طلعها كرؤوس الشياطين !

03:27 AM November, 26 2017 سودانيز اون لاين
Asim Fageary-
مكتبتى
رابط مختصر

طلعها كرؤوس الشياطين

كائنات غريبة تغزو الوادي الأسمر التي تحفه من الغرب والشمال الغربي صحارى شاسعة وبعض أشجار السافنا، وكذلك من الشرق، وتشقه أنهار وتتخلله أراضي خصبة وثمار وحدائق، كما أنه يتحلى بجبال و وديان وأنهار دائمة وأخرى موسمية، ترتع فيه مختلف أنواع الكائنات الحية وصنوف من الحيوانات والطيور.إحتلت الكائنات الغريبة وسط الوادي الأسمر وعشعشت فيه وعملت على السيطرة الكاملة على موارده، كل هذا وسكان الوادي الأسمر واجمون كأنما صدمة أصابتهم، حاولوا المقاومة ولكن ليس بنفس قوتهم المشهودة في المقاومة، ما ساعد الكائنات الغريبة أن تسيطر اكثر وتتفنن في إبداع طرق السيطرة حتى وضعوا أيديهم على كل الغالي والنفيس.تسارعت الأيام والكائنات الغريبة تزداد سيطرتها وسكان الوادي الأسمر كأنما أغرقتهم الحيرة والدهشة فهم مستغربون مما يحدث، وحيث أنهم كانوا أناساً طيبون يميلون إلى التصوف في حياتهم الخاصة والعامة ويتبعون زعماء لهم كانوا يظنون أنهم أقرب للتصوف والتفاني في حبهم ويثقون في أن زعماؤهم يعملون لمصلحة واديهم الأسمر وشعبه الطيب، ولكنهم انتبهوا إلى أن زعماؤهم صاروا يمارون الكائنات الغريبة في كثير من الأحيان بل بعضاً منهم وفي كثير من الأحيان أيضاً يتقاسمون الأدوار مع الكائنات الغريبة، لم يستطع سكان الوادي الأسمر أن يتفقوا على تفسير واحد لما يحدث؛ هل قادتهم وزعمائهم هؤولاء نقضوا عهداً بالسير بهم في طريق عرفوه أم أنهم إضطروا للتنازل بسبب خوف أو مكاسب يجدونها لحماية مصالحهم الخاصة ضاربين بشعوبهم من سكان الوادي الأسمر عرض الحائط !تلك الأفكار كانت تدور في خلد سكان الوادي الأسمر وهم متوجسين خيفةً على واديهم الذي أصبحوا لا يملكون منه شيئاً وصاروا مثل الضيوف فيه لا يعرفون متى سيغادرونه هم أو متى ستغادره الكائنات الغريبة التي ظلت تتوالد وتتكاثر حتى أصبحت في كل ركن وتمددت لتحتل الأطراف وما فيها من موارد وكأنما لا يقف أمامها عائق ولا يلجمها تذمر أو تضجر ولا تجد معها حقاً أو باطلاً!بعضهم شبه الكائنات الغريبة بالمسيح الدجال وبعضهم شبهها بكائنات أتت من كواكب أخرى ولم يستطع أياً من حاول أن يجزم من أين أتت هذه الكائنات الغريبة!إنهم لا يشبهون سكان الوادي الأسمر بأي حال من الأحوال ! وإن تفننوا في الإدعاء بأنهم ينتمون لقبائل معروفة من سكان الوادي الأسمر، إلا أن ما يقومون به لم تكن له سابقة تاريخية تؤكد على أن ما يقومون به يمكن أن يفعله أياً من سكان الوادي الأسمر !إنهم يأكلون ولا يشبعون، يسرقون ولا يستحيون يقتلون ولا يندمون! حتى ظن البعض من سكان الوادي الأسمر أنهم قوم يأجوج ومأجوج!نعم قضوا على الأخضر واليابس وما زالوا يقولون هل من مزيد!الأغرب والأنكأ من هذا، هو أن هذه الكائنات الغريبة تدعي أنها مرسلة من الرب وأنها رسل ربانية تحمل رسالة خالدة قوامها أعراف السماء، هذا ما أربك سكان الوادي الأسمر الذين كانوا دوماً يثقون بالرب ويعتقدون جازمين أن من في السماء خلاصهم وما يرسل منها إمامهم!إنهم مؤمنون مستسلمون لكل ما يأتيهم بإسم الرب !فكيف لهم أن يحاربون من أتاهم بإسم الرب، كيف لهم أن يقاتلوا او يطردوا من أرسله الرب ومن يحمل في يديه كتاباً مقدساً منزل من عند الرب؟هذا كان حجر الزاوية الذي أربك سكان الوادي الأسمر في أمرهم، هكذا كانوا بين حذر خائف من السقوط في غضب الرب أو الوقوف صمتاً حتى يضيع الوادي الأسمر؛ لعل هذا ما جعلهم غير قادرين على المقاومة، هي مخافة الرب ومخافة رسل الرب فهم من يتحدثون بإسم الرب فكيف لهم أن يكونوا هم من يسرق ويقتل ويدمر؟ ظل هذا السؤال يدور في خلد سكان الوادي الأسمر نيفاً من الزمان!صاروا بين أمرين أحلاهما مر، إما أن يستنكروا على من أتوا بإسم الرب حقهم في السيطرة على الوادي الأسمر وبذلك يصبحوا عرضة لغضب الرب؛ أو أن يرضخوا لنواب الرب في الأرض وبذلك يفقدوا الوادي الأسمر؟ ولكن هنالك كثير من الأحداث التي ساعدت أيضاً على تكريس الخوف من رسل الرب هؤولاء (الكائنات الغريبة) حيث في أوائل عهد قدومهم أذاعوا بين الناس أن من يدافع عن الرسالة الربانية هذه ويجاهد بإسمها وبإسم الله محارباً في جزء من الوطن يعتقد أنه حارب رسل الرب ولم يقبل بهم فإن هؤولاء المجاهدين مع رسل الرب سيذهبون للجنة وهم أنقياء من كل أوساخ الدنيا الفانية!تلكم الدعوة أججت روحاً حماسية ينقصها اي تفكير أو تراجع، فتوافدت الأفواج من سكان الوادي الأسمر بدعوى حماية رسالة الرب وتدفقت إلى جنوب الوادي الأسمر وهي تقتل وتدمر في أرض هي أرض للوادي الأسمر وفي بشر هم أخوة لهم من سكان الوادي الأسمر!ظل هذا السجال ردحاً من الزمان، والكائنات الغريبة تنادي وتهلل بإسم الرب وتصور للمقاتلين من سكان الوادي الأسمر بأنهم هم المفلحون وهم الصادقون وهم المجاهدون وهم أهل الجنة!وتتالت الأحداث وفي كل منعطف صارت تظهر صراعات أخرى وتبريرات تضع طرفاً في خانة الرباني والآخر خائناً للرب !

نواصل،،،،

مع تحياتي،،،ع

اصم فقيري

سلامات عاصم
هل نقراه على اساس أنه عمل أدبي و فانتازيا وكدا ولّأ فذلكة تاريخية أم شغل سياسة

سلام يا محمد البشرى

لك مطلق الحرية أن تقرأه من زاوية شوفك

إذا إعترضت على شيء فيه ساعتها يمكننا أن نتداول معك النقاش

مع تحياتي،،،

عاصم فقيري

طيب:
كعمل أدبي صلّح "تغذو" لأنها بتوّر المرارة
وكفذلكة تاريخية فا التاريخ يقول أن سكّان الوادي في البداية رحبّوا - او على الأقل لم يقاوموا ويستنكروا - قدوم الكائنات الغريبة ربّما لغضبهم من الحال في الفترة ما قبل وصول الكائنات الغريبة
الشي التاني هذه الكائنات ليست غريبة بالمعنى الحرفي للكلمة! قد تكون الايدلوجية التي جمعتهم و نظمتهم غريبة على الوادي واهله لكّنهم هم و اخلاقهم وأناننيتهم و عنصرتهم ليست غريبة بل من رحم الوادي و اهله

نواصل

مرحبتين محمد البشرى
صححنا تغزو .. (بس صدقني كانت عفوا ما متمكن من الكيبورد العربي كويس)

على العموم لكم الشكر الجزيل على تنبيهنا لخطأ إملائي فادح كهذا

الباقي بجيك ليهو راجع

مع تحياتي،،،

عاصم فقيري

سلام مربع

هذا الوادي الأسمر برغم بساطته إلا أنه ثري بالموارد الطبيعية

ولكنه لم يتقدم في الصناعة بالمستوى الذي يشهد العصر الراهن عالميا تطوراً وطفرة صناعية كبرى

الزراعة هي العمود الفقري لاقتصاد هذا الوادي الأسمر وإن أحسن استغلالها لاكتفى منها الوادي الأسمر بل لأصبح من البلدان الثرية

إلا أن هذه الكائنات الغريبة اهملت الزراعة بل اعاقت المزارعين بفرضها للجبايات وعدم مساندتها لتوفير مدخلات الانتاج

بل أن هذه الكائنات الغريبة بدأت بعض النشاطات الصناعية المرتبطة بجهات ذات علاقات سياسية معها فأنشأت مصنعا يقال له جياد

هذا المصنع مرتبط مع بلد اخرى معروف عنها اانها لها رؤيا عقدية محددة تمثل بالنسبة لها مشروعا استراتيجيا تسعى بكل جدية أن تنفذه اقليمياً فكان الوادي الاسمر هو افضل بوابة لها للدخول لدول الجوار في الاقليم ومن خلال جياد ومصانع اخرى لانتاج السلاح بدأت الكائنات الغريبة في ابرام صفقاتها مع الشريك المذكور لتسريب السلاح وبيعه في دول الجوار للمليشيات

ولم ينجو الوادي الاسمر نفسه من تكون مليشيات صار السلاح في متناول ايديها كيف لاء وهي في قلب المنبع الذي يروج لتجارة السلاح !

تحول الوادي الاسمر الى منطقة صراعات كل القوى الاستعمارية التي تريد ان تستفيد من موارد الوادي الاسمر وضعت خططها بغرض الاستفادة القصوى من موارد الوادي الاسمر

الكائنات الغريبة لا يعنيها شيئاً سوى جمع المال بكل الوسائل ضاربة بمستقبل الوادي الاسمر وشعبه عرض الحائط !

فربطت نظامها الاقتصادي بمشروعها الاجتماعي رافعة شعارات الهية وربانية وبها كرست لكل انواع الاحتكار والسيطرة على الموارد

فتكونت مؤسسات تمارس اعتى صنوف الاحتكار التي تجاوزت ما وصلت اليه قمة الراسمالية المعروفة بالإمبريالية .. هذا بالرغم من أن الوادي الاسمر كما اشرنا اعلاه لم ترقى ملامح اقتصادياته ليكون قادراً على وصول مرحلة راسمالية على مستوى الرسمالية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر في دول مثل انجلترا وفرنسا .. الا أن هذه الكائنات الغريبة قفزت فوق كل هذا وذلك لتكون هذه الكيانات الاحتكارية التي يسيطر عليها اقل من واحد بالمائة من سكان الوادي الاسمر وهم الكائنات الغريبة وكذلك يساعدهم على ذلك بعض المأجورين من التكنوقراط والفنيين والحرفيين منهم من يعلم ومنهم من لا يعلم بخطورة الدور االذي يمارسه في تكريس هذا الاحتكار وضياع ثروات البلد وافقار شعبه وتركيز الثروة في ايدي قلة يقل عددها كل يوم حسب ما هو مخطط له او حسب ما تفرضه الازمات الراسمالية !

هذه الكائنات تدعم بشدة الهدف الامبريالي العالمي .. وفي ذات الوقت نجدها تتبنى خطابا كانما هي ضد الامبرالية ! وهذا ما شوش على كثيرين من مواطني الوادي االاسمر فلم يستطيعوا تحديد توجه هذه الكائنات الغريبة !

حقاً هي كائنات غريبة على سكان الوادي الاسمر !

من أين أتى هؤولاء ؟


مع تحياتي،،،

عاصم فقيري

طريقة جيدة، فترنا وزهجنا من الطرق التقليدية فى تناول الشان السياسي والاخلاقى فى البلد.

سلام وتحية ..

تسلم أخي عبد العظيم على هذه المدشاركة التشجيعية ... هذه دفعة جيدة منكم تساعد على ابتداع طرق مختلفة

خالص ودي وتقديري

عاصم فقيري

ما تقول الكيزان وبس .. دائماً جاي باللفة .. النضمي ما جايب تمن في شنو؟


بريمة

شكراً بريمة .. لرفع البوست .

مع تحياتي،،،

عاصم فقيري