جرة نم 36

جرة نم 36


11-14-2017, 02:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1510665321&rn=0


Post: #1
Title: جرة نم 36
Author: محمد التجاني عمر قش
Date: 11-14-2017, 02:15 PM

01:15 PM November, 14 2017

سودانيز اون لاين
محمد التجاني عمر قش-
مكتبتى
رابط مختصر

جرة نم 36
محمد التجاني عمر قش
الفخر هو ذكر الشاعر لمحاسن نفسه أو قومه أو قبيلته وتغنيه بتلك المآثر التي ربما تكون هي نفسها الموجودة في باب المدح وتشمل الكرم والشجاعة وعفة النفس والصبر على المكاره وصدق الأخوة والوفاء. ونجد مثالاً رائعاً لهذا النوع من الفخر بالقبيلة عند الشاعر محمد زين العابدين أبو جديري في قوله:
ما بنخاف أبداً من لهيب جبخانا
ثابتين كالجبال نفوسنا ما هامانا
حالفين يمين شافعنا يحمي حمانا
فرسان أم صقير مين بقيف في حضانا
هذا الشاعر لا يكتفي فقط بوصف قبيلته بالشجاعة ويذكر مآثرها في هذا المجال بل يشير ربما إلى واقعة خاضتها القبيلة " أم صقير" وهو في ذات الوقت ينفي أن يوجد من القبائل الأخرى من يقف أمام قبيلته "مين بقيف في حضانا" وهذا قمة الاعتداد والفخر. أما شاعرنا يوسف البنا فيسير على نفس النهج الذي سار عليه السموأل الأزدي، وهو أحد حكماء العرب ومن الشعراء المشاهير في الجاهلية، وهو ذلك الرجل الذي ضربت العرب المثل بوفائه فقالت: أوفى من سموأل، وهو القائل في قصيدة له مشهورة:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميلُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
فهو يفتخر بكرم وشجاعة قومه الذين لا تخمد نارهم أكراماً لمن نزل بمضاربهم، كما أنهم مشهود لهم بالشجاعة وقهر العدو، وهذه ذات المعاني التي يتناولها يوسف البنا في قوله:
نحن الجودنا ما بكمل خريفنا وصيفنا
ها نحن ندردق الجزر الغلاد لي ضيفنا
نحن بنحفظ المعروف نراشي ضعيفنا
نحن بفلّخ الفارس المدرع سيفنا
ويوسف هو القائل أيضاً:
نحن مجربين يوم الكتال يوم عيدنا
ما بنخاف برا الخالقنا ربنا سيدنا
نحن الكافة العالم عرف توحيدنا
نحن ملاطمة ردع السلاح بتزيدنا
إن الفخر من أعمق فنون الشعر تأثيرًا على فطرة الإِنسان، ويكون عادة بتعداد الصفات الكريمة لمن يفخر. ونراه يرتبط غالبًا بالشجاعة، والكرم، والوفاء، والحلم، وعراقة الأصل، وحماية الجار والنزيل. وباختصار شديد نستطيع القول إن الفخر من نتاج العاطفة الجياشة الصادقة، والانفعال القوي، وهو وسيلة فعّالة لغرس الأخلاق الكريمة والفضائل في نفوس الناس وبثها في المجتمع والتذكير بها ليمتسك بها النشء.