﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ في الركايب. أم سيسي الفار ﺑﻘت أغلد ﺟﻘﺮن حفار..إلهام و ﺳﻬﺎﻡ ﻭ عنايات ﺑﻘﻦ بايرگس و ﺣﺒﻮﺑﺎﺕ..ﻭ ﻃﻪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ(موش الدلاهة) باقي لينا مريض..و هاشم في العيد نفوه بعيد.. ﻭ جندينا ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ أصبح عربيد. و ﺯﻳﺪﺍﻥ الگسلاﻥ ركب الموجة و علق نجمة مطرب ﻓﻨﺎﻥ.. ودع حرمان ﻣﻦﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ.. حتى أبو الدردوق ﻫﺟﺮ الأوطان .منقو زمبيري ﺍلكان فرز عيشتو هداك هايم حيران 😜والكان ضهبان أصبح ترعان😜 و الكوز الگان رجرجة دهماءبقو ليك وجهاء و زعماء جاهزين لعرس الزهراء. و عمك تنقو الكان دلدول متلبهلول في إسطنبول ما أصبح زولن أصبح مسعول؛ في الحلة يصول و يجول و وراه طبول. و هييي لبلب و كم في الخت؟! ما ستة؟! ما يلا خلاس ، تشد و اركب!!

{7}
® تعريجةُ على لَحْنِ الخُلًود)
[}> هنا، وقفات متلفتة حول أيقونة/
صلاح أحمد إبراهيم و [} طائره ا لخُرَافيِّ المهاجر{]
# هنا بعض خواطر و تهويمات أخصك أخي صاحب السمو
العاطفي و الذائقة المرهفة الرفيعة المرهفة/ على عبد الوهاب
عثمان و هي موصولة إلى شعرائنا المطبوعين/ الأستاذ الشعراوي
عوض عيد، عيسى محمد ، و عمنا الأديب المخضرم /
Salim Abella Mohammed Gotbi, أما بعد ،

® فلقد استوقفتني لمحاتٌ رمزيَّةٌ في هذا
العمل الفولگلوري بامتيازٍ ، و السيريالي بدرجةٍ فائقةٍ
و مستمدةٍ من واقعيَّة فائقة{Surrealism}. ربما أدعي بأنه
لم يسبقني أحد إلى الالتفات إليها. ألا و هي ما أسميه( إن جاز
التعبيراقْتِبَاسَاتٌمَعْنَوِيَّةٌ) ضاربةٌ في العمق من باب (تُمَثُّل)، گي
لا أقول: تقفي أثر بعض آيات القرآن الگريم ، گوقع الحافر
على الحافر. هذا، و لله المثل الأعلى بطبيتة الحال.

© فمثلاً، انظر، بادئَ ذي بدءٍ ، إلى زعم شاعرنا
صلاح بأن "ضل الدليب أريح سَگَنٍ"؛علماً بأن تِلْكُمُالشجرة
لمن يعرفونها جيداً، عبارة عن ساقٍ شبه ملساءَ جرداءَ ناطحةٍ
للسحاب، و ليست بالمورقة الوريفة؛ تماماً كحرازةٍ حاربها المطر،
حتى لا يگون لها ظلٌّ أصلاً ليؤهلها،على الأقل، لأن تصلح مأوىً
للسگن يكون الأگثر (أريحيةً)من سواها؛خاصةً إذا ما قارناها
بأشجار َمتفرعةٍ ظليلةٍ گالنيم أو عريضةٍ گالتبلدي.

@' إذن ، تأمل ذلگ جيداً ، في ظل قراءتك بتمعنٍ تامٍّ
لقوله تعالى في سورة مريم: "و هُزِّي إليگ بجزع النخلة،
تسافط عليگ رطباً جَنِيَّاً". و لعل المعجزة هنا ، في الربط
بين الرطب الجني و بين جزع النخلة و ليست فروعها،
ذلك فضلاً عن ساقها.هذا ،ناهيك عن حال السيدة مربم
عليها السلام ،و المأمورة بأن(تهز) بجهد جهيد ،
و هي في وضعية (مخاضها العسير) .

@ و مفارقة ثانية، تگمن في اتِّحَاذ الشاعر
(مرسال أشواقه) ليس حماماً زالجلاً؛ و إنما طائراً
خرافياً هو (السَّمَنْدَل)، و إمكانية وجوده من أساسه لا
تقل (استحالةً) عن سلالات منقرضة من نوع الغول مثلاً،
الرخ ، العنقاء و الخل الوفي . و لعله مقتبس من أساطير
قدامى الهنود و الوارد بعضها ضمن ترجمة عبدالله
بن المقفع لموسوعة (گليلةٌ و دِمْنَةٌ).

¶ الشاهد أن ذاك الطائر يگاد ينفرد
بخاصيةٍ عجيبةٍ غريبةٍ: أنه گلما بلغ به الإرهاق
و طول وعثاء السفر أن گل متنه و فتر جناحاه، فيفترض
أن لديه قوة دفع حصانية مخزون لگي يطوي المزيد من الفيافي
والوهاد و بمزيد من السرعة المزودة بوقود حيوي ذي طاقة
متجددة جبارة.( و گان تعب منگ جناح ، في السرعة زيد).

@ و لا استبعد إطلاقاً، على عبقرية
صلاح أحمد إبراهيم، أن تگون قد أسعفت
قرين شعره، و هو يصوغ ذلگ النص نظماً بديعاً،
لأن يستلهم طيفاً من قصة ذلگ الهُدْهُد مع نبي الله
سليمان ، عليه السلام، و بلقيسَ، ملگة سبأ.

{8}
® يقودنا هذا التحليل المتواضع
إلى استنتاج خلاصات أهم. أهمها إننا شَعْبٌ
مَتَدَيِّنٌ بامتيازٍ و بالفطرة، أو الأحرى أننا (بالعاطفة).
نشترگ في ذلگ نُخَبٌ على عوامٍّ، و أصوليينعلى
علمانيين، و إن على تفاوت، بطبيعة الحال.

© لناخد مثالا على ذلگ، شيخ اليساريين و سگرتير
الحزب الشيوعي السوداني، الراحل/ عبد الخالق محجوب ،
و الذي قيل عنه إنه لا (يعرف الخالق). أعدمه الريس جعفر
نميري شنقاً حتى الموت، إثر انقلاب الشيوعيينالفاشل على
(انقلاب) مايو، في 19/ يوليو/ 1971.

@ و قيل إن ثمة سراً عجيبا يفسر فتور رفاقه
السوفييت خذلانهم حرال التشفع له لدى خصومه
العسگر ، هو لشعورهم بأنه گان (متصوفا) إلى درجه
لم تطمئنهم بما يگفي لغسل دماغه و لحشوها بتعاليم
مارگس و لينين و يتالين ، إلخ.. هذا رغم أنهم سعوا
لانقاذ رفيقه الزعيم العماللي/الشفيع أحمد الشيخ،
من حبل المقصله، و لكن دون جدوى.

and گذلگ شاعرهم/ محمد مفتاح الفيتوري،
و الذي گلفته ميوله اليسارية أن جرده النميري
من حق المواطنة. ليعيش في منفاه بقية عمره
بلا هوية و لا انتماء. حيث ظل هائما على وجهه
يتغنى ب (معزوفة درويش متجول) .

and و لعل ذات المشاعر العفوية لدي سوادنا الأعظم ،
تشگل واحدا من قواسمنا المشترگة العظمى،لجمعنا
على حب هذا الوطن الجريح، گلٌّ على شاگلته. و لگنه
يظل حبا عاطفيا أگثر منه عمليا و غير مرشد أقرب إلى
هوى عذري عقيم، يجعجع كثيرا، دون أن يطرح طحينا،
و لا ينجب أطفالا (زي محنة گتگت البرا لبن ).

¶ ياخ نخبنا ظاطم مجهجهين و مجهجهننا معاهم؛
ماناعارفين نسو شنو. يجي بهنا گابلي يوقفنا على ساق
گلب لنوفه التبجيلا، يقول لگ "القومة ليگ يا وطني"
و قبال ما ننشحط على باراتنا سمح ، يجيگ وردي
جاري من هنوووگ، يقعدنا القرفصاء، يقول لگ:
"في حضرة جنابگ يطيب الجلوس".
فاااا بالله شايف گيييييف؟!!!

(9)
(أبدأً ما هُنْتَ يا سوداننـــــا يوماً علينــــا)
[} و لكل هامل طافش (معطرب).سايب الأهل..فاقد الأمل.. كاطع البحر؛ حملتو أشواقي الدفيقة!! من مرافئ الغربة هناك : حيث نجرجر ذيول خيبتنا مع خطانا الضائعة عبر قاعات الانتظار ، على رصيف قطار؛ إلى حيث يرسلنا مطار إلى مطار ، كما طرود الحوانيت و مواد الإغاثة المعفاة من رسوم الجمرك. إلى حيث تتشابك أفگارنا و تتشابه أبقارنا؛ فيختلط لدينا حابل {هنا} بنابل {هناك} ؛ حيث لا أحد ليحتفي بإيابنا إلى {هنا}؛ مثلما لم يودع أحد الله ديننا أو أمانتنا لدى ذهابنا من{هناك} .

[} طيب،كدي خلينا نفرع ليكم بهذا السيناريو العجيب:
@ دا واحد راجع للاغتراب بتشوق شديد، كلهفة على الطفل الرضيع لثدي أمه بعد ما قضى إجازة مجهجهة في ربوع بلدي يا الحبوب و قام أتصل ، بيسأل صحبانو هناگ: أجيب ليكم معاي شنو غير ويكة + دكولة+ ويكاب ؛ و لا قنقليس و تسالي ،و ود عَمَّاري و فول حاجات؟!

[} قام رد عليه صاحبو :جيب لينا معاگ يميم القضارف، و زيت الولد .و ما تنسى أهم شيء: تجيب حِنِيَّة الأخوان
و جيب لمة الحُبَّان و إلفة الجيران.و قدلات(حمامنا الطاعمين) في مرقات العصاري على الخيران. جيب سماحة العافية التشد الحيل و الطابية المقابلة النيل الحلوين جيب الحب البقى مُتَگلف و كلو نفاق، من الطوق و بس لا فوق. ياخ جيب الشوق البقي رقراااااق فاري من العين فد دمعة.
[} و لا ياخ أقول ليك حاجة: تعال جيب لينا البلدالشالت جيلنا و هدت حيلنا و مصرت مننا كل العافيه جيب البلد الكانت صافية و دافية ؛ وو هسع قلبت حـــافيه و جافية و نافية.

[} ياخ شيل اصحابك و كمان حبــانك و اشرب سممممح من موية نيلك و أكل طيب من إيد أمك، و عليك الله تقيف لديها و تبوس يديها وتنقل إليها وفايا ليها و حبي النبيل.. ىعدما تقبل راسا و تشيل العفو يبقالك فأل أمان و زين و عديل.

[} و جيب لينا أمل إننا راجعين للبلد المرقنا و هملناها لناس (و ظِعَيْطتي و معيطتي هِلالي و ضلالي )؛ خلاس راجعين لنفس العيشة الكنا زمان عيشة الضحكة الصافية عيشة البال الرايق عيشةأمي و أمك لما يقعدو يشربو الجبنة في الضحوية .. ينسو الدنيا بآلامها و يحلمو يوم انو يشوفونا ذي ما هُمَّا. ياخ بس جيــــب لينا معاكا حيــــاة و بس.

@ حاشية وتخريمة لشرح اامفردات الصعبة:
[} ( مُعْطَرب) الوردت هنا فوق: دي من قاموس حبيبنا شيخ الملحوتية و زعيم (المِعَطْرِبين) بأرض الله الواسعة و العائد أخيرا لأرض المحشر، الأخ/ بشير ودَّ التُهامي .و يقصد بيها: (مُغْتَرب). و لعله لم ينطقها هكذا عن (لَجَنةٍ ) أو لتغةٍ في لسانه العربي المبين ؛ و إنما تعمدها لتكون، على حد قوله: لتگون تعبيراً بليغاً و صادقاً عن حالة الاحتراق الداخلي و (العطرابة) العايشين فيها معاشر السادة/ المغتربون. و هم ركوبٌ على متن مرجيحة (طوطحانية) ما بين غُربةٍ و شجنٍ و تايهات قلوبنا بلا سكن. و على قولة الراحل المقيم/ مصطفى سيد أحمد:(و حملتُ روحي في فُؤادٍ نازفٍ لا زال نصفُه مشلولاً)!!

{10}
[} و {حملتُ روحي في فؤادٍ نازفٍ ما زالَ نصفُه مشلولاً}، كأي ابن سبيلٍ{عامر فيها معارض}. نمر ك(همس النسيم الماش)، و كمر السحاب لا ريثٍ و لا عجل(و ما لاحقين حاجة). و لربما يختلط لدينا الهنا بالهناك و بالهنالك ؛ و قد نكون ما عرفنا ما السكن.غير أن لنا وطناً ( وكت نشتاقلو بترحل ليهو من غير زاد)؛ و إني شخصيا ، قانع تماماً ألَّا شيء يعدل عندي قيمة و لو ذرةً من زعفران تراب الوطن.

[} سبق و قلت :كثيراً ما أجد نفسي منزوياً في ركنٍ قصيٍّ على طاولةٍ للعب الورق في مقهي بأحد الموانئ ، فقدت إحدى سيقانها إثْرَ معمعة عراكٍ دموي شَرِسٍ ،ٍ نشب بين مرتاديه الثمالى؛ أو تجدني أتسكع و أنا أزرع الأرض طولاً بعرضٍ، جيئةً و ذهاباً في إحدى صالات الخطاوي الضائعة (les Salles Des Pas perdues)؛

[} بينما أغرق في نوبة تفكيرٍ عويصٍ في مدى جدوى رحلتي القادمة: فهل أنا في ذهابٍ أم في إيابٍ؟!! إذ لا أحد ينتظرني ليحتفي بي في محطة إيابي ؛ مثلما لم يكن أحدٌ أصلاً قد أودع الله ديني و أمانتي ، حين تركت العدم خلفي و اليباب أمامي.

[} إن لي أكثر من اسمٍ و أكثر من تاريخ ميلادٍ ، مُثْبَتةٍ في و ثائق سفري منمقة الأغلفة، بألوان الطيف. و لكنني حرٌّ أنا في خضم تلك الزحامات المسافرة دوماً ، كسير طاحونةٍ هوائية لا ينفك راحلاً. و حيثما مررتُ بأيما نقطةٍ للتفتيش و العبور تجدني مطمئناً ، مرفوع الهامة أمشي. حيث إني آمِنٌ أنا ،
كسلع الحوانيت أو طرود مواد الإغاثة المعفاة من رسوم الجمارك، و محروسٌ إذا بجمهرة من العسس، و تحت عيون أجهزة للإنذار المبكر. إذ لا أحد يكلف نفسه عناء سؤالي حتى عن هويتي؛ و لا أحد يبدى تعجباً من مشيتي المتلعثمة، أو من زرارٍ مقطوعٍ في معطفي (المهيرت) و بالي، و لا حتى من لطعة دمٍ كذبٍ قد يلاحظونها مندلقةً على ربطة عنقي.

¶ إذن ، لكأني عميلٌ مزدوجٌ متخفٍّ في روايةٍ بوليسية لأجاسا كريستي ، تجدها معروضة في كشكٍ للصحف. متمردٌ أنا على مؤلف روايتي و ناشرها و بائعها و من حملت إليه. و في وسعي أن أضيف أو أحذف أو أجرح أو أعدِّل أو أبدّل كما شئت؛ و أن أقتُلَ أو أُقتَلَ؛ و أن أمشي أو أجلس أو أطير؛ أو (أقلب هوبة)
ظاطو و أن أصير كيفما يحلو لي أن أصير؛ و أن أعشق أو أُبغض و أن أعلو أو أهبط، أو أسقط مردياً قتيلاً من على مقصلةٍ نصبت على قمة جبلٍ ، أو تلة زعتر في وادي عبقر؛ و لا يمسونني بسوءٌ. ذلك لأنني لم أعتدٍ قطُّ على ملكيةٍ فكريةٍ أو حقوق نشرٍ أوتأليفٍ لمبدعي مأساتي ، و ليس لي قول ٌ فصلٌ حول مصيري، حسبما صوروه ضمن حبكةٍ درامية عنِّي في ألف ليلة و ليلة ، و من ألفٍ إلى ياءٍ.
**********@@@*********

(11)
دُرَرُ كلامٍ من ذهبٍ//

® قال أستاذ لأحد تلاميذه:
انهض يا بني و اعرب ما تحته خط:
(عشق المغترب تراب الوطن )
وقف الطالب و قال:
- عشق : فعل صادق ، مبني على حسن نية
يحدوه إيمان واثق بأن العرجاء إلى مراحها؛

- المغترب : فاعل ، قفز قفزة غير محسوبة في
ظلام غربات ثلاث ، بعضها فوق بعض ؛ حتى إذا
أخرج يده لم يكد يراها؛ و عاجز أن يخطو قيد أنملة.

© حيث العدم خلفه و اليباب أمامه؛ و صمته
هو أعنف ردة فعل ممكنه لديه.

- تراب : مفعول به مغصوب ،
و علامة غصبه فتحة مقدرة على جبينه
المندهش؛ منع من ظهورها ثقل (قروش)
تهدر من حيث إن (كروشا) تكبر و تكبر!!

- الوطن جسد له خوار) و مُزِعَ
عاليه مزعاً ، عن سافِله ليصيرَ مضافاً
و مضافاً إليه ، مجرورا على بطنه.

@ تفاجأ الطلاب، و ابتسم المعلم ،
لإدراكه ما يلمح إليه التلميذ لسامعيه.
فتعمد استفزازه للمزيد. فقال:" ما بك يا
بني، بدلت قواعد النحو ، و قلبت منطق
اللغة؟ إذن، إليك محاولة أخرى.أعرب مايلي:
( صحت الأمة من غفوتها)"
استطرد التلميذ قائلا:
- صحت : فعل ماض( ولىّ مدبرا و لم يعقب)، على/
عشم ضعيف جدا في أن يستجمع قواه ليلتقط أنفاسه.
- و التاء: تأنيث ساكنة بلا حراك، إذ لا محل لها من الإعراب عن هوية أمة
لا تكاد ترى فيها رجلا يحكم بسوية؛ أو يبت في قضية؛ ناهيك أن يخرج في سرية.

- الأمة : فاعل بلا أفعال ،ك(فارس بلا جواد) ،هدَّه طول السبات،
حتى أن الناظر إليه ، يشك بأنه لا يزال به عرق ينبض بحياة.

- من : حرف جر ، لغفلة حجبت غشاوتها أي بصيص لأمل في صحوة .

- غفوة: حالة لأمة عاجزة عن جر سواها. فقررت
الاستراخاء في سُباتٍ طويلٍ، كنومة ديك على حبل الغسيل.

- و الهاء : ضمير ميت ، متصل بأمة سهل الهوان عليها فلم يعد لجرحٍ
بميت إيلام؛ مبني على مذلة (آزفة ليس لها من دون الله كاشفة).

# فدمعت عينا المعلم و قال متأثرا :"ما بك يا بني عوجت اللسان و حرّفت معاني البيان؟"

ثم عاد التلميذ ليقول :
- گلا يا معلمي لم أفعل. و لكنها أمتي .نبذت عزة الإيمان،
و رضيت بالدنية في دين الواحد الديان؛

و أخرست باسم السلام، و طأطأت بخنوع و استسلام؛
ثم راحت تقتات على فتات موائد اللئام
- معذرة أستاذي ، فسؤالك حرّك كوامن أشجاني ،
- و قد سلب منّي عقلي و جناني معذرة با سيدي ،
- فسؤالك نارٌ قادت في وجداني ،تهدّ كياني؛ و تحطّم
حواجز كتماني ،مع رغبة جامحة لدي في بلع لساني.
- عفواً سيداتي ،سادتي و يا إخواني ، فقد نطق صمتي كفراً بعد دهر، قبل لساني.
- فكيف لا، و سجينة بأرض الرافدين تُسحل سحلاً. و تستغيث :
أن " وا أوباماه" و نازحة ببلاد الشام
تئنّ ألماً أن "يا بوتيناه". و حرة أسيرة بقطاع
غزة تموت جوعا، كي لا تأكل من ثدييها؟!!!.

∆ كل هذا و ذاك و ذلك ، و لم يحرك أباطرة الغرب أو الشرق
ساكنا إلا لامرأة لا تقودالسيارة بـأرض الحرمين الشريفين.

^ أوليس گل ذلك گلآماً من ذهب؟!!

(12)

{و يبقى التِّبْرُ تربا في محاجرِه .. و عودُ الصندلِ لـمـن لم يُعــانقْ أرانـبَ أنـوفِهم نوعٌ من الخشبِ}[][]

{و حملتُ روحي في فؤادٍ نازفٍ.. مــا زال نــصفُـــه مشــلولاً!!}
[][] و كم أنا سعيد أخوتي بكلَّ ذي كبدٍ رطْبٍ و ذائقةٍ، رفيعةٍ يهم بالنزول
إلى ساحتنا لمجالستنا القرفصاء على صعيد كثيبٍ مهيلٍ من (رمال حلتنا)،
حيث ترمقنا النجيمات الحُمْرُ بازغاتٍ في كبد سمائنا الدنيا بزرقتها الصافية،
يشوبها احمرار الشفق ملفوفاً بحنبل المطر..و يرمقها ليلاً بياض وجه القمر.

@ و لگل من لم يسبق له خوض تلك التجارب بعد فليستمع لنصيحتي ،
و قد قيل : إن أقدم منك بشهر أعرف منك بدهر، بألا يغرنكم تقلب الذين
تَغَرَّبُوا و(تملطشوا ) في البلاد؛ متاعٌ قليلٌ ثم مردهم إلى أشد اللهاث
وراء السراب و منتهى الضياع و ويلات التشرذم و العذاب!!

@ ثم إنو السر في تسميتنا {مِعَطْرِبين}؛ كما سبق و نوهنا،
بعدما الواحد يِكِل مَتْنُو و ينشف ريقو و هو (يعاقر) أفيون السياسة، طافشاً،
يقوم يلملم عِدَدُو و يجي مندلي البلد لأخذ مكانه الطبيعي في حلبة صراع الديگة،
تلقاه فرحان و ذأئبا في غمرة حرارة اللقيا، بالأحضان. حتى أنه يفرعها بسجود
مطول لتعفير أرنبة أنفه بريحة دعاش المطر الفايحة من تراب (وطني العزبز الفي
الفؤاد ترعاهو العناية)؛ يليها توزيع المشاريب و حلوى الماگنتوش عاد المي خمج،
و ذبح النوق الشوايل و العجول الثوائر، في أجواء لماتٍ عائليةٍ عامرةٍ يشيلوها
صباحي و مفعمةٍ بأهازبج الفرح و معبقة بدخاخين الشواء و شمومة
قدحة البن المعتق بالمستكة، و هلم قام جاري .

© يلي ذلك إنهماك أخينا(بلة الغائب) العائد أو لعله يكون (حامد التائب)،
في نبش ركاماتٍ من همومٍ و مشاكل عويصةٍ تهد الحيل، و تنوء بحملها جمال الشيل.

@ لتتسع على إثر ذلك مساحة الجلحات السارحات ، كما بيت النمل ؛ فيما يتقلص في تزامن طردي ،
حجم الذبائح من نوق و ثيران إلى سخيلات (بجغورات) ، فجلافيط و مصران ، كدارين بقر و ضلافين
خُرفان ، ثم يتدنى الأمر أكثر فكثر إلى أصابعين جِداد من سوق صابرين}. إلى أن ينتهي الأمر إلى البحث
عن آخر كراع شرموط يابسة معلقة فوق حبل الغسيل؛ لتتم مراسم توديعه ب{عطرابة شوائها في موگب
جنائزي حزين. و في قرارة نيته قرارً نهائي، لا رجعةَ فيه للذهاب مع الريح، و بلا عودة هذه المرة.

لكم التحايا والتقدير ..


لي عودة

¶و إلى حين عودتنا، يبقى التِّبْرُ تِرْابِاً في محاجره
و عود الصندل لمن لم يعانق أرانب لنوفهم نوع من الخشب π√
(13)
فيا أيها الماجدات و الأماجد،،،
[} گم تمنيتُ.. و گم من أمل مر الخداع.. وقفةً أگتب فيها لك أجيال أمتناعي..
ســـــــــــأعةً أقرا فيها لك أشعار الوداع..يا مناجاتي و سري..و خيالي و ابتداعي..
تبعث السلوى و تنسي الموت مهتوگ القناع.. دمعةُ الحزن التي تسگبها فوق ذراعي//

[} و گم تجالسنا أنت و أنا ذات غربةٍ نتجاذب طرفَي حديثٍ شائقٍ و حزنٍ نبيلٍ دفينٍ
عن فراق رمال حلتنا و حنين عودتنا لوطن القماري.. و نحن في غمرة ضجيج الموانئ
و نقاط التفتيش على ممرات العبور التي نجتازها أنا و أنت و الدنيا أماني سندسية.

© عمومن هي فضفضاتٌ وظلُّ نسوقها مِراراً، لنلقيها على عواهنها هگذا، كلما التقينا قدراً،
كما لو لم نراوح ديارنا قيد أنملةٍ. مفرداتنا مسكونة للنخاع بهموم وطن جريح حملناه جوا في
ثنايا ضلوعنا , تماما گشأن نَعْشِ غريقٍ يحمله رهطٌ متشاگسون بين ضفتَي نَهَرٍ.

[} و تظل قلولنا مشحونةً بأسماء المدن، و حقائب الشحن؛ و أرانب أنوفنا معفرةً بغبار وعثاء الشجن ؛
و حنينٌ يجتاحنا لنمتطي صهوات دايناميكا منطق الأشياء بلا وهن، لنحث خطانا الضائعة عبر أمداء الزمن.

[} ألا يا وطناً حدّثت عنك نجمة جارة .. و زرعت اسمك..حارة حارة .. في مناديل
العذارى.. في مشاوير الحيارى .. في لحى الأشجار كتبتو.. نحتو في صم الحجارة!!

(14)
كما سبق و ذكرنا بأن ليس ثمةَ أيَّةُ جدوى
مما سمَّيناه التمرغ بحيطان مبكى(القداسات السياسية)،
أو ذرف دموع التماسيح على أطلال أمجاد أمةٍ قد سادت ثم بادتْ.
لذا لم نجد بداً من أن نتخذ مساراً نقدياً بينياً ثاقباً ، يجنحُ كثيراً إلى جلد الذات
فلا يستثنيأحداً. كنوع من ال(بلاك كوميدي) الأقرب إلى(الكوميديا الارضية)
للعم ديكارت. و لعله لدينا هنا،أسوةٌ حسنةُ في شاعرٍ شابَّ ثائرٍ من طراز/ أحمد
مطر بإصرارهالعنيد على عقدٍ قِسمةٍ (ضيزى) و مقاربةٍ غير متكافئةٍ بين (بعولة)
النشامىالعربان و (فحولة)الثيران. يوم أن قرر أنور السادات شق لحمة تماسك الصف
العربي (المشقوقة سلفاً) بإعلانه المُدَوَّي المشؤوم من(كامب ديفيد) استعداده التام لفتح
(مناخيره) لكي( يَشُخَّ) فيها ذاك (العزام عزام) بولته الشهيره بقاعة أحدى محاكم أمن
الدولة بقاهرة المُعِز. و لمَّا لم يقدر أحدٌ عن ثني ذاك( الثور) عن المضي قُدُماً في
(ضرب دف) التطبيع لِنُخَاع النُّخاع ، فلم تجد بقية القطيع بداً من ممارسة (شِيْمَة
رقصة البجع) وراءه وحد فقدان اللياقة ، كوقع الحافرعلى الحافر؛
أو بعبارةٍ أخرى : كما (بال حِمارٌ و ما زالت تستبيلُ أحْمِرَةٌ).
* الثور فر من حظيرة البقر،
الثور فر ، فثارت العجول في الحظيرةْ،
تبكي فرار قائد المسيرهْ ،وشكلت على الأثرْ،
محكمة و مؤتمر ،فقائل قال : قضاءٌ و قدرْ ،و قائل :
لقد كفرْ.. و ثالثٌ قال : إلى سقـر ،.. لكنَّ بعضهم قال:
بل، امنحوه فرصةً أخيرةْ،لعله يعود لرشده و يدخل الحظيرة؛
و في ختام المؤتمر، تقاسموا مَربطَهُ،و جمدوا شعيرةْ .. و بعد عامٍ
و نَيِّفٍ، وقعت حادثةٌ مثيرةْ: لم يرجع الثور، ولكن ذهبت وراءه الحظيرةْ!!