الشــــئ النازل أكثر من الجنيه!

07:07 PM November, 22 2017

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر

خالي "الفضل" حفظه الله ورعاه كثيرا ماحكي لي عن تغيير الناس والزمن، أذكر أنه قصدني في أول يوم من رمضان مضى، وقال لي:
- اخر يوم في رمضان الفات كان رحمتات، وكان عندي أصحابي فاطرين معاي، و قلت دي فرصة أوسِّع الحكاية وأعمل أكبر إفطار في حياتي.
- وعملت شنو؟
- عزمت كل أصحابي ومعارفي مع ناس الحلة والحلة، ولمن المغرب أذن لقيتلك الضيوف ملوا البيت والفسحة القدامنا ، ولكن بحمد الله الناس فطرت واتمتعت، و الحاجات وفرت بعد داك للعشا لامن الخيرات ملت تلاجات الجيران.
حكي لي ذلك ثم حدثني عن رجل بر واحسان في منطقة مجاورة:
- الراجل ده قالوا بعمل إفطار في الشارع العام كل يوم في رمضان ، وبقولوا عنده إفطار مبالغة، وأنا الليلة ماشي أتأكد من الكلام ده وأتعرف على الزول ده عشان أتعلم منو، دحين دايرك تمشي معاي .

وصلنا قبيل الإفطار بدقائق لمكان الإفطار المفتوح على الطريق القومي الكبير ، تفاجأنا بمفارش فخمة مجهزة بما لذ وطاب من الطعام ، والناس والعربات تملأ المكان حضورا ودهشة .
عندما قمنا للصلاة أشار لي خالي لنصلي في الصف الأول بجوار الرجل المحسن وأشار لي في دهشة :
-(جداد ياعمر؟ الراجل ده شبع الناس دي كلها جداد ) .
بعد السلام مد يده لصاحب العزومة وقال له:
- والله يازول صغرتنا جنس صغر، الواحد مننا كان لمن يفطرو عنده عشرة من أصحابه يتنفخ زي الريش، ويشوف كأنه كمل الخير كله، لكن أسه بعد الشفناهو ده تاني الواحد لو أطعم الشعب كله ما حا يشعر بأنه عمل حاجة

بعد أعوام عشرة، وبالضبط في إجازتي السنوية الأخيرة التي تزامنت مع شهر رمضان المعظم الفائت، تصادف أن قضيت الاجازة بين الأهل في السودان ،
ثلاثة ارباع الإجازة تقريبا أضعتها في الجري وراء مصالح شخصية مرتبطة بالأراضي، والنيابة، والجمارك، البنوك وبعض الجهات الحكومية الأخرى.
قبيل نهاية إلاجازة زرت ذلك المكان بقرب الطريق القومي، ومع ارهاق المعاملات الرسمية والشعبية توصلت لقناعة كاملة بأن انسان السودان (الرسمي والشعبي) لم يعد هو الانسان، والزول لم يعد هو الزول .

الاخ عمر التاج - مساء الخير
لذلك من الضرورى اذا تحدث من يتحدث عن تغيير ان يدرك ان الامر يتطلب بعض مافقد اجتماعيا
وتعزيز الوعى الثقافى القائم على اساس الامه السودانيه بعيدا عن اى تجاذبات سالبه جهويا او طائفيا
او عقائديا - من افرازات العهد سىء الذكر الذى نعيشه الان - قبل العمل السياسى

بعد عشرين يوما من الجر ي في رمضان المنصرم بين موظفي الدولة ومسئولي السلطة ومنسوبي اللجان الشعبية،
تأكد لي أن ما يمكن أنجازه بالطرق الرسمية في شهر -في الواقع لايستغرق سوى ساعات -يمكن أن تنجزه في يوم واحد
إذا نزلت بإنسانيتك لمستوى هؤلاء ، وحتى في رمضان فإن شياطينهم فايرة ولا تقبل سوى الأساليب الملتوية،
ختاما، وبعد هذه المقدمة ، عايز أدخل في الموضوع،
وباختصار شديد عايز زول/ة يبشرني بخطأ اعتقادي في هؤلاء،
ولنبدأ مثلا بالقول بأنه مازال يوجد في السودان وفي هذه الأيام:
موظف رسمي أو مسئول حكومي أو ممثل معتمد للشعب أو فرد من القوات النظامية،
لا يرتشــــــي.

الأكرم الأخ عمر التاج

صدقت و الله فقد خربت النفوس خرابا يجعلك تشك فى صلاح الحال

إليك ما حصل معى قبل نحو اسبوع.
كنت عائدا من السوق العربى بعد صلاة المغرب، ساعتها كنت مشغولا فقطعت الإشارة و هى حمراء، اسنوقفنى عسكرى المرور فاعتذرت بالانشغال، أصر على مخالفتى و فتح الباب و ركب معاى، سألته على وين يا شيخنا فأجاب على القسم الشمالى و هناك ستتم مخالفتك و على الأرجح سوف تسحب منك الرخصة(سحب رخصة مرة واحدة كدة)
هالنى الأمر ، فاستأذنته فى أن أتصل بشخص تلفونيا، فعلا إتصلت بشخص يحمل رتبة كبيرة فى القوات النظامية فما كان من صاحبنا إلا أن أوقفنى و طلب منى إرجاعه إلى حيث أوقفنى، سألنى بالحرف الواحد:طيب الما عندو زول بيعرفو يعمل شنو؟أجبته أنك الأحرى بأن تجاوبنى على هذا السؤال، لأن الأمور فى البلد ماشة كدة إما بتعرف زول أو تدفع عشان تتخارج.

فعلا مؤسف ما وصل إليه حال البلد
لك تحياتى

افتكرت البوست ح يتكلم عن السيستم

الاخ عمر التاج
أنت طرحت امراً من المفروض أن يبقى لاعوام في صدارة المنبر وليت الاخ بكري أبو بكر يلتفتُ لذلك
هناك ألف سبب جعل هذا الانحراف امراً عادياً في حياة الناس وأنه ليس من الممكن أن تعمل أي اجراء رسمي دون تقديم المعلوم
هذه التبادلات كانت موجودة من زمن بعيد ولكنها كانت في حدود ضيغة وينظر إليها كتهريب المخدرات، اي أنها تعامل في سرية تامه
ولكن الامر الآن على مصراعيه وتحت شمس النهار ولا حياء في ذلك .
ومن يملك الحياء يجعل له وسيطاً من الغبش الذي تستهين بقدرهم وقدراتهم ولكنهم (الجوكية الغبش) يستطيعون أن يفعلوا الافاعيل في حدود المساحة التي يتحركون فيها
وأنا شخصياً مررت بتجربتين لو رويتهما ستلاحقني السلطات التنفيذية وترمي بي في السجن لانك لا تملك الدليل وإن ملكته فهم على مقدرة في تسويفه
من الاسباب الريئيسة التي دفعت بي بأن اكون عضواً بهذا المنبر هو فضح بعض الاجهزة الحكومية وتضييعها لحقوق المواطن الذي لا يستطيع أن يخاصمها لأنه سيختصم إليها
يا اخي أنت أثرت موضوعاً هو اوجاعي لوطني وكما قلت هو ما دفعني لعضوية المنبر ولكن عنوان الطرح قد لا يحسن الانسان فهمه او تفهمه
لك ودي

مرحبا اخ عاصم ..
اعتقد ان قيمة الانسان السوداني تدهورت الى حد كبير خلال حقبة الانقاذ
ولم يتبق منها الا شذرات في القرى والريف وبعض المجتمعات المحافظة
وما عدا ذلك لا يصلح بناء دولة مثالية ابدا
واذا رغبت المعارضة في استعادة السودان
فعليها ان تبدا باستعادة انسانه اجتماعيا وثقافيا
ولتكون البداية بالاخلاق والانتهاء بالسياسة.

تحياتي اخ اسامة صديق
وشكرا على سرد القصة التي تعبر عن الحالة العامة بل والمتاصلة لدى شرطة المرور
لدرجة اني اكاد اجزم ان كل افراد هذا الكيان متطفلين على رذيلة الفساد
وسادعم قصتك ببعص النماذج لهم
ولاخوانهم في الجمارك والنظام العام والاراضي و حتى المحاكم
والفرصة مغتوحة لجميع الاعضاء والقراء عبر نافذة الفيسبوك باذن الله

مرحبا معاوية الزبير .. لعلك طيب
بتاعك داك ناصل ساكت، لكن بتاعنا ده نازل لامن واقع
وفي كل شر.. ربك يستر

نبدأ من مكاتب الاراضي وما ادراك ما موظفي الاراضي
فبعد زيارات لعدة مكاتب في محليات الخرطوم وجبل اولياء وامدرمان
اتضح لي حجم الثراء الذي يتمتع به هؤلاء الموظفين .. ولهم الف حق في ذلك
فبالاضافة للامتيازات المالية والاستحقاقات من منتجهم الرئيسي (قطع الاراضي)
نجد ان الموظفين فرضوا حقوقا مالية على المواطنين جراء كل معاملة غير الرسوم الرئيسية
فاذا كانت لك زيارة ميدانية مثلا عليك ان تجهز ٥٠٠ الف للموظف الذي يخرج معك
اضافة لعربة للزيارة وحق الفطور والبارد
واذا ما عندك عربة فللموظف عربة امجاد يؤجرها لك بالمشوار
واذا تاخر في المشوار لاي سبب يطلب منك انهاء الزيارة ويقرر زيارة في يوم اخر مدفوعة اجره الخاص
كل ذلك تدفعه بعد ان تدفع رسوم الزيارة بايصال رسمي وتنهي اجراءاتها بدفع مقدم
وماتدفعه لاحقا يذهب لجيب الموظف او المهندس .. وعلى عينك يامدير ويامواطن
واذا قادك حظك العاثر للارشيف او اي معاملة في مكاتب المساحة او التخطيط
فيجب عليك تهيئة جيبك للدفع لكل موظف في طريقك
ولا تخشى في ذلك نظرة ناظر او سمعة موظف فكلهم متفقين على هذا
واذا كان الموظف بعيدا عنك .. فما عليك سوى ان تحول له رصيد ٢٠٠ الف اولا كعربون للاتصال به ليرد عليك
وبعد كل هذا نتحدث عن التغيير السياسي وماعلمنا ان اعادة الاخلاق اقسى وأمر

الحديث عن الفساد في مكاتب الاراضي لاينتهي
وما انكشف في مكتب الوالي السابق عن موظفين تحللوا بعشرات المليارات
لن يكون اول ولا اخر عمليات فساد منتظم
ولكن مايدور في مكاتبهم من حوار حول ثراء الموظفين يدلل على حجم توغل هذه المؤسسات في الفساد حتى اصبحت عملية جمع الاموال من المواطنين هي شغل الموظفين الشاغل في مكاتبهم.
ويكفي لمن يرغب في التحقق من ذلك من لجان مكافحة الفساد والامن الاقتصادي ورئاسة الجمهورية وغيرها .. يكفي ان يزور احد منسوبيهم هذه المكاتب في هيئة مواطن عادي يطلب خدمة ليرى ماتتطلبه خدمة المواطن العادي من دفع فوق الطاولة خارج الاجراءات الرسمية.
الغريبة ان استلام الموظفين لمبالغ لصالح جيوبهم الخاصة لم يعد امرا خفيا حتى علة السلطات العدلية .. ففي احد جلسات محكمة الاراضي طلب القاضي شهادة مكتب الاراضي .. وبعد ان اكملت اجراءات اعلان المكتب وماصحبه من دفع في الخاص للمعلن وكاتب الاعلان وحامله .. الخ، وهذه خوازيك سنحكي عنها لاحقا .. الشئ المدهش ان مدير مكتب الاراضي بعد ان سلمته ايصال الزيارة وايصال الارشيف وايصال الكروكي وبعد ان جهزت العربة قال لي هل اتفقت مع الموظف الذي سيخرج معك على حقه؟ . والادهى والامر ان القاضي بعد ان استمع الى اقواله ساله : هل سلمك الشاكي حق شهادتك؟
يحدث هذا في دولة المشروع الرسالي الذي لاتنقضي عجائب حطه بقيم الانسان والدين .. وعن فساد الشرطة نحكي في المرة القادمة باذن الله.

الشرطة:
الجمارك
المرور
المباحث
النظام العام
الشعبية
المكافحة
المحاكم
من أين نبدأ ؟
وماذا نقول غير
يالهول السقوط ...

اخونا عمر التاج و ضيوفه الكرام سلام
الشي النازل دا عايز ليه مجلدات ..
الله يدينا طولة البال للمتابعة ....
تحياتي

وعليكم السلام اخونا ابوحسين
ومرحبا بك
أعتقد أن كل شيء في المجتمع يمكن رفعه إذا نزل ،
عندما يحدث تغيير للنظام السياسي أو الاقتصادي أو المجتمعي
عدا الأخلاق ..
إذا فسدت يتطلب الأمر رسول جديد للامة
أو تغيير المجتمع نفسه

النزول في السودان يبدأ من أعلى
حيث أن القمم السياسية هي أكثر المواقع نزولا في الاخلاق
أبلغني زميل بأنه قدم للسودان مع وفد خليجي بغرض الاستثمار في احدى الولايات
بدأ اكرام الوفد من بيته ، فتداعت له اللجان الشعبية واعيان الحي
وفي اليوم التالي سمع المعتمد فدعاه هو ووفده،
ثم تطور الأمر لرئيس المجلس التشريعي ثم الوالي
قال محدثي أن الأمر بدأ ببضع ملايين مقابل وريقات من اللجان والمحلية
وتوالت الاتفاقات والكمشنات بمتواليات هندسية مع كل مرحلة يصعد فيها الورق
وعندما وصل الأمر الأمر للوالي استدعاهم، وطلب من رئيس الوفد الموافقة كتابة على إشراك شركته الخاصة في المشروع
على أن يوزع العائد مناصفة بينه وبينهم .
فما كان من المستثمر الأجنبي إلا النجاة بما تبقت له من مصاريف..